توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. سر سعي واشنطن لتغيير حكومة نتنياهو.. ومصير العدوان على غزة
أحداث فلسطين وإسرائيل، منذ بدء العدوان الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال على أهالي غزة والذي يتواصل منذ أكثر من شهرين، بدأت تطفو خلافات على السطح بين الولايات المتحدة الأمريكية وتل أبيب حول مصير قطاع غزة بعد العدوان.
خلاف كبير بين بايدن ونتنياهو
وبالرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلية، إلا أن هناك خلافا كبيرا بين إدارة الرئيس بايدن وحكومة اليمين المتطرف في تل أبيب بقيادة نتنياهو.
وسلطت تقارير إعلامية كثيرة الضوء على التوترات الجديدة، خاصة بعدما طالبت إدارة بايدن نتنياهو بتغيير حكومته المتطرفة، مرجعة ذلك إلى الخلاف حول مصير قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي.
ويبقى السؤال الأكثر أهمية ما تأثير هذا الخلاف على الحرب في غزة؟
وفي هذا السياق قال الخبير والمحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتفق بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلية على أهداف رئيسية في العدوان على غزة أهمها تدمير المقاومة الفلسطينية والأنفاق، وتحرير الأسرى.
وأضاف فادي عاكوم لفيتو، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلية بكل قوتها لتحقيق أهدافها في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الخلاف حول بعض النقاط فيما يتعلق بمصير قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي.
وأكد عاكوم أن إسرائيل تريد البقاء عسكريا في القطاع والسيطرة عليه بينما الولايات المتحدة الأمريكية ترفض ذلك وتسعى لإنشاء قوة أممية أو تسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية.
وأكدت تقارير إعلامية أمريكية أن بايدن حذر نتنياهو بأن إسرائيل على وشك أن تخسر الدعم الدولي بسبب حكومة اليمين المتطرف، والعدوان الغاشم الذي اودي بحياة الألاف من المدنيين في غزة.
بايدن يدعو نتنياهو بتغيير حكومته
وأضافت التقارير الإعلامية نقلا عن خبراء أنه لا يوجد شقاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مسار الحرب الراهن والهدف المعلن في تدمير القدرات السياسية والعسكرية لحركة حماس واستعادة الراهن، ولكن هناك خلافا محوريا بشأن قضية حكم غزة بعد الحرب، وهو ما تسبب في تصاعد الخلاف إلى الرأي العام العالمي، فضلًا عن قلق الإدارة الأمريكية من عرقلة تيارات متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية لمسار عملية السلام ومستقبل حل الدولتين.
وبدأ الخلاف يظهر في الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي في حملة لجمع التبرعات في واشنطن،:"إن حكومة نتنياهو تخاطر بتآكل الدعم الدولي للحملة العسكرية ضد حماس برفضها تأييد مبدأ "حل الدولتين".
وأضاف الرئيس الأمريكي:" أن إدارته ستواصل دعم إسرائيل، لكنه في ذات الوقت أثار مخاوف بشأن مواقف الدول الأخرى، مضيفًا: "يجب على إسرائيل أن تكون حذرة لأن الرأي العام العالمي بأسره يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها".
وطالب الرئيس الأمريكي نتنياهو بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر، كما ذكر على وجه التحديد السياسي الإسرائيلي المتطرف إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي.
وتابع بايدن: أن هذه الحكومة في إسرائيل تجعل الأمر صعبا للغاية..ولدينا فرصة للبدء في توحيد المنطقة، وما زالوا يريدون القيام بذلك. ولكن علينا أن نتأكد من أن بيبي (نتنياهو) يدرك أنه يجب عليه اتخاذ بعض الخطوات.. لا يمكنك أن تقول لا دولة فلسطينية.. هذا سيكون الجزء الصعب"
وفي هذا السياق أشارت وكالة رويترز في تقريرها إلى أن تصريحات بايدن هي الأكثر أهمية حتى الآن في تعامل نتنياهو مع حرب إسرائيل في غزة، إذ تأتي كتناقض صارخ مع دعمه السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.
بينما ذكرت صحيفة "بلومبرغ" في تقرير لها عن أحداث فلسطين وإسرائيل، إن تعليقات بايدن تمثل بعضا من أقوى انتقاداته لحكومة نتنياهو منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تشير إلى قلقه بشأن تحفظ نتنياهو على التفاعل مع نصيحته بخصوص سير العمليات ومرحلة ما بعد الحرب.
ويأتي حديث بايدن بعد وقت قصير من مقطع مصور نشره نتنياهو، على حسابه في منصة "إكس"، يقول فيه إن واشنطن وتل أبيب تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في غزة"، وبعد تأكيد إسرائيل على استمرار الحرب في القطاع، وتهديد نتنياهو للسلطة الفلسطينية بالحرب، قائلًا إنه "إذا قرّرت السلطة الفلسطينية، مهاجمة إسرائيل، فإنّ الجيش سيردّ بقوة في الضفة الغربية".
تدمير دبابة ميركافا، سرايا القدس تهاجم تجمعات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالهاون
وفي السياق ذاته نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إنهم يطرحون أسئلة محددة على الإسرائيليين بشأن الالتزامات القانونية لحماية المدنيين.
تأثير الخلاف الأمريكي الإسرائيلي على الحرب في غزة
وفي هذا السياق ذكر عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق دونالد ترامب، جبريال صوما، إن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي كانت غير معلنة حتى وقت قصير، ظهرت إلى العلن عندما حذر بايدن من أن إسرائيل قد تفقد الدعم الدولي لحملتها ضد حماس، بالتزامن مع رفض نتنياهو علنا الخطط الأمريكية لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
وأوضح "صوما" أنه قبل اندلاع الحرب كان بايدن صريحًا في انتقاداته لائتلاف نتنياهو الحاكم، خاصة أن الحكومة الحالية في تل أبيب تضم أحزاب اليمين المتطرف، لكنه رغم ذلك وقف جنبا إلى جنب مع نتنياهو في أعقاب هجمات حماس، على الرغم من الانتقادات المتزايدة للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وبشأن تداعيات هذا الخلاف على مسار الحرب في غزة، رجح "صوما" استمرار العمليات العسكرية في القطاع حتى تقرر إسرائيل أنه تم القضاء على حماس، ولكن في الوقت الحاضر هناك ضغوط على إسرائيل من قِبل الولايات المتحدة لفتح معبر "كرم أبو سالم" أمام إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، كون المساعدات التي تدخل عبر رفح ليست كافية وهناك ضرورة لإدخال مزيد من المساعدات.
وأضاف: "يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد ذلك، ولكني أعتقد أنها ستوافق في نهاية المطاف".
وأكد عضو المجلس الاستشاري السابق لترامب، أن محور الخلاف الأمريكي الإسرائيلي يتمحور حول ما يجب أن يحدث في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب الراهنة، مضيفًا: "بايدن أكد على مواصلة واشنطن تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى تتخلص من حماس، ولكن على الإسرائيليين أن يكونوا حذرين لأن الرأي العام من الممكن أن يتغير بين عشية وضحاها".
وأكدت تقارير إعلامية أخرى أن هناك خلاف بين إدارة الرئيس بايدن ونتنياهو حول قضية حكم غزة، إذ تشعر الولايات المتحدة بالقلق من الحصول على دعم إقليمي لأي حل بسبب وجود "عدد من الأشخاص في حكومة نتنياهو غير محترفين، وأدلوا بتصريحات واتخذوا مواقف متطرفة، وتحديدا بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية) وبن غفير".
وأوضحت التقارير أن ارتباط هؤلاء الوزراء ارتباطا مباشرا بالسياسات والقرارات المتعلقة بغزة "أمر يثير قلقا عميقا لدى الإدارة الأميركية، وهناك خوف من أن يكون وجود هذه الشخصيات حجر عثرة أمام تحقيق أي نوع من التوافق في الآراء على مستقبل حل الصراع".
ومع ذلك أكدت التقارير أن إدارة بايدن لا تزال تريد القضاء على حماس بالكامل، لكنها لا ترغب في بقاء هؤلاء الأفراد في موقعهم لعرقلة عملية السلام ولا تشجع أي نوع من العنف ضد المدنيين في المستقبل أو التدخل بطريقة أخرى في حل النزاع وبناء السلام.
وأضافت: "يأتي ذلك في ظل الإخفاقات الاستخباراتية والسياسية الكارثية لحكومة نتنياهو، وبالتالي فإن الاحتفاظ بأي شخص يرمز إلى الفشل وعدم الاحتراف، يعقد فكرة الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل ويساهم في الضغط الدولي على كل من إسرائيل والولايات المتحدة في آن واحد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.