ألفريد نوبل مخترع الموت.. ما لا تعرفه عن الشاعر الحزين.. رفضته الفتيات ولم يتزوج فاخترع الديناميت.. وفاة شقيقه تحوله إلى صانع سلام.. وهذه حكاية جوائزه
ألفريد نوبل، منذ 190 عامًا وتحديدًا في يوم 10 ديسمبر 1833، كان العالم مع موعد مع استقبال ألفريد نوبل، المخترع السويديّ، رائد الأعمال والكيميائي المعروف باختراع الديناميت، الذي حصل على براءات اختراع عديدة لاختراعه من المواد المتفجّرة، وأسس العديد من الشركات التي جعلته ثري جدًا، وهو الذي أسس جائزته الشهيرة "جائزة نوبل".
الجوانب الخفية في حياة ألفريد نوبل
حكاية ألفريد نوبل، أو الجوانب الخفية لحياته لم تكن سعيدة، وكان لتأسيسه جائزة نوبل حكاية أخرى حزينه، فبعد اخترع العالم ألفريد نوبل للديناميت، توفى شقيقه الفنان لودفيج نوبل، فظنت الصحف أن ألفريد نوبل هو الذى مات، فهاجمته كل الصحف وكتبت عناوين أحزنته، ومنها "مات تاجر الموت" و"الرجل الذى جنى الملايين من موت الآخرين قد مات".
عندما قرأ ألفريد نوبل عناوين الصحف أُصيب بالاكتئاب، واتخذ قراره، الذي خرج للعلن ولا يزال يخلد اسمه حتى الآن، فقرر إنشاء جائزة نوبل للسلام، ليُعبر عن ندمه على اختراعه "الديناميت"، الذي تسبب في قتل العديد من المدنيين، وحتى يتذكره الناس بالخير، معتبرًا ذلك خطوة في تصحيح الخطأ الذي أضر بالبشرية.
اختراع ألفريد نوبل يدمر البشرية
لم يكن الهدف الأساسي من اختراع ألفريد نوبل لـ "الديناميت"، تدمير البشر، لكنه أكد أن غرض اختراعه هو استخراج الأشياء من باطن الأرض وليساعد عمال المناجم في البحث عن المعادن، دون الحاجة إلى الحفر، لكن الهدف تغير وتم استخدام "الديناميت" في قتل البشر.
الكاتب والمترجم السويدي بينجت يانجفيلت كان ينظر إلى ألفريد نوبل على أنه لغز، من خلال شخصيته المعقدة والتضارب في عمله الذي جمع فيه، بين نشر الديناميت، والكفاح في سبيل السِّلم العالمي، ففي جانب حياته الشخصية الخفية، نجد أن ألفريد لم يتزوج، ولم يُبدِ رغبة في ذلك، وظهرت جوانب حياته الشخصية مع مرور السنوات، فهو مفكر وحيد ومريض وكاره للبشر.
ألفريد نوبل شاعر بنظرية سوداوية
استند بينجت يانجفيلت في تحليله لشخصية ألفريد نوبل على رسائل ألفريد نوبل الشخصية وكتاب ابنة شقيق نوبل:" مارتا نوبل ـ أولينيكوف"، فلم يكن نوبل مخترعًا بارعًا فقط، بل كان أيضًا شاعرًا وكاتبًا مسرحيًا على مستوى عالٍ، تبدأ أشهر قصائده بعبارة "أنتِ تقولين أنني لغز..."، التي كتبها عندما كان في سن الثامنة عشرة، وهي موجهة إلى امرأة ترى أن شخصيته غامضة.
كان ألفريد نوبل يرى الحياة من منظور رومانسي، لكنه انقباضي تتملكه نظرة باتجاه كره البشر والنظرة السوداوية، فقد عانى ألفريد في مرحلة نضجه من اكتئاب سوداوي، كان يزيد بمرور الوقت، وظهر ذلك من خلال رسالة بخط ألفريد نوبل، أُهملت سهوًا أو تمّ تجاهلها عمدا.
الجانب الخفي لحياة ألفريد نوبل تكشف عن شخصيته الغامضة والسوداوية، فقد أُجبر نوبل "والده" على ترك ستوكهولم بسبب الديون الكبيرة المتراكمة عليه وتهديده من مصلحة جباية الديون، وانتقل إلى سان بطرسبورج، فصنع لنفسه اسمًا خلال وقت قصير كمخترع أسلحة. وكان اختراعه الرئيسي هو اللغم البحري، الذي اشترته الحكومة الروسية، وحصل نوبل مقابل كبير جدًا على اختراعه، لدرجة أنه تمكَّن من أن يرسل وراء عائلته التي بقيت في ستوكهولم (زوجته أندرييتا، وأبناؤه روبرت ولودفيغ وألفريد).
في السنوات التالية أقام ألفريد ورشة ميكانيكية ناجحة لصناعة معدّات للاستخدام العسكري والمدني، وخلال حرب القرم 1853 ـ 1855، تلقّى طلبات كبيرة، لدرجة أنه أصبح ثريًا. وعندما انتهت الحرب ونصّبت روسيا إمبراطورًا جديدًا هو الإسكندر الثاني، قامت الحكومة بفسخ العقد مع الورشة وتمّت تصفيتها.
شخصية ألفريد نوبل يشوبها الغموض
في عام 1952 نشرت ابنة لودفيج؛ مارتا نوبل ـ أولينيكوف كتابًا بعنوان "لودفيج نوبل وعمله"، أشارت فيه إلى أن انعدام رغبة ألفريد في زيارة سانت بطرسبورج، برغم دعوته عدة مرات لزيارتها، يعود ذلك إلى أنه "حمل منذ ستينيات القرن التاسع عشر بعض الذكريات المحرجة، من هناك، وهي على أية حال، يشوبها الغموض". وكان ذلك سرًا عائليًا.
وفي كتاب محمد عبد السلام "114 نوبل.. شئ من العنصرية"، اقتبس عبارة كان يرددها نوبل "لا أدري لماذا تحجم الفتيات عني؟!.. ليس في مظهري ما يدعوهن إلى ذلك الإحجام.. فأنا حسن الهندام.. وقد ورثت وسامةً عن أمي.. لماذا إذًا تفر مني الفتيات؟!"
جاءت هذه العبارة في مذكرات الفريد نوبل التي دونها الكاتب إيفلانوف وفلور وفانت، حيث ربط العلماء علي مر العصور بين إخفاق ألفريد في العثور علي المرأة التي تبادله مشاعر الحب وبين اختراعه المدمر "الديناميت"، رغم نفيه لذلك الأمر.
واستكمل الكاتب اقتباساته من مذكرات ألفريد نوبل حيث قال: "كنت اليوم مع جارتنا "أنيتا" في حديقة الملاهي باستوكهولم.. وفجأةً تركتني دون إعتذار أو كلمة.. مع أنها كانت قد قالت لي إنها لا تمانع في الزواج مني إذا حصلت على وظيفة مناسبة".
العلماء يربطون بين مأساة نوبل واختراعه الديناميت
الغريب أن العلماء ربطوا بين عباراته المأساوية، لتوضيح حجم ما كان يعانية، ومؤكدين أن ذلك يفسر مدي عشق ألفريد نوبل في التوصل إلي إختراعات لها علاقة بالتفجير والدمار، فقد وقع ألفريد نوبل الشاب في شباك الحب لأول مرة في سان بطرسبورج الروسية، أحب ابنة صانع السفن الدنماركي الأشهر "آنيتا ديزري"، وكان بطرس الأكبر قد دعاه للعمل في روسيا آنذاك، ولم يكن قد دخل الجامعة بعد، ولكنه كان يتقن ست لغات، وقام بزيارة العديد من الدول.
كان ألفريد نوبل يجيد قراءة أشعار الشاعر البريطاني جورج جوردون بايرون الحزينة، لكنه كان بعيدًا عن مظهر ذلك الشاعر، فقد كان قصير القامة ونحيف الجسم وشاحب اللون، ورغم ذلك تقبلت "أنيتا ديزري" مغازلته بروح إيجابية لعدة أشهر، حتى أنه راح يحلم بالزواج منها، راح يبني منزلا صغيرا في خيالة، راح يتخيل طفلا صغيرة يشبة "آنيتا".
نوبل يصاب بالحمى لرفض فتاة الارتباط به
لكن ظهر في حياتهما شاب نمساوي وسيم يدعى "فرانس ليمارج"، شاب أرستقراطي ابن دبلوماسي نمساوي شهير وعائلة عريقة، فأشاحت أنيتا بنظرها عن ألفريد وراحت تتطلع نحوا الفتي النمساوي الجميل. ما دفع ألفريد للدخول في معركة علمية خاسرة مع فرانسيس ليمارج للحفاظ علي أنيتا، فإقترح "ليمارج" على منافسة حل مسألة رياضية بحضور أنيتا، حاول "ألفريد" كثيرا دون جدوى، فما كان من "فرانس" إلا أن أعطى الحل بلحظات معدودة معلنًا أنه سيصبح عالم رياضيات، وأن على ألفريد أن يخجل، وبعد حفل زواج "أنيتا ديزري" و"فرانس ليمارج" أصيب "ألفريد" بالحمى.
وقال ألفريد في مذكراته "لم يعد في قدرتي أن أقابل "أنيتا" ذاهبة إلى الكنيسة وعائدة منها متعلقةً بذراع الفتى "ليمارج" الذي تزوجته.. سأترك لها استوكهولم كلها.. بل السويد أيضًا.. من يدري لعلي أجد في باريس من تحبني وتفضلني على غيري من الرجال!!.. المعروف كما هو شائع أن الفرنسيات عاطفيات جدًا.. فإذا صدق ذلك سأجد في باريس من تقابل عاطفتي بمثلها".
وبمجرد تعافيه من حب أنيتا أعلن ألفريد أنه سيصبح مخترعًا شهيرًا، وبالفعل وفى "ألفريد نوبل" بوعده وتحدث عنه العالم، أما "أنيتا" فأسفت لخيارها فلم يصبح "ليمارج" عالما في الرياضيات أو آي شيء أخر.
إعلان نوبل لتوظيف سكرتيرة
وفي كتاب "114 نوبل.. شيء من العنصرية" يذكر الكاتب أنه مرت السنين في فرنسا واستطاع ألفرد نوبل أن يبيع حقوق استخدام الديناميت للحكومة الفرنسية بربع مليون فرنك، وصار واسع الثراء، وأصبح وهو في الثالثة والأربعين من أشهر شخصيات أوروبا، وانغمس في العمل، مما حال بينه وبين البحث عن الفتاة التي تتوق لها عاطفته، إلى أن التقى الكونتيسة السويدية بارعة الجمال "بيرتا كينسكي"، والتي أخذت على عاتقها الاهتمام بشؤونه التجارية والإعلامية.
الغريب أن ألفريد نوبل نشر إعلانًا في إحدى صحف فيينا جاء فيه: "رجل عجوز مثقف وغني يعيش في باريس يرغب في توظيف سيدة ناضجة تتقن اللغات للعمل عنده كسكرتيرة"، وقع نظر الكونتيسة برتا كينسكي على الإعلان وفي وقت كانت تعيش فيه ظروفًا حرجة، فكانت فقيرة جدًا على الرغم من انتمائها إلى عائلة نبيلة، كانت تعمل آنذاك مربية في فيينا عند عائلة البارون "فون زوتنر"، الذي أجبرت على مغادرته.
وعندما قرأت برتا الإعلان انطلقت إلى باريس لمقابلة نوبل الذي أعجب بمظهرها وقدراتها، فأخبرت برتا نوبل بحبها لشاب آخر، بعد فترة تزوجت من تلميذها البارون الشاب "ارتور فون زوتنر"، وأصبحت كاتبة ومناضلة من أنصار السلام، حافظت على صداقها بنوبل وكان تعاونهما فعالًا خلال السنوات العشر الأخيرة من عمره، وحصلت عام 1905 جائزة نوبل للسلام.
حوادث الديناميت ترعب ألفريد نوبل
وجاء في مذكرات ألفريد نوبل "بدأت حوادث الديناميت المخيفة تثير ذعر العالم، وقد هاجمتني الصحف عقب انفجار صناديق الديناميت في بنما، مما أدى إلى مصرع 60 شخصا، وكذلك انفجار ثلاثين صندوقًا من الديناميت في ميناء سان فرانسيسكو، وعندما وقعت كارثة حرب 14 مايو سنة 1864 استُخدم فيها الديناميت، مما جعل ضميري يتعذّب بسبب تطور هذا الاختراع الذي أدى إلى الديناميت الفتاك."
وأصيب نوبل بخوف شديد، فخرج على وجهه هائمًا من بلد إلى آخر، وقد استولى عليه الذهول القاتل، حتى أطلقت عليه الصحف لقب "أغنى متشرد في العالم"، لكنه كان عن الصحف في شغل شاغل، هائما في الشوارع وكل من يقترب منه لا يسمع الا عبارات شاردة "ماذا فعلت؟!.. ماذا فعلت؟، لقد أجرمت بحق البشرية!! رحمتك يا إلهي!!.. رحمتك يا إلهي!!.
وكان يقول "أنا صانع الدمار!!، تاجر الموت!!، اسمعي يا "بيرتا" سأكتب وصيتي محاولًا التكفير عن جرمي، وسأجعلك المسؤولة عن تنفيذها، كل أموالي التي تقدر بملايين الدولارات، سوف أهبها لكل من يكرس حياته لخدمة العلم والسلام والحب في هذا العالم!!، إني أترك لك يا "بيرتا" تحديد الشروط والظروف، وليغفر لي الله ما اقترفته يداي.
وقامت "بيرتا" بتنفيذ الوصية حيث جعلت إيراد ثروته السنوي جائزةً تحمل اسمه "نوبل" لكل من وهب حياته من أجل العلم والسلام والحب فوق هذا الكوكب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.