ابنة الموسيقار جمال سلامة: والدي كان يكره سيرة الموت ويعشق صوت هذه المطربة.. واتفقت على كتابة سيرته الذاتية قريبا (حوار)
>> أهديت بعض مقتنياته للأوبرا حتى لا تذهب إلى الروبابيكيا والقمامة
>> كان حزينا لابتعاد أبنائه عن الفن والموسيقى
>> لم يستسلم للمرض وكان يلعب على البيانو حتى آخر يوم فى حياته
>> سيتم تحديد قاعة باسمه في الأوبرا تضم مقتنياته من البيانو والنوت الموسيقية
>> سلمت للأوبرا ألحانًا جديدة لم تعرض للمبدع من قبل
"المبدع لا يرحل أبدًا".. من منطلق تلك البديهية، حققت الابنة الكبرى للموسيقار الراحل جمال سلامة أمنيته الوحيدة فى الحياة وبعد الممات، فخمسون عاما هى عمر المسيرة الفنية لـ”ملك الألحان” لن تتوه فى الذاكرة، فمن ينسى “مصر اليوم فى عيد” و”احكى يا شهر زاد” و”ساعات ساعات” و”بيروت ست الدنيا” وغيرها الكثير من النغمات المسجلة كعلامة مميزة فى الألحان الشرقية والكلاسيكية.
التقت “فيتو” سونيا جمال سلامة، ابنه الموسيقار الراحل، لتكشف لنا عن آمال وأحزان ووصية والدها الدائمة، وقرار إهداء بعض من مقتنياته لدار الأوبرا المصرية وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار:
*منذ أيام أهديتِ البيانو الخاص بالراحل الدكتور جمال سلامة إلى دار الأوبرا المصرية.. من أين جاءت الفكرة؟
أبى كان حزينا دائمًا من داخله بسبب عدم انتهاج أى من أبنائه الثلاثة طريق الفن والموسيقى وأننا لن نكمل مسيرته الفنية، وأنا درست فى معهد الكونسرفتوار ولكن كهواية وسلكت طريقا آخر فى الحياة، وبسبب خوفى الشديد مما أقرأه عن ضياع مقتنيات المبدعين والفنانين بعد رحيلهم فى أيادى غير أمينة تصل بها إلى الروبابيكيا والقمامة كنت أقول لنفسى "لو بابا توفى ممكن مقتنياته تنال نفس المصير " ومن هنا جاءتنى الفكرة وكنت أفكر فى إهدائها لمكانين، إما أكاديمية الفنون أو دار الأوبرا المصرية.
*ولماذا وقع الاختيار على دار الأوبرا المصرية وكيف تم الاتفاق؟
اخترت دار الأوبرا لعدة أسباب أولها أنها مكان آمن سيحافظ على قيمته الأدبية والفنية، وجمال سلامة كان مستشارا فى دار الأوبرا فى أواخر حياته، وكان يسعد كثيرًا عندما كان يقدم فيها حفلات أو يحضر فيها حفلا، بالإضافة إلى أن وجوده فى الأوبرا سيمكن العازفين من استخدامه وهى أرواح أخرى امتداد لأبى وكأنه من يعزف، ومن هنا إتخذت القرار.
وكان من الممكن أن أبيع البيانو وأستفيد ماليا منه فقيمته المادية كبيرة جدا، ولكنى فضلت أن تعيش سيرته مدى الحياة وسط تلاميذه وجمهوره ومحبيه للأبد، وتواصلت مع الدكتور خالد داغر رئيس دار الأوبرا، واتفقنا أنه سيحدد مكانا داخل الدار أو قاعة باسمه تضم مقتنيات أبى من البيانو والأعمال من النوت الموسيقية المكتوبة بخط يده من السبعينيات، والأوبرا فى الأساس تعزف مقطوعات جمال سلامة من الكلاسيكيات المهمة جدا وتعزفها الدكتورة مشيرة عيسى والدكتور رمزى يسى بخلاف الأعمال التى يعرفها الناس، فحرام هذه الأعمال تتعرض للضياع، وفكرنا أن نعمل مكتبة باسمه داخل دار الأوبرا.
*وهل ما زال منزل جمال سلامة يحوى باقى مقتنياته الشخصية؟
لا أعلم فهذه الأشياء عند أولاده، فأبى لديه ولد وبنت من طليقته مدام وفاء، وأنا ابنته الكبيرة وأعيش فى إسبانيا مع ابنتى لظروف دراستها فى الخارج، ولكنى تصرفت فى حدود ما أملك ويخصنى، فالبيانو كان ملكى وداخل بيتى، وقد أوضح لى أحد المحامين أنني لن أتعرض لأى مشكلة قانونية فى التصرف فى البيانو وكان خوفى على النوت الموسيقية بألا تضيع حقوق الملكية الفكرية لها لأنها تخصنا نحن أبناؤه الثلاثة، ولكن النوته هى ورقة فأى موسيقى يسمع الأغنية يكتب نوتتها وكل أعماله مسجلة ولا أحد يجرؤ على نسبها إلى نفسه.
*كم عدد النوت الموسيقية التى أهديتها لدار الأوبرا المصرية؟ وهل هناك أعمال لحنها الراحل جمال سلامة وتخرج للنور؟
أكثر من 200 نوتة موسيقية، وما زال عندى مجموعة كبيرة تحتاج إلى عملية جرد، ولدى مجموعة من الأعمال له لم تعرض من قبل وللأسف لا أعرفهم كلهم ولذلك أبحث فيهم بعناية ودقة لمعرفة القديم المذاع والجديد الذى لم يعرفه أحد، ولابد أن نتشارك أنا وأخوتى فى الأعمال الجديدة ونرى ماذا سنفعل بعد تسجيلها فى جمعية المؤلفين والملحنين بفرنسا.
*سعى الراحل لتقديم نوع من الأعمال الموسيقية تعتمد على دراسته فى روسيا، هل لذلك علاقة بحلمه؟
بالطبع لا، فأعماله عندما كان يدرس فى بعثة بروسيا فى السبعينيات كانت عبارة عن سيمفونيات كتبها وهو طالب وأخذ عليها جائزة وما زالت موجودة، ولكن حتى أواخر أيامه كانت رأسه مفعمة بالموسيقى، وكان يجلس على البيانو ويعزف مقطوعات ولم يستسلم للمرض فكان يلعب على البيانو حتى آخر يوم فى حياته، لدرجة أننى أحسست وقت خروج البيانو من البيت بأنه أبى هو من يخرج فى لحده، وجائنى هذا الشعور لأننى للأسف كنت فى إسبانيا ولم أحضر وفاته بسبب كوفيد 19وإجراءات حظر السفر التى كانت تتبعها الدول.
*هناك حكاية ذكرتها عازفة الفيولا رشا يحيى بأن الراحل لقى معاملة غير لائقة من أحد المسئولين بالأوبرا لدرجة أنهم طالبوه بدفع 5000 جنيه لتأجير بيانو يعزف عليه فى إحدى الحفلات، ما صحة ذلك؟
لا أملك معلومات عن تلك الواقعة بسبب سفرى ولا تربطنى علاقة بالوسط الفنى، ولكن الدكتورة رشا يحيى كانت بالنسبة لأبى ابنته، فكل ما تقوله أنا أبصم عليه بالعشرة، لأنها مكثت مع والدى أكثر مما هو مكث معى فى تلك السنوات.
*ألم تفكرى فى كتابة سيرة ذاتية أو كتاب يحكى مشوار المبدع جمال سلامة؟
اتفقت مع الدكتورة رشا يحيى على ذلك، وهى تنشر حلقات منفصلة عن حكاياته الفنية والشخصيات التى مرت فى حياته ومواقفه، وبعد الانتهاء من تلك الحلقات سينشر الكتاب مجمعًا، وسأشاركها بالكتابة فيما يخص الجانب العائلى والأبوى من حياة جمال سلامة، ثم سأترجم ذلك إلى اللغة الإسبانية والإنجليزية بحيث يعرف أكبر عدد من الناس من هو جمال سلامة الموسيقار الفنان، بالإضافة إلى أن ابنتى ترغب فى عمل فيلم وثائقى عن جدها فهى خريجه معهد سينما.
*وما الذى كان يشغل بال جمال سلامة طوال الوقت وهل كانت له وصية؟
كان دائمًا يقول إذا حدث له مكروه فالناس سوف تنساه للأبد، وبعدها يجلس باكيا، وفى أواخر أيامه كان يشعر أن الجمهور نسيه، وأبى كان لا يحب سيرة الموت ويكره اللون الأسود فروحه كانت فرحة ومبتسم دائمًا، ووصيته لى أن تظل سيرته الفنية وأعماله الموسيقية حاضرة بين الناس.
*ومَن مِن المطربين كان جمال سلامة يحب صوته وينسجم بالتلحين له؟
أبى كان يعشق صوت ماجدة الرومى وكان يرى أن مساحات صوتها ستخرج منه أفضل ما عنده، أيضًا سميرة سعيد ولطيفة، وأميرة أحمد إحدى فنانات الأوبرا، وكان قد أسس فرقة من المطربين الشباب ليدعمهم وخرج جيلا جديدا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.