«الوصاية» خلطة إذلال الأم المصرية بـ«القانون».. سيدات يتحدثن عن مأساتهن: التشريع يعاملنا كأغراب ويعتبرنا خطرًا على أبنائنا
“شعور بالذل والمهانة، حسيت أنى أتعامل معاملة المتهمة، وأنى بيتحقق معايا، مش واحدة شايلة المسئولية!”، هكذا وصفت إحدى الأمهات نفسها فى إحدى جلسات الوصاية، وكشفت حجم معاناة الأم المصرية مع قانون الوصاية، وبنوده التي تقيد التصرف فى أموال الصغار وتضع المسئولية فى يد الرجل وأقاربه، وكأنها خلطة لإذلال الأم وليس تكريمها على مواقفها ومساندتها للأسرة.
وفى تجربة لإحدى السيدات مع قانون الوصاية، قالت أسماء: توفى زوجى منذ حوالى ٤ سنوات، وأصبحت أنا الوصية القانونية على ابنى الوحيد، نظرا لوفاة الجد للأب، ورغم أن نجلى ورث مبالغ كبيرة من والده، إلا أننا نعيش حياة صعبة جدا بسبب وضع الأموال تحت تصرف المجلس الحسبى، وكلما احتجت إلى شيء يجب أولا تنفيذ سلسلة من الإجراءات الروتينية للحصول على حكم محكمة بصرف مبلغ مالى، مع ذكر الأسباب وكيفية استغلال هذا المبلغ.
أضافت أسماء: قدمت طلبا للمجلس الحسبى لسحب مبلغ ٤ آلاف جنيه مصاريف الدراسة وبعد مجموعة من الإجراءات الروتينية المملة تمت الموافقة على المبلغ المالى وُصرف فى شهر مارس من عام ٢٠٢٢.
واستكملت: بعد مرور فترة قصيرة، أصيب نجلى بمرض جلدى، فاضطررت للتقدم بطلب للحصول على مبلغ مالى إضافى وقوبل بالرفض، وأبلغنى القاضى ضرورة الانتظار إلى شهر يوليو قبل التقدم بأى طلبات جديدة.
وتابعت: نطالب بالتخفيف من حدة الإجراءات الروتينية للمجلس الحسبى فى الحصول على أموال القاصر، والوعى التام أن من تملك عاطفة الأمومة، وتربى، وتكبر، وتعلم، هى أكثر شخص يعرف مصلحة نجلها جيدا.
وفى تجربة أخرى تقول إحدى السيدات: تزوجت من رجل أرمل «مرتاح ماديا» يكبرنى بنحو ٢٠ عاما ولديه ولد وبنت، وأنجبت طفلا سميته محمد، وبعد وفاة زوجى، وانشغالى بالحزن والبكاء عليه، ولجهلى بالقانون ومواده، استغل نجل زوجى ذلك وطلب منى الذهاب للمحكمة لعمل إعلان وراثة والانتهاء من إجراءات نقل الورث، ولكن فوجئت بعد ذلك أنه هو الوصى على ابنى، وأننى ممنوعة من التصرف فى أموال ابنى إلا بإذن منه، وكلما أحتاج لشيء يجب الاستئذان منه أولا لإنهاء الإجراءات، وإما يوافق أو يرفض، حتى نقل نجلى من مدرسة لأخرى يجب موافقته عليها.
واستكملت: لجأت لمحام آخر أخبرنى بضرورة تقديم طلب نقل الوصاية من شقيق نجلى إلى شخصى، وبالفعل نفذ الإجراءات منذ حوالى ٣ أشهر، وما زالت القضية قيد التحقيق.
أما عبير، فتبدأ حديثها بنقد قانون الوصاية واعتبرته «قمة الظلم»، مؤكدة أنه يشكل ضررا على مصالح الأطفال، وتضيف: أنا مطلقة وفتحت حسابا خاصا لابنى، ووضعت له مبلغا ماليا ليكون سندا له فى الظروف القاسية التى نمر بيها، وعندما احتجت لسحب مبلغ مالى من حسابه، طلبوا منى موافقة الأب أولا وإمضاء الأب على المعاملة البنكية.
وأضافت عبير: “قمة الذل أن أكون أنا من وضعت الأموال فى حساب ابنى وأكتشف أننى مجبرة على أخذ موافقة طليقى لسحب الأموال، رغم أننى كنت حريصة بألا يعلم عن ذلك شيئا، لأنه قد يسحب تلك الأموال ويأخذها لينفقها على إدمانه المخدرات، وبهذه القيود أصبحت الأموال الموجودة فى حساب نجلى أشبه بالبيت الوقف، لن أستطيع سحبها حتى بلوغ نجلى السن القانونية”.
وعبرت عن استيائها من مواد قانون الوصاية، قائلة: لماذا يعاملنا القانون أننا أغراب وخطر على أبنائنا، مردفة: لا أحد يعرف ظروف حياتهم ولن يخاف عليهم أحد أكثر منا.
وتعقيبا على ذلك، يقول خالد رجب، المحامى المتخصص فى شئون الأسرة، إن الولاية على المال تعنى العناية بكل ما له علاقة بمال القاصر وحفظه وإدارته واستثماره، مضيفا: يدخل فى الولاية الوصاية والقوامة والوكالة القضائية، ويخضع للولاية القاصر وتنتهى ببلوغ سن الرشد، والولاية على المال للأب وحده ثم لوصيه إن وجد ثم للجد الصحيح (أب الأب) ثم لوصيه إن وجد، ثم للقاضى.
وأوضح أن الوصى نوعين، الشخص المختار من الأب لإدارة أموال ابنه القاصر عند وفاته، والنوع الثانى وصى القاضى، فإذا لم يكن للقاصر وصى مختار أو جد صحيح تعين المحكمة وصيًا خاصًا أو مؤقتًا كلما اقتضت مصلحة القاصر ذلك.
وعن الشروط الواجب توافرها فى الوصى نص القانون على: أن يكون الوصى عدلًا كفؤًا ذا أهلية كاملة، ولا يجوز بوجه خاص أن يُعيّن وصى محكوم عليه فى جريمة من الجرائم المخلّة بالآداب أو الماسة بالشرف أو النزاهة، ومع ذلك إذا انقضت على تنفيذ العقوبة مدة تزيد على خمس سنوات جاز عند الضرورة التجاوز عن هذا الشرط، ومن أهم أسباب عدم جواز الوصاية أيضًا من كان مشهورًا بسوء السيرة، أو من لم يكن له وسيلة مشروعة للعيش، أو المحكوم بإفلاسه إلى أن يُحكم برد اعتباره.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.