رئيس التحرير
عصام كامل

ملخص جلسة مجلس الأمن حول غزة.. تحذير من نزوح جماعي للفلسطينيين تجاه مصر.. تأييد لوقف إطلاق النار باستثناء أمريكا.. وساعات من البحث دون نتائج

مجلس الأمن، فيتو
مجلس الأمن، فيتو

 افتتح مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة بشأن الوضع في قطاع غزة، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحت البند المعنون "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية".

 

 مجلس الأمن يناقش الوضع في غزة 

وأعلنت الإكوادور، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر ديسمبر الجاري، عن الجلسة بعد الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للمجلس الأربعاء الماضي، مستندا للمرة الأولي إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له لفت انتباه  المجلس إلى ملف  يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر".

وأعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت على مجلس الأمن، يطالب في نسخته الأخيرة بـ"وقف فوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية" في غزة، محذرا من الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ، كما يدعو مشروع القرار إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

 

 رسالة تنبيه من جوتيرش لمجلس الأمن

 وحث جوتيرش مجلس الأمن على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، كما شدد على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وأكد أن "المخاطر المرتفعة من انهيار منظومة الدعم الإنساني بشكل كلي في قطاع غزة هي ما دفعه إلى تنبيه مجلس الأمن الدولي في رسالة رسمية ولفت الانتباه إلى انهيار منظومة الدعم الإنساني ما  قد يسبب نتائج كارثية وزيادة الضغط باتجاه نزوج جماعي تجاه مصر، وأخشى أن تكون النتائج مدمرة لأمن المنطقة برمتها".

 

وأضاف أن خطر انهيار المنظومة الإنسانية على ارتباط وثيق بغياب أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة حيث قتل أكثر من 130 من الموظفين، وبكثافة وبطبيعة العمليات العسكرية  الإسرائيلية التي تحد بشكل كبير إمكانية الوصول إلى من هم بحاجة ماسة للمساعدة.

 

وتابع جوتيريش أن مجلس الأمن دعا في القرار 2712 إلى زيادة توفير المساعدات للاستجابة للحاجات الإنسانية للسكان المدنيين لا سيما الأطفال، إلا أن الظروف الميدانية الراهنة تجعل من المستحيل الاضطلاع بهذه الولاية، حيث أن ظروف توفير المساعدات الإنسانية بشكل فعال لم تعد قائمة.

 

ونوه إلى أن معبر رفح لم يصمم لدخول مئات الشاحنات، وتسبب الوضع الحالي بازدحام خانق، ولكن حتى لو سمح بدخول إمدادات كافية لقطاع غزة فإن القصف المكثف والقيود التي تفرضها إسرائيل  ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات يجعل من المستحيل بالنسبة للوكالات الأممية  الوصول للمساعدة.

 

حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة

وشدد على أن الاعتداءات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية المكثفة مستمرة وواسعة النطاق، وحتى الآن تم الإفادة بأن هذه الاعتداءات قد أصابت 339 منشأة تعليمية، و26 مستشفى، و56 منشأة للرعاية الصحية، و88 مسجدًا و3 كنائس، وأكثر من 60% من المنشآت قد دمرت أو أصيبت ومنها 300 ألف منزل وشقة، وحوالي 85% من السكان اضطروا لمغادرة منازلهم.

 

وقال: "ما من مكان في غزة آمن، حيث 88 من ملاجئ الأونروا على الأقل قد أصيبت، فيما قتل أكثر 270 شخصا وأصيب أكثر من 900. الملاجئ مكتظة وغير صحية، العائلات خسرت كل شيء وعشرات آلاف الفلسطينيين وصلوا إلى رفح في الأيام الأخيرة وأدى ذلك إلى المزيد من الاكتظاظ في الملاجئ، والكثير من الأسر النازحة بما فيها الأطفال والمسنين والنساء الحوامل وذوي الإعاقة ينامون في الشوارع وفي الساحات العامة".

 

وتطرق إلى تحذيرات صادرة عن برنامج الأغذية العالمي، تشير إلى وجود خطر حقيقي من وقوع المجاعة في قطاع غزة، حيث 97% من الأسر في شمال غزة لا تأكل بما فيه الكفاية، وفي الجنوب فإن النسبة بين صفوف النازحين تصل إلى 83%.

 

وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، إن العدوان الإسرائيلي قتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 ألف فلسطيني وتهجير 1,9 مليون فلسطيني، وتدمير ثلثي منازلهم بالقصف.

 

وأضاف أن إسرائيل،اعتدت وحاصرت وقضت نهائيا على كل المستشفيات في قطاع غزة، وقصفت المخابز، واعتدت على ملاجئ الأمم المتحدة وهاجمت الصحفيين وقطعت الكهرباء ووضعت كل حاجز ممكن أمام وصول المساعدات الإنسانية.

 

وخاطب المجلس قائلا: رفض  وقف إطلاق النار، يعد رفضا للطريقة التي  يمكن أن تضع حدا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وأي أحد ضد تدمير وتهجير الشعب الفلسطيني، عليه أن يكون مع وقف فوري لإطلاق النار.

 

وتابع: "ستقول لكم إسرائيل لو أن الفلسطينيين استمعوا إلى أوامرها وتوجهوا جنوبا، لكانوا آمنين، في الوقت الذي تستمر بقصفهم في الجنوب".

 

وقال منصور، هذه الحرب جزء من محاولة إنهاء الشعب الفلسطيني كأمة، وتقويض قضية فلسطين، وعليكم أن تقفوا ضد هذه الحرب، التي تشنها إسرائيل ليس بزعم الأمن، بل للحيلولة دون أي احتمال لاستقلال فلسطين والسلام إلى الأبد، وهذه النوايا واضحة في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".

 

وقال: "توقفوا عن إعادة كتابة القانون الدولي ليتناسب مع الجرائم الإسرائيلية وتوقفوا عن الدعوة إلى احترام القانون الدولي بينما تدعمون عدوانا مزقه إلى أشلاء"، مضيفا أن "الشعب الفلسطيني لن يموت عبثا، الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام... أظهروا لنا الاحترام، ليس بالقول بل بالأفعال، أظهروا لنا الاحترام لحياتنا وحقوقنا".

 

وختم بالقول، إن ما يحصل في فلسطين الآن، وما سيحصل بعد ذلك سيحدد مستقبل المنطقة لأجيال وأجيال، وسيؤثر على العلاقات وعلى المفاهيم بين العالم، وحان الوقت لإبداء الشجاعة والتحرك فالوقت يداهمنا ويكاد ينفد الآن.

 

روسيا والإمارات تدعمان وقف إطلاق النار في غزة

وقال نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد عيسى أبو شهاب، إنه بالنسبة للعديد من سكان غزة الذين لم يغادروا القطاع قط، فإن "عالمهم بأكمله يتم تدميره بشكل منهجي أمام أعينهم".

 

وذكر أنه يجب على مجلس الأمن أن يتحرك بشأن الأزمة عندما لا يصل سوى القليل من المساعدات ويعجز العاملون في المجال الإنساني عن إيصالها خوفًا من التعرض للقتل.

 

وأضاف: "على الرغم من الهدنة المؤقتة الأخيرة، إلا أن العنف والخطر على المدنيين لم يهدأ، بل إن هذا الصراع قد انتقل الآن إلى مرحلة جديدة وأكثر خطورة"، مشيرًا إلى أن حصار خان يونس وأجزاء أخرى في جنوب غزة قد أدى إلى تفاقم الوضع".

 

وقال نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن مجلس الأمن أمام لحظة صدق وحق، وما من شك أن أكثر أمر ملح ينبغي للمجلس أن يفعله هو الدعوة لهدنة إنسانية.

 

وأكد أن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرًا كبيرًا، فيما تنهار منظومة الرعاية الصحية، وتحولت المستشفيات إلى ميادين قتال، ولا حماية للمدنيين، وما من مكان آمن في غزة في ظل القصف الإسرائيلي المكثف، الأمر الذي يجعل من توصيل المساعدات المحدودة مستحيلة.

 

وأعرب عن أسفه لأن مجلس الأمن، بما يمتلك من أدوات بالغة القوة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لم يستطع أن يطالب بوقف العنف بسبب ضغط الولايات المتحدة التي منعت صدور أي قرار من مجلس الأمن يكفل ذلك، رغم تصويت أغلب الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وأضاف: "علينا أن ننفذ ما ينتظره منا المجتمع الدولي وأن نعتمد مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة".

وشدد نائب مندوب روسيا على أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وعملًا بالقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، عليها مسؤولية محددة بأن تضمن حصول المدنيين على مقومات الحياة.

 

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية غير الإنسانية تعد جريمة حرب وفيها انتهاك لكل مواد اتفاقيات جنيف، فالقصف العشوائي والتهديد بالعنف ونشر الرعب والإرهاب يعد جرائم حرب ترتكب أمام أعين المجتمع الدولي بأسلحة من دول غربية أهمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبدعم سياسي منهما.

أمريكا ترفض وقف إطلاق النار

وقال نائب مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، "إنه في الوقت الذي ندعم فيه بقوة السلام الدائم، الذي يمكن أن تعيش فيه إسرائيل وفلسطين بسلام وأمن، فإننا لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار".

وأضاف: "يجب على إسرائيل احترام القانون الإنساني الدولي وإجراء عملياتها  العسكرية  بطريقة تقلل من الضرر الذي يلحق بالمدنيين".

وتابع: "يجب على إسرائيل تجنب المزيد من التهجير الجماعي للمدنيين في جنوب غزة، الذين فر العديد منهم سابقًا من العنف، ويجب على إسرائيل أيضًا ضمان وجود دعم إنساني كافٍ للأفراد النازحين".

وأشار أيضًا إلى أنه يجب أن تتاح للمدنيين النازحين في غزة فرصة العودة إلى منازلهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.

وقال: "يجب ألا يكون هناك تهجير أو تقليص دائم في أراضي غزة" مضيفا أن "الولايات المتحدة لن تدعم تحت أي ظرف من الظروف النقل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية".

كما أكد أن الولايات المتحدة الأميركية تدين عنف المستعمرين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،  مشددا على أهمية ضمان محاسبتهم.

الصين وفرنسا تدعمان وقف إطلاق النار 

وجدد المندوب الدائم لفرنسا نيكولاس دي ريفيير، دعوة بلاده إلى "هدنة إنسانية جديدة وفورية ودائمة"، والتي يجب أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقال: "علينا أن نعمل ونواصل تعبئتنا الجماعية من أجل سكان غزة، وضمان إيصال المساعدات والوقود".

ونظرا لخطورة الوضع، قال إن فرنسا تأسف لقرار السلطات الإسرائيلية عدم تجديد تأشيرة لين هاستينغز، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، الذي من المقرر أن تغادر الأسبوع المقبل.

وأضاف: ندرس فرض عقوبات عليهم منها حظر السفر وتجميد أصولهم.

وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات يعكس دعوة المجتمع الدولي، الذي تدعمه الصين وتشارك في رعايته، لأن الوقف الفوري لإطلاق النار هو وحده الذي سينقذ الأرواح ويمهد الطريق لحل الدولتين.

وأكد أن حل الدولتين هو الأسلوب الأساسي للتوصل إلى حل سلمي بين إسرائيل وفلسطين، وأي إجراء يسمح باتساع الوضع الحالي يؤدي إلى تدهور أكثر ويضر بالآفاق السياسية لحل الدولتين.

ألبانيا: المجتمع الدولي مطالب بالسعي لاستعادة الأفق السياسي

أكدت مندوبة ألبانيا على أن الأثر الكبير للحرب في قطاع غزة على المدنيين لا يمكن تجاهله، وشددت على ضرورة أن تمتثل إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، وأن تعمل على حماية المدنيين والأعيان المدنية أثناء الحرب.

وشددت مندوبة مالطا في كلمتها على دعم مالطا للجوء إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.

وقالت إنه "يؤسفنا أن تكون الهدنة المؤقتة قد انهارت"، منددة باستئناف "الأعمال العدائية التي أدت إلى المزيد من القتلى والتدمير في الأسابيع الماضية، وقد رسمت صورة كارثية عن الوضع الراهن".

وتابعت أن "الأطفال مجددا يدفعون كلفة هذه الأعمال العدائية ويتعرضون للقتل والإصابة، ويحرمون من الرعاية الصحية، ويجب على ذلك أن يتوقف، إنه مستقبل جيل بأكمله معرض للخطر، فما من سيناريو يبرر ذلك".

وقالت مندوبة سويسرا، إن الشعب الفلسطيني يدفع ثمنا باهظا، ففي غضون شهرين أكثر من 17 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة.

وشددت أن احترام القانون الدولي وحماية المدنيين بشكل خاص أولوية لدى بلادها، حيث لا يوجد حماية للمدنيين في غزة، ولا حتى للعاملين في المجال الإنساني، والموظفين الطبيين، والجرحى، ولا للصحفيين وفقا للتحالف من أجل حرية الإعلام منذ السابع من أكتوبر.

ودعت إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، لتجنب تصعيد إقليمي.

وقال مندوب موزمبيق، إنه ومنذ أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الأول من  ديسمبر، فإن التقارير الواردة من قطاع غزة تشير إلى أن السيناريو أصبح فظيعا والوضع مؤهل للخروج عن السيطرة، ويمكن أن يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على الشعب الفلسطيني وعلى سلم وأمن المنطقة بشكل عام.

وطالب إسرائيل بتنفيذ قرار مجلس 2712 المعتمد في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، وتمكين إيصال المساعدات المنقذة للأرواح والخدمات الضرورية لبقاء ورفاه المدنيين العزل، لاسيما الأطفال.

ويتكون مجلس الأمن الدولي من 15 دولة، لكل منها صوت واحد، منها خمس دول دائمة العضوية، ولها حق النقض "الفيتو" وهي: روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، و10 دول أعضاء غير دائمة تنتخب لمدة عامين من قبل الجمعية العامة، وهي بالإضافة إلى الإكوادور، البرازيل، ألبانيا، الإمارات العربية المتحدة، سويسرا، موزمبيق، مالطا، اليابان، الغابون، وغانا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية