الحرب في أعماق الأرض.. مترو حماس الجهادي يثير رعب إسرائيل.. وتل أبيب تضع خطة لغمر أنفاق غزة بالمياه (صور)
أنفاق غزة، يبدو أن الأنفاق التي تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية لشن هجماتها على قوات الاحتلال، صارت تمثل صداعا في رأس جيش الكيان الصهيوني، وأصبح التخلص من هذه الأنفاق هو الشغل الشاغل لتل أبيب، ولم يعد لها هدف سوى القضاء على المقاومة.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن الجيش الإسرائيلي يدرس فكرة غمر أنفاق حركة حماس في قطاع غزة بمياه البحر.
مترو حركة حماس
وتستخدم حركة حماس شبكة من الأنفاق السرية التي حفرتها في قطاع غزة، بمساعدة حركة الجهاد الإسلامي، لشن هجمات على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويطلق أهالي القطاع على هذه الشبكة اسم "المدينة الأرضية"، في حين تسمّيها إسرائيل "مترو حماس" أو "مترو غزة"، وقد استهدفتها مرارًا بالقصف.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن أنفاق غزة هي عبارة عن متاهة واسعة من الأنفاق، يصل عمق البعض منها إلى 30 أو 40 مترًا تحت الأرض، وتُستخدم لشن الهجمات وتخزين الصواريخ ومخابئ الذخيرة، وتضم مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحماس، وكلها بعيدة عن أعين طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسيّرات الاستطلاع.
وقالت حركة حماس في عام 2021، إنها قامت ببناء أنفاق بطول 500 كيلومتر تحت غزة، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الرقم دقيقًا أم لا. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن هذه الأنفاق ستكون أقل بقليل من نصف طول نظام مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
وتقول دافني ريتشموند باراك، الأستاذة بجامعة "رايخمان" الإسرائيلية: "إنها شبكة من الأنفاق معقدة جدًا وكبيرة وضخمة جدًا موجودة على قطعة صغيرة من الأرض".
ومن غير الواضح كم كلّفت هذه الشبكة من الأنفاق حماس.
حصار غزة بريا وبحريا وجويا
وتخضع غزة لحصار بري وبحري وجوي من قِبل إسرائيل منذ عام 2007، ولا يُعتقد أنها تمتلك نوع الآلات الضخمة التي تُستخدم عادة لبناء الأنفاق العميقة تحت الأرض، حيث يقول الخبراء إن الحفارين يستخدمون أدوات بسيطة في الحفر.
اقرأ أيضا: أكبر بنك جلود في العالم، سر سرقة أجساد شهداء فلسطين من قطاع غزة
وهذه الشبكة من الأنفاق موصَّلة بالكهرباء والكابلات الهاتفية، ومبطَّنة بالخرسانة.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمكن لقاذفات الصواريخ، المخبأة في الأنفاق، أن تخرج من خلال نظام يُدعى "الباب المسحور" لتطلق النار وتختفي مرة أخرى.
وكانت الأنفاق أداة حربية جذابة منذ العصور الوسطى، وهي، اليوم، توفر للفصائل الفلسطينية مثل حماس ميزة في الحرب التي تكون غير متكافئة، وتمكّنها من اختراق دفاعات جيش الاحتلال.
أنفاق حماس تختلف عن كثير من الأنفاق الأخرى
ووفقًا لتقرير «سي إن إن»، فإن ما يجعل أنفاق حماس مختلفة عن كثير من الأنفاق الأخرى، مثل أنفاق "تنظيم القاعدة" في جبال أفغانستان، أو حركة "الفيت كونج" في غابات جنوب شرقي آسيا، هو وجودها أسفل واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على هذا الكوكب.
وقبل المواجهة بين إسرائيل وحركة حماس، في السابع من أكتوبر الحالي، كان عدد سكان غزة يبلغ نحو مليوني شخص. إلا أن هناك أكثر من مليون شخص؛ أي ما يقرب من نصف السكان، نزحوا مؤخرًا هربًا من القصف الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: هل تنجح إسرائيل في إغراق أنفاق حماس بمياه البحر، خبراء يجيبون
وشنّت إسرائيل هجومًا بريًا على غزة في عام 2014 لمحاولة القضاء على الممرات الموجودة تحت الأرض. وفي عام 2021 زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير أكثر من 100 كيلومتر من هذه الحصون تحت الأرض بفضل الضربات الجوية.
ولا شكّ في أن أجهزة الاستخبارات في دولة الاحتلال تعرف مسار جزء على الأقل من شبكة الأنفاق الفلسطينية. إلا أن بقية الأجزاء الأخرى تبقى سرية، ما يجعل أية عملية برية إسرائيلية في قطاع غزة أكثر صعوبة، وفقًا للخبراء.
ويقول كولين كلارك، مدير الأبحاث بـ"مركز صوفان للأبحاث" في نيويورك، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن حركة حماس تعرف أنفاقها عن ظهر قلب. ويوضح: "بعضها فيه فخاخ. الاستعداد للقتال في مثل هذه الأماكن سيتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق، والتي قد لا يمتلكها الإسرائيليون".
بدوره، أشار ألكسندر جرينبرج، من "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، إلى أن هذه الأنفاق، على الرغم من فائدتها لـحماس، فإنها تشكل أيضًا فخًّا؛ لأن الجيش الإسرائيلي إذا حدد بدقة مواقع هذه الأنفاق، فسيحاصر مَن بداخلها، وعندها سيكون رد فعله "بلا رحمة".
إغراق الأنفاق عن طريق ضخ المياه من البحر الأبيض المتوسط
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت نقلًا عن مصادرها إن جيش الاحتلال الاسرائيلي أنهي في منتصف نوفمبر الماضي نظاما من 5 مضخات عملاقة، قد يستخدمها في سحب مياه من البحر لغمر أنفاق حماس أسفل قطاع غزة، في محاولة لإجبار مقاتليها على الخروج منها إلى الضوء.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن المضخات قادرة على ضخ المياه من البحر الأبيض المتوسط لإغراق الأنفاق خلال أسابيع قليلة.
وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تتخذ قرارًا نهائيًّا حتى الآن بشأن مثل هذه الخطوة، كما انقسمت الآراء لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أبلغتها تل أبيب بمثل هذا الاحتمال. حيث إن درجة مقاومة الأنفاق للماء غير واضحة.
وأضافت أنه يكاد يكون من المستحيل حساب تأثير محاولة إغراقها على التربة والمياه الجوفية، أو معرفة ما سيحدث لإمدادات المياه والصرف الصحي في القطاع. كما أنه نتيجة للفيضانات، قد تدخل المواد الخطرة التي من المحتمل أن تكون موجودة في الأنفاق إلى التربة.
اقرأ أيضا: تضم نساء ونجحت في إخفاء الأسرى، معلومات عن وحدة الظل التابعة لكتائب القسام
وتابعت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قولها بأن بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين يعتقدون أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يضع بايدن وإدارته في موقف صعب ويؤدي إلى إدانة من العالم أجمع. كما أن المسلحين المختبئين هناك سيتمكنون من مغادرتها خلال الوقت الذي يستغرقه غمر الأنفاق.
واعتبر مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية، أن إغراق الأنفاق على المدى الطويل قد يجبر "حماس" على تركها، ولكن إذا تم إطلاق المياه المالحة فيها، فإن "هذا قد سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية" في القطاع.
جعل أنفاق حماس غير صالحة للاستخدام
واستندت الصحيفة في معلوماتها إلى ما نقلته عن مسؤولين أمريكيين، ذكروا أن المضخات التي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق شبكة الأنفاق بغضون أسابيع، تم تركيبها على بعد 1600 متر إلى الشمال من "مخيم الشاطئ" للاجئين. لكن لم يتضح بعد، ما إذا كانت إسرائيل ستفكر باستخدامها قبل إطلاق سراح جميع الرهائن، ممن سبق لحماس أن ذكرت أنها أخفتهم في "أماكن وأنفاق آمنة" من دون أن تفصح عن المزيد.
اقرأ أيضا: قنبلة نووية وتدمير، وثيقة تكشف مخطط إسرائيل لتغيير وعي سكان غزة على غرار ألمانيا واليابان
ولم ترد وزارة الدفاع الإسرائيلية على الفور للتعليق على التقرير، الوارد فيه أن مسؤولا أمريكيا أجاب عند سؤاله عنه، بأن "من المنطقي أن تعمل اسرائيل على جعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام وأن تستكشف مجموعة من السبل لفعل ذلك" فيما توقف مسؤول بالجيش الإسرائيلي عن التعليق على خطة غمر الأنفاق بالمياه المجرورة، إلا أن الصحيفة نقلت عنه أن الجيش "يعمل على نزع قدرات حماس بطرق متنوعة، وباستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة"، كما قال.
لم تتخذ دولة الاحتلال قرارا نهائيا بالمضي قدما في الخطة أو استبعادها.
الرهائن الإسرائيليون لدي حماس مازالوا داخل الأنفاق
من جانبه، علق المفكر الاستراتيجي سمير فرج في تصريحات خاصة لـ "فيتو" علي خطة جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن إغراق أنفاق حماس بالمياه.
وقال فرج: "قد تنجح قوات الاحتلال في القيام بإغراق أنفاق حماس أسفل قطاع غزة في بعض الأماكن، ولكن بصفة عامه لن تنجح دولة الاحتلال في تحقيق أهدافها من هذه الخطة"
مضيفا: "الاحتلال سيلجأ للمضخات وسيدخل المياه داخل فتحات الأنفاق التي تم العثور عليها حتي الان، ولكن عملية إغراق النفق تأخذ فترة من الوقت وهو ما ستستغله عناصر المقاومة للقيام بسد منابع المياه".
وأوضح المفكر الاستراتيجي أن هذه الخطة لن تحقق نجاح كبيرا في أرض المعركة، لافتا إلي أن الرهائن الإسرائيليين لدي حماس مازالوا داخل الأنفاق، ما يعني أن هذه العملية تعني قتل الاحتلال لرهائنه ايضا".
فيما أشار اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، في تصريحات لـ «فيتو» إلي أن جيش الاحتلال فشل في القضاء علي حركة حماس أو القضاء عليها كما زعم منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي، وأنها مازالت باقية حتي يومنا هذا.
وأكد يعقوب أن إسرائيل لن تستطيع إغراق أنفاق حركة حماس أسفل قطاع غزة، كاشفا عن أن اتجاه دولة الاحتلال لتغيير استراتيجيتها في الحرب يعني أنها هزمت ولم تحقق أي أهداف خلال شهرين من العدوان علي قطاع غزة، وأنها تكبدت العديد من الخسائر الفادحة حتي يومنا هذا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.