خبيرة بالشأن الآسيوى تكشف تفاصيل الرؤية الصينية الروسية حول الأزمة في غزة
الصين، قالت الدكتورة نادية حلمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف والمتخصصة بالشأن الصينى والآسيوى إن هناك صراعًا بات معلنًا بين الدول الثلاثة (الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية) بشأن غزة.
وأضافت أنه حاولت كل من الصين وروسيا تحدى الدور الأمريكى القائم بـ "الوسيط الوحيد"، عبر التواصل مع كافة الأطراف المعنية بعد عملية "طوفان الأقصى"، وعبرت الصين وروسيا عن قلقهما من مخطط تقسيم قطاع غزة، وهو ما ترجمته كافة وسائل الإعلام والصحف الرسمية الصينية، من خلال مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، وبالتالى بكين ترى أن الوضع في غزة خطير للغاية مع تزايد احتمال وقوع هجوم بري على نطاق كبير وسط نظرة مستقبلية مثيرة للقلق فى ظل انتشار الصراعات المسلحة على الحدود على أكثر من جبهة.
ضرورة الوصول للعنكبوت
وأكدت أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف فى تصريح لفيتو، أن أقوى التصريحات جاءت من الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين"، حيث أكد ضرورة الوصول إلى العنكبوت الذي مد أطرافه في كل شبر من العالم، أي الولايات المتحدة الأمريكية" كما استفادت كل من الصين وروسيا بشكل واضح من قطع بعض دول أمريكا الجنوبية، كدولة بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، وبالتالى توتر علاقاتها بالتبعية مع الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها.
وتابعت: منذ بداية الحرب، هاجمت وسائل الإعلام الصينية والروسية الرسمية إسرائيل بشدة، واستشهدوا بوسائل الإعلام الإيرانية عبر آلية نشر التقارير، التى تشير إلى فرط الاستخدام غير القانونى لقنابل الفسفور الأبيض من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، كما ألقيا باللوم وبالمسئولية على الولايات المتحدة الأمريكية، المؤيد الأقوى لإسرائيل، في تأجيج التوترات بالمنطقة.
الدور الصينى الروسى
وأشارت إلى أن الصين ومعها روسيا تحاولان أن يلعبا دورًا عبر حلفاؤهم فى منطقة الشرق الأوسط لوقف عملية تقسيم وتفتيت قطاع غزة، ومحاولة تهجير سكانه قسرًا إلى دول الجوار كمصر والأردن.
وأكدت أنه ن وجهة نظرى، فإننا إزاء عملية تقسيم الشرق الأوسط الجديد وفق المخطط الإسرائيلى والأمريكى الدائر ويعود تاريخ دعم الصين إلى حركات المقاومة الفلسطينية إلى زمن مؤسس الحزب الشيوعي الصينى "ماو تسي تونج"، الذي أرسل أسلحة إلى الفلسطينيين في إطار دعم ما يسمى بحركات "التحرر الوطنى" حول العالم بل إن "ماو تسي تونج" قارن إسرائيل بتايوان، اللتين تحظيان بدعم الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدتين للإمبريالية الغربية، وفق تعبيره حينئذ.
واكملت: كما أن الصين ومعها روسيا قد أثارتا إستياء إسرائيل برفضهما الانضمام إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى في تصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، ووصفتهما، بدلًا من ذلك، بأنها (حركة مقاومة فلسطينية) فعلى مدى السنوات الماضية، كان الصدع الأكثر خطورة في المشهد الجيوسياسي الممزق في المنطقة هو بين أصدقاء وحلفاء الصين وروسيا، وأصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ويتألف جوهر محور الصين وروسيا، الذي يسمى أحيانًا "محور المقاومة"، من إيران وحزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، وميليشيات عراقية متنوعة تسلحها وتدربها إيران كما يدعم الإيرانيون حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة ومن هنا تعتمد كلًا من الصين وروسيا بحكم قربهم من إيران على الدخول إلى منطقة الشرق الأوسط من خلالها، خاصةً بعد أن أصبحت إيران مؤخرًا جزءًا مهمًا من المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، فضلًا عن شراء الصين كميات كبيرة من النفط الإيرانى.
تنسيق الجهود في حل أهم المشاكل الدولية
وتابعت: تأكيد الرئيس الروسى "بوتين"، بأن روسيا وجمهورية الصين الشعبية تقومان بتنسيق الجهود في حل أهم المشاكل الدولية، والمساهمة في بناء نظام عالمي عادل وديمقراطى وفى رأيى تعد هذه الخطوة هامة بعد سقوط القناع الامريكى بإنحيازه لإسرائيل، كما جاءت زيارة الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" إلى بكين فى شهر أكتوبر ٢٠٢٣ بعد عملية "طوفان الأقصى" مباشرةً، فى ظل إرتفاع حدة التوتر الدولي وحالة من السخونة في الأحداث تشهدها منطقة الشرق الأوسط على خلفية الحرب المستمرة بين حركة حماس وجيش الإحتلال الإسرائيلى فأتت زيارة الرئيس "بوتين" والمعد لها مسبقًا تزامنًا مع تصعيد دبلوماسي روسي على خط الأزمة الفلسطينية، ومطالبة الكرملين بوقف فوري لإطلاق النار والتحرك في مجلس الأمن.
وأكدت: هنا يبقى الدور الصيني والروسي في أزمة فلسطين مرهونًا بالمساحة المتروكة من الغرب لللاعبين الكبيرين الصينى والروسى للدخول على مسرح الحل، وتنحية أسباب الصراع معهما من أجل العمل سويًا على وقف إطلاق النار وهنا تسعى موسكو وبكين للعب دور دبلوماسي يخفض التصعيد الإسرائيلي في غزة، وهو ما ظهر بشكل واضح في قيام الدولتين بإفشال إجتماع لمجلس الأمن الدولي كان هدفه إدانة عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس.
التحدى الروسى علانية للولايات المتحدة الأمريكية
وأضافت أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف أن الأخطر فى الأمر، هو التحدى الروسى علانية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، من خلال زيارة وفد من "حماس" برئاسة مسؤول العلاقات الدولية في الحركة "موسى أبو مرزوق" إلى موسكو بعد بدء عملية "طوفان الأقصى"، والتقى خلالها مسؤولون في وزارة الخارجية الروسية، وهى الزيارة التى أثارت قلق اسرائيل ومخاوف واشنطن، لأنها تأتى على ضوء العلاقات الدافئة بين "حماس" وروسيا، وتضعها موسكو كحلقة من حلقات تعزيز نفوذها فى المنطقة فى مواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية وترى روسيا بأن انشغال الغرب فى الدعم السياسي والدبلوماسى والعسكرى لإسرائيل، سيصب في صالح روسيا وحربها ضد أوكرانيا.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.