زغلول صيام يكتب: مدير فني اتحاد الكرة وكله عند العرب صابون!!
بلغ صاحبك أني مش قاعد وهمشي.. ملخص حوار دار بيني وبين الراحل العظيم الكابتن محمود الجوهري أمام أحد استديوهات قناة خاصة عندما كان يحلل مسابقة الدوري وهو يتولى منصب مدير فني الاتحاد المصري لكرة القدم.. وصاحبي الذي يقصده الكابتن محمود الجوهري هو الكابتن الراحل سمير زاهر أفضل من جلس على كرسي رئيس اتحاد الكرة على مدار مائة عام هي عمر الكرة المصرية تقريبا.. أما أصل الحكاية وما هو سبب كلام الكابتن الجوهري فسنكشف عنه في السطور التالية.
[[system- code: ad: autoads]]
في يونيو 2005 تم فوز قائمة الكابتن سمير زاهر بانتخابات اتحاد الكرة وسط معركة انتخابية لم يشهدها اتحاد الكرة في تاريخه من حيث قوة المتنافسين سواء اللواء حرب صاحب السمعة الطيبة أو هادي فهمي صاحب نفوذ السلطة ولكن اختارت الجمعية العمومية الأنسب لها …وكان في برنامج الكابتن سمير الاستعانة بمدير فني لاتحاد الكرة حيث إنه كان مولعا بصفة شخصية بهذا المنصب ويراه أهم منصب داخل اتحاد الكرة وسيكون ضمانة لتحقيق أفضل الإنجازات من خلال التخطيط العلمي وبناء قاعدة للكرة المصرية.. ولم يجد رحمة الله عليه الكابتن سمير أفضل من صديقه الكابتن محمود الجوهري لتولي هذا المنصب لأنه يعرف قدراته ونظامه الصارم ورؤيته الفنية.. وقتذاك كان الجوهري في وهج مع المنتخب الأردني ووصل بالكرة الأردنية إلى آفاق أكثر ما هو متوقع.
شهدت المفاوضات- التي كنت شاهدا عليها- جدلا كبيرا وعدم اقتناع من المدير الفني ولكن نجح زاهر بما يملكه من قدرات في إقناع الجوهري ليوافق على تولي المنصب بعد أن قرر أن يكون راتبه غير مسبوق لدرجة أن الكابتن محمود الجوهري كان يحصل على راتب قدره 100 ألف جنيه شهريا في الوقت الذي كان يحصل فيه الكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر على 35 ألف جنيه أي أن المدير الفني كان يحصل على ثلاثة أضعاف راتب المدير الفني لمنتخب مصر.
بدأ الكابتن الجوهري ترتيب أوراقه وأفكاره والتخطيط لمستقبل الكرة المصرية ولكنه بعد شهور قليلة اصطدم بواقع الجمعية العمومية التي تمثلها الأندية وأعضاء اتحاد الكرة الذين كانوا في يوم من الأيام تحت قيادته (شوبير- مجدي عبد الغني- أيمن يونس) فلم يعد قادرا عندما وجد أبناؤه في وجهه يرفضون مشروعه ولأنه الجوهري وليس شخصا آخر لم يفكر في الراتب المريح الـ100 ألف جنيه أو شيء من هذا القبيل ولكنه أبلغني رسالة للكابتن سمير والتي قمت بإبلاغها له فكان في قمة الحزن لأنه لم يستطع أن يحمي الجوهري ونفذ الجوهري كلامه ورحل.
الجوهري بشخصيته التي يعرفها الجميع لم يستطع أن يقاوم الجالسين علي كرسي الاتحاد الذي يأتي في آخر اهتمامهم تطوير الكرة المصرية، والمجاملات بند أساسي وبالتالي تيقن الجميع أنه سيكون منصبا شرفيا تم إسناده في يوم من الأيام للراحل الكابتن محمد السياجي ومن بعده الكابتن فتحي نصير.
مجلس علام القديم
في مجلس علام القديم الذي بدأ في 2013 كانت هناك رغبة قوية في إعادة الروح لمنصب مدير فني اتحاد الكرة وبالفعل وجدوا ضالتهم في الكابتن فاروق جعفر باعتباره يملك سيرة ذاتية قوية وبالفعل الراجل رتب أوراقه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويوم رحيل الكابتن فاروق كان يوما عاصفا في تاريخ الكرة المصرية لدرجة أنه كان يرغب في الاشتباك مع أعضاء المجلس وكان رافضا الخروج من مقر الاتحاد لولا رحمة الله الكابتن عزمي مجاهد الذي فك الاشتباك دون صدام.
ثم جاء الدكتور محمود سعد رجلا جمع بين الخبرة العملية والدرجة العلمية وظل في مكانه متحملا أمورا كثيرة سواء في تخطيه لاختيار الأجهزة الفنية وأمور أخرى ولكن أيضا تم الاستغناء عن خدماته.
قالوا قديما (كله عند العرب صابون) وهي مقولة مطبقة فعلا داخل اتحاد الكرة على منصب المدير الفني لاتحاد الكرة لأنه منصب بلا صلاحيات، منصب اقتنع البعض أنه لمجرد الترفيه في نهاية الخدمة وليس منصبا في غاية الأهمية.
منصب اعتبره اتحاد الكره شرفيا لدرجة أن الرجل لا يشارك أي أمور تخص الأجهزة الفنية أو اختياراتها وعندما قال أحد المديرين الفنيين إنه ستكون هناك مسطرة لاختيار الأجهزة الفنية استهزئ أحد أعضاء الاتحاد به وقاله المسطرة في المدرسة إنما هنا نختار من نراه مناسبا.. ولا أنسي في مرة تم اختيار لجنة برئاسة الدكتور عمرو أبو المجد لاختيار أجهزة فنية وحضر اجتماع المجلس وعندما بدأ في الكلام أحد الأعضاء قال له: لم أوراقك يا دكتور نحن اخترنا قبل الاجتماع!!
هذا هو المنطق وهذه هي الطريقة في اتحاد الكرة وأي شخص يبحث عن هذا المنصب يعلم تمام العلم أنه سيكون مجرد برواز أو وسيلة لكسب مال دون عناء بشرط أن يطبق سياسة لا أسمع ولا أرى وخليني في حالي وفي الآخر كله عند العرب صابون!!!