استهداف الكاميرا والقلم، سر اغتيال قوات الاحتلال للصحفيين وأسرهم
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الصحفيين الذين استشهدوا جراء حرب غزة إلى 77، بعد أن استشهد 11 صحفيًّا جديدًا، بالفترة التي أعقبت الهدنة، الجمعة الماضي.
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة
وقال المكتب في آخر بيان له، “إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية، 23 مجزرة راح ضحيتها 316 شهيدًا وصلوا المستشفيات، بينما ما زال مئات الشهداء تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامينهم”.
وبين أنه بذلك، يرتفع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات إلى 15523 شهيدًا، بينهم 6600 طفل و4300 امرأة، فيما بلغ عدد المصابين 41316، كما أضاف البيان: "بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 280، ومن طواقم الدفاع المدني 26 شهيدًا".
ووفقا لآخر إحصائية للمكتب الإعلامى للحكومة فى قطاع غزة، استشهد 77 صحفيا وصحفية حتى الآن.
من سوريا لغزة، استهداف الصحفيين عرض مستمر
وعلى غرار ذلك قالت لجنة حماية الصحفيين إن هذا الاتجاه المميت يفوق بكثير عدد الصحفيين الثلاثين الذين قُتلوا في ذروة الحرب الأهلية السورية، التي كانت تعتبر سابقًا منطقة الحرب الأكثر دموية للصحفيين في الآونة الأخيرة.
ودفع ذلك المنظمة لإصدار نداء عاجلا إلى إسرائيل وحلفائها الغربيين لإصلاح قواعد الاشتباك التي يطبقها جيش الدفاع الإسرائيلي لمنع استخدام القوة المميتة ضد الصحفيين الذين يحملون شارات صحفية.
تعتيم عين الحقيقة
وقال شريف منصور، منسق اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن العدد المتزايد من القتلى الإعلاميين، إلى جانب الانقطاعات المتعاقبة لشبكات الإنترنت والهاتف، وتشديد الرقابة، يفرض فعليًا تعتيمًا إعلاميًا على غزة، وهي منطقة ساحلية صغيرة لا تزال خاضعة للرقابة وموطن لحوالي 2.3 مليون فلسطيني، مضيفًا أن ذلك يعني ندرة المعلومات بالنسبة للسكان اليائسين لمعرفة مكان الحصول على الغذاء والوقود والمياه النظيفة.
وقال منصور: "لقد أصبحت تغطية الصراع أكثر خطورة بسبب المخاطر الهائلة التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون المحليون الموجودون على خط المواجهة وليس لديهم ملاذ آمن ولا مخرج."
وأضاف "كما رفض الجيش الإسرائيلي تحمل أي مسئولية عن عمليات القتل، قائلًا للمؤسسات الإعلامية الدولية إنه لا يستطيع ضمان سلامة وسائل الإعلام أو موظفيها."
وأضاف: "قلنا، خاصة بعد استهداف الجيش لمنشآت الاتصالات، إننا وصلنا إلى تعتيم إعلامي. لدينا أيضًا مشاكل تتعلق بالرقابة والاعتداءات والاعتقالات في الضفة الغربية."
وقال منصور: "إنهم في أمس الحاجة إليهم الآن، لكنهم أيضًا الأكثر ضعفًا".
وأصيب وفقد واعتقل عدد كبير من الصحفيين كجزء مما يوصف بأنه نظام الرقابة الإسرائيلي الذي تم تطبيقه بموجب قانون الطوارئ الذي يجعل من الإضرار "بالمعنويات الوطنية" أو "الأمن القومي" جريمة.
ومن غير الواضح عدد الصحفيين الذين كانوا يغطون الصراع وقت وفاتهم، لكن لجنة حماية الصحفيين تحقق في كل حالة لمعرفة ما إذا كان الصحفيون قد وقعوا في مرمى النيران أثناء محاولتهم القيام بعملهم، علي حد قول منسق اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ودفعت هذه الحصيلة المروعة اللجنة إلى تجديد النداءات التي كانت قد أطلقتها في البداية قبل اندلاع الأعمال العدائية الأخيرة لإسرائيل لإصلاح قواعد الاشتباك الخاصة بها بحيث يتم حماية الصحفيين المحددين بوضوح.
استهداف عائلات الصحفيين
ولم يتوقف الاحتلال علي استهداف الصحفيين فقط بل في البداية كان لعائلات الصحفيين كنوع من الترويع واجبارهم علي التخوف وعدم بث الحقيقة وهو ما شاهدناه واضحا في حرص جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر على استهداف الصحفيين والمصوريين عمدًا أملا في إسكاتهم وإخافتهم وبث رسالة واضحة مفادها أنه من غير المسموح لأي وسيلة إعلامية نقل الصور التي تجسد جرائم وبربرية الاحتلال جليًا بالاستهداف المباشر لهم.
ويظهر ذلك الفعل المشين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، لكنه ازداد خلال فترة الصراع الفلسطيني الأخير الذي اندلع في الـ7 من أكتوبر الجاري، حيث قامت قوات الاحتلال باستهداف الصحفيين تارًة واستهداف أسرهم تارًة أخرى، لعلهم يخشون إصابة أسرهم بمكروه ويتوقفوا عن بث الحقيقة للعالم أجمع.
وسيق أن شاهدنا ذلك في واقعة اغتيال مراسل قناة القاهرة الإخبارية واصابة مراسل الجزيرة وكذلك وفاة صحفيين من قناة الميادين بالاضافة الي واقعة اغتيال الصحفية الفلسطينية دعاء أشرف، التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية في غزة خلال مواصلتها لعملها ومحاولة بث حقيقة الكيان الصهيوني، وذلك حسبما قالت إذاعة الأقصى التابعة لحركة "حماس"، في منشور على تطبيق تيليجرام.
وعن عائلات الصحفيين فكان الاستهداف الأكثر تأثيرا خاص بمنزل وعائلة الصحفي الفلسطيني الشهير وائل الدحدوح، لإطفاء شرارة نشاطه في إرسال وبث حقيقة الاحتلال أجمع والتوقف عن العمل حزنًا على عائلته التي استشهدت نتيجة القصف وراح فيها زوجته وابنه وبنته، لكن تلك الفعلة الدنيئة جعلت العالم يتعاطف مع الصحفي الدحدوح خاصة بعد أن ألقى كلمات قصيرة ومؤثرة في رثاء ووداع عائلته: معلش بينتقموا منا في الأولاد. ليوصل للعالم أيضًا بتلك الجملة القصيرة أن الاغتيال كان مقصودا للصحفي وعائلته رغبة في إسكات صوت الحق، وعلي الرغم من ذلك لم ينجح الاحتلال في كسر الصحفي الدحدوح الذي استجمع قواها وفوض أمره لله وعاد للعمل علي بث الحقيقة مرة أخرى.
أما عن الصحفي معتز العزايزة الذي يحمل كاميرته طوال الوقت لتغطية الأحداث الملتهبة في غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه الغاشم للمدنيين الأبرياء، تفاجأ خلال تغطيته للأحداث بشيء أفقده القدرة على النطق، بعد أن شاهد أفراد أسرته وقد باتوا أشلاء منثورة في الأرجاء جراء القصف.
ولم يتمالك الصحفي الفلسطيني بوكالة الأنباء "أونروا" حينها نفسه، فانهار باكيًا بعد أن فشل في التعرف على أفراد أسرته، وتحديد ملامحهم، فلم تتبق سوى أشلائهم، ومن ثم نشر عزايزة عبر منصة "إنستجرام" مقاطع فيديو تظهر أشلاء جثث الشهداء تحت الأنقاض عقب استهداف منزلهم، إذ دعا لهم بالرحمة على وقع الصدمة التي ألمت به.
ولم تكن تلك الوقائع الأولى والأخيرة، فمنذ بداية القصف ونرى يوما اغتيال لصحفي واليوم الآخر اغتيال لعائلة صحفي آخر بالتبادل، ولعلها نية خبيثة من قبل الكيان الصهيوني لإسكات الصحفيين وتخويفهم، وهذا الأمر لم يحدث منذ أحداث الـ7 من أكتوبر فقط لكنه يحدث دوما منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وسبق أن رأيناه في العديد من الصحفيين وعلى رأسهم حادث اغتيال صاحبة الكلمة الأقوي شرين أبو عاقلة وكيف اغتالوها بوحشية رغم ارتدائها سترة الصحفيين.
وفي نهاية المطاف لا بد أن نعلم أن الصحفيين في فلسطين أصبحوا أمام تحد وواقع جديد عليهم مواجهته بكل حذر حيث إن الاحتلال لا يفرق بين صحفي أو غيره ولهم باع طويل في الإجرام ضد وسائل الإعلام وهذا ما يحتم على الصحفي معرفته أثناء عمله أنه مستهدف كغيره من الشبان العزل ويُحتم عليه الالتزام الكامل بكل معايير السلامة المهنية وعدم الاستهانة بعمليات القنص التي يقوم بها الجيش.
وأخيرًا فإن محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي الضغط على الصحفيين وترهيبهم لوقف التغطية الإعلامية من خلال الاستهداف المنظم والمباشر لهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز محاولات ستبوء جميعها بالفشل لأن الصحفي الفلسطيني يحمل قضية وطنه الذي ينتمي إليه ورسالته الإعلامية إلى العالم ويؤكد الصحفي الفلسطيني بأنه مستمر بهذه الرسالة الإعلامية وبتغطية وتوثيق جرائم الاحتلال فاغتيال الصحفيين لن يقطع التغطية عن جرائم الاحتلال.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية