رئيس التحرير
عصام كامل

ليس للإرهاب دين


نعم ليس للإرهاب دين، لأنه ليس للشيطان دين! ليس للقتلة باسم الله دين، لأن إلههم الشر والشيطان هو الشر . يرى المصريون هذه اﻷيام الشيطان ملتحيا سافرا يدعو الناس إليه جهارا ، بل من عجب أن الشيطان وهو كافر ، يكفر 90 مليونا هم المصريين ، يسجدون لله الواحد الأحد القهار .

شيطان الإخوان يتحدث عن الحرية وقد حبس الهواء عن الناس . وجوده الذاتي كان حجرا بمساحة مصر ووزنها فوق صدور كل مواطن. من أجل هذا استجاب 33 مليونا من الشعب لنداء الحرية الحقيقية يوم 30 يونيو فحول شهر النكسة إلى شهر الثورة والنصر، ثم استجاب الشعب فخرج منه 40 مليونا يوم 26 يوليو، ليمنح جيش بلاده التفويض بل اﻷمر ليواجه الإرهاب، وليس سرا مشاعر التململ والضيق لتلكع القرار السياسي من يوم 26 حتي عصر 31 يوليو حين صدر قرار مجلس الوزراء بفض الاعتصام في إطار القانون.

تساءل الشعب عن مصير الأمر الشعبي بالمواجهة ، كما وضعوا موقف البرادعي تحت الفحص والمراجعة ، وراح الناس يستدعون دفاتره القديمة ويأسفون لتخاذله، بل عدوه السبب الأول في فتور الهمة. في المواقف التاريخية لا يصلح قط المتعثرون، والمتمحكون في مبادئ لا يحترمها الارهاب . كلنا نحفظ ، ما عدا دافيد كاميرون الذي نسي سريعا ما أعلنه دافيد كاميرون في مواجهة فوضي لندن قبل عامين تقريبا:لا تسألني عن حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بمصير بريطانيا.

حسنا اﻷمر اﻵن يتعلق بمصير مصر التي لا تواجه فوضى وتخريبا فحسب، بل تخوض حربا ضد الإرهاب مشفوعا بستار دولي يستعمل قوي التكفير والظلام لهدم جيوش وثوابت الدول العربية ،وإطلاق يد عصابات منظمة تحمل راية الدين ، باعتبارها الوسيلة الوحيدة ﻹبقاء العرب قبائل وطوائف وفرادي وشيعة وأقباطا وسنة وعلمانيين وكفارا ، بينما إسرائيل تبقي اﻷقوي واﻷبقي. 

وهذا كله مجانا. ليس ثمة رصاصة إسرائيلية . ليس ثمة قتيل إسرائيلي . الرصاص منهم والضحايا نحن والجاني مني ومن لحمي ودمي ابن بلدي للأسف، يذبحني باسم الله الذي أعبده وأسجد له كما يفعل هو . لقد اتخذت اﻷمة المصرية قرارها بفض وكر الإرهاب وملاذ تنظيم القاعدة في قلب القاهرة ، والكل يعلم المشاعر المختلطة لدينا جميعا، إذ نتمني أن يعود المضللون -بفتح الضاد- إلي رشدهم فبيوتهم أولي بهم ممن هربوا أولادهم ونساءهم ، وجعلوا البسطاء في وش المدفع .

ليس مدفع النار لكن أقصد خط الغضب والمواجهة . يا أخوتنا المصريين ، تعالوا إلي كلمة سواء . تعالوا نحافظ علي الوطن . من لا يحب وطنه ما عرف دينه. لا نريد إراقة دماء زكية طاهرة . دماء الجنود المصريين تسيل ساعة الإفطار هي دماؤكم . هم أولادكم . 

كيف تستبيحون ﻹرهاب حماس أرواح مصريين مثلكم . مسلمين موحدين مثلكم . نبيهم محمد عليه صلوات الرحمن ورضوانه هو نبيكم . لكن طار منكم الصواب وعميت القلوب وقاد الشيطان خطواتكم .. فاستقبلوا عقاب الله علي أيدي الشعب الذي كفرتموه في عيشته وروعتموه في أمنه ، وجمعتوا له المجرمين والمرضي بداء القتل . وتذكروا ..لم يحدث أبدا أن انتصر الإرهاب على شعب.. ولا حكم الإرهاب شعبا إلا من الخراف . في مصر بشر كرام أقوياء.
الجريدة الرسمية