رئيس التحرير
عصام كامل

أعفي من الخدمة العسكرية ومنعته نقابة المحامين من أداء الامتحان.. من هو إيتمار بن غفير أيقونة التطرف في دولة الاحتلال؟

بن غفير، فيتو
بن غفير، فيتو

كشفت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس – خلال إعلانها عن انطلاق طوفان الأقصي في الـ 7 من أكتوبر الماضي، أنها نفذت العملية جراء المضايقات والانتهاكات المتكررة من قبل المستوطنين المتطرفين تجاه المسجد الأقصى وعمليات الاقتحام المتكررة.

ويعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من أكثر الوزراء تطرفا وتشددا إزاء  الشعب الفلسطيني، فدائما ما كان يدعم عمليات اقتحام المسجد الأقصى التي ينفذها المستوطنين الإسرائيليين.
 

من هو إيتمار بن غفير ؟

بدأت مشاركة بن غفير في السياسة في عام 1995 عندما كان عمره 19 عامًا، بعد توقيع "اتفاقية أوسلو" بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في سبتمبر 1993.

وصفه الصحفي أرمين روزين بأنه "رجلٌ تسكنه كراهية مرضية للعرب"، وحذر منه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، إذ قال: إن العالم كله يخاف منه، كما علقت صحيفة هاآرتس العبرية على نجاحه وحزبه في انتخابات الكنيست التي جرت في 2022 بـ"اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل"، إنه إيتمار بن غفير الذي يتولى منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي منذ 29 ديسمبر 2022.

الحياة المبكرة لبن غفير

إيتمار بن غفير ولد في القدس المحتلة في السادس من مايو 1976، والده كان يهوديًا عراقيًا، بينما كانت والدته من كردستان العراق، والده كان يعمل في شركة للبنزين، وكان أيضًا كاتبًا، بينما كانت والدته نشطة في حركة صهيونية تسمى "التنظيم الوطني العسكري" (إيتسل) التي أسست في عام 1931 وشاركت في عمليات عدائية ضد الفلسطينيين.

بعد التخرج في الثانوية العامة، التحق بن غفير بمدرسة الفكر اليهودي، ثم انضم إلى جيش الاحتلال. ومع ذلك، أُعفي من الخدمة الإلزامية بعد عامين بسبب مواقفه اليمينية المتشددة. وأعرب بن غفير عن استيائه من هذا القرار في تصريح لصحيفة إسرائيلية قائلًا: "لقد خسرني الجيش الإسرائيلي".

اقرأ ايضا: أكبر بنك جلود في العالم، سر سرقة أجساد شهداء فلسطين من قطاع غزة

درس بن غفير القانون في كلية أونو الأكاديمية للحقوق في عام 2008. وعندما انتهى من دراسته، منعته نقابة المحامين الإسرائيلية من أداء امتحان المحاماة بسبب سجله الجنائي. وزعم بن غفير أن هذا القرار كان له دوافع سياسية، وبعد سلسلة من الطعون، أُلغي القرار، وسمح لبن غفير بأداء الامتحان، نجح في الاختبارات الكتابية والشفوية، وحصل على رخصة مزاولة مهنة المحاماة.

دخول بن غفير السياسة

بدأت مشاركة بن غفير في السياسة في عام 1995 عندما كان عمره 19 عامًا، بعد توقيع "اتفاقية أوسلو" بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في سبتمبر 1993. في ذلك الوقت، ظهر بن غفير أمام الكاميرات وهو يحمل زخرفة ممزقة من سيارة كاديلاك تعود لإسحاق رابين، رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، وقال: "استطعنا الوصول إلى السيارة، وسنصل إلى رابين أيضًا".

ولكن بعد أسابيع قليلة فقط من ذلك الحدث، اغتيل رابين في 4 نوفمبر 1995، إذ تعرض لإطلاق النار خلال مهرجان خطابي، وبعد ذلك، قاد بن غفير حملة للإفراج عن قاتل رابين.

انضم بن غفير إلى حركة "كاخ" في عام 1972، وهي حركة تأسست بزعامة الحاخام المتطرف مائير كاهانا. بنى كاهانا سياسته على الدعوة إلى التخلص من العرب في أرض إسرائيل، وتحديدًا في فلسطين، سواء بالإقناع أم القوة في حال رفضوا ذلك، وكان كاهانا يعتبر معظم العرب المقيمين في أرض إسرائيل أعداءً للشعب الإسرائيلي، ولا يمكن التعايش معهم. وقد كان كاهانا يعارض الديمقراطية، إذ اعتبرها خيارًا مناسبًا فقط لأولئك الذين لم يتلقوا كتاب التوراة الذي يحتوي على نصوص ربانية تتعلق بالسيادة السياسية لليهود.

كانت عنصرية الحركة وتطرفها غير مقبولين حتى في حزب الليكود، فقد كان نواب الحزب يغادرون الكنيست عندما يلقي كاهانا خطابًا. انتخب كاهانا نائبًا في عام 1984، ولكنه تعرّض للاغتيال عام 1990 في مدينة نيويورك.

صُنّفت حركة "كاخ" كمنظمة إرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة، وحُظرت بسبب تبنيها للقومية المفرطة والتديّن السياسي واستخدامها لأساليب عنيفة.

بعد حظر حركة "كاخ"، استمر بن غفير في ممارسة أنشطته المتطرفة والعنصرية ضد الفلسطينيين، ووجهت له تهم بتنفيذ أعمال عنف ضد الفلسطينيين والتحريض ضدهم ثماني مرات، بما في ذلك تهم إثارة الكراهية العنصرية ودعم منظمات إرهابية.

صعود بن غفير السياسي

تزعم بن غفير حزب "القوة اليهودية"، الذي تأسس في عام 2012 من أتباع كاهانا. وفشل الحزب في دخول الكنيست في انتخابات 2013 و2015، سواء بشكل مستقل أم من خلال التحالف مع أحزاب أخرى.

وقبل انتخابات عام 2019، انضم الحزب إلى تحالف البيت اليهودي الذي يضم أحزاب اليمين المتطرف. نجح التحالف في الفوز بخمسة مقاعد، في حين حل حزب "القوة اليهودية" في المرتبة السابعة بين أحزاب التحالف من حيث عدد الأصوات.

في الانتخابات الثانية التي جرت في عام 2019، خاض الحزب الانتخابات بشكل مستقل، وحصل على 1.88٪ من الأصوات، ولكنه فشل في تجاوز عتبة دخول الكنيست التي تبلغ 3.25٪ من أصوات الناخبين.

اقرأ ايضا: تضم نساء ونجحت في إخفاء الأسرى، معلومات عن وحدة الظل التابعة لكتائب القسام

في الدورة الانتخابية الـ24، قاد بن غفير حزب "القوة اليهودية"، وحظي بدعم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. عندما فاز بمقعد في الكنيست في مارس 2021، أعلن أنه يجب إزالة "أعداء إسرائيل" من أرضها، مشيرًا إلى الفلسطينيين بشكل عام.

وفي ديسمبر 2022، عُيّن وزيرًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حصل على مقعد في حكومته الأمنية، وتولى مسؤولية الشرطة المحلية وقوة شرطة الحدود الإسرائيلية العسكرية.

وعقب فوزه وصفت صحيفة "هاآرتس" العبرية، نجاح بن غفير وحزبه في انتخابات الكنيست عام 2022، بأنه "اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل".

عداوة بن غفير للعرب

يتميز بن غفير بمواقفه العنصرية والعدائية تجاه العرب، إذ يروج لفكرة إخراج العرب من فلسطين بالقوة ويعارض التعايش معهم. يعتقد بن غفير أن اليهود في جميع أنحاء العالم يجب أن يهاجروا إلى فلسطين.

منذ صغره، أظهر بن غفير انتماءً معاديًا للعرب، بدأ بالمشاركة في تظاهرات يمينية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره ضمن حزب "موليدت" المتطرف الذي كان يقوده الجنرال رحبعام زئيفي، وهو من أسسه. قُتل زئيفي على يد شبان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عام 2001.

يشتهر بن غفير بوضع صورة للمنفّذ اليهودي لمجزرة المسجد الإبراهيمي التي راح ضحيتها 29 مصليًا، باروخ غولدشتاين، على جدار منزله في مستوطنة "كريات أربع" التي أُقيمت على أراضي الخليل، ويصفه بأنه "بطل".

ويعتبر بن غفير منع اليهود من دخول المسجد الأقصى في أيام الجمعة والأعياد الإسلامية تمييزًا ضدهم، ويروّج لفكرة أن اليهود في القدس يخشون زيارة حائط المبكى في البلدة القديمة العربية.

بالإضافة إلى نشاطه في المستوطنات، يتميز بن غفير بهجومه على المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. يعدّ أن التهديد الرئيسي لإسرائيل في المستقبل ليس في إيران أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنه في فلسطينيي الداخل الذين يعتبرهم طابورًا خامسًا، وهم مواطنون إسرائيليون.

سبق لبن غفير أن دعا إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتسبب في تصعيد الأوضاع في القدس الشرقية بعد إقامته مكتبًا برلمانيًا في حي الشيخ جراح، وقاد المستوطنين في عدة مناسبات لاقتحام المسجد الأقصى.

ووفقًا للصحفي أرمين روزين من المجلة اليهودية الأمريكية "تابلت"، الذي التقى بن غفير في أغسطس 2022، فإن بن غفير رجل يعاني كراهيةً مرضية تجاه العرب.

دفاع بن غفير عن "المارقين"

في عام 2006، قام بن غفير بالدفاع عن مراهقين اتهموا بالمشاركة في حادثة حرق متعمدة في قرية دوما، إذ قُتل زوجان وطفلهما، كما حوكم في القضية نفسها مع بنتزي غوبشتاين، زعيمة حركة "لاهافا"، وهي حركة "متشددة" تدعو إلى منع الزواج بين اليهود وغيرهم. وفي عام 2007، أدين بتهمة التحريض على العنصرية بسبب حمله لافتة كتب عليها "اطردوا العدو العربي".

وظل بن غفير يمثل ما وصفته الصحف الإسرائيلية بأنهم "المستوطنون المارقون"، مثل "شباب التلال" الذين يشاركون في بناء مستوطنات غير قانونية، وقد أطلق عليهم بن غفير لقب "ملح الأرض"، بينما تعتبرهم أغلبية الإسرائيليين جناة.

وصرح بن غفير لصحيفة إسرائيلية قائلًا: "أنا لا أدافع عن هؤلاء من أجل المال، وفي أحسن الأحوال أستخدم أموالهم لتغطية تكاليف البنزين لسيارتي فقط، السبب الحقيقي وراء ذلك هو إيماني بأن هؤلاء الأشخاص في حاجة لمساعدتي".

وخلال حياته السياسية، جرى تقديم خمسين لائحة اتهام ضده، منها ثماني لوائح جنائية تتضمن اتهامات بالشغب والتحريض على العنصرية والتعدي على عمل الشرطة ودعم منظمة إرهابية وغيرها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية