الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية: نعانى من عجز فى أطباء التخدير والرعاية المركزة والطوارئ(صور)
هيئة المعاهد التعليمية هى إحدى الجهات التابعة لوزارة الصحة، وتعتبر الذراع البحثى والتدريبى لوزارة الصحة، بجانب تقديم الخدمات العلاجية المتقدمة للمرضي، تضم عددا من المستشفيات والمعاهد التعليمية، من أشهرها مستشفى أحمد ماهر التعليمي، والمطرية التعليمى فى القاهرة، والمعاهد منها القلب والكلى والكبد والسكر تستقبل الآلاف من المرضى يوميا، ويتوفر بها تقنيات وخدمات طبية متطورة بجانب خبرة الفريق الطبى بها.
وكشف الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة فى حوار خاص أهم الخدمات التى تقدمها مستشفيات الهيئة، وتفاصيل المدينة الطبية الجديدة، وتقع بجانب العاصمة الإدارية وخدمات الهيئة فى المبادرات الرئاسية ومبادرة القضاء على قوائم الانتظار، وأيضا معدلات التردد عليها وأسعار الكشف بها ومدارس التمريض وأمور أخرى كثيرة كشف عنها رئيس هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية وإلى نص الحوار..
بداية، ما الدور الذى تقوم به هيئة المعاهد التعليمية فى تقديم الخدمات الطبية للمواطنين ؟
أنشئت الهيئة منذ عام 1975 بقرار جمهوري، وتمت إعادة تنظيم القرار فى عام 2017 لتناسب مستجدات الهيئة التى تضم 9 معاهد و16 مستشفى تعليميا، وتختلف عن باقى جهات وزارة الصحة التى تقدم الخدمات العلاجية الثانوية والأولية، حيث تعتمد الهيئة على البحث والتدريب، إضافة إلى دورها فى برامج التدريب لأطباء الزمالة والنيابات والدبلومات المهنية، فهى تهتم بالجانب البحثى بمثابة الذراع الأكاديمى لوزارة الصحة، كما تقدم الخدمات العلاجية المتقدمة وتضم المستشفيات أجهزة متقدمة وأطباء متخصصين.
كم عدد المعاهد والمستشفيات التابعة للهيئة؟
يوجد 9 معاهد طبية مهتمة بالتخصصات الدقيقة، بجانب 16 مستشفى فى قنا وسوهاج والبحيرة والمنوفية والشرقية والإسكندرية والأغلبية فى محافظة القاهرة، وأكثر من 23 مركز تدريب، ولدينا متدربون بالآلاف، وكل هذه المعاهد التعليمية ليست متوفرة فى مكان واحد وهى من ضمن العوائق، لأنه على سبيل المثال يحتاج المريض فى معهد الرمد إلى طبيب باطنة أو طبيب قلب أو مخ وأعصاب، ولا يجد ذلك، لأن المعهد متخصص فى العيون ويتم تنقل الأطباء بين المعاهد حسب الحاجة.
ونظرا لوجود معاهد قديمة منذ الخمسينيات وبدلا من تطوير كل معهد على حدة على المعايير الحديثة، وتوقف الخدمة، جاءت فكرة إنشاء المدينة الطبية لجمع المعاهد التعليمية معا فى مكان واحد تسمى مدينة المعاهد التعليمية للبحوث والتدريب، وقد وافق الرئيس السيسى على إنشائها، وهى مشروع ضخم سوف يضم مركز تدريب ومركز طوارئ وجامعة أهلية والمعاهد التعليمية، وتقدم خدمات علاجية متميزة، وتستخدم فى السياحة العلاجية، نظرا لأن دول العالم كله تشترى خدمات طبية، ويمكن لمواطن إنجليزى الذهاب لفرنسا لإجراء عملية، وهكذا ويمكن أن ينتظروا مدة على قائمة الإنتظار للكشف، كما أن دول الخليج تشترى خدمات علاجية، لذا يمكن لكل هذه الدول شراء الخدمة من المدينة الطبية، والترويج للسياحة العلاجية ودعمها فى مصر.
ومازلنا فى مرحلة تخصيص الأرض، وهى ستكون بجوار العاصمة الإدارية.
وما خدمات الهيئة فى المبادرات الرئاسية الصحية؟
الهيئة تشارك فى مبادرة 100 يوم صحة بالجانب العلاجى التخصصي، حيث تستقبل المستشفيات المريض فى المرحلة النهائية من المبادرة، لتلقى العلاج سواء مريض ضغط أو سكر أو قلب أو كبد، وكذلك مبادرة صحة المراة حيث يتوفر الفحص الأولى والثانوى وفحص الماموجرام داخل مستشفيات الهيئة ، كما تشارك الهيئة فى مبادرة قوائم الانتظار والتى عندما بدأت وضعت بؤرة الاهتمام على كبرى الجراحات التخصصية المكلفة ماديا على المواطنين، وتتحملها الدولة كاملة، وتجرى للمواطن مجانا سواء من خلال التأمين الصحى أو قرارات العلاج على نفقة الدولة، منها قسطرة القلب وجراحات القلب المفتوح، وتغيير المفاصل والرمد سواء عمليات الشبكية وزراعة العدسة فى العين وزراعة القوقعة.
ومعهد الكبد من أوائل الأماكن التى قدمت العلاج للمرضى فى مبادرة القضاء على فيروس سي، وقد تكفلت الدولة بعلاج فيروس سي، ومازالت مستمرة وتقديم خدمات العلاج لمرضى مضاعفات الفيروسات الكبدية، حيث توفر الدولة أدوية مكلفة منها علاج سرطان الكبد.
وما أهم التقنيات الجديدة التى توفرت فى وحدات الهيئة ؟
تقديم خدمات مناظير الجهاز الهضمى والقنوات المرارية الدقيقة والمنظار الجاسوس والفراغ الثالث، ويتم إجراء استئصال الأورام وعمليات توسيع المريء بدون جراحة عن طريق المنظار، كما يجرى داخل مستشفيات الهيئة عمليات زراعة الكبد والكلى، حيث يجرى معهد الكلى 25% من عمليات زرع الكلى فى القطاع الحكومي، بجانب توفير زراعة الكبد والكلى فى مستشفيات الساحل ودمنهور التعليمي، كما يقدم معهد الرمد عمليات متقدمة ومتطورة فى المياه البيضاء وحقن الشبكية وترقيع القرنية، وأيضا تغيير الصمامات بالقسطرة فى معهد القلب، كما أن معهد القلب متميز فى كهرباء القلب وزرع منظمات القلب والكى للضفائر الكهربائية وتوفر جراحات الأورام فى مستشفى أحمد ماهر، والعلاج الكيمائى وجهاز المعجل الخطى يعمل على مدار اليوم، كما تتوفر خدمة العلاج الإشعاعي، وفى العام القادم 2024 سيتم تزويد مستشفى أحمد ماهر بجهاز إشعاعى جديد، ويتوفر بها عناية مركزة لجراحة الأطفال والمبتسرين، ويخضع معهد التأهيل الحركى للتطوير وسيتم الانتهاء منه فى 2024، ويتعامل مع الإعاقات العصبية والحركية، ويضم مصنع الأطراف الصناعية الأول والوحيد فى مصر الذى ينتج الأطراف الصناعية.
وتضم هيئة المعاهد التعليمية معهد الحشرات الطبية، وهو المعهد الوحيد فى وزارة الصحة تتمثل أهميته عند الاشتباه فى أى وباء أو أمراض متوطنة تتنقل عن طريق البعوض والبق والحشرات يجرى دراسات للقضاء عليها، وأى مستحضر وباء حشرى يفحص معمليا ويخضع للاختبارات مثل مرض الملاريا وحمى الضنك.
ولدينا معهد السمع والكلام المتخصص فى جراحات الأنف والأذن والتخاطب والسمعيات وسوف يحصل قريبا على شهادة الاعتماد والجودة ثم معهد الرمد
وهل تعاقدت مستشفيات الهيئة مع منظومة التأمين الصحى الشامل؟
نعم تعاقدت ويتم الإحالة لمرضى التأمين الصحى الشامل فى بعض التخصصات إلى مستشفى أورام الإسماعيلية والمعاهد الطبية منها الرمد والسمع والكلام، وتخضع الوحدات حاليا إلى رفع كفاءة البنية الأساسية ومنظومة الحريق والمصاعد والتخلص من النفايات.
وهل تضم الهيئة مدارس تمريض ؟
توجد مدرستان للتمريض لمدة 3 سنوات، و17 مدرسة لمدة 5 سنوات، منها 2 بنين و15 بنات فى القاهرة والمحافظات.
وما معدلات التردد على المعاهد والمستشفيات التعليمية ؟
بلغ معدل التردد على العيادات الخارجية أكثر من ٣.٥ مليون تردد ، ومليون ونصف تردد على أقسام الاستقبال والطوارئ، وتوصف الإحصائيات بمعدل التردد، لأن المريض الواحد يمكن أن يتردد أكثر من مرة على المستشفى، وتوجد مستشفيات تخدم محافظات بأكملها فى كبرى الجراحات المتخصصة منها دمنهور التعليمى تخدم محافظة البحيرة، وأيضا مستشفيات الأحرار التعليمى وبنها وشبين الكوم التعليمى يقع عليها عبء كبير فى خدمة الطوارئ بالمحافظة.
وما سعر الخدمة فى المستشفيات التعليمية؟
الخدمة مجانا فى أقسام الاستقبال والطوارئ، بينما فى العيادات الخارجية سعر التذكرة 5 جنيهات، ويصرف منها المريض علاجا سواء مضادات حيوية أو فيتامينات، وكلها أدوية تدفع تكلفتها الدولة بملايين الجنيهات، كما يوجد خدمة العيادات المسائية بعد مواعيد العمل الرسمية بأجر رمزي.
ومع زيادة معدلات التردد وهو رقم كبير جدا فليس جميع المترددين على الطوارىء بحاجة إليها، وكذلك العيادات الخارجية، وعلى سبيل المثال مستشفى أحمد ماهر يتردد عليه 2000 مريض يوميا فى العيادات الخارجية، أى ما يقرب من نصف مليون مواطن سنويا، وكل من المطرية ودمنهور التعليمى وشبين الكوم التعليمى تستقبل ملايين المرضي، وللأسف لا يوجد طبيب الأسرة الذى يستقبل المريض أولا ويفند التخصصات الطبية، ويرسل الحالات التى تستحق للمستشفي، ولكن مع التوسع فى تخصص طب الأسرة بالوحدات الصحية فى التأمين الصحى الشامل سوف يخفف الضغط على المنظومة الصحية.
وما أبرز الإحصائيات عن الخدمات الطبية التى أجريت داخل مستشفيات الهيئة ؟
تم إجراء ما يقرب من ١٨٠ قسطرة مخية، وهى من التدخلات الطبية الدقيقة فى مدة ١٠ شهور مضت بداية من ٢٠٢٣، كما تم إجراء 39 حالة زراعة كلى وما يقرب من ١١٩ عملية زراعة القوقعة، بجانب إجراء 6600 جراحات متقدمة فى تخصص العيون، و1379 عملية فى تخصص المخ والأعصاب والأورام، و1038 جراحة، وفى معهد القلب تم إجراء 11 ألفا و400 قسطرة قلب، بالإضافة إلى 1556 جراحة قلب مفتوح على مدار 10 شهور فى 2023، وأكثر من ٤٤٥ ألف حالة حجز فى المستشفيات.
هل يوجد عجز فى الفريق الطبى بمستشفيات الهيئة؟
لدينا عجز شديد فى التمريض، على الرغم من وجود مدارس للتمريض بها عدد خريجين إلا انهم لا يستلمون العمل بعد التخرج لرغبتهم فى العمل بالقطاع الخاص، أو الحصول على الإجازات الوجوبية، لأن منهم من حصل على أجازة رعاية طفل أو مرافقة زوج.
ويوجد ضعف إقبال من الأطباء على نيابات التخدير والرعاية المركزة أو طب الطوارئ ومنهم من يسافر للخارج، لأنها تخصصات مهمة ومطلوبة وأيضا تخصص التخدير يخدم كل التخصصات، ويمكن تأجيل جراحة بسبب التخدير ونقص أى عنصر يمكن أن يتسبب فى وقف الخدمة.