فجوة بين إنتاج بعض السلع الغذائية واستهلاكها.. القمح والذرة واللحوم والزيوت على رأس القائمة.. والدولة تسعى لسد العجز
تعاني مصر من فجوة كبيرة بين إنتاج عدد من السلع الغذئية واستهلاكها، و يأتي علي رأسها اللحوم الحمراء والحبوب" مثل القمح والذرة وغير ذلك من السلع والزيوت ولقد ظهرت أزمة مؤخرا تتعلق بعدم توافر سلعة السكر بالأسواق وما ترتب عليه من تراجع حاد بالسوق.
أزمة في الاستهلاك والإنتاج في الزيوت
وتعاني العديد من الدول، بما في ذلك مصر، من أزمة في الاستهلاك والإنتاج في الزيوت، حيث يرتفع الطلب على الزيوت النباتية بشكل مستمر، بينما ينخفض الإنتاج بشكل حاد.
وساهمت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الأمر ، وتلجأ الدولة لحل تلك الأزمة إلى الاستيراد لتوفير العجز بالسوق المحلى.
وتمثل هذه الفجوة تحديًا كبيرًا للأمن الغذائي في مصر، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الاستيراد لتغطية احتياجاتها من السلع الغذائية الأساسية.
وقد أدت هذه الفجوة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مصر، مما أثر على مستويات معيشة المواطنين.
وتسعى الحكومة إلى سد الفجوة الغذائية من خلال عدة إجراءات، منها:
التوجه نحو ضخ مزيد من الاستثمارات في القطاع الزراعي والحيواني بعد رفع معدل الإنتاج، ورفع معدلات الكفاءة، فضلا عن دعم المزارعين والمربين، من خلال توفير القروض الميسرة والحوافز الضريبية، هذا بالإضافة إلى التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
مصر تستهلك حوالي 3 ملايين و200 ألف طن سكر
أكد حسن الفندي رئيس شعبة السكر والحلوي بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، فى تصريحات خاصة لـ فيتو أنه يتم استهلاك حوالي 3 ملايين و200 ألف طن سكر سنويا، ويتم إنتاج 2 مليون و800 ألف طن ، بينما الفارق والذى يقدر بـ 400 ألف طن سكر على هيئة سكر خام يتم تكريره أثناء توقف المصانع بعد انتهاء الموسم، وأشار إلى، أن 87% من صناعة السكر تعتمد على الإنتاج المحلي.
ولفت إلى أنه من المتوقع عند بدء إنتاج شركة القناة للسكر في السوق المحلى، ضخ ما يقرب من 800 ألف طن سكر في العام المقبل، مما يعمل على سد الفجوة.
جمال صيام: نسبة الاكتفاء الذاتي من زيوت الطعام لا تتجاوز الـ 5%
أكد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيوت النباتية “زيوت الطعام” لا تتجاوز الـ 5% مقابل استيراد 95% من احتياجاتنا من الزيوت.
ولفت صيام في تصريحات خاصة لـ “فيتو”، أن السبب في الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك يرجع إلى تراجع الإنتاج من بذور المحاصيل الزيتية تراجعت بشكل كبير
وأشار إلى أنه فيما مضى كانت هناك مساحات كبيرة من زراعة" محصول القطن لما يقرب من مليون فدان، وبالتالي كان هذا ينعكس على توافر بذرة القطن بكميات كبيرة، ومن ثم كان يتم عصرها لإنتاج زيت بذرة القطن وكان هناك اكتفاء فى هذا الأمر بالتزامن مع قلة عدد السكان.. وبالتالي لم تكن هناك فجوة بل الإنتاج والاستهلاك.
الفجوة اتسعت لتراجع واختفاء بذرة القطن
وأوضح أن تلك الفجوة اتسعت نتيجة تراجع واختفاء بذرة القطن نتيجة تراجع المساحة المزروعة، بالإضافة إلى المحاصيل الزيتية الأخرى "الفول السوداني - السمسم - عباد الشمس ”دوار الشمس" - الزيتون، حيث إن الأخير يتم عصره لاستخلاص الزيوت أو استخدامه كمكون غذائي، فضلًا عن بذرة الذرة والتي يتم استخلاص زيت الذرة منها فضلًا عن فول الصويا، حيث إنه يتم استيراد البذور ليتم عصره وتعبئته داخل مصر، لافتًا إلى أن إنتاجيته ضعيفة داخل مصر، لأنه غير مربح للمزارعين وبالتالي نجد أن مساحته ضعيفة لاتتجاوز 50 ألف فدان.
توفير الزيوت الخام محليا
وقال إنه عادة يتم استيراد البذور ثم تبدأ تذهب إلى المعاصر، ثم يتم تعبئة عبوات الزيت
وأشار صيام إلي ارتفاع الاسعار عالميا لأسعار الزيوت نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية ومن ثم تركت تأثيرًا سلبيًّا على حجم الصادرات، هذا في الوقت الذي يتم فيه استيراد 95 % من الاحتياجات، فضلًا عن ارتفاع سعر الصرف مقارنة فيما سبق من سنوات سابقة.
وزير التموين: أي تحرك في الدولار سيؤثر على أسعار السلع الغذائية
قال وزير التموين الدكتور علي المصيلحي: مهلة الـ10 أيام للقطاع الخاص بشأن أزمة السكر هدفها تشجيعها للتعاون مع الحكومة للمساهمة في حل الأزمة ولكني لم أهدد بعمل تسعيرة جبرية.
التسعير الجبري
وأكد خلال لقائه ببرنامج “كل يوم” الذي يقدمه خالد أبو بكر بقناة “أون”: لست مع تطبيق التسعيرة الجبرية ولكن أطالب التجار بتحديد هامش ربح مقبول، موضحا: القانون يتيح لوزارة التموين التدخل لضبط سعر سلعة معينة لوقت محدد.
مبادرة خفض الأسعار
ولفت: الانضمام لمبادرة خفض الأسعار كان اختياريا ونشكر كل من ساهم فيها، وأرى أنها نجحت بنسبة كبيرة في تحقيق أهدافها.
تحرك الأسعار الغذائية في حالة واحدة
وأوضح: مصر تستورد حوالي 70% من مكونات السلع الغذائية و97% من زيت الطعام، لذلك أي تحرك في سعر الدولار وارتفاع الأسعار عالميا سيؤثر تأثير مباشر على الأسعار محليا.
وأشار أن "كميات السكر الموجودة لدى الوزارة وشركاتها حاليًا تصل إلي 546 ألف طن، وحوالي 120 إلي 150 ألف طن لدى القطاع الخاص.
وأضاف المصيلحي أن "قطاع إنتاج السكر في مصر، شركات مملوكة للدولة بنسبة 100% مثل شركة السكر والصناعات التكاملية والتي تغطي قطاع الصعيد، وأن هناك شركات سكر البنجر مثال الدلتا والنوبارية والفيوم".
ولفت إلي أن السوق المحلي يحتاج سنويًا 3.2 مليون طن، ويتم إنتاج من 2.8 إلي 2.7 مليون طن في السنة، ويتبقي 400 ألف طن يتم استيراده من الخارج.
كما طالب الوزير، المواطنين، بعدم شراء السكر بأعلى من 27 جنيها، مشددا على أنه "لا توجد أزمة في السكر".
وتوجه للمواطنين قائلا: "هل نقدر نستحمل قليلًا؟.. والسكر يكون موجود وهيوصلك وإوعي تشتريه بأغلي من 27 جنيها".
وأوضح علي المصيلحي قائلا: "يتم تغطية 80% من احتياجات 64 مليون مواطن، وأنه بالتحرك الذي يتم حاليا يتم تغطية 20%، وليس كل المواطنين ليس لديهم سكر".
وقال المصيلحي إنه "لا توجد أزمة سكر، لأنه توجد رقابة شوية نشفة وبالتالي من يقوم ببيع السكر في أماكن خلفية لا يرغب في الظهور بشكل واضح".
وأكمل: "طرح السكر في البورصة المصرية للسلع أدت إلي طرحه بكميات معقولة ولكن ليس كل الشركات تستطيع دفع تأمين والدخول في البورصة، وتم وضع احتياجات كل محافظة من كميات السكر، ويتم التوريد بشكل يومي وذلك تحت رقابة التموين والمحافظ بكل محافظة من محافظات الجمهورية".
وأردف المصيلحي: "تم أمس استيراد 37 ألف طن سكر وذلك لزيادة الاحتياطي، وانخفاض سعر السكر محليا دفع تجار لتصديره والاستفادة من فارق السعر عالميا"، مضيفا: "السكر موجود في السوق المحلية، ولكن لم يصل إلى الناس لسبب، عشان أوصل الناس لازم تكون شبكات التوزيع واضحة".
وتابع: "مسؤولية وزارة التموين هي تكوين احتياطي وأن يكون التموين موجود بنسبة 100% ومتاح في الجمعيات التابعة لها..أنا السلع بتاعتي مش موجودة في كارفور أو سبينيس، بالعكس أنا رقيب عليهم".
وبين أنه قام بسحب السكر من المخزون الاستراتيجي لتغذية القطاع الخاص وخاصة الصناعات الغذائية، وليس الحلوى، وأنه تم الاتفاق مع السلاسل التجارية على طرح السكر بسعر 27 جنيها للكيلو الواحد.
وذكر المصيلحي أنه لا ينكر وجود ارتفاع في أسعار كيلو السكر بالسوق المحلية، مؤكدا ضرورة تكاتف الجميع والتعاون مع الحكومة، حيث قال: "هل نستطيع الانتظار حتي يوم 15 ديسمبر ومشكلة السكر ستحل؟ وحتى لا نقع في هذا الموقف في سنوات أخرى، ستتولى وزارة التموين تدبير الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك".
في هذا اللقاء، قال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين: "السكر موجود لدى الوزارة وشركاتها ومصانعها بنسبة كبيرة، وهناك 150 ألف طن سكر متوفرة لدى القطاع الخاص".
أسباب أزمة السكر
ولفت إلى أن 3.2 مليون طن سكر مطلوبة سنويا لتغطية الاحتياج المحلي بعجز 400 ألف طن عن المطلوب، ولكن السكر الموجود في مصر حاليا يكفي الاحتياج المحلي، ولكننا نعاني مشكلة في توصيله للمواطنين بسبب عدم وضوح شبكات التوزيع.
وأوضح أن انخفاض سعر السكر محليا دفع التجار لتصديره والاستفادة من فارق السعر عالميا، وأشار: تلبية طلبات القطاع الخاص بالكامل في وسط أزمة السكر أمر صعب، ولكننا أخذنا حصة من مخزون الوزارة وتم توزيعها على التجار.
سعر كيلو السكر الحالي
وأكد: "نجحنا في تغطية احتياجات الصناعة والسلاسل التجارية وخطوط التعبئة من السكر، أقول للمواطن السكر موجود وهيوصلك ولا تشتريه بأكثر من 27 جنيها".
وأشار: اعتبارا من أمس الأول تواصلنا مع المحافظات وحددنا الاحتياجات اليومية لكل محافظة ونقوم بتوريدها.
موعد انتهاء أزمة السكر
وتابع: أزمة السكر الحالية حقيقية لا أستطيع إنكارها وأعتذر عن عدم الرضا، وأتعهد للمواطنين بحلها بحلول 15 ديسمبر المقبل.
سد فجوة السكر وانخفاض سعر الكيلو العام المقبل
وأكد: ستتولى وزارة التموين شراء الفجوة الموجودة المتمثلة في 400 ألف طن ولن يتم الاعتماد على القطاع الخاص وستقوم الحكومة متمثلة في الوزارة باستيراد وشراء الفجوة من الخارج، والعام المقبل سيكون سعر بيع الكيلو لا يزيد عن 24 إلى 25 جنيها.
ضخ كميات كبيرة من السكر
وتابع: سيتم زيادة ضخ كميات السكر عن ما هو متوقع بما يزيد عن 20% عن المعدل الطبيعي اعتبارا من يوم السبت المقبل ولن يكون هناك كثافة على الشراء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال افريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.