33 عاما على تدخل مجلس الأمن لإنهاء غزو الكويت.. كواليس إصدار المجلس الأممي قرارا يبيح التدخل العسكري.. السلاح يضع حدًا لأخطر أزمة في تاريخ العلاقات العربية
في مثل هذا اليوم من عام 1990، تدخل مجلس الأمن لحسم الفوضى الدائرة في الشرق الأوسط، وأصدر القرار رقم 678 الذي أباح استخدام القوة المناسبة في تحرير الكويت ما لم ينسحب العراق منها قبل 15 يناير 1991، بعد أن وجه نداءات سابقة إلى النظام العراقي دون استجابة، كما بذلت البلدان العربية جهدا صعبا لإنهاء الأزمة داخل البيت العربي، ولم تسفر الجهود عن أي شيء.
غزو الكويت وحكومة المنفى
بدأت واحدة من أخطر أزمات المنطقة والتي خلفت شروخا عديدة في العلاقات العربية العربية 2 أغسطس 1990، بعد أن أقدم العراق على غزو الكويت، ولم تستغرق العملية العسكرية أكثر من 48 ساعة، وانتهت بإستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية، بينما نجحت الأسرة الحاكمة الكويتية في الفرار إلى عدة وجهات خارجية أبرزها المملكة العربية السعودية.
نجحت خطة الغزو العراقية في الاستيلاء على الأراضي الكويتية عبر 4 محاور رئيسية بواسطة 7 فرق عسكرية من قوات الحرس الجمهوري وكانت الأفضل تسليحًا وتدريبًا ضمن القوات المسلحة العراقية.
في البداية دفع نظام صدام حسين بالعسكري الكويتي العقيد علاء حسين لقيادة حكومة وطنية استمرت حتى يوم 8 أغسطس فقط تحت اسم جمهورية الكويت، ثم قررت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس 1990 ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت.
شكلت الأسرة الحاكمة حكومة في المنفي من الطائف بالمملكة العربية السعودية بعد أن تجمع فيها فيها الشيخ جابر الأحمد الصباح، وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح، والعديد من الوزراء، وقيادات القوات المسلحة الكويتية.
تفاصيل القرار 678 وكواليس تدخل مجلس الأمن
بعد ساعات من الاجتياح العراقي للكويت، طالبت الأسرة الحاكمة والولايات المتحدة على الفور بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وتم تمرير القرار رقم 660 الذي ندد بالاجتياح وطالب بانسحاب العراق من الكويت فورًا كما عقدت الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا أيضا وبذل النظام المصري بقيادة الرئيس الأسبق جهودا خارقة لتحجيم الأزمة على المستوى العربي، ولم يمتثل العراق، ليجتمع مجلس الأمن في 6 أغسطس 1990 ويصدر قرارًا إضافيا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.
مع اشتعال الموقف بسبب تمسك النظام العراقي بالغزو، بدأت السعودية تبدي مخاوفها عن احتمالية حدوث اجتياح لأراضيها، وهذه المخاوف لعبت دورًا كبيرا في تسارع الإجراءات والتحالفات لحماية حقول النفط السعودية التي كانت تواجه شبح السيطرة عليها من العراق، وهي عواقب لم يكن في مقدرة الغرب تحملها.
رد الرئيس العراقي بإضافة كلمة «الله أكبر» على العلم العراقي، في محاولة منه لإضفاء طابع ديني على غزة الكويت ومواجهة الحشد الدولي، كما كانت محاولة واضحة لكسب التيارات الدينية لاسيما الإخوان المسلمين والمعارضين السعوديين إلى جانبه، وكان لهذا الإجراء أبلغ الأثر في وقوف الإسلاميين ضد السعودية بل وشن هجمة دعائية ضدها بسبب توفير الدعم لقوات أجنبية في اجتياجها المحتمل لدولة عربية وإسلامية ـ العراق ـ.
في الوقت نفسه بدأ العراق محاولات إعلامية ومساومات لربط مسألة اجتياح الكويت بقضايا «الأمة العربية» فأعلن العراق أن أي انسحاب من الكويت، يجب أن يصاحبه انسحاب سوري من لبنان، وانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان.
كما لعب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بورقة ديون الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، والتي اعتبرها بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره، وطالب الكويت والسعودية بالتفاوض على الديون أو إلغائها قبل المطالبة بإنهاء الغزو العراقي للكويت، وطلب صدام من دول الخليج مجتمعة نحو 10 مليارات دولار منحة للعراق، مع تأجير جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين.
كانت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات وانتهت عام 1988، أسفرت عن تدمير موانئ العراق على الخليج العربي مما تسبب في شل حركة التصدير العراقي للنفط من هذه الموانئ، وكانت القيادة العراقية تأخذ في حساباتها المستقبلية احتمالية نشوب الصراع مع إيران مرة أخرى، ولكنها كانت تحتاج إلى مساحة أكبر من السواحل المطلة على الخليج العربي.
واعتبر النظام العراقي أنذاك غزو الكويت أفضل فرصة لتحقيق التفوق الإستراتيجي على إيران، لهذا خرجت تسريبات تؤكد أن الغزو العراقي للكويت كان مؤامرة أمريكية-إسرائيلية نفذها صدام حسين للتأمين والسيطرة على منابع النفط في الخليج العربي، وأستند أنصار هذه الرواية على لقاء جرى في 25 يونيو 1990، حينما التقى صدام حسين مع السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي والتي قالت أن أمريكا «ليس لها راي بشان صراع عربي-عربي».
لم تنجح المبررات التي ساقها النظام العراقي في اقناع العالم العربي على وجه التحديد بمبررات الغزو، وفشلت الحملات الدينية في تحجيم التدخل السعودي، كما لم تنجح المساومات العراقية في تخفيف الضغوط الدولية التي تزايدت على العراق بعد رفضه الامتثال للمساعي العربية والدولية لإعادة الأمور إلى نصابها، ليتدخل مجلس الأمن الدولي ويصدر القرار رقم 678 في 29 نوفمبر 1990، الذي هاجم العراق واعتبره يستخف بالمنظومة العالمية ما يستلزم توجيه عقوبة مناسبة.
أكد مجلس الأمن في نص القرار تفعيل صلاحياته ومسؤولياته المقررة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لصيانة السلم والأمن الدوليين وحفظهما، لهذا طالب العراق أن يمتثل لجميع القرارات اللازمة لحفظ الأم والسلم الدولي مع منح النظام العراقي فرصة أخيرة.
وتضمن نص القرار منح الدول الأعضاء المتعاونة مع حكومة الكويت الحق ما لم ينفذ العراق في 15 يناير 1991 في اتخاذ القرارات التي تحثه على الانسحاب باستخدام جميع الوسائل اللازمة لإعادة السلم والأمن الدوليين إلى نصابهما في المنطقة.
كما طلب القرار جميع الدول بتقديم الدعم المناسب للإجراءات التي تتخذ عملًا بالفقرة 2 من هذا القرار على تبلغ مجلس الأمن تباعًا بالتقدم فيما يتخذ من إجراءات عملًا بالفقرتين 2، 3، من هذا القرار، واتخذ القرار بأغلبية 12 صوتا مقابل صوتين (كوبا واليمن) وامتناع الصين عن التصويت.
الحملة العسكرية على العراق
على الفور تشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، وبلغت نسبة الجنود الأمريكيين في الائتلاف العسكري حوالي 74% من العدد الإجمالي للجنود الذين تم حشدهم، فيما قارب العدد الإجمالي لجنود قوات الائتلاف على ما يقرب من مليون جندي.
انتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير 1991 بعد حرب الخليج الثانية وبعد نحو 7 أشهر على اجتياح الكويت، وفُرض على الحكومة العراقية دفع تعويضات إجمالية بلغت 52.4 مليار دولار، تعويض لـ 1.5 مليون شكوى لأفراد وشركات وحكومات تمكنوا من إثبات تعرضهم لأضرار بسبب الغزو، ما تسبب في ضغوط هائلة على الاقتصاد العراقي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.