رئيس التحرير
عصام كامل

شادية، 6 سنوات على رحيل أم الصابرين.. تألقت سينمائيًا وغنائيًا وإذاعيًا ومسرحيًا.. عُرفت بـ"أم الصابرين".. وحكايتها مع طلاب الأزهر

الفنانة الرقيقة شادية،
الفنانة الرقيقة شادية، فيتو

شادية، مطربة وممثلة رقيقة من الزمن الجميل، لقبت بصوت مصر وأم الصابرين وحبيبة مصر، قدمت أغانى المناسبات والأغانى العاطفية والوطنية، فمن ينسى لها أغنية " ياحبيبتى يامصر"، وفى السينما أدت أدوارا علامة في طريق السينما ونجحت فى تقديم البنت الدلوعة، وتم اختيار 6 من أفلامها ضمن أفضل مائة فيلم في السينما المصرية، رحلت في مثل هذا اليوم عام 2017.


ولدت فاطمة شاكر الشهيرة بـ شادية عام 1931 واسم الدلع " فتوش" عاشت طفولتها بحى الحلمية، بدأت شادية طريق الفن عن طريق والدها الذي قدم لها فى مسابقة من خلال شركة اتحاد الفنانين التى أسسها المخرج حلمى رفلة لاختيار وجوه جديدة، وتحمس لها أحمد بدرخان الذى اعترض على اسم “فاطمة”، فأطلق عليها الفنان عبد الوارث عسر اسم "شادية الكلمات"، ومنها اسم شادية، وتعرفت بالوسط الفنى عن طريق أختها عفاف شاكر التي كانت قد سبقتها إلى التمثيل في السينما.

أم الصابرين الدلوعة الرومانسية 

برعت الفنانة شادية في تقديم أدوار البنت الدلوعة والرومانسية والبنت الشقية، لقبت بنت مصر، أم الصابرين، حبيبة مصر، فقدمت أكثر من 100 فيلم سينمائي و10 مسلسلات تلفزيونية ومسرحية واحدة هي " ريا وسكينة" وأكثر من 1500 أغنية من الأغاني الوطنية والخفيفة والعاطفية.. تراثا فنيا خلفته الفنانة المصرية صاحبة الصوت الرقيق.

شادية فى فيلم نحن لا نزرع الشوك 

 اتجهت شادية إلى السينما عام 1947، وكانت بداية ظهورها في دور ثانوي بفيلم "أزهار وأشواك" الذى شهد بداية هند رستم أيضا، إلى أن التقت المخرج حلمي رفلة ، الذى وجد فيها مقومات ممثلة ناجحة فاختارها بناء على ترشيح الفنان محمد فوزى في أول أدوارها السينمائية من إنتاجه في فيلم " العقل في إجازة " وعندما نجح الفيلم وترددت أغانيه الخفيفة نافست شادية صباح وليلى مراد وهدى سلطان وغيرهن، لتنطلق شادية بعده ببطولة العديد من الأفلام.

 

فرحة العمر الكبيرة 

 وتحكى شادية فى مذكراتها مع إيريس نظمى عن بدايتها فتقول: كانت أمنيتى أن أظهر في السينما مع فنانين مشهورين يعرفهم الناس، وجاء ميلادى الفني وكان عمري 16 سنة فى فيلم "العقل في إجازة" مع فنان مشهور هو محمد فوزى الذى كان يعجبنى صوته الجميل وملامحه الوسيمة فكان أول إخراج لحلمى رفلة وأول إنتاج لمحمد فوزى وأول فرصة بطولة لي على الشاشة، وليلة عرض الفيلم سمعت الناس تهتف باسمى شادية ونجح الفيلم نجاحا كبيرا، وكانت لحظة من لحظات العمر الرائعة وبكيت من شدة الفرح.

شادية فى لحظة تأمل 

 

 وأضافت شادية: ثم جاء فيلم " شباب امرأة " الذى حصلت به على أول جوائزى السينمائية، فكان أول خطوة جادة فى حياتى، بالرغم من أني شاركت فيه فى دور هامشى، لأن بطولة الفيلم كانت لصديقتى الحبيبة تحية كاريوكا، بعد أن استمعت إلى نصائح المخرج صلاح أبو سيف فتمردت على البنت الدلوعة وقبلت دورا صغيرا لكنه مختلف عما قدمت من أدوار. فى هذا الفيلم أخذت قرارا بالتمرد على دور البنت الدلوعة أو الساذجة العبيطة التى تشارك فى الأفلام للتسلية، وتكلمت كثيرا مع صلاح أبو سيف فى هذا التغير الذى أبحث عنه، ورشحنى بالفعل لبطولة فيلم “القاهرة 30” لكن ظروف صحية طارئة تعرضت لها أضاعت منى هذه الفرصة الهامة.

شادية فى عمر الشباب 

 وأضافت شادية: ثم أنتجت ومثلت أفلام بعيدة عن البنت الدلوعة منها: ليلة من عمرى وشاطئ الذكريات، وبالفعل حدث التغير الذى كنت أبحث عنه بعد فيلم "المرأة المجهولة " الذى حصلت بسببه على أهم جوائزى فى السينما، جاءت بعدها أدوار النضج التي قدمتها في دور فتاة الليل في فيلم “اللص والكلاب” 1962 لتقديم  نموذجا نادرا لحياة العاهرة العاشقة، والقصة عن رواية أديبنا الكبير نجيب محفوظ.

ستة أفلام فى قائمة الأفضل 

 قدمت شادية أجمل الأفلام في السينما المصرية منها: زقاق المدق، معبودة الجماهير، دليلة، لحن الوفاء، المرأة المجهولة، نحن لا نزرع الشوك، ميرامار، الطريق، شيء من الخوف، أضواء المدينة، كرامة زوجتى،أغلى من حياتى، أرحم حبى، ودعت حبك، الزوجة 13،  وأغلبها مأخوذ عن قصص لكبار الأدباء إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وسعد الدين وهبة، وهناك ستة من أفلامها ضمن قائمة أفضل أفلام السينما المصرية هي شيء من الخوف، زقاق المدق، المرأة المجهولة، لحن الوفاء، نحن لا نزرع الشوك، معبودة الجماهير.

شادية وصلاح ذو الفقار أشهر ثنائيات السينما 

 

 تزوجت الفنانة الجميلة شادية من الفنان صلاح ذو الفقار بعد أن التقيا في تمثيل فيلم "عيون سهرانة" أول أدوار صلاح ذو الفقار بعد استقالته من الشرطة، وبمجرد إتمام الزواج اتفق أشقاء ذو الفقار على تكوين شركة إنتاج لتقديم الثنائي صلاح ذو الفقار وشادية من خلال مجموعة من الأفلام كان بدايتها مراتى مدير عام.

مراتى مدير عام أول أفلام صلاح مع شادية 

 وكان المنتج حلمى رفلة قد اشترى قصة "مراتى درجة ثانية" من الكاتب عبد الحميد جودة السحار والتي تحولت عند إنتاجها إلى فيلم "مراتي مدير عام"، وتم الاتفاق مع الفنان رشدى أباظة على القيام ببطولته أمام شادية، إلا أنه بعد زواج شادية وصلاح ذو الفقار الذى قرر أن يكون فيلم مراتى مدير عام أول فيلم من إنتاجه مع شادية واشترى القصة من حلمى رفلة، وتنازل رشدى عن الفيلم له.

شادية فى فيلم لا تسألنى من أنا 

 وصلت شادية إلى أعلى أداء درامي في فيلم "لا تسألنى من أنا" عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، مع يسرا الذى اعتزلت بعده التمثيل للسينما، لتقدم بعد ذلك مسرحيتها الشهيرة والوحيدة “ريا وسكينة” على المسرح لمدة عامين متصلين، ولاقت نجاحا ساحقا من إخراج حسين كمال مع صديقتها الكوميديانة سهير البابلي.

موقف شادية من التليفزيون 

لم تقدم شادية طوال عمرها الفني عملا تليفزيونيا بالرغم من توقفها عن التمثيل للسينما بسبب انحسار عدد دور العرض وردا على هذا تقول شادية: اعترف أني لم أجرب حظى فى التليفزيون لأنى تعودت على السينما لأن شغله بالحلقات والنهاية غير معروفة ولا أحب العمل وأنا تائهة بل أحب أن أعمل وأنا أعلم مقدما موضع قدمى والعمل التليفزيونى دائما متعجل.

الوجه الآخر للفنانة شادية 

 هناك وجهًا آخر للفنانة الراحلة شادية يكاد يكون مجهولًا لمحبيها حتى اليوم، ربما لأنها كانت تصر على أن يبقى مجهولًا؛ تقربًا لله، وتجنبا للرياء، فقد حرصت قبل وفاتها بسنوات طويلة على تقديم يد العون والمساعدة والدعم لفئة كبيرة من طلاب الأزهر، من الفقراء والمعدمين، ولا سيما الوافدين والمغتربين، حيث كانت تنيب عنها من يقدم لهم المساعدات الشهرية السخية بانتظام ودون انقطاع، منذ قدومهم مصر حتى ينجزوا مهمتهم التي حضروا من أجلها، ودون أن تظهر في الصورة من قريب أو بعيد.

 وشاع بين طلاب الأزهر الشريف أن كل من تتقطع به السبل يسعى إلى التواصل مع مندوب "الحاجة شادية"، كما كانوا يسمونها، بغرض الحصول على مساعدة شهرية منتظمة تساعده على الوفاء باحتياجاته ومصاريف دراسته ولم تكن هذه المساعدات محدودة أو تشمل عددًا قليلًا من الطلاب، بل كانت لا تصد أحدًا، حتى أنها أوصت قبل رحيلها على التواصل مع هؤلاء الطلاب وغيرهم واستمرار منح المساعدات صدقة جارية.

 

شادية وعبد الحليم فى فيلم معبودة الجماهير 

 

قال عنها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ: شادية صوت جميل وقلب رقيق، ووصفها عباس العقاد بالميوعة لكنها صوت هادئ وصافى.

 

شهادة نجيب محفوظ عن حميدة 

 وقال عنها الأديب نجيب محفوظ: شادية ممثلة عالية القدرة استطاعت أن تعطى سطور رواياتى لحما ودما وشكلا مميزا، لا أجد ما يفوقه فى نقل الصورة من البنيان الأدبى إلى الشكل المثالي، وكانت حميدة في زقاق المدق صورة لتلك القدرة الفائقة، وقال عنها الإذاعى وجدى الحكيم: كانت تأخذ الحياة بجدية تعادل أى فنانة درست التمثيل، تأخذ الفن بعشق شديد ولديها ذوق رفيع فى اختيار أغانيها، ولم تندم يوما على أغنية أو فيلم قدمته، فكانت حريصة فى كل مرحلة عمرية على تقديم ما يناسبها من كلمات الأغانى.

نجيب محفوظ اثناء تصوير فيلم زقاق المدق 

 وقال الشاعر عبد الرحمن الأبنودى: شادية من أكثر الأشخاص الذين تقربت إليهم، كانت فى علاقاتها ذات إحساس طفولي تحسه فى أغانيها الأولى، صوت رشيق لكنه لا يغيب، وقد بدأت التعامل معها فى الأغانى الوطنية "عاش الجيل الصاعد، وطنى الأكبر" فهى فنانة كبيرة وقديرة، وقال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عنها: صوت رشيق لكنه لا يغيب، وقد بدأت التعامل معها فى الأغانى الوطنية "عاش الجيل الصاعد، وطنى الأكبر" فهى فنانة مفعمة بالإحساس والحيوية وحب مصر، ووصفها الملحن كمال الطويل: بأن صوتها مثل الفاكهة الناضجة النادرة لكنها متواجدة دائما في كل المواسم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية