سيأتي من الخارج، أحد مهندسي اتفاقات أوسلو يضع حلا للصراع الإسرائيلي والفلسطيني
رأى النرويجي يان إيجلاند، وهو أحد مهندسي اتفاقات أوسلو بين إسرائيل وفلسطين، أن هذه الاتفاقات لم تعد تصلح أبدًا، وأن الحل للحرب الدائرة حاليًّا في قطاع غزة يتطلب قيادة دولية.
اتفاقات أوسلو
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح يان إيجلاند قائلًا: "اتفاقات أوسلو لم تعد موجودة في ذاتها.. الآن سنحتاج إلى اتفاق آخر ويجب أن يتم تنسيقه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية".
ورأى الدبلوماسي السابق الذي أصبح اليوم الأمين العام لمنظمة "المجلس النرويجي للاجئين" غير الحكومية، أن الحل الوحيد الممكن للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس "سيأتي من الخارج".
وأردف: "ليس من الممكن لإسرائيل وحماس التفاوض (وحدهما) بشأن مستقبل هذه الأراضي.. لن تكون هناك أي ثقة.. إسرائيل تعمل على تدمير حماس، وحماس موجودة للقضاء على إسرائيل".
وأكمل: "القادة في الجانبين ليسوا أبدًا بمستوى القادة الذين كانوا في حقبة (اتفاقات أوسلو) والذين كانوا ذوي رؤية وأقوياء وقادة حقيقيين. اليوم، لدينا شعبويون في كلا المعسكرين، بالفعل".
ودخل يوم 13 سبتمبر 1993 التاريخ، عندما تصافح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حيث شكل هذا المشهد تتويجًا لـ14 جولة من المحادثات السرية في أوسلو شارك في تنظيمها النرويجي يان إيجلاند الذي كان وقتذاك وزير دولة في وزارة الخارجية النروجية.
ونتج من ذلك بداية عملية حساسة، فبموجب هذه الاتفاقات، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى "تعايش سلمي" بين دولتين إسرائيلية وفلسطينية، تعين على إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية أن تعترف الواحدة بالأخرى وأن يُقام حكم ذاتي فلسطيني انتقالي لمدة خمسة أعوام وهي الفترة المناسبة لوضع اللمسات الأخيرة على تسوية الملفات الأساسية مثل وضع مدينة القدس والمستوطنات ومصير اللاجئين وغيرها.
في حين أنه بعد 30 عامًا من إبرام هذه الاتفاقات، وفي وقت تتواجه إسرائيل مع حركة حماس منذ السابع من أكتوبر في حرب دامية في قطاع غزة، يعتبر إيجلاند (66 عامًا) أن اتفاقات أوسلو ماتت "تمامًا".
اندلعت الحرب بعد هجوم إطلاق حركة "حماس" في السابع من أكتوبر، في عملية "طوفان الأقصى"، ردًّا على اعتداءات إسرائيل على المسجد الأقصى، ومدن الضفة الغربية، بالإضافة للاعتداءات على الأسرى. وأسفر الهجوم مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 إسرائيليًّا بينهم عسكريون.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الدامي على غزة عن سقوط نحو 15 ألف قتيل (أغلبهم من الأطفال والنساء)، وإصابة نحو 36 ألفا آخرين؛ فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 225 فلسطينيًا، وإصابة نحو 3000 آخرين.
وفي سياق متصل، قال إيجلاند: "بعد ذلك، سيكون هناك الكثير من المرارة والكراهية من الجانبين وسيكون هناك مزيد من العنف"، مردفا: "من الوهم أن تعتقد إسرائيل أنها تستطيع تحقيق الأمن والسلام من خلال القنابل، ومن الوهم أن نعتقد أنه من خلال القتل الجماعي لمدنيين إسرائيليين كما فعلت (حماس) واحتجاز مدنيين كرهائن يمكننا حلّ مشكلة وجود إسرائيل".
وبحسب إيجلاند، فإن "المجتمع الدولي ليس على مستوى هذه المهمة أيضا، إذ يتمتع بقيادة ضعيفة للغاية".
وتساءل إيجلاند: "أين القيادة الأمريكية والأوروبية والبريطانية والفرنسية، للمساعدة حقا في الدفع نحو تسوية نهائية؟ السؤال نفسه للجانب العربي".
وتابع: "هذه هي المشكلة دائمًا تقريبًا..أنتم مستعدون لانتقاد عدو حليفكم لكنكم غير مستعدين لدفع حليفكم نحو التسوية".
ووفق الدبلوماسي النرويجي السابق، من المهم جدا "استئناف المحادثات بأكبر قدر من السرية"، مضيفا: "تتمتع قنوات التواصل السرية والمفاوضات السرية بميزة هائلة هي أن الأطراف لا يتحدثون من أجل الاستعراض. ليس عليهم التعامل مع أي استفزاز أو عمل من أعمال العنف حدث بالأمس أو في اليوم السابق. يستطيعون حقًا التفاوض".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.