العودة إلى الحياة البدائية، كيف يعيش سكان غزة بعد تدمير الاحتلال لسبل الحياة داخل القطاع؟.. والأمم المتحدة تحذر من نقص الغذاء وانتشار الأمراض
مرت أربعة أيام على دخول الهدنة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الجمعة الماضي، وهي الهدنة التي تم تمديدها إلى يومين آخرين بوساطة مصرية وقطرية وسط آمال أن تتحول إلى هدنة إنسانية دائمة، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي خلف وراءه دمارا غير مسبوق داخل القطاع، فضلا عن استشهاد ما يقرب من 15 ألف شخص و31 ألف مصاب.
وعلى الرغم من مرور 4 أيام على الهدنة بادر أهالي شمال غزة خلال الأيام الماضية بالعودة إلى منازلهم من جديد عقب تهجير قوات الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني إلى المناطق الجنوبية بالقطاع، إلا أن العدوان الإسرائيلي أعاد القطاع إلى العصور الحجرية، عقب تدمير المنازل والبنى التحتية والمرافق، مما جعل ملايين السكان يعانون من المعيشة التي عادت بهم الي العصور البدائية.
ويتمثل واقع الحياة اليومية الآن بالنضال من أجل العثور على الغذاء والماء والدواء، ومع ندرة الوقود، تشعل غالبية الأسر أخشابا من الأبواب وأشياء أخرى لطهي الطعام وتسخين المياه، فضلا عن أن غالبية السكان يحتمون داخل خيام من الأكياس هربا من هطول الأمطار مع اقتراب فصل الشتاء بعد هدم 45 % من منازل القطاع بشكل كامل جراء القصف الإسرائيلي وتدمير الغالبية بشكل جزئي.
تدمير سبل الحياة داخل قطاع غزة
ولم يعد هناك أي غاز أو وقود آخر في غزة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة العاملة هناك، لذلك يقوم بعض الناس ببناء أفران مؤقتة من الطين أو المعدن للطهي.
كما نفد الحطب والفحم إلى حد كبير، لذا تحرق الأسر أبوابا خشبية وإطارات نوافذ وعلب كرتون وأعشابا يابسة، والبعض ببساطة لا يطبخون، ويأكلون البصل والباذنجان النييء بدلا من ذلك على سبيل المثال.
وردا على عملية طوفان الأقصى التي بدأتها حماس في 7 أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل حصارا كاملا، وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود والدواء، بهدف القضاء علي المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس.
كما شنت آلاف الغارات الجوية على القطاع وأرسلت قوات برية لمحاولة القضاء على حماس.
وتقول إسرائيل إن غاراتها الجوية تستهدف البنية التحتية العسكرية لحماس ومستودعات الأسلحة في غزة.
البقاء على قيد الحياة في غزة مهمة محفوفة بالمخاطر
ولفت تقرير نشرته قناة الحرة الأمريكية الي الاكتظاظ الموجود في أماكن الإيواء مثل المخيمات والشقق والمدارس والمستشفيات، حيث حشر النازحون معا في مساحات تتقلص باستمرار، ويكافحون كل يوم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأصبح البقاء على قيد الحياة مهمة محفوفة بالمخاطر.
المياه المعدنية داخل القطاع تكفي 4 % فقط من السكان
وكانت المياه المعدنية المنقولة بالشاحنات إلى القطاع في قوافل المساعدات كافية لـ 4 % فقط من السكان، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
ولا تزال بعض المياه المحلاة توزع في الجنوب، لكن الشمال لم يعد به مصادر مياه صالحة للشرب، وفقا للأمم المتحدة.
ويعتمد الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المياه المعدنية والمياه المحلاة النادرة على المياه قليلة الملوحة من الآبار، والتي قالت الأمم المتحدة إنها غير آمنة للاستهلاك البشري.
توصيل الأغذية إلى نحو ربع سكان قطاع غز
كما أن الدقيق ينفد أيضا، وقال برنامج الأغذية العالمي إن الوكالات الإنسانية تمكنت من توصيل الخبز والتونة المعلبة والتمر إلى نحو ربع السكان منذ السابع من أكتوبر، لكن التوزيع يعوقه القتال والحصار.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن 10% فقط من احتياجات غزة من الغذاء دخلت إلى القطاع منذ بدء الحرب، مما يؤدي إلى "فجوة غذائية هائلة وجوع واسع النطاق".
وقالت علياء زكي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، هذا الشهر، إن "دقيق القمح ومنتجات الألبان والأجبان والبيض والمياه المعدنية نفدت تماما من السوق".
تشريد 1.7 مليون شخص داخل قطاع غزة
كما أدى الانهيار الفعلي لنظام الصرف الصحي وتشريد حوالي 1.7 مليون من سكان غزة، الذين تدفقوا إلى المخيمات وتكدسوا في منازل أقاربهم، إلى أزمة نظافة وأمراض تحذر منظمة الصحة العالمية من أنها قد تتفاقم كثيرا.
وينتشر الإسهال والجرب والقمل بين السكان، ويصيب الأطفال الأصغر سنا بشكل خاص، وفقا للتقرير.
ولفتت زكي، إلى أنه "حتى قبل 7 أكتوبر، كان 70 % من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية بشكل أو بآخر، وكان القطاع يعاني من أعلى معدلات الفقر والبطالة في العالم".
الغالبية العظمى من المتاجر مغلقة الآن أو فارغة، ومعظم الناس يشترون ويبيعون البضائع بشكل غير رسمي، وفقا للأمم المتحدة.
ومع انقطاع الكهرباء وإغلاق معظم البنوك، فإن القلة التي لديها أموال لا تستطيع الحصول عليها. وحتى لو استطاعوا ذلك، فليس هناك الكثير ليشتروه، وفقا للتقرير.
انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض
كما رصد تقرير لشبكة سي إن إن الإخبارية معاناة سكان قطاع غزة، والتي تتعلق بجثث الشهداء، وقال إنه "بينما كانت الجرافات تشق طريقها عبر أنقاض بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، صباح الأحد، كانت مجموعة من الناس تراقب بقلق، وكانوا يأملون أن تتيح الهدنة الوقت الكافي لانتشال جثث أحبائهم من تحت الأنقاض، كي يتمكنوا من دفنها".
ومنذ نحو سبعة أسابيع، كان معظم الناس في قطاع غزة يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة، مع التركيز على الأساسيات: العثور على المأوى، والفرار من القتال، والحصول على الغذاء والماء.
وتقع بلدة القرارة في جنوب محافظة خان يونس، وهي المنطقة التي شهدت زيادة ملحوظة في الأضرار التي لحقت بالمباني في الأسبوعين الماضيين، وفقا لتحليل بيانات عبر الأقمار الاصطناعية.
وأظهرت لقطات لشبكة سي أن أن من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، آلاف الأشخاص يتدفقون إلى الشوارع ويذهبون إلى السوق، في محاولة لشراء الضروريات التي كانت بعيدة عن متناولهم لعدة أسابيع ولكنها أصبحت الآن متاحة مرة أخرى، ولو مؤقتا فقط.
وتحدث سكان من دير البلح في السوق للشبكة عن الارتياح الذي شعروا به عندما بدأت الهدنة.
والوضع أكثر خطورة في الأجزاء الشمالية من غزة، حيث بقي بعض المدنيين على الرغم من الأوامر المتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بالإخلاء إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
وكجزء من اتفاق الهدنة، يسمح الآن بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
اقرأ أيضا.. أكثر الحملات الجوية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية.. العدوان الإسرائيلي على غزة يحول شمال القطاع إلى مدينة أشباح.. 1.7 مليون فلسطيني مشرد.. و45 % من المنازل مدمرة
المساعدات لا تكفي لتلبية احتياجات سكان غزة
ويوم السبت، قامت 61 شاحنة بتوصيل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية الطارئة إلى شمال غزة، بحسب الأمم المتحدة. وكانت هذه أكبر شحنة تصل إلى الشمال منذ 7 أكتوبر، ولكنها ليست كافية لتلبية احتياجات الناس.
وأعلنت الأونروا، الأحد، أن المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة لا تزال غير كافية على الإطلاق.
وقال المستشار الإعلامي للأونروا، عدنان أبو حسنة، إن المساعدات التي تصل في الوقت الحالي هي مجرد قطرة في محيط من الاحتياجات الإنسانية.
وأضاف: "نحتاج إلى 200 شاحنة مساعدات يوميا بشكل متواصل لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات. إننا بحاجة إلى المزيد من الوقود حتى نتمكن من تقديم الخدمات وتشغيل باقي القطاعات التي ندعمها، مثل تحلية المياه والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز وخدمات الأونروا الأخرى والاتصالات".
وقبل الحرب، كانت نحو 455 شاحنة تدخل غزة يوميا محملة بإمدادات ومساعدات، وفقا للأمم المتحدة.
هدنة إنسانية كاملة في قطاع غزة
ومن ناحيته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى هدنة إنسانية "كاملة" في غزة، بدلًا من الوقف المؤقت لإطلاق النار، قائلًا إن "الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم".
المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك قال، في بيان: "يجب أن يستمر الحوار الذي أدى إلى الاتفاق، وأن يؤدي لهدنة إنسانية كاملة من أجل سكان غزة وإسرائيل والمنطقة الأوسع".
وأضاف: "ستواصل الأمم المتحدة دعم هذه الجهود بكل السبل الممكنة".
وذكر المتحدث أن الأمم المتحدة كثفت تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال الأيام الأربعة الماضية أثناء الهدنة، وأنها أرسلت مساعدات إلى بعض المناطق الشمالية من القطاع الساحلي الذي ظلت أجزاء كبيرة منه معزولة لأسابيع.
وأضاف: "لكن هذه المساعدات بالكاد تلبي الاحتياجات الهائلة لنحو 1.7 مليون نازح".
الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين داخل قطاع غزة
ومن ناحية أخرى قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، إن 184 إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
وأكد في مؤتمر صحفي، بأن تل أبيب ستضغط على حماس لإطلاق مزيد من الرهائن، مشيرًا إلى أن 1200 إسرائيلي على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 9000 في أحداث السابع من أكتوبر الماضي.
تمديد الهدنة بين حماس وإسرائيل
وأضاف المتحدث باسم حكومة الاحتلال بأن "حماس تعرف أننا منفتحون على تمديد الهدنة ونريد إطلاق سراح 50 إسرائيليا".
وقال: "أبلغنا عائلات 392 من العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر، وهناك 184 مختطفا لدى حماس بينهم 80 إسرائيليا من مزدوجي الجنسية".
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أعلن الإثنين، أن إسرائيل وافقت على تمديد الهدنة المؤقتة في غزة مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى، وقال: نحن في انتظار موافقة حماس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.