اتفاق متوسطي على ضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات وتقوية السلطة الفلسطينية في غزة وحل الدولتين
اختتمت أعمال المنتدى الإقليمي السنوي الثامن للاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة بإسبانيا اليوم، بحضور عدد كبير من وزراء خارجية دول البحر المتوسط مع غياب أى مشاركة إسرائيلية في الاجتماع.
وعلمت “فيتو” أن إسرائيل بذلت جهودًا واتصالات دبلوماسية حثيثة على مدى الأيام الماضية لمنع عقد هذا الاجتماع، وتواصلت مع عدة دول أوروبية لحثها على عدم المشاركة ومنع عقد الاجتماع، إلا أن جهودها فشلت، حيث شارك في الاجتماع أكثر من ٣٤ وزيرًا للخارجية لدول أوروبية وعربية ومتوسطة، كما شارك وزير خارجية السعودية بحكم كونه رئيس وفد الاتصال المنبثق عن القمة العربية الإسلامية.
وعقد في ختام الاجتماعات مؤتمر صحفي بحضور الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي وأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل وخوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية إسبانيا، والذي أوضح في كلمته أن هناك توافقا على الحاجة لعقد مؤتمر دولي للسلام للوصول إلى حل سياسي والمحاولة من خلال هذا المؤتمر الدولي جعل السلام حل على الأرض من أجل الوصول إلى إيجاد دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان معا.
وأكد أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في إسرائيل وفلسطين، ولا يمكن السماح بفقدان الحياة، ولا بد من السماح بدخول المساعدات في غزة، وهذه بالنسبة لنا أولوية، مشيرا إلى أن بلاده ضاعفت المساعدات للفلسطينيين ثلاث مرات، وقدمت ٥٠ مليون يورو، ومؤكدًا أنه لا يمكن استمرار معاناة الفلسطينيين في غزة الذين تعودوا على صوت القنابل، وأنه لا بد من دعم دولي للسلطة الفلسطينية، مضيفًا: “إننا نرسل في هذا الاجتماع رسالة قوية حول السلام والأمل حتى يعود الاستقرار في الشرق الأوسط لا يجب أن نألوا جهدا حتى نحصل على السلام”.
ومن جانبه ذكر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، أن “هناك أزمة إنسانية لا تحتمل وخطر توسع نطاق الحرب بالمنطقة بأسرها، وعلينا أن نحاول إطالة أمد الهدنة التي تم الاتفاق عليها وتمديدها لتفادي المزيد من التوتر، وأن يتم تحرير كامل لكل الرهائن ووقف إطلاق النار، وأن نعمل على إيجاد حل سياسي، فالحل ليس عسكريا بل حل يسمح للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي معا لتقاسم الأرض في دولتين”.
وأضاف: "إننا بحثنا في اجتماع اليوم كيفية تخفيف الأزمة الإنسانية، وأن نجعل حوض البحر المتوسط أفضل من خلال التهدئة والوصول إلى سلام وحل سياسي وإيقاف الحرب ووقف دائرة العنف بعد قتل خمسة آلاف طفل، وتهدم ٦٠ بالمائة من المباني، مؤكدًا أن الحرب لها قوانينها، ولا بد من احترامها، وأن تحترم إسرائيل القانون الدولي الإنساني، ولا بد أن نفعل كل ما في وسعنا لتخفيف المعاناة للفلسطينيين، وليس كافيا زيادة المعونات لأنه لا معنى بإعطاء معونة لشخص سيموت غدًا".
ولفت أن "المجتمع الدولي ربما لم يفعل المطلوب من أجل حل الدولتين، وستحكي الأجيال القادمة عن قتل المدنيين، وعلينا أن نخطو لتطوير مدة الهدنة وتحرير الرهائن، وأن تمنع حماس من القدرة على الحكم في غزة وعدم احتلال إسرائيل لغزة وعدم وجود مستعمرات غير قانونية في الضفة الغربية، لأن كل ذلك أكبر مصدر للتوترات وإسرائيل لها الحق في الحصول على سلام، ولا يمكن استمرار سياستها في بناء المستوطنات، ويجب أن تعود السلطة الفلسطينية إلى غزة، فلدينا آلاف الموظفين هناك، ولا بد من دعم السلطة الفلسطينية حتى لا تكون غزة بؤرة لعنف أكبر، لأن أوروبا ستكون أول من يدفع الثمن إذا ما حدث هذا ولا بد من إنهاء النزاع وحل الدولتين".
وأكد بوريل أنه “يتفق مع مقولة إن ما يحدث ليس حربا بين اليهود والمسلمين أو حرب حضارات، فالبعض يريد تقديمها هكذا، وعلينا مقاومة ذلك ونحن هنا كلنا نتحدث عن السلام يهود ومسلمين ومسيحيين وحتى يمكن تأمين دولة فلسطينية، ونتمنى أن تعود إسرائيل لحضور اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، واجتماعنا اليوم في برشلونة بمثابة صرخة ضد قتل المزيد من الجانبين وصورة أن يتقاسما معا العيش بسلام”.
ومن جانبه قال أيمن الصفدي إن الحرب على غزة لم تبدأ في ٧ أكتوبر بل قبل ذلك بعقود، نتيجة للاحتلال الإسرائيلي، حيث عملت إسرائيل عقودا على تقويض السلام، وهناك وزراء إسرائيليون يصرحون بأنه يجب محو الشعب الفلسطيني من الأرض وهذا إرهاب، مشيرا إلى أن هذا العام هو العام الأكثر دموية والحكومة الإسرائيلية تتعامل كما لو أنه لا توجد مسألة فلسطينية، مؤكدا أن الطريق الوحيد لإحقاق السلام هو أن يتم التعامل مع الفلسطينيين على أنهم بشر من حقهم العيش بسلام، فتدمير المستشفيات وحرمان الشعب من الغذاء والماء ليس دفاعًا عن النفس بل جرائم حرب وإبادة جماعية.
وأشار إلى أنه جرت في اجتماعات اليوم حوارات عميقة بين المشاركين، وتم الاتفاق على ضرورة وقف إطلاق نار واحترام القانون الدولي الإنساني، وأن يتم إدخال كل المساعدات إلى كل غزة وليس الجنوب من غزة فقط، وأن التهجير للفلسطينيين غير مقبول، ويجب أن يعود الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم للجنوب، وأن تتوقف الحرب فورا وإيصال المساعدات، وأن يكون هناك تحرك دولي خلف خطة لوضع حد للنزاع وحل الدولتين.
وردًّا على سؤال لـ"فيتو" حول تأثير ما يحدث في غزة على عمل الاتحاد من أجل المتوسط ووجود اختلافات في وجهات النظر بين الدول الأعضاء في الاتحاد ورفض إسرائيل المشاركة في اجتماع اليوم، قال السفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط إن هناك توافقًا كبيرًا بين المشاركين اليوم على ضرورة وقف إطلاق النار والوصول لحل يؤدي للسلام يستند إلى حل الدولتين.
وأشار إلى أنه كان يجب أن نحتفل بمرور ١٥ عاما على بدء عمل الاتحاد من أجل المتوسط ولكن أحداث غزة أدت للتركيز فقط عليها في اجتماع اليوم، وتابع: إن إسرائيل مدعوة دائما للحوار المتوسطي والحوار هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من تحقيق الأمن والسلام، وإسرائيل لديها التزامات في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.
ومن جانبه ذكر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، أنه “لا دولة أوروبية ضد حل الدولتين، ويجب أن ندعم السلطة الفلسطينية ويتم عقد انتخابات وتتعاون إسرائيل لتكون الانتخابات ذات جدوى لا بد من دعم دولي، لأنه لا يوجد لأحد شرعية أكبر من السلطة الفلسطينية، ويجب دعمها والا سنتعرض الفوضى، وستكون الدول الأوروبية هي أول من يتأذى من هذا”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية