رئيس التحرير
عصام كامل

مسارات ما بعد الهدنة في غزة.. الخسائر تجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف القتال.. والمقاومة الفلسطينية تلتقط الأنفاس

الهدنة الانسانية
الهدنة الانسانية فى غزة،فيتو

حركة حماس، كشف الدكتور طارق فهمي، الخبير الاستراتيجى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن فكرة الهدن الإنسانية ترتبط بمسار طويل ممتد يبدأ بساعات، كما جرى التخطيط له، والانتقال لاحقًا إلى أيام محددة، ومنها إلى الهدن السياسية الحقيقية لوقف إطلاق النار، لا سيما أن تجربة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس لا تفصح عن كثير من التوقعات الرئيسية التي يمكن التعامل معها في توقيت مهم يرتبط بوقف إطلاق النار والبدء في تبني مقاربة للتهدئة، وهو ما تستهدفه "حماس" وستتجاوب معه إسرائيل بصرف النظر عما يجري ميدانيًا، مما يشير إلى مسار طويل وممتد إلى الأهداف الرئيسة لما بعد توقيع الهدنة الإنسانية وبدء تبادل الأسرى المدنيين على الجانبين.


 

الدكتور طارق فهمى 

طبيعة الهدنة

وأكد فى تصريح لفيتو أن أهم الأهداف الرئيسة التي تحكم أهداف حركة "حماس" المتعلقة بضرورة الخروج من الوضع الراهن والقفز على النتائج المطروحة التي ترتبط بأفكار سبق أن جرى التعرض لها في مستويات معينة.

وأشار إلى أن حركة "حماس" ستتجاوب مع الطرح الراهن للهدن الإنسانية تباعًا، والمضي في اتجاه مرحلي تدريجي والعمل في مساحة آمنة من الأهداف المهمة وتجاوز الأرقام المطروحة لعدد الأسرى المطلوب الإفراج عنهم أو الشروط أو التصنيفات المعروضة، بخاصة أن حديث الحركة عن فكرة تبييض السجون الإسرائيلية كلام موجه للجمهور الإسرائيلي ويحمل دلالات محددة.

 

حركة حماس 

من التحديات الراهنة التي يجب وضعها في الاعتبار

وواصل حديثة قائلا إن هناك جملة من التحديات الراهنة التي يجب وضعها في الاعتبار ومنها احتمال تعثر الاتفاق الراهن، بخاصة مع استمرار النهج الإسرائيلي في التصعيد وعدم توقف العمليات العسكرية الحالية وفق تصريحات المسؤولين في مجلس الحرب ووزير الحرب الإسرائيلي في ظل بقاء الدور القطري محدودًا. 

ولفت إلى أن استمرار توجيه الضربات من حزب الله سيلقي بتبعاته على مسارات أية هدنة لاحقة، أو تثبيت ما يجري الاتفاق في شأنه مع استمرار مراوغة "حزب الله" في التعامل مع تبعات ما سيجري في الهدنة الراهنة.

خيارات متعددة 

 

الاسرى الاسرائيليين 

 وقال: ستظل حركة "حماس" تخطط لتكون الطرف الرئيس في أي تفاوض حول إتمام الهدن تباعًا والإفراج عن الرهائن في ظل مشهد يمضي في سياق من الحسابات السياسية والأمنية، إضافة إلى المخطط الراهن داخل الحركة والانتقال من هدنة إلى أخرى مع البقاء طرفًا رئيسًا في المشهد، بخاصة أن الشركاء من الفصائل في قطاع غزة مثل "الجهاد الإسلامي" يلتزمون الصمت، ولن تفتح ملف الرهائن لديها لاعتبارات متعلقة بالمشهد الراهن، وهناك تفاصيل في حدود التنسيق المشترك بين الجانبين.

ولفت إلى أن هناك مراهنات بأن الجناح العسكري لحركة "حماس" سيظل في الواجهة وستكون له توجهاته الأخرى التي قد تختلف فعليًا عما يجري في المستوى السياسي، وهو ما تتخوف من تداعياته حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي قد تناور لإتمام بعض الهدن لتهدئة الرأي العام بعض الوقت، والعمل على إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن الأمر يمضي في إطاره، فيما ستراهن حركة "حماس" على ضوابط عدة أهمها الانتقال تدريجيًا إلى العودة إلى تفاهمات سابقة مثلما كان يجري مع تطوير مسار التحرك والانتقال التدريجي من رد الفعل إلى الفعل، مما يعطي دلالات مهمة بأن الحركة تتماسك على الأرض وتفعّل وجودها على رغم كل الخسائر التي تتعرض لها.

رهانات منضبطة

وتابع: هناك إشارات مهمة إلى أن "حماس" ستراهن على الوقت وعلى احتمال استمرار المواجهات ولو في حدها الأدنى، ومن ثم فلن تقدم على الخروج من القطاع أو تصفية وجودها، مما يعني أن المخطط الراهن لـ"حماس"، وعلى رغم كل المعوقات الراهنة، قد يتحقق في ظل استمرار الهدن الإنسانية والعمل على الدخول في مرحلة أخرى من تحقيق مكاسب سياسية وأمنية موجهة في المقام الأول إلى الرأي العام الفلسطيني.

 

ضحايا غزة 


ولفت إلى أنه في مقابل ما يجري فإن الحكومة الإسرائيلية ستعمل في حال إتمام الهدنة الإنسانية على مراجعة وتقييم ما يجري، بخاصة أن لدى الاحتلال حساباتها كحكومة حرب، إذ ستتم مراجعة ما جرى الاتفاق في شأنه داخل الكنيست وأمام لجان المتابعة في وزارة الحرب، وفي إشارة مهمة بأن الاحتلال لن يقدم على مزيد من الهدن بسرعة إلا بعد أن يتيقن من جدية ما يجري من قبل حركة "حماس"، والانتقال به إلى مرحلة مهمة جديدة، ومن خلال واقع سياسي وأمني مقبول مع عدم التسليم بأي هدن قد تفرض، والانتظار لتقييم الرؤية ومراجعة مجمل السياسات الأمنية والاستراتيجية التي يمكن العمل عليها خلال الفترة المقبلة.

وقال إن إسرائيل كدولة وحكومة غير متوافقة على ما يمكن أن يتم ويعرض في سياق ما يجري من أحداث، ولديها إجراءات احترازية متعلقة بما هو مطروح من خيارات ومنها أولًا الانتقال تدريجيًا لتحقيق هدن إنسانية للإفراج عن الرهائن المدنيين كأولوية مهمة، وفي سياق من الأوضاع المقبولة والانتقال منها إلى خطوات تالية بعد مراجعة مجمل ما يتم التعرض له من مواقف، بخاصة أن التقييم لن يكون سياسيًا فقط بل وأمنيًا وبحسب قناعة مجلس الحرب بإمكان الاستمرار في نهج التفاوض، والثاني هو الانتقال إلى مسار تصعيدي مستمر وعدم وقف إطلاق النار لاعتبارات متعلقة بإدارة المشهد السياسي والأمني.

وأكد وقف إطلاق النار في التوقيت الراهن لن يطرح لاعتبارات متعلقة باستمرار العملية العسكرية الراهنة وإتمام كل أهدافها الرئيسة من المنظور الإسرائيلي، ومنها تدمير البنية الأساس للقطاع كي لا يكون صالحًا للحياة لاحقًا بصرف النظر عن بقاء حركة "حماس" فيه من عدمه، إذ تناور الحكومة الإسرائيلية بالبقاء في القطاع وفي مناطق استراتيجية بطول مناطق التماس وإلى اتجاهات النطاق الاستراتيجي المحدد التي يمكن العمل منها من الشمال إلى شرق فوسط القطاع مع تأمين مناطق الجنوب.

 

تصورات إسرائيلية

وستقيّم الحكومة الإسرائيلية ما سيجري دوريًا، ومن خلال المتابعة ومراقبة ما يتم في مرحلة الهدنة الحالية فستحسم خياراتها الراهنة التي تتعلق بتطوير الخطط الاستراتيجية لمجلس الحرب، وترتبط أساسًا بالقدرة على الاستمرار في تنفيذ بنود بنك الأهداف الرئيسة التي لن تتخلى عنها على رغم وجود صراع حقيقي بين المستويين السياسي والعسكري داخل الحكومة من جانب وأجهزة المعلومات وبخاصة جهاز الأمن الداخلي (شاباك) والاستخبارات العسكرية (أمان)،  مما قد يعطل بعض ما يتم الاتفاق حوله في الفترة المقبلة، بخاصة مع عدم الحديث عن مخطط محدد لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، والبقاء في حكم القطاع لبعض الوقت، والانتقال إلى الشريك الرئيس المعني ممثلًا في السلطة الفلسطينية التي ستحاول إسرائيل والإدارة الأميركية تعويم دورها والانتقال بها إلى مساحة مهمة في حكم القطاع على غرار ما جرى في المنطقة (ج)، في إشارة إلى أن إسرائيل ستحتاج إلى مراجعة هيكلية لمجمل السياسات المحتملة والتي تجري في الوقت الراهن في مجلس الحرب.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية