أرشيف دولة المذابح.. إسرائيل سرطان يعيش على أنقاض المجازر.. سر اعتناق جيش الاحتلال عقيدة العصابات وقطاع الطرق

لا يوجد أصدق من التاريخ إن وجد من ينقب عن أحداثه الحقيقية، يكشف تفاصيل الأحداث ويهدم سردية القاتل المعتدى الذى لا يشبع من الدماء والقتل والإبادة، فما يرتكب من مجازر فى حق شعبنا الفلسطينى حاليا على يد محتل بلا أخلاق يطارد أصحاب الأرض بالقذائف ويدمر الحجر والبشر، ويحرق الأشجار والزرع والأنعام، وينفذ مخططاته يجب فضح تاريخه القائم على الدماء والقسوة.

ويبرر الإجرام الصهيونى فى حق الفلسطينيين، حلم زائف بإقامة دولة إسرائيل الكبرى الذى رسمته الصهيونية العالمية وحددته جغرافيا من النيل إلى الفرات، لهذا لا يشعرون بأدنى أزمة فى ارتكاب المجازر وكتابة التاريخ بالبارود قبل الحبر، إذ لم تتوقف مذابحهم التى وصلت إلى الفاخورة فى 18 نوفمبر 2023 داخل قطاع غزة ضمن سلسلة من المجازر التى ارتكبوها بحق المدنيين فى القطاع خلال الأسابيع الماضية والقوس مفتوح لكوارث جديدة تضاف إلى سجل جرائمهم.

«فيتو» نفتح كتاب التاريخ لقراءة ما تيسر من تاريخ المجازر الصهيونية فى حق الفلسطينيين والعرب، كوثيقة تاريخية نخلى بها مسئولية ضمائرنا أمام الأجيال الحالية والقادمة باعتبارنا أصحاب مهنة ضمن التزاماتها توثيق التاريخ بالكلمة والصورة.

يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات والخبير فى الشأن الإسرائيلى، أن أغلب المذابح وقعت قبل قيام دولة إسرائيل، لذا فإن الرابط بينها وبين الاحتلال يتمثل فى العصابات الصهيونية التى ارتكبت تلك المذابح قبل قيام الدولة، والتى تشكل منها جيش الاحتلال، وحتى الآن يسير على نفس نهجها المتمثل فى الترويع والإرهاب والاعتراف بالمذابح حتى يخشى من فى جوار القرى الفلسطينية والمدن أن يلقى نفس المصير ويهرب.

وتابع، لا بد من الربط بين المذابح القديمة والحالية، فهى سلسلة لا تنتهى والأمر لا يقتصر على منطقة معينة فالهدف الرئيسى للاحتلال والصهاينة دوما هو ترويع السكان وإجبارهم على المغادرة حتى تتحق مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون والعلوم السياسية والقيادى بحركة فتح، يرى أن الاحتلال بالأساس قام على أنقاض ما ارتكبه من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطينى والعنف والدم ليس جديدًا على هذه الدولة التى تواصل جرائمها على مدار 75 عامًا متواصلة، لافتا إلى أن المجازر شاهدة على عملية الإجرام الصهيونى بحق الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولتهم المزعومة على حساب الشعب الفلسطينى وأرضه.

فى نفس السياق، تشدد الدكتورة هبة جمال الدين، أستاذ العلوم السياسية بمهد التخطيط القومى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية على ضرورة مسارعة الإعلام الحر فى فضح صورة نتنياهو وقادة الاحتلال كمجرمى حرب على أمل تقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، على غرار سلوبودان ميلوسيفيتش، واردوفان كيراجيتش، ورادكو ميلاديتش، زعماء الصرب المتورطين فى جرائم إبادة جماعية.

من جانبه يقول أسامة شعت، الخبير الفلسطينى وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن مجازر الاحتلال الإسرائيلى لم تتوقف منذ احتلال فلسطين بغض النظر عن طبيعة الحزب الحاكم وتوجهاته السياسية.

وتابع: «منذ ١٩٧٧ حتى عام ١٩٨٥ تولت حكومات اليمين بزعامة مناحيم بيجن ثم إسحاق شامير التى سميت حزب التكتل اليمينى المتطرف أو الليكود لاحقا وارتكبت حينها مجازر كثيرة فى بيروت ولبنان منها مجزرة صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وشقيف وغيرها، وعندما عادت حكومة العمل برئاسة شيمون بيريز ارتكبت مجزرة قانا فى لبنان ١٩٩٦م، مردفا: لا فرق بين هذا وذاك، كلهم يتسابقون على الدم الفلسطينى وما نراه الآن يحدث فى ظل حكومة حرب موحدة.

وأضاف: الاختلاف الوحيد بين الأحزاب الصهيونية طريقة إدارة الصراع، فالليكود يرتكب الجرائم فى العلن، بينما حزب العمل يراعى الموقف الدولى.

المعتقدات التلمودية.. تاريخ أسود من العنف والتدمير

يقول الدكتور محمد الجزار الباحث فى العلاقات الدولية، أن إسرائيل لديها تاريخ أسود مليء بالمجازر تضاف إلى المجازر الحديثة التى ارتكبتها فى قطاع غزة، موضحا أن جرائم القتل ترتكب بناء على معتقدات تلمودية وأفكار صهيونية مغلوطة، وبسبب نفس الأفكار تقام المستوطنات محل الأماكن العربية مع طمس كامل لكل ما فيه دليل على وجود تاريخ عربى فى تلك المناطق وتغير الهوية الثقافية للأرض وللشعب من خلال جرائم صهيونية بشعة لتحقيق حلم إسرائيل الاستعمارى الكبير المتمثل فى إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

وأوضح الجزار أن هذه المجازر المرتكبة بطريقة بربرية تهدف كذلك إلى إظهار القوة العسكرية لإسرائيل واستعراضها أمام دول المنطقة فى محاولة لإرسال رسائل ضمنية بتهديدهم بإقامة مجازر مماثلة مدعومة دوليا فى حال التصدى لها فضلا عن رغبة إسرائيل فى إرهاب الناجين من تلك المجازر وإلغاء فكرة العودة إلى أراضيهم مرة أخرى فى المستقبل.

وشدد على أنه من الملاحظ أن هذه المجازر الصهيونية المرتكبة بحق المدنيين العرب والفلسطينيين، تتزايد خلال فترة تولى الحكومة الإسرائيلية من قبل أحزاب اليمين المتطرف التى تتبنى أفكار متشددة وعدوانية وترفع راية العنف والبطش كاستراتيجية لتحقيق سياستها وأهدافها وهو ما يؤيده الواقع فى غزة الآن، فحكومة إسرائيل السابعة والثلاثون الحاكمة منذ نهاية ديسمبر 2022 برئاسة بنيامين نتنياهو ويهيمن عليها ستة أحزاب تابعة لليمين المتطرف.

وأشار الباحث فى العلاقات الدولية، إلى أن حكومة نتنياهو أكثر الحكومات يمينية فى تاريخ إسرائيل وكذلك وصفت بأنها الحكومة الأكثر تدينا فى إسرائيل وهو ما يفسر المجازر التى ترتكبها مدفوعة بأفكار دينية متطرفة أبرزها دعوة وزير التراث الإسرائيلى وأعضاء فى الكنيست الإسرائيلى إلى ضرب غزة بالسلاح النووى غير مكتفين باستخدام قوات الاحتلال الصهيونى لأسلحة محرمة دوليا وقصفها للمنشآت والمؤسسات المدنية.

عقدة الكراهية.. فاتورة العرق السامي

يقول الدكتور خالد سعيد، الباحث فى مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، إن الصهاينة ينظرون إلى أنفسهم على أنهم هم العرق السامى وشعب الله المختار، ومن هذا المنطلق أصبحت نظرتهم إلى باقى البشر وليس الفلسطينيين فقط نظرة تقوم على العداء والكراهية.

وأكد أن الشعب الفلسطينى هو الأكثر ألما من المجازر التى ارتكبها الاحتلال، إلا أنه عندما احتل أراضى عربية أخرى امتد بطشه وجرائمه ليطال هذه البلدان ومن بينها مصر التى تعرضت لفاجعة مدرسة بحر البقر فى الشرقية بعد أن قصفتها طائرات الاحتلال مما أودى بحياة عشرات الطلاب فى المرحلة الابتدائية.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلية تخفى جرائمها التى ارتكبتها ولا تزال بحق الشعب الفلسطينى، تحت شعار معاداة السامية، ودائمًا ما يعيدون ذكر ما تعرضوا له فى محرقة الهولوكوست على يد النازية الألمانية، وكأنهم يحملون الشعوب العربية والفلسطينيين هذا الذنب.

واستشهد بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والتى اتهم فيها مفتى القدس الراحل الشيخ أمين الحسينى بإقناع الزعيم النازى الراحل أدولف هتلر بارتكاب محرقة الهولوكوست ضد اليهود.

وأوضح الباحث فى مركز الدراسات الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال تحسن استخدام الدعاية الكاذبة والمفبركة مجندة العديد من وسائل الإعلام الغربية للتغطية على جرائمها والمجازر التى ترتكبها بحق الشعب الفلسطينى.

عقلية الصهيونى لا تحترم القانون

يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى كيان خارج عن القانون بكل معنى الكلمة وأبرز الأدلة هى جرائمها المتتالية التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى بدءًا بمجازر الحرم الإبراهيمى نهاية بالمجازر التى نشهدها فى يومنا هذا.

وأضاف: قبل نشأة دولة الاحتلال كانت هناك منظمات تنظم وتشرف على الهجمات والمجازر التى كانت تقتل أبناء الشعب الفلسطينى ودمبر مذابح مثل دير ياسين وكفر القاسم والطنطورة وغيرهم، مشددا على أن الهدف فى الأساس هو طرد الفلسطينيين من أرضهم، موضحا أن الإسرائيليين يرون أن الوجود الفلسطينى يهددهم ويكشف حقيقتهم ويثبت للعالم أن هناك سكان أصليين لهذه الأرض على قيد الحياة، لذلك لايتراجعون عن إبادة الشعب الفلسطينى.

وتابع الرقب: «هناك بعض النصوص التملودية تعطيهم تصريح بقتل العرب بشكل عام، والعديد من الحاخامات يتحدثون بشكل صريح عن قتل الفلسطينيين وبعض وزراء الحكومة يدعون للإبادة وعلى رأسهم وزير التراث وهذا دليل واضح على نمط تفكير دولة الاحتلال وهدفهم الأساسى الرامى إلى القضاء على كل الشعب الفلسطينى سواء غزة أو الضفة».

فى نفس السياق يرى الدكتور كرم سعيد الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلى على تبنى هذا النهج العنيف من خلال المجازر والجرائم البشعة التى تخالف القواعد الإنسانية والأعراف والتقاليد فى كل الأديان والدول محاولة لإيصال مجموعة من الرسائل على رأسها التأكيد أن الصراع مع الفلسطينيين هو صراع وجود وليس صراع حدود، وبالتالى هى ليست حرب بين طرفين إنما هى للدفاع عن الوجود فى الحياة.

وأضاف الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن المنظمات الدولية تأتمر بأمر من يمسكون بزمامها وعلى رأسهم الدول الغربية والولايات المتحدة، ما يجعل منها أدوات فى يد القوى الكبرى المنحازة بشكل أعمى لدولة الاحتلال وبالتالى التعويل عليها يعد مضيعة للوقت.

واستطرد سعيد: «بشاعة المجازر الأخيرة فى قطاع غزة ساهمت فى تكوين رأى عام عالمى مضاد لدولة الاحتلال وحملت ارتدادات سلبية وعكسية على تل أبيب، وبالرغم من زيادة فاتورة الدماء فى صفوف الفلسطينيين، لكنْ هناك تحول كبير حدث فى قطاعات مجتمعية كبيرة داخل الدول الغربية والولايات المتحدة، وهناك تقديرات تشير إلى وجود انحياز واسع من قطاع واسع من الرأى العام فى الدول الغربية للقضية الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية.

واختتم: «إسرائيل كائن سرطانى، وما يحدث هو بالفعل صراع وجود بين إسرائيل والمسلمين والعرب، لذلك لن يتردد الكيان الصهيونى فى ارتكاب هذه المجازر مرات ومرات أخرى كلما سنحت له الفرصة، لأن هناك قناعة توراتية لدى الإسرائيليين بأهمية بل وضرورة القضاء على الشعب الفلسطينى وتكوين دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.