نكبة غزة.. خبراء: مخطط الاحتلال ترسيخ «فزاعة إسرائيل» داخل الوعي الفلسطيني.. د. محمد ربيع الديهي: الهدف من إغلاق القطاع تحويل الفلسطينيين بالتبعية إلى عدة طوائف منفصلة
من المخططات الراسخة فى العقيدة الإسرائيلية تفتيت وحدة الأراضى الفلسطينية فى محاولات لا تنتهى تحاول تقويض مبدأ حل الدولتين المدعوم دوليًا لهذا يشن الكيان الصهيونى محاولات مركزة للقضاء على الوعى الفلسطيني –نظرية وممارسة- وترسيخ فكرة استحالة تجسيد وحدة الأرض والشعب والنظام السياسى داخل عقول ونفوس الفلسطينيين بما يخلق مناعة ذاتية ضد محاولات إقامة الدولة الفلسطينية.
يقول الدكتور محمد ربيع الديهى، الخبير فى الشئون الدولية، إن سيطرة إسرائيل على غزة فى الوقت الراهن من الأمور الصعبة والمعقدة للغاية خاصة بعد ان تكبد جيش الاحتلال العديد من الخسائر سواء على المستوى البشرى أو الاقتصادى، لافتا إلى انهيار عملة إسرائيل وخسارتها نحو 10 مليارات دولار خلال شهر، بالإضافة إلى أن نحو ثلثى القوى العاملة فى دولة الاحتلال الذين هم مجندون بالأساس والذين يشاركون الآن فى العمليات ضد غزة.
وأكد أن فرص نجاح هذه العملية على المدى القريب مستبعد، مستشهدا بعدد من التقارير الأجنبية التى تحدثت عن احتياج الاحتلال إلى نحو 20 شهرا لتنفيذ أهدافه من العملية العسكرية فى غزة الأمر الذى يكبد إسرائيل خسائر كبيرة للغاية.
وتابع: «هناك تغييرات فى المزاج الدولى أبرزها مطالبة فرنسا بوقف تصدير الأسلحة للاحتلال ودعوتها لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة، كما أن الرأى العام الغربى والدولى بات أكثر وعيا، وبدأت العديد من الجهات الفاعلة فى العالم بالمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلى والمجازر والانتهاكات التى تجرى يوميا من قبل جيش الاحتلال ضد السكان المدنيين والنساء والأطفال فى قطاع غزة».
وأضاف: «قيادة إسرائيل تحاول تغيير الأوضاع فى غزة وجعلها مختلفة تماما عن الوقت السابق لتهدئة الرأى العام داخل دولة الاحتلال من خلال عملياتها العسكرية وطرحها فكرة تغيير السلطة فى غزة والقضاء على حركة حماس نهائيا»، موضحا أنها محاولة لإشغال الرأى العام بأمور غير حقيقية لن تتحقق تماما على أرض الواقع، مشددا على أن فكرة وضع القطاع تحت إدارة عربية أو دولية حتى تسليمها للسلطة الفلسطينية أمر غير وارد بل ومن الصعب تحقيقه فى ظل قوة المقاومة على الأرض.
وأشار الديهى إلى وجود رفض كبير فى الداخل الإسرائيلى للعمليات العسكرية فى غزة لاعتقادهم أنها بلا هدف ولن تحقق مكاسب باستثناء أنها تكبد الاحتلال العديد من الخسائر فى أرواح المجندين.
من ناحيتها قالت الدكتورة نادية حلمى، الخبيرة فى الشئون السياسية والدولية، إن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية فى الوقت الحالى يشكل عقابًا جماعيًا ينتهك أحكام القانون الدولى، ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، والخاصة بحماية السكان المدنيين، الأمر الذى تسبب فعليًا فى تفاقم الأزمة الإنسانية جراء نظام العقوبات والإغلاق المفروض على القطاع.
واستكملت: يجب فهم وتحليل الأوضاع داخل قطاع غزة، خاصة بعد توقف هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلى بريًا وتوغله داخل القطاع، وأضافت: نحن أمام سيناريوهات إسرائيلية متطرفة يغذيها هيمنة الأحزاب والحركات الدينية والساسة الأكثر تطرفا واكب ذلك صعود قوى اليمين المتطرف ليصبح المكون والمهيمن الأساسى والأهم فى الحياة السياسية الإسرائيلية، والذى يدير كافة قرارات سلطة الاحتلال.
وتابعت: «تفتيت وحدة الأراضى الفلسطينية عملية إسرائيلية منظمة وممنهجة، تحاول من خلالها تقويض مبدأ حل الدولتين فعليًا، المدعوم دوليًا، لافتة إلى أن الكيان الصهيونى يشن محاولات حثيثة للقضاء على الوعى الفلسطينى –نظرية وممارسة- لترسيخ فكرة استحالة تجسيد وحدة الأرض والشعب والنظام السياسى.
وأضافت: تدرك سلطات الاحتلال الإسرائيلية أهمية قطاع غزة فى مقاومة الاحتلال، إذ منذ اليوم الأول لاحتلاله عام ١٩٦٧ أصدر القائد العسكرى الإسرائيلى أمرًا أعلن بموجبه قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة، يحظر الدخول إليها أو الخروج منها، وبقى ذلك الحظر ساريًا حتى العام ١٩٧٢.
واستكملت: منح القائد العسكرى الإسرائيلى بموجب القرار نفسه الذى لم يلغه تصريحًا عامًا لسكان قطاع غزة يمكنهم من الخروج للضفة، ومن هنا خدم التصريح العام المصالح المباشرة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، كونه جاء بعد تثبيت الإدارة العسكرية فى قطاع غزة وتمكنها من إدارة حياة السكان عبر جملة من الأوامر العسكرية التى ربطت اقتصاد قطاع غزة بدولة الاحتلال الإسرائيلى قسرًا، وعمقت من تبعيته، وتحكمت فى كافة أوجه النشاط الاقتصادى، بما فيها الأرض وتوصيل الخدمات للسكان».
وتابعت: الهدف الإسرائيلى من وراء سياسة إغلاق قطاع غزة المستمر الفصل بينه وبين الضفة الغربية، وهو ما يظهر واضحًا فى السياسة الرسمية الإسرائيلية لتقويض وحدة الأراضى الفلسطينية، بما يحول دون إقامة الدولة الفلسطينية، ووأد فرص الحل على أساس الدولتين، وتحويل الفلسطينيين بالتبعية من شعب موحد إلى عدة جماعات وطوائف وعائلات منفصلة فى القطاع والضفة والقدس.
وطالبت الخبيرة فى الشئون السياسية والدولية جميع الأطراف العربية والسلطة الفلسطينية نفسها برفض أى أفكار أو أطروحات غربية مشوشة تهدف إلى إدارة قطاع غزة وفق نظام خاص بعيدًا عن الرؤية الوطنية الفلسطينية، موكدة أنها بداية فصل غزة بشكل كامل عن الجسد الفلسطينى، مما يقوض أى فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود ٤ يونيو عام ١٩٦٧.
وحذرت من محاولات إقصاء السلطة الفلسطينية من دائرة الفعل السياسى، وتهميش دور منظمة التحرير الفلسطينية، ليصبح أهل الضفة والقدس دون قوة حقيقية تمثلهم، ومن ثم تضعف مقاومتهم للاحتلال والاستيطان الإسرائيلى المستمر، فيتحولون تدريجيًا إلى سكان البانتونات، وهو نظام يهدف إلى عزلهم جميعًا عن بعضهم وفقا لخرائط المستوطنات الإسرائيلية الأمر الذى يفقدهم هويتهم الوطنية والسياسية.
كما حذرت «حلمى» من خطورة نظام التصاريح الإسرائيلية لأهالى قطاع غزة من أجل العمل أو التنقل والدراسة وخلافه، لافتة إلى أنه أسس لما نراه اليوم من تفتيت خطير لوحدة الأراضى الفلسطينية، وسكانها يسهل فى أى وقت من الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية، ويجعل تنفيذ مخطط الضم قائمًا ومتواصلا ويجد ترجماته على الأرض يوميا، كما هو حادث اليوم من ضرب وتشريد وتجويع لسكان قطاع غزة، ومحاولتهم إجبارهم قسرًا على النزوح من أراضيهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.