هل تنجح روسيا والصين في تأسيس نظام عالمي جديد؟ خبيرة بالشأن الأسيوى تجيب
روسيا ، قالت الدكتورة نادية حلمى،استاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف والخبير بالشأن الاسيوى إن تصريحات بوتين أن روسيا وجمهورية الصين الشعبية تقومان بتنسيق الجهود لحل أهم المشاكل الدولية، والمساهمة في بناء نظام عالمي عادل وديمقراطى ظهر بوضوح من خلال الانتقادات الروسية والصينية للرد الإسرائيلي على "عملية طوفان الأقصى"، وتعد محاولة لتقديم قيادتهما العالمية البديلة عن الزعامة الأمريكية المنحازة لإسرائيل.
روسيا والصين تراعيان التوازن فى الازمات الدولية
وأكدت فى تصريح لفيتوأن روسياوالصين تراعيان التوازن والمصالح في الأزمات الدولية، بدعوتهما خلال جلسة مجلس الأمن الدولى إلى وقف إطلاق النار، وتقديم روسيا لمشروع قرار دولى، لم يتضمن صراحةً إدانة لحركة حماس، فيما أعلنت الصين عن إرسالها مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط لتشجيع المحادثات بين جميع الأطراف، وأدانت الصين جميع الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين، دون توجيه الإدانة صراحة إلى حركة حماس، كما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كما طلب وزير الخارجية الأمريكى "أنتوني بلينكن" من نظيره الصينى "وانغ يى" إستخدام الصين أى نفوذ لها في المنطقة، لمنع الدول والمجموعات الأخرى من دخول الصراع وتوسيع نطاقه، دون أى تعقيب من الجانب الصينى.
التحدى الروسى علانية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل
وواصلت حديثها قائلة/ الأخطر فى الأمر، هو التحدى الروسى علانية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، من خلال زيارة وفد من "حماس" برئاسة مسؤول العلاقات الدولية في الحركة "موسى أبو مرزوق" إلى موسكو بعد بدء عملية "طوفان الأقصى"، إلتقى خلالها مسؤولون في وزارة الخارجية الروسية، وهى الزيارة التى أثارت قلق اسرائيل ومخاوف واشنطن، لأنها تأتى على ضوء العلاقات الدافئة بين "حماس" وروسيا، وتضع موسكو كحلقة من حلقات تعزيز نفوذها فى المنطقة فى مواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية.
دعم اسرائيل يصب فى مصلحة روسيا
وتابعت ان روسيا ترى أن إنشغال الغرب فى الدعم السياسي والدبلوماسى والعسكرى لإسرائيل، سيصب في صالح روسيا وحربها ضد أوكرانيا. وهنا يشير "النظام العالمي الجديد" للتعبير عن التحالف الصاعد بين الصين وروسيا والتجاهل التام لأمريكا ومبدأها للهيمنة على العالم. فى الوقت الذى تصمم فيه الولايات المتحدة الأمريكية على التقوقع داخل نظرية أمجاد الإنتصار فى الحرب العالمية الثانية وقوتها العسكرية، وكأن العالم من حولها لم يتغير، وعلى رأسه الصين التى تغلغلت فى كل دول العالم إقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا بل وعسكريًا وتكنولوجيًا، فضلًا عن إستحواذها على معظم الإقتصاديات فى أفريقيا، من خلال مبادرتها للحزام والطريق، وحتى فى الداخل الأمريكى نفسه، فلقد إستحوذت الصين على السوق الأمريكى فى الداخل، ويوجد الكثير من التحليلات حول تأسيس النظام العالمي الجديد بين الصين وروسيا خاصةً بعد زيارة الرئيس الصينى "شى جين بينغ" لموسكو في مارس ٢٠٢٣، والتى تعد كأول زيارة بهذا الحجم منذ بداية حرب الروسية على أوكرانيا. وتحاول كلًا من روسيا والصين دعم بعضهما البعض دوليًا كالدعم الروسى لإتجاه الصين لعرض خطة سلام في أوكرانيا
دور الصين فى المنطقة
واضافت: هنا يتضح تصاعد دور الصين فى ملفات ومناطق كانت أمريكا هى الراعي الأساسي لها، خاصةً بعد رعاية بكين الأخيرة لإتفاقية المصالحة بين السعودية وإيران.. ويمكننا تحليل الوضع على النحو الآتى، بأنه على الرغم من أن الرئيس الروسى "بوتين" هو من أثار قضية التحول في النظام العالمى خاصةً بعد حرب روسيا على أوكرانيا، إلا أن الصين هى التي ستحدده، بحيث يرتبط بإستراتيجيات الرئيس الصينى "شى جين بينغ"، وتحديدًا في ما يتعلق بثلاثة أمور، وهي سياساته الخارجية ورؤيته لنظام دولى بديل والمخططات الإقتصادية والسياسية الكبرى للرئيس "شى جين بينغ" ذاته، كمبادراته للأمن العالمى والتنمية العالمية والحضارة العالمية، وهى تلك المبادرات الدولية الهامة التى أطلقها الرئيس "شى" لخدمة أهداف صوت الجنوب- الحنوب، والتى تتزعمها الصين، كأكبر بلد نامى فى العالم كله حيث تعمل الصين بالفعل على صنع دور لها فى حل الصراعات والنزاعات الدولية، حيث ظهرت (خطة النظام العالمي الجديد) بعد نجاح بكين في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران. وذلك على الرغم من إختلاف وضع إيران والسعودية عن الوضع بين روسيا وأوكرانيا.
تحدى القيادة الامريكية الغير عادلة
واشارت الى ان روسيا والصين يشتركان في بعض المصالح والأهداف لمستقبل النظام العالمي الجديد، مثل تحدى القيادة الأمريكية التي تراها بكين وموسكو غير عادلة، بسبب فرض أعرافها وقواعدها على جميع الدول، وبالتالى ترى الصين وروسيا أن من الضروري توزيع الأقطاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. كما تتحد روسيا والصين على كسر هيمنة الإقتصاد الأمريكى وعملتها للدولار على العالم وتتفق موسكو مع بكين على (مبادرة الحزام والطريق) وتفريعاتها لتوفير إقتصاد عالمى أفضل ونجد أنه خلال إجتماع بين وزير الخارجية الروسى "سيرجي لافروف" بنائب وزير الخارجية الصينى "ما تشاو تشو" فى شهر فبراير ٢٠٢٣، فجاء التأكيد على عزم البلدين على حماية سيادتيهما وبناء نظام عالمى متعدد الأقطاب وأكثر عدلًا فضلًا عن المستوى الرفيع للتنسيق الثنائى الروسى الصينى المشترك داخل الأمم المتحدة ومجموعة دول تجمع البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، والمنظمات والروابط الدولية الأخرى، فكل تلك الشراكات قد عززت طبيعة الشراكة والثقة المتبادلة بشأن علاقات البلدين فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها فى الغرب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.