اليوم العالمي للطفل، العالم يصمت عن إبادة أطفال غزة.. الاحتلال ينقل المعركة إلى "الخُدج".. والأزهر والإفتاء يحيون صمود النشء الفلسطيني
احتفل العالم أمس باليوم العالمي للطفل، حيث حددت الأمم المتحدة 20 من نوفمبر من كل عام يومًا للطفل، وتؤكد الأمم المتحدة على أن هذا اليوم يأتي كل عام من أجل التأكيد على حقوق الأطفال والعمل على تحسين ظروف حياتهم.
وفي وسط هذه الاحتفالات وفي بقعة طاهرة على هذه الأرض قرر الجميع غض أبصارهم وغلق آذانهم عما يحدث في فلسطين، من جرائم وتطهير عرقي من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة لليوم الخامس والأربعين على التوالي، حيث كان للأطفال الفلسطينيين نصيب الأسد من تلك المجازر التي تقع يوميًا على مرأى ومسمع من كافة المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال، وهو ما يعكس شيزوفرينيا المجتمع الدولي والكيل بمكاييل عدة، ويكفي أنه يقف تزامنًا مع هذه المناسبة عاجزًا مكبل اليدين والقدمين أمام تصفية الآليات العسكرية الصهيونية للأطفال الخدج والرضع وذوي السنوات القليلة الذين لا يملكون من أمرهم حولًا ولا قوة.
قبيل إعداد هذا التقرير..أعلن مكتب الإعلان الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 13300 شهيد بينهم 3550 طفل وحوالي 33 ألف جريح، منذ بداية العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في السابع من أكتوبر الماضي، ولا تزال كل هذه الأرقام مرشحة للزيادة طالما لم يتوقف القصف الصهيوني، ولم تضع الحرب أوزارها.
الهلال الأحمر الفلسطيني: الأطفال الرضع والجرحى بمستشفى القدس في خطر
وفي وقت سابق أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أنَّ حياة الأطفال الجرحى بمستشفى القدس في خطر، ويجب نقلهم، مضيفًا:" يعاني الأطفال الرضع في مستشفى القدس من الجفاف بسبب انقطاع الحليب، كما أن حياة الأطفال الجرحى الذين أُصيبوا خلال استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى القدس في خطر أيضا".
كما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني من أن "الأطفال الرضع في مستشفى القدس في غزة يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب"، حيث قال الهلال الأحمر الفلسطيني على حسابه في منصة "إكس": "الأطفال الرضع في مستشفى القدس يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب".
وبدوره قال محمد زقوت مدير المستشفيات في غزة: عشرات الأطفال في العديد من المستشفيات يواجهون الموت بسبب انقطاع الكهرباء، لافتا إلى أنه أنه لا يوجد ماء ولا غذاء ولا كهرباء في مستشفيات القطاع وهي تعاني وضعا كارثيا.
وفاة أطفال خدج في مجمع الشفاء
كما أكد مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره لمستشفى الشفاء من كافة الاتجاهات ويمنع الدخول والخروج منه.
وبالنسبة إلى الأطفال، فقد أشار إلى تمكن الطواقم الطبية من نقل 36 طفلًا من الحضانات إلى غرفة العناية الفائقة بعد وفاة 3 أطفال منهم، مؤكدًا أن حياة الأطفال في غرفة العناية الفائقة مهددة.
وكان مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية قد أعلن في وقت سابق ارتفاع عدد الوفيات جراء انقطاع الخدمات والتيار الكهربائي بالمستشفى إلى 20 شخصًا، بينهم 6 من الأطفال الخدج.
وأوضح أبو سلمية في تصريح له أن "6 أطفال خدج و9 جرحى ومرضى آخرين بقسم العناية المركزة توفوا اليوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن الأجهزة الحيوية التي تبقيهم على قيد الحياة".
ولفت إلى أن "إجمالي عدد الوفيات في المستشفى وصل إلى 20 شخصًا، بينهم 6 من الأطفال الخدج"، منذ بداية حصار المستشفى قبل ثلاثة أيام.
مصر تستقل 12 طفلا من الأطفال الفلسطينيين المبتسرين
ومنذ بداية الأزمة تعمل الحكومة المصرية على تقديم كافة أوجه الدعم المخصص للشعب الفلسطيني على مستويات مختلفة سواء فيما يتعلق بالدعم الساسي او تقديم المساعدات لأهالي غزة بجانب الدعم الطبي من خلال استقبال الحالات التي تدخل جراحي عاجل في المستشفيات المصرية المختلفة.
ومن جانبه أوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، خلال الساعات الماضية إنه بناء على تقييم الوضع الصحي للأطفال المبتسرين القادمين من قطاع غزة، تم نقل 12 طفلا إلى مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، بواسطة «الإسعاف الطائر» وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكانت وزارة الصحة والسكان، قد أعلنت، وصول 28 طفلا من الأطفال المبتسرين، إلى معبر رفح البري، وتم نقلهم إلى المستشفيات المعدة لاستقبالهم، بفرق طبية وتجهيزات على أعلى مستوى لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.
الأمم المتحدة: عدد الأطفال القتلى في غزة خلال أسابيع يتخطى أي عام شملته تقاريري منذ 7 سنوات
البرتغالي أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أحد القلائل في القادة الدوليين المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني والذي يكرر دايمًا نداءات إيقاف الحرب أوضح في تصريح له إن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال الأسابيع الماضية يفوق أي رقم سجلته تقاريره السنوية عن الأطفال والصراعات المسلحة خلال السنوات السبع الماضية.
وقال إنه قدم على مر السنوات السبع الماضية تقارير أظهرت أن أكبر عدد من الأطفال الذين قُتلوا في عام واحد من قبل طرف واحد كان عام 2017 أو 2018 من قبل حركة طالبان، وكان ثاني أعلى رقم يُعزى للحكومة السورية وحلفائها حين بلغ عدد الأطفال القتلى نحو 700 طفل.
وأضاف الأمين العام مخاطبا الصحفيين: "أضيفت روسيا على التقرير العام الماضي، وكان عدد الأطفال القتلى 350، كانت لدينا أيضا السعودية، لو تتذكرون الضجة آنذاك فيما يتعلق باليمن، كان العدد الأقصى خلال ذلك العام 300 طفل، وبدون الخوض في دقة الأرقام المعلنة من قبل سلطات الأمر الواقع في غزة، فمن الواضح أن آلاف الأطفال قتلوا في غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذه هي النقطة المهمة: نحن نشهد قتل مدنيين على نطاق غير مسبوق في أي صراع منذ توليتُ منصبي".
الأزهر: أطفال غزة قربان الأيديولوجية الصهيونية
بدوره أوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه في يوم شُرع لحماية الطفل عالميًّا والحفاظ على رفاهيته، يقبع 2000 طفل فلسطيني تحت أنقاض المنازل المدمرة بقاذفات الاحتلال المحرمة دوليًّا، بخلاف 5000 طفل دفعوا حياتهم ثمنًا للأيديولوجية الصهيونية الفاسدة التي تستخدم الأطفال قربانًا لمصالحها الاستعمارية في أرض فلسطين التاريخية.
وأشار إلى أنه إذا كان وقف إطلاق النار مرهون بموافقة الجانب الصهيوني وفق أجندته العسكرية الدموية في غزة، فإن الحديث عن حقوق الإنسان وفي مقدمتها حماية حياة الطفل يتوجب التوقف عنها نهائيًّا في ظل ازدواجية المعايير الدولية التي تنظر إلى الطفل الفلسطيني كإنسان من الدرجة الثانية لا يتساوى مع أقرانه في الغرب.
وأكد أن الصور المتداولة لا تظهر حجم الوضع الكارثي لأطفال غـزة فلا نتحمل كأفراد عاملين في المضمار الإعلامي والبحثي مشاركة ما نراه من أشلاء وجثث مشوهة الملامح لا يمكن حتى حملها بفعل القاذفات الفسفورية وغيرها من أسلحة محرمة وفق القانون الدولي والتي تصدر إلى هذا الكيان على مرأى ومسمع المنظمات المعنية دون تحرك جاد منذ عشرات السنوات لوضع حد لهذا.
مرصد الأزهر يستعرض أسباب ارتفاع وتيرة استهداف الاحتلال للنشء الفلسطيني
وأوضح مرصد الأزهر أن الأطفال الفلسطينيين كانوا دومًا أهدافًا آلة البطش الصهيونية؛ قتلًا أو اعتقالًا؛ في سياسة ممنهجة اتبعتها سلطات الكيان المحتل منذ خيم شبحه على أراضي دولة فلسطين المحتلة، خاصةً في هذه الآونة لعدة عوامل هى:
- تصاعد اليمين المتطرف الذي أسفر عن قدوم حكومة صهيونية متطرفة، من أعضائها عدد من الشخصيات شديدة التطرف، مثل "سموتريتش" الذي دعا إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية عن بكرة أبيها، وقد وصف المرصد -أكثر من مرة- تلك الحكومة بأنها "واحدة من أشد حكومات الاحتلال تطرفًا ضد الفلسطينيين".
- إصدار كثير من الفتاوى اليهودية المتطرفة من كبار الحاخامات في الكيان المحتل، تبيح سفك دماء الأطفال خوفًا من سيرهم على نهج آبائهم في الدفاع عن الأرض، أي أنهم يرون ضرورة القضاء على النسل الفلسطيني.
- يقوم فكر الكيان الصهيوني على إبادة سكان جميع المدن المحاصرة وقت الحرب، وهذا ما يحدث الآن في فلسطين، فجنود الاحتلال يواصلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يضبط سلوكهم قواعد أخلاقية ولا قيما إنسانية، وإنما الهمجية والبربرية هى المسيطرة عليهم
مجلس حكماء المسلمين يدعو لحماية الأطفال في فلسطين
بدوره دعا مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى ضرورة العمل على حماية الأطفال من الوقوع ضحايا لما يشهدُه عالمنا اليوم من حروبٍ وصراعاتٍ راح ضحيتها آلاف الأطفال حول العالم.
ووجَّه مجلس حكماء المسلمين، في بيانٍ له بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق ٢٠ نوفمبر من كل عام، إلى ضرورة وقف العنف المتصاعد في كثيرٍ من المناطق حول العالم، وبخاصة العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خَلَّفَ آلاف الشهداء من الأطفال، فضلًا عن آلاف المصابين ومَنْ فقدوا مع عائلتهم المأوى والمآكل والمشرب ويعيشون أوضاعًا إنسانيَّةً صعبةً في ظل فقدان كافة مقوِّمات الحياة.
وأضاف البيان أنَّ اليوم العالمي للطفل يُعد تذكيرًا صارخًا بمسؤولية العالم المشتركة لتوفير الرعاية والحماية للأطفال ووقف كافة أشكال ما يتعرَّضون له من مخاطر وأوضاع إنسانية صعبة تهدِّد حياتهم ومستقبلهم، والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، انطلاقًا من مسؤوليتنا الدينيَّة والأخلاقيَّة.
مفتي الجمهورية: الطفل الفلسطيني رمز الصمود والشجاعة والإصرار
ومن جانبه قدَّم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أحرَّ التعازي والمواساة إلى عائلات الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي نتيجة للعنف غير المبرر والقتل الهمجي الجبان الذي لا يمتُّ للإنسانية بِصلة؛ وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
وأكَّد المفتي بمناسبة هذا اليوم المهم، الذي يكرِّس للطفل حقوقه، أننا نعلن عن حزننا وغضبنا الشديدين إزاء الأفعال الهمجية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني الإرهابي تجاه أطفال غزة، والتي أسفرت عن فقدان أرواح الأطفال الأبرياء التي تجاوزت أكثر من 5500 طفل شهيد، وأكثر من 2000 طفل مصاب ومفقود تحت الأنقاض.
وشدد المفتي أن هذا اليوم يضع المسئولية الكبرى على عاتق الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والعالم أجمع، بالتحرك الفوري والعمل الجاد، واتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات الفعالة للتصدي لمثل هذه الأعمال الوحشية الإرهابية، والالتزام بحماية أطفال غزة وحفظ حقوقهم المنتهكة والمبادة من قِبل الاحتلال الإرهابي الغاشم، والذي يجب أن يحاسب عن هذه الأعمال الوحشية الهمجية كمجرمي حرب، وعلى المجازر التي بدأت منذ عام 1948م إلى يومنا هذا، وعلى خرقه الصارخ للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية.
ووجَّه مفتي الجمهورية التحية إلى الطفل الفلسطيني صاحب الأرض، البطل، المناضل، القوي الذي لا زال يمثِّل الأمل المشرق في ظل الظروف الصعبة المؤلمة، والذي عرفه العالم أجمع، كرمز للصمود والشجاعة، والقوة والإرادة وحب الوطن والتضحية من أجله.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.