رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج أمير رمسيس: لست ضد المنصات الرقمية لكن السينما ستظل سينما.. وصناعة الأفلام هى شغفى الأساسى (حوار)

المخرج أمير رمسيس
المخرج أمير رمسيس - فيتو

>> رواية «أنف و3 عيون» ما زالت صالحة لتقديمها اليوم.. والنسخة الجديدة مختلفة تمامًا

>> المنصات توفر منفذا إنتاجيا وتسويقيا للأفلام قد يسهم فى إنتاج نوع سينما مختلف 
>> هذا سر انسحابى من مهرجانى القاهرة والجونة السينمائي
>> سعيد بعودة الصحوة للأفلام القصيرة ودائمًا ما تحتوى على حكايات متفردة

>> حاولت حل مشكلة الطوابير وتذاكر الـ sold out بمهرجان القاهرة السينمائي لكن لم يكتمل الحظ

 

يستعد المخرج الشاب أمير رمسيس لخوض تجربة فنية جديدة، إذ قرر إحياء رواية الأديب الراحل إحسان عبد القدوس “أنف وثلاث عيون” وتقديمها سينمائيًا من جديد على الرغم من طرح فيلم يجسد تفاصيل تلك الرواية فى العام 1974 من بطولة محمود ياسين وماجدة، وبإخراج القدير حسين كمال.. فكيف خطر لـ«أمير» تقديم الرواية فى عمل فنى من جديد، وما هى رؤيته الجديدة، والسر وراء انسحابه المفاجئ من إدارة مهرجان القاهرة السينمائى.. وتفاصيل كثيرة يتضمنها نص هذا الحوار لـ "فيتو":

Advertisements

*بداية، ما تفاصيل إحيائك لرواية أنف وثلاث عيون بعد أكثر من نصف قرن وإعادة تقديمها سينمائيا؟ وهل ستنافس به بمهرجان عالمى؟

صحيح الفيلم سيتم عرضه لأول مرة عالميًا فى قسم روائع السينما العربية بمهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى، بالفعل.. تم الانتهاء الكامل من صناعة فيلم أنف وثلاث عيون والفيلم من بطولة الفنان ظافر العابدين، صبا مبارك، أمينة خليل، دينا الشربينى، سلمى أبو ضيف وعدد كبير من الضيوف المشاركين، وتفاصيل إعادة “أنف وثلاث عيون للنور” من جديد جاء عقب جلسات طويلة مع المنتجة شاهيناز العقاد والكاتب وائل حمدى وقررنا إعادة إحياء الفيلم بمنظور معاصر للنص الأصلى كونه ما زال صالحا لتقديمه اليوم مرة واثنتين وثلاثة كما هو معروف عن أدب الراحل إحسان عبد القدوس..

وفيلم “أنف وثلاث عيون” تدور أحداثه حول طبيب وعلاقاته النسائية المتعددة.. حيث يتعرف على العديد من النساء، ومنهم امرأة متزوجة تقع فى غرامه وتطلب الطلاق من زوجها وبعد طلاقها تحاول العودة إليه، لكنه يكون قد وقع فى غرام شابة أصغر سنًا ويطرد المطلقة ومن ثم ترفضه الشابة ويتعرف على أصغر سنا من جديد إلا أن الفشل يلاحقه أينما كان ويدور فى حلقه مفرغة، فتلك القصة هى ما نراها اليوم بقوة من رجال كُثر.

ويمكننى القول بأننى فخور حقيقة بإعادة إحياء الفيلم واختياره للإدراج بمهرجان كبير مثل البحر الأحمر، وكان نفسى أقول إننى سعيد بعرضه لكن للأسف نحن نعرضه فى ظرف قاسٍ جدًا لا نمتلك فيه سوى الفخر بما نقدمه دون القدرة على أن نسعد به فى ظل الأزمة الفلسطينية.

*ماذا تريد أن تُضيف على رؤية المخرج حسين كامل؟ ومتى شعرت أن الرواية الأصلية صالحة للطرح من جديد؟

الحقيقة أكتر حاجة جاذبة بالنسبة لى هو قدرة وائل حمدى على أن يصوغ سيناريو مستلهم من الرواية دون نقل حرف واحد أو إحساس واحد أو عرض واحد.
فكتابته المعاصرة مختلفة كليًا فى الرؤية وتفاجأت بقدرته على عمل نسخة معاصرة من الرواية الأصلية، وأنا أحب الرواية الأصلية جدا وطبعا أحترم جدا فيلم المخرج الكبير حسين كمال لكن أرى الرواية بسردها المتشابك تصلح لتقديم اكتر من وجهة نظر وأظن أجمل ما عمله وائل هو أن المتفرج يدخل فى عالم سينمائى كامل سواء قراء الرواية الأصلية أو لا. 
وكنت متخوفا من شكل تقديمها من جديد بعد أكثر من نصف قرن وتحولها لفيلم متماسك سينمائيًا وليس كرواية كان صعب جدًا، وبسرعة قرأت المسودة الأول التى كتبها السيناريست وائل حمدى، وكل مخاوفى زالت فى ثانية واحدة، ووجدت روح الرواية اللى أحببتها وأحب تنفيذها وإخراجها للنور.

*العرض الأول للفيلم سينطلق من مهرجان عالمى.. برأيك هل سيلقى نجاحًا جماهيريا أم سيكتفى بالثناء النقدى؟

القصة جماهيرية جدًا والسيناريو من قلب الشارع ولا يمنع ولا ينقص الثناء النقدى على الحب والقبول الجماهيرى، فالقصة والأبطال والإخراج صادق وواقعى وأتمنى أن تحقق معادلة النجاح الأكاديمى، وأن يلقى الفيلم صدى شعبيا كبيرا، كما حدث معى فى فيلم “حظر تجول” الذى عُرض ونافس على جوائز القاهرة السينمائى واقتنصها وحقق صدى جماهيريا كبيرا والسر هنا لأن القصة والحكاية من قلب الشارع لست منفصلة ولا خيالية.

*هل تشجع فكرة عرض الأعمال عبر المنصات الإلكترونية؟

مهما تعددت وسائل العرض ومهما كثُرت وسائل الترفيه.. السينما ستظل سينما، روح الغرفة المظلمة وتركيز اللحظات لأننا لن نستطيع عرضها وأجواء التأثيرات السمعية والبصرية لا يمكن تعويضها، وأرى دائمًا أن عرض الأعمال عبر السينما أفضل بكثير، ولكنى لست ضد المنصات الرقمية بلا شك فهى توفر منفذا إنتاجيا وتسويقيا للأفلام قد يسهم فى إنتاج نوع سينما مختلف صعب عمله بمقاييس التوزيع الموجودة الآن مع ميزانيات الأفلام المرتفعة وغلاء أسعار تذاكر السينما، لكن كما تحدثت السينما لـ السينما ودور العرض.

*بدايتك كانت من تقديم مشروعات سينمائية للأفلام القصيرة.. هل تعمل حاليا عليها من جديد فى ظل الصحوة التى تشهدها؟

صحيح للأفلام القصيرة خصوصية شديدة ودائمًا ما تحتوى على حكايات متفردة وبفضلها تُدخل المتفرج فى عالمها ومشاهدتها عبر شريط سينمائى لا يتجاوز الـ10 أو 15 دقيقة، وممكن أن يكون فى دقيقة أو دقيقتين فقط، فهذا النوع من الفنون هو شديد التفرد والخصوصية فالإبداع هنا فى قدرة صُناعه على التكثيف والمضاعفة الفنية لفكرة الفيلم، والاختزال والإيجابى فى إيصال الفكرة فى مدة زمنية قياسية ترافقها عناصر فنية متكاملة فى صناعة السينما، وتخضع مثل غيرها من الأفلام الروائية الطويلة. 
فالفيلم القصير يعتبر تحديا من نوع خاص فى آلية تطوير الأدوات.. وللأسف معظم من يخرج أفلاما قصيرة أو يشارك بالتمثيل بها يبحث عن اللحظة التى ينتقل فيها إلى إخراج والمشاركة بفيلمه الروائى الطويل، دون العلم بقيمة صناعة الأفلام القصيرة.. فهى قيمة فنية وثقافية بحد ذاتها وليست وسيلة.
وسعيد للغاية بعودة الصحوة للأفلام القصيرة من جديد لكن حتى الآن لم تقع فكرة جديدة تصلح للفيلم من تلك الفئة لكن تقديرى لهذا النوع الفنى كبير للغاية.. وقررت حين كنت مديرًا العام الماضى بمهرجان القاهرة السينمائى أن يتم عرض 21 فيلمًا من دول مختلفة للعرض طول أيام المهرجان.. وكان من أبرزها: صاحبتى، من عمل الشيطان، ماما، المقابلة، أمنية واحدة لعينة، ترينو، حمزة: أطارد شبحًا يطاردنى، والوقوف عارية، وغيرها.

*رغم النجاح الكبير، فاجأتنا بانسحابك من إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومن قبله الجونة ومن قبله الـ«سينيموبايل»، ما السبب؟ وهل الخلاف حدث بينك وبين رئيس المهرجان حسين فهمى؟

بعيدا عن الخوض فى أى أسباب لكني عملت دورة الأغلب يراها مميزة وأعددنا مع فريق البرمجة دورة ثانية لم تر النور طبعًا بسبب إرجاء المهرجان تضامنا مع الأحداث والتصاعدات الفلسطينية، لكننى حتى الرمق الأخير فى المهرجان قدمت وانتهيت من خريطة مليئة بالأفلام الأهم فى العام، إضافة إلى أننى دعوت ضيوفا ورموزا فنية مهمة جدًا جدًا، وحاولت تغيير بعض الأشياء التى رفضتها العام الماضى مثل مشكلة الطوابير والتذاكر الـ  sold out، كما كنت أسعى لجعل الدورة الـ44 صديقة للبيئة وأيسر للجهات الإعلامية والجمهور، وكنت أنتظرها بفارغ الصبر حقيقة، لكن لم يكتمل الحظ وقررت الانسحاب بهدوء، وأريد التفرغ لصناعة الأفلام اللى هى شغفى الأساسى.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية