رئيس التحرير
عصام كامل

في يومهم العالمي.. أطفال غزة شهداء وجرحى وأيتام.. الاحتلال يقتل رضيعا بعد ولادته بيوم.. يبتر أرجل أحمد وفاطمة.. ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان خارج نطاق الخدمة

في اليوم العالمي
في اليوم العالمي للطفل أطفال غزة تحت قصف الاحتلال، فيتو

اليوم العالمي للطفل، يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام، لكن الأنظار تظل عالقة بأطفال غزة، الذين يواجهون الموت كل دقيقة، بسبب القصف الإسرائيلي الغاشم الذي طال المنازل والشوارع، ولم يرحم المدارس، أو المستشفيات، حتى الأطفال المبتسرين فقد طالتهم آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة، فقتلتهم داخل مستشفى الشفاء والرنتيسي وغيرها.

الأمم المتحدة لا تضمن حياة الأطفال في غزة

 وفي اليوم العالمي للطفل، تناست الأمم المتحدة أن تستخدم قوة قرارها لضمان حياة الأطفال في غزة، واقتصرت صفحتها على نداءات وجهت منذ أيام، تدعوا فيه، على استحياء، الاحتلال الإسرائيلي لاحترام مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، قائلة: "إن مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة مواقع محمية، وليست مصائد موت للمدنيين الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال"، وذلك بعد مجزرة الفاخورة التي قامت بها قوات الاحتلال.

في اليوم العالمي للطفل أطفال غزة تحت القصف، فيتو

 

استشهاد يوسف وبتر رجل أحمد

 لا يزال أطفال غزة ينزفون، فها هو الطفل الشهيد يوسف محمد حميد، الذي وصفته والدته، أثناء بحثها عنه في المستشفي بعد قصف منزلها، بـ "الأبيضاني الحلو أبو شعر كيرلي"، لكنها وجدته صامتا جثة ملقاة في المستشفى دون حراك، بكاء جدته المصرية كان صرخة في وجه العدو الإسرائيلي عندما قالت وهي تتذكره "اسمعى يا تيتة عايدة أنا بحبك كتير كتير..أنا صرت صف أول يا ستى.. يا حبيبتى يا تيتة"، كانت آخر كلمات قالها يوسف، ورحل عن الحياة عندما قصف الاحتلال الغاشم منزل عائلته، العالم بكي على يوسف لكن العدو كانت منتشيًا من قتله.

اغتيال الطفل يوسف أبو شعر كيرلي، فيتو


 حكاية يوسف تكررت في العديد من أطفال غزة، فها هو الطفل الفلسطيني أحمد شعباط، الذي يرقد في أحد مستشفيات قطاع غزة، في غيبوبة متقطعة، بعد تعرضه للقصف الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي مرتين، في المرة الأولى فقد والديه، لكنه نجا وانتقل لمنزل أخواله، لكن يبدوا أن الاحتلال كان يطارد الطفل الصغير، الذي يبلغ عمره 4 سنوات، فتم قصف منزل أخواله، لتسحق قدماه تحت الركام ويفقدهما، لا يزال أحمد في غيبوبته المتقطعة ينتظر قدوم والديه، الذين رحلا في القصف، فمأساة الطفل أحمد تُعد واحدة من القصص المأساوية التي تلاحق أطفال غزة.

 

استشهاد عدي بعد يوم من ولادته

 أما الطفل عدي، فهي حكاية طفل شهيد من غزة لم يبلغ عمره سوى يوم واحد، كانت ولادته يوم 29 أكتوبر الماضى، وبعد ولادته طلب الأطباء من والدته أن تذهب به إلى منزلها، بسبب قلة عدد الأسرة في المستشفى، حملت الأم الفلسطينية رضيعها لتذهب لرعايته في المنزل، لكنها لم تكن تعلم أنها ستلقى الشهادة مع رضيعها، وتحت قصف الاحتلال استشهدت الأم ورضيعها الذي لا يتعد عمره اليوم.

 

 قال شقيقه الأكبر "أخي البارحة صباحًا ولدته أمي، وذهبت ليلًا.. رأيته فقط في الليل ونمت وصحيت في اليوم التالي لم أجده"، أما والده فقال: "وُلد الليلة الفائتة يعني لم يتجاوز عمره 24 ساعة، لم أسميه أصلا، لم يمض على ولادته 24 ساعة، أمه كانت تنوي تسميه عُدي ولم يحدث.. إن شاء الله نسميه في الجنة يارب.. أنا حملته قبل أن يحدث القصف بساعتين"، لم يرحم الاحتلال حتى الأطفال حديثي الولادة.

 

حكاية فاطمة ذات العامين

 أما حكاية الطفلة فاطمة، التي يبلغ عمرها عامين، فهي إحدى الحكايات المؤلمة، لطفلة كان ينتظر والديها قدومها للحياة منذ 14 عامًا، وعندما جاءت فرح بها والديها كثيرًا، في يوم 17 أكتوبر الماضي، قصف الاحتلال منزل عائلة فاطمة، لكن والدتها نهاد كانت تحتضنها بقوة خشية ضياعها منها، لم تنتبه الأم من تحت ركام منزلها الذي قصفه الاحتلال إلا وهي محتضنة فاطمة، لكن أحد أرجل الصغيره سحقه الركام، وها هي الصغيرة ترقد في أحد المستشفيات بعد أن فقدت أحد أرجلها، لم يرحم الاحتلال برائتها، أو اشتياق أهلها لها، فكان قرار الاحتلال الغاشم بقصف منزلهم. 

الطفلة فاطمة مع والدتها في المستشفى بعد بتر أحد أرجلها، فيتو

حكاية الطفلة مريم قارئة القرآن

حكاية الطفلة مريم حفيدة الشيخ يسري البلتاجي، كانت من الحكايات المؤثرة التي زلزلت ضمير العالم، فمريم، ذات التسع سنوات، كانت في منزلها في حي الشجاعية بغزة، تنصت لأصوات القصف الذي يأتي من كل اتجاه، فالاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدًا أن المنازل التي يقصفها بها مدنيين عُزل، كان الخوف يحاصرها من كل اتجاهات، عندما تسمع صوت الانفجارات التي تهدم المباني على رؤوس ساكنيها.

الاحتلال يغتال الطفلة مريم، فيتو

 يصر الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال المدنيين وحصد أرواح الأبرياء، وفي يوم 11 نوفمبر الجاري، قصف الاحتلال منزل عائلة مريم، لتغيب الطفلة عن الوعي، حاول خالها أن يعيد إليها وعيها لكنه فشل في البداية، وعندما طلب منها، في غيبوبتها أن تقرأ القرآن، عادت إلى الحياة مغمضة العين، لكنها قرأت آية الكرسي، واستشهدت الطفلة، في معجزة أقر بها خال مريم، وأصابت العالم بالحزن الشديد.

 

الاحتلال يغتال حلم عوني

 أما حكاية استشهاد الطفل الفلسطيني عوني الدوس، 12 عامًا، فكانت من الحكايات المؤلمة، والشاهدة على قسوة المذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق أطفال غزة، فقد استشهد الطفل عوني مع  15 فردا من عائلته، عندما قصف الاحتلال منزلهم.

استشهاد الطفل الفلسطيني عوني الدوس، فيتو

 
 كان لعوني الدوس حلم، حكاه لمتابعية بقناة اليوتيوب التي دشنها، على موقع "اليوتيوب" العام الماضي 2022، والتي استقطبت آلاف المتابعين، وصفه متابعيه بأنه صاحب الابتسامة البريئة والإطلالة الخجولة، فآثر الاحتلال أن يسكت صوته إلى الأبد، بنيرانه الغاشمة.  
كان حلم الطفل عوني فعبر عنه في أحد مقاطع الفيديو قائلًا: "أنا عوني الدوس، فلسطيني من غزة، هدفي القناة تصل لـ 100 ألف مشترك، وحتى 10 ملايين بمحبتكم ودعمكم"، فاغتالته يد الاحتلال الآثمة.
وقال أشرف الدوس ابن عم عوني- خلال تصريحات إعلامية: "الطفل عوني كان يحلم بأن يعمل في أكبر الشركات، وكان يعمل دائمًا على أن يكون رجلا ناجحا، ولكنه في مكان أفضل الآن".

 

حكايات أطفال غزة المؤلمة لا تنتهي

 حكايات أطفال غزة المؤلمة لم تنته، فقد خلف الاحتلال الإسرائيلي مأساة في غزة أبطالها من الأطفال بين شهيد اغتالته يد العدوان الآثم للعدو الإسرائيلي وقنابله الفتاكة، وبين جريح فقد أحد أعضاءه، فالحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة تصنع كل يوم حكايات لأبطال صغار بعضهم  غادر الحياة وآخرون ينتظرون، وسط حالة من الصمت الرهيب من العالم، التي ينتظر قرارات أمم متحدة لا تنفذ بمنح الفلسطينيين هدنة من الحرب، لكن احتفالات العالم بيوم الطفل العالمي، الذي أقرته الأمم المتحدة في يوم 20 نوفمبر من كل عام، لا تزال مستمرة، وأطفال غزة ينظرون بحسرة للعالم مكتوف الأيدي ضد آلة القتل الغاشمة للكيان الصهيوني. 

استشهاد أطفال غزة، فيتو

الاحتلال يغتال 7 آلاف طفل في غزة

 في آخر إحصائية أعلنها المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، الدكتور أشرف القدرة، قال: "إن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي من الأطفال فى غزة تجاوز الـ 5000 طفل، غير عدد كبير من الأطفال أصبحوا من المعوقين بعد بتر أجزاء من أجسادهم، هذا بخلاف الأطفال المفقودة وقد يتجاوز العدد الـ 7000 بكثير."

العدوان الإسرائيلي على أطفال غزة، فيتو


 كما ذكرت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت، خلال شهر ونصف من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر، من الأطفال ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعًا مسلحًا حول العالم خلال الـ 4 سنوات الماضية.
وتقول المؤسسات الحقوقية: "إن الغارات الإسرائيلية تقتل بمعدل طفل فلسطيني كل 7 دقائق، في رقم كبير جدا وغير مسبوق في التاريخ المعاصر."   


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية