أبو الغيط: المنظومة الدولية فشلت في وقف قتل آلاف الأطفال والأبرياء في غزة
قال أحمد أبو الغيط، الأمین العام لجامعة الدول العربية، إن المنطقة تشهد مرة أخرى حربًا ذات أبعاد خطيرة ونعيش خلالها أيامًا عصيبة على وقع العدوان الهمجي على غزة.
الازدواجية في المعايير
وأكد خلال كلمته اليوم في افتتاح القمة الاقتصادية العربية البريطانية فى نسختها الثالثة، أن هناك شعورا عميقا بفقدان الثقة فـي القيم الإنسانية المشتركة التي يتبناها العالم بعد أن ظهر أن الكثير من -الدول الغربـية على وجه الخصوص- لا تولي ذات القيمة لحياة البشر، وتتعامل مــع الحروب وضحاياها بقدر هائل من الازدواجية في المعايير.
ونوه إلى أنه لا يسـتطيع الرأي العام الـسوي، فـي المنطقة العربية أو غيرها، الاقتناع بأيُ مبرر يساق لقتل أكثر من 11 ألف إنسان أغلبهم من النساء والأطفال، قائلًا لا شيء يبرر هذا ولا توصيف لذلك الفعل سوى بأنه جريمة مكتملة الأركان.
عار المنظومة الدولية
وركز على أن هذه الجريمة يجب أن يوضع لها حد فورًا وأن يحاسب مرتكبوها.. هذا ما يدركه كل أصحاب الضمائر الحية في العالم بما في ذلك مئات الآلاف الذين تظاهروا هنا في العاصمة البريطانية مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الأصوات الحر مسموعة ومقدرة لدينا في المنطقة، كما نُقدر مواقف كل من رفض القتل بالجملة والعقاب الجماعي.. تماما كما نشعر بخيبة أمل عميقة في المنظومة الدولية التي تُتيح لهذه الجريمة أن تستمر -أمام سمع ويبصر العالم كله- لأسابيع بلا توقف.. وهي بهذا ليست عارًا على مرتكبيها فقط ولكن على المنظومة الدولية كلها، التي نعتبرها فشلت في توفير الحماية للمدنيين الأبرياء من ويلات حرب انتقامية تشنها آلة عسكرية لا تعرف رحمة ولا تعترف بقانون.. بل تنفذ إرادة قوة غاصب ولأن قيمة النفس البشرية واحدة في كل مكان.. وانطلاقا من قيمنا الإنسانية والدينية التي تؤمن بضرورة تجنيب ويلات الأعمال العسكرية.. فقد كانت لدينا في العالم العربي الشجاعة الكافية لكي نقول وبشكل واضح أننا ندين قتل أو استهداف المدنيين على الإطلاق وكنا نتوقع من الجميع أن يتخذ نفس الموقف الأخلاقي والمبدئي...فلا شيء على الإطلاق يبرر الهجمات على المستشفيات والمدارس الخاصة بالعبادة ولا شيء ُيبرر الخراب الذي أنزلته قوات الاحتلال بسكان قطاع غزة البواسل.
57 دولـة عـربـية وإسـلامية
وأضاف: وعندما اجتمعت 57 دولة عربية وإسلامية في قمة استثنائية بالرياض كانت الرسالة واضحة وهى المطلوب وقف فوري لإطلاق النار وآلية مستدامة لإدخال المساعدات لأكثر من 2 مليون فلسطيني يتعرضون لكارثة إنسانية.. بعد أنهارت كافة نظم الحياة في القطاع، وتوقفت أغلب المستشفيات عن العمل واقترب الناس من حد المجاعة.. ونحن على أعتاب فصل الشتاء.. بما يزيد من احتمالات انتقال الأمراض المُعدية وبعد فشله لعدة مرات أصدر مجلس الأمن منذ أيام فقط قرارًا يدعو لهدن إنسانية وممرات لإدخال المساعدات.. خطوة صغيرة تعكس العجز عن اتخاذ القرار السليم في التوقيت السليم وهو إنهاء هذه المأساة فورًا.. ومع الأسف فلست واثقًا في قدرة المجلس علي إنفاذ إرادته على قوة الاحتلال.
الاحتلال اختار طريق الاستيطان وليس السلام
وأضاف: إننا أمام لحظة الحقيقة وكل يوم يمر من دون وقف هذه الحرب الشريرة، يزيد من مشاعر الكراهية والعداء.. ويبعدنا أكثر عن الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع وهو حل الدولتين الذي يتطلب وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67.. لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام... هذا هو الحل الذي ارتضاه الفلسطينيون والعرب والعالم بأسره.. باستثناء دولة الاحتلال التي اختارت طريق الاستيطان وليس السلام... واختارت الهروب للأمام بالترويج للحلول الأمنية أو لسيناريوهات وهمية مثل الترحيل القسري للفلسطينيين بكافة اشكاله.. وهي أمور صارت معلومة ومرفوضة من المجتمع الدولي ومن الإقليم ذاته بما في ذلك الجامعة العربية ودولها الأعضاء.
وركز على أن الحديث عن حرب غزة لیس حرفا لكم عن ھدف اجتماعكم.. وحضراتكم جمیعا تعملون في مجال التبادل التجاري والاستثمار وتعلمون كم یتأثر مجالكم بانعدام الاستقرار مثل ما تشھده المنطقة العربیة الیوم من جراء ما یحدث.
وشدد على أن الاستقرار الذي ننشده لمنطقتنا لن یقوم إلا عندما یتأسس فيھا سلام عادل وشامل ودائم وتحل فیه القضیة الفلسطینیة، وتأكدوا أن حینھا سوف یغدو الشرق الأوسط بجمیع دول المنطقة أكثر جذبًا لتوطين استثمارات كبرى وستتضاعف فرص التبادل التجاري معه.
ونوه إلى أن الروابط القديمة والمتجددة بين المملكة المتحدة والدول العربية هي روابط تشكل رصيد مهمًا يمكن البناء عليه لتزيز التعاون المشترك.. لاسيما في ظل الفرص الكبيرة التي تتيحها الخطة التنموية التي أطلقتها بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوربي وأيضا ما تضمنته الخطط والمبادرات الاقتصادية العربية من مشروعات تنموية وهي كثيرة ومتنوعة.
الـتبادل الـتجاري الـعربـي الـبريـطانـي
وأضاف: أن التبادل التجاري العربي البريطاني.. وبالرغم من المنافسة الكبيرة التي يتعرض لها من القوى الاقتصادية التقليدية تلك الناشة إلا أنه يبقى مهما، إذ بلغ 57 مليون دولار نهاية عام 2021.. وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل تزايد الواردات البريطانية من مواد الطاقة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.. وأتمنى أيضا بفضل توقيع بريطانيا اتفاقات شراكة مع عدد من الدول العربية ساهمت في تضاعف استثماراتها لاسيما في منطقة الخليج العربي على نحو لافت.
تحسن مناخ الاستثمار
وأشار إلى تحسن مناخ الاستثمار في العديد من الدول العربية، وهو ما تؤكده الأرقام الصادرة عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار التابعة لجامعة الدول العربية حيث تشير إلى ارتفاع عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2022 إلى 1617 مشروعا بقيمة 200 مليار دولار مع توقعات ذلك في عام 2023. ومن أجل تعزيز هذا التعاون والارتقاء به إلى مستويات أفضل، ستواصل جامعة الدول العربية والمنظمات العاملة تحت مظلتها ومنها اتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة العربية البريطانية.. ستواصل مسيرتها لتسهيل التبادل التجاري العربي مع المملكة المتحدة خادمة المقاصد المشترك للطرفين.
وختم كلمته قائلًا "إن الموضوعات التي ستناقشها هذه القمة ومنها المياه المن الغذائي وتغير المناخ والصحة والاقتصاد الرقمي هي كلها ملفات ذات أولوية لدى الدول العربية وبريطانيا وإنني على ثقة بأن مداولاتكم ستخرج بنتائج وتوصيات تخدم المصالح المشتركة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.