نجوى سالم، يهودية عاشت بعقدة الاضطهاد، استثناها عبد الناصر من قرار الطرد، والسادات فضحها على الملأ
نجوى سالم ، أم ضحكة جنان، طراز فريد من الممثلات، عشقت التمثيل على خشبة المسرح وبدأت مشوارها الفني من خلال فرقة نجيب الريحاني واشتهرت بخفة الدم وضحكتها الرنانة، كانت تجذب إليها المشاهد مهما كان حجم دورها فهي بطلة العرض، عشقت مصر ورفضت مغادرتها مع عائلتها، وأحبت الريحاني لكن فرقهما الموت، ورحلت عام 1988.
ولدت نظيرة موسى شحاتة الشهيرة بـ نجوى سالم عام 1925 لأب لبناني من أصل يهودي حصل على الجنسية المصرية، قدمت أول أدوارها على المسرح في مسرحية "استنى بختك" وكان عمرها 16 عامًا، وكانت الطفلة المدللة لنجيب الريحاني، فهو أستاذها ومعلمها، وهي تدين له بالفضل حتى وصفها النقاد بالوردة التي تزين البدلة الأنيقة لفرقة الريحاني.
حسن ومرقص وكوهين
جاءت الانطلاقة الفنية الحقيقية لها عند مشاركتها مع المؤلف المخرج بديع خيري في مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" التي لاقت قبولًا واسعًا لتتوالى بعد ذلك أعمالها المسرحية، استطاعت نجوى سالم فيها إثبات وجودها كفنانة على المسرح، فقدمت مسرحيات: لوكاندة الفردوس، إلا خمسة، البيجاما الحمرا وغيرها.
اتجهت نجوى سالم إلى السينما، لكنها في أدوار ثانوية لم ترقَ إلى البطولة، فلم تكن السينما في دائرة اهتمامها بسبب عشقها الشديد لخشبة المسرح، فقدمت القبلة الأخيرة، حياة عازب، ملك البترول، الأزواج والصيف، إسماعيل يس في دمشق، ناهد، شمشون ولبلب، فايق ورايق، الروح والجسد وغيرها.
استثناء من الطرد
عندما قامت ثورة يوليو وتم طرد اليهود من مصر، ولأنها كانت تعشق مصر وترابها رفضت الذهاب إلى إسرائيل، وبينما هي ذاهبة إلى المسرح لتقديم دورها في مسرحية (أنا آه، أنا لأ) أمام أمين الهنيدي حتى تفاجأت بلافتة على باب المسرح مكتوب فيها ممنوع دخول نجوى سالم اليهودية، فكتبت نجوى سالم خطابًا إلى جمال عبد الناصر سلمته إلى أنور السادات ترجوه بقاءها في مصر لأنها تعشق تراب مصر، فاستثناها عبد الناصر من قرار طرد اليهود من مصر فكانت اليهودية الوحيدة التي لم ترحل عن مصر بعد العدوان الثلاثى.
بعد مشوار طويل مع المسرح كونت نجوى سالم فرقة مسرحية كان نصيبها الإفلاس حيث كانت تقدم عروضها في المستشفيات بلا أجر، وتطوف على الملاجئ والمصحات لتقديم الهدايا والمساعدات، إلا أنها ساهمت في اكتشاف عدد من الكوميديان الذين أصبحوا نجومًا مثل محمد نجم ومظهر أبو النجا.
أشهرت نجوى سالم إسلامها لكن ظل أصلها اليهودي يطاردها منذ قيام ثورة يوليو وخروج اليهود من مصر، حتى أصيبت بمرض نفسي هستيري جعلها تشعر دائمًا أنها مستهدفة لكونها ذات أصل يهودي إلى أن رحلت فى مارس 1988.
مأساة رحيل الريحاني
أحبت نجوى سالم نجيب الكوميديان نجيب الريحاني بعد أن وجدت فيه الأب والحبيب ليكون أول رجل في حياتها، ذلك أنها كانت تبحث عن الحب، وعلى الرغم من أن نجوى سالم كانت تصغر الريحاني بسنوات إلا أنه قرر الزواج بها، وتم الاتفاق على تحديد موعد الزواج.. لكن مرض الريحاني قبل الزفاف بيومين ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى بسبب حقنة أنسولين مما أصابها بحالة نفسية سيئة دخلت على إثرها المستشفى، ولم يقف بجوارها في مرضها سوى الناقد الصحفي عبد الفتاح البارودي الذي تزوجها زواجًَا سريًّا استمر 26 عامًا، لكن علم به الرئيس السادات وسألها عنه علانية، أصبحت بعدها مثار حديث الوسط الفني.
تكريم ومعاش استثنائي
اختارت أكاديمية الفنون الفنانة نجوى سالم لتكريمها في عيد الفن عام 1976 بمنحها شهادة تقدير إلا أن السادات قام بمنحها في الحفل شهادة الجدارة التي تمنح لخمسة فنانين كبار فقط كل عام إلى جانب شهادة التقدير، بل قرر منحها معاشًا استثنائيًّا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.