ذكرى وفاة مبكي القلوب.. لمحات من حياة الشيخ نصر الدين طوبار.. رفضته الإذاعة 6 مرات.. رحلته من الدلتا لقاعة ألبرت البريطانية.. وأنشودة للتاريخ داخل الأقصى
كان ذا صوت مميز، وحس مرهف، يثير في وجدان سامعه الخشوع والوجد، ابتهالاته تخاطب الروح قبل العقل، حين تسمعه تشعر كأنك في عالم خاص ملؤه الخشوع والمشاعر الصادقة، إنه الشيخ نصر الدين طوبار، ملك دولة الإنشاد الديني دون منازع وأحد أبرز الأسماء التي حفرت مكانتها في قلوب المصريين والعالم أجمع حتى وصفته الصحف الألمانية أنه “يضرب على أوتار القلوب”، والذي تحل اليوم الخميس الذكرى السابعة والثلاثين على وفاته، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1986.
تستعرض “فيتو” خلال السطور التالية أبرز المحطات في حياة الشيخ نصر الدين طوبار أو "مبكي العيون" كما يصفه محبيه.
نشأة الشيخ نصر الدين طوبار
ولد "طوبار" بمركز ومدينة المنزلة محافظة الدقهلية في 7 يونيو عام 1920، درس طوبار بالمدرسة الخديوية، قبل أن يقوم والده بنقله إلى المدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، وقد انعكس ذلك، بالطبع، على إحساسه بالنص الشعري الذي يؤديه، وقدرته على تجسيد المعاني، واختيار المقامات الموسيقية الملائمة لها، فكان في الحزن الشديد يقرأ من مقام "الصبا"، وفي حالة الوجد يقرأ من مقام "النهاوند"، أو "البيان" أو "الحجاز"، وفقًا للمعاني، واتساقا مع الحالة المزاجية.
ومنذ صغره تميز بجمال صوته وسلامة مخارج الألفاظ لديه، وبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم ذاع صيته في مدن وقرى محافظة الدقهلية، وكان يحرص الأعيان على دعوته لإحياء الحفلات الدينية، لتلاوة القرآن وإلقاء التواشيح، وخلال سنوات قليلة استطاع الشيخ طوبار أن يحقق شعبية واسعة، حتى أصبح نجم التلاوة والإنشاد الديني في دلتا مصر في هذه الفترة حتى نصحه كل من يستمع إليه أن يتقدم لاختبارات الإذاعة لكي يسمعه الملايين.
تعلم طوبار للمقامات الموسيقية
لكن أهم مراحل حياة طوبار، التي طورت من أدائه وجعلته ملء السمع والبصر فى مصر وخارجها، كان لقاؤه بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب. ولم يكن طوبار فى حاجة ليعرفه بنفسه، إذ كان عبد الوهاب متابعا له فى الإذاعة، ومعجبا به وبصوته وابتهالاته، وسارع الموسيقار بنصيحة الشيخ تعلم أصول المقامات الموسيقية. فاستجاب الشيخ لتطوير قدراته الإنشادية، واتجه إلى دراسة الموسيقى والمقامات الصوتية، على أيدى خبراء ومتخصصين بالقسم الحر فى معهد الموسيقى العربية، حتى تفوق بها. وكان لدراسته عظيم الأثر على أدائه وإحساسه بالنص الشعرى الذى ينشده، وقدرته على تجسيد المعانى، واختيار المقامات الموسيقية الملائمة لها.
التحاق الشيخ نصر الدين طوبار بالإذاعة
تقدم الشيخ طوبار، بعد ذلك إلى اختبارات الإذاعة، لست مرات، ولكن المدهش أن اللجنة لم تختاره، وفي عام 1956 اختارته الإذاعة المصرية في مجال الإنشاد الديني بعد سنوات من الإخفاق ولكن الشيخ لم ييأس وظل يحارب حتى حقق ما أراد، ليبدأ الشيخ نصر الدين طوبار من هذا التاريخ مشوارا جديدا في عالم الإنشاد والتلاوة، واستطاع أن يحفر لنفسه مكانًا بين العديد من المبتهلين الكبار في هذه الفترة.
لم يتوقف صوت الشيخ نصر الدين طوبار على التواشيح والابتهالات الدينية، فقد كان من أوائل من ابتهل للجنود المصريين وابطالنا في حرب أكتوبر 1973 حيث أنشد ابتهال " سبح بحمدك الصائمون"، وكذلك الابتهال " انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا"، وتلقى إشادة كبيرة من الرئيس الراحل أنور السادات على هذين الابتهالين، كما اصطحبه في زيارته للقدس سنة 1977 للابتهال في المسجد الأقصى.
أنشودة طوبار داخل المسجد الأقصى
حلق صوته فى أجواء بيت المقدس يوم أن أنشد في حفل بالمسجد الأقصى حين زاره مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في رحلته إلى القدس، وكان بصحبته الشيخ مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد وشعبان الصياد، وكان ذلك يوم العيد من عام 1977، وكان الشيخ "نصر الدين طوبار" يكبر للعيد بنفسه، بينما يردد بعده المصلون بالمسجد الأقصى.
وكتبت عنه الصحافة الألمانية قائلة: "صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب"، كما كرمته الدول التي زارها إعجابًا وتقديرًا لصوته العذب.
وسافر وجال في العديد من الدول العربية والأوروبية، بدعوات من المراكز الإسلامية، حتى ذاع صيته في العالم الغربي، ومنحته إحدى الصحف الألمانية لقب "الضارب على أوتار القلوب".
أول منشد داخل قاعة ألبرت هول البريطانية
وكان الشيخ طوبار أول مصري ينشد في قاعة ألبرت هول الملكية الشهيرة بلندن، خلال الحفل الذي أقامه المركز العالمي الإسلامي.
اختير "طوبار" مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980، وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، وقد اعتلى الشيخ طوبار منابر مساجد عبقت بأنغامه السماوية، مثل مسجد "الخازندارة" بحي شبرا، الذي شهد فترة من حياة الشيخ الجليل، حيث تم تعيينه قارئًا للقرآن الكريم، ومنشدًا للتواشيح.
أشهر ابتهالات نصر الدين طوبار
قدَّم الشيخ "نصر الدين طوبار" نحو 200 ابتهال، منها "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و"ما بين زمزم"، و"من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، و"هو الله"، و"يا ديار الحبيب"، و"قف أدبًا"، و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل"، و"يحق طاعتك".
وكان طوبار صاحب الابتهالات والإنشادات الدينية اليومية بمسجد الحسن خلال شهر رمضان الكريم، كان الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ مصطفى إسماعيل، ومحمود علي البنا، والشيخ راغب مصطفى غلوش، أقرب الأصدقاء له.
وفاته
توفي الشيخ نصر الدين طوبار في السادس عشر من نوفمبر عن عمر ناهز 66 عامًا في 1986، تاركا للإذاعة المصرية ما يقرب من 200 ابتهال وتواشيح دينية، من بينها «حين يهدي الصبحُ إشراقَ سَنَاهُ، مجيب السائلين، جل المنادي، بك أستجير».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.