لماذا يصر الاحتلال على الرواية الصهيونية الكاذبة تجاه مستشفى الشفاء بغزة؟ الأزهر يوضح
أوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أنه لا يكف مسعرو الحرب الصهاينة عن تبرير جرائمهم التي فاقت كل تصور بتحميل المقاومة الفلسطينية المسئولية عن ضحايا العدوان من أهل فلسطين، فضلًا عن تسويغ الهمجية الصهيونية الإرهابية تجاه غزة عامةً، ومستشفياتها خاصةً، بمزاعم عن وجود مراكز قيادة ومقار عسكرية للمقاومة تحت المستشفيات.
مجمع الشفاء الطبي في غزة
وكثر الحديث هذه الأيام عن مجمع الشفاء الطبي في غزة واختصاصه بتلك المزاعم. والحقيقة أن الصـهاينة -كدأبهم- كاذبون. وبمنطق عقلاني محض: لم لا يجترئ الصحفيون في غزة أو بعض أهلها على التقاط صور ثابتة أو مقاطع مصورة للمركز المزعوم تحت المجمع الذي لجأ إليه آلاف البشر ولا مجال فيه لحفظ سر؟
وأكد المرصد أنه ليس للحقيقة من نصيب في هذه المزاعم إلا حقيقة صادمة تنفي بها كل تلك المزاعم – ألا وهي أن الكيان الصهيوني نفسه هو من بنى ذلك المقر أسفل مجمع الشفاء الطبي في عام ١٩٨٣م عندما كان يحتل القطاع احتلالًا كاملًا ويسيطر عليه؛ إذ بنى الصهاينة في ذلك العام غرفة عمليات أمنية عسكرية تحت الأرض وشبكة من الأنفاق تحت المجمع الطبي، وهذا هو عين الباعث على الحديث الصهيوني "الواثق" عن وجود ذلك المقر... وتحديدًا تحت المبنى رقم ٢ من المجمع.
التحرك الصهيوني ضد مستشفى الشفاء
وأشار المرصد إلى أن الحقيقة إن التحرك الصهيوني ضد مستشفى الشفاء لا يستند على معلومات موثقة بل بناء على أهداف موضوعة يسعى الكيان الغاصب لتنفيذها، فإذا افترضنا أن هناك بالفعل أسفل الشفاء الأسرى وشبكة الأنفاق فهل يعقل أن يتحدث الاحتلال قبل أيام علنًا عن ذلك قبل تنفيذ هجومه؟!.. بديهيًّا فإن ذلك يعرض حياة الأسرى للخطر، وفي حال كانت المقاومة بالفعل أسفل الشفاء فإنها ستقوم بنقل الأسرى وعناصرها إلى مكان آخر فورًا.
إذا عمل قادة الاحتلال على مدار الأيام الماضية على تهيئة الرأي العام الداخلي والعالمي قبل تنفيذ هجومه استنادًا على أهداف وليس حقائق.
وتحليلًا للفيديو المصور للمتحدث باسم جيش الاحتلال، فقد رأيناه جميعًا يعرض حذاء وعصبة رأس إلى جانب عدد قليل من الأسلحة، وهنا نتوقف ونعود إلى تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئول سابق في الشاباك، وآخرون ذكروا أن المنطقة الواقعة تحت "الشفاء" تستوعب عدة مئات من عناصر المقاومة –بناء على زعمهم-، وقياسًا على ما ذكروا وما وجدته المجموعة الصـهيونية المقتحمة للمستشفى بعد مرور تقريبًا 24 ساعة فإن هناك تناقضا واضحا بين ما ذُكر وما وجد!
علمًا بأن تقريرًا نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية في عام 2009م، أكد أن قادة المقاومة لا يتواجدون في مكان واحد بل ينتشرون ويغيرون مواقعهم باستمرار، وأن التقارير الصهيونية لم تظهر أي صور لمناطق الطوابق السفلية –كما تدعي الآن-، نضف إلى ذلك أن المراسلين الذين يقومون بتغطية الهجمات الصـ هيـ ونية خلال الأعوام 2008، و2009، و2012، و2014 و2023 لم يقدموا أي تقارير عن استخدام المقاومة للمنشآت تحت الأرض التي بناها الكيان وقت احتلاله للقطاع.
مستشفى الشفاء
والسؤال: لماذا يصر الاحتلال على الرواية الصهيونية الكاذبة حيال مستشفى الشفاء؟
وأوضح مرصد الأزهر أن مستشفى الشفاء ليست صرحًا لعلاج المرضى فقط، بل تاريخًا من النضال ضد الاحتلال، ففي عام 1971م وقعت معركة بالأسلحة النارية بين فلسطيني ودورية صهيونية داخل مبناها، وفي عام 1987م خلال الانتفاضة الأولى حدثت مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال خارج المستشفى؛ لذا يعد اقتحامها حيلة صهيونية لكسر الصمود الفلسطيني مع استمرار تواجد الفلسطينيين في شمال القطاع رغم التهديدات والمجازر المرتكبة ضدهم وعدم تنازلهم عن أرضهم.
كما أن الانتفاضة الشعبية العالمية الآن يدعمها تحرك رسمي من بعض الدول مثل جنوب إفريقيا لبدء محاكمة قادة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية، بعد نجاح الفيديوهات المنتشرة على المنصات الاجتماعية في فضح ممارسات نتنياهو وقادته الإرهابيين وفشل رواية استخدام المقاومة للمدنيين دروعًا بشرية في إحباط تلك الانتفاضة، وهو ما يفسره تصريحات ساسته حاليًا حول تقلص المدة الزمنية المتاحة أمام قوات الاحتلال لتحقيق نصر حقيقي، في ظل تراجع التأييد الشعبي لهجومه داخل الكيان وحتى داخل الدول المؤيدة له وسط مطالبات بإقالته وتعيين بديل عنه، ليتحول هذا النصر من مواجهة مباشرة مع عناصر المقاومة نتيجة طول أمدها وخسائره البشرية والمادية والفيديوهات التي أظهرت ذلك علنًا، واعتبرها الخبراء العسكريون مهينة لجيش عكف على وصف نفسه دائمًا بأنه "الجيش الذي لا يقهر" خاصة مع عدم تكافؤ القدرات القتالية والتسليح بين الجانبين، ورغم ذلك استطاعت المقاومة الانتصار عليه ميدانيًا، إلى البحث عن نصر بديل تمثل في هدم رمزية الصمود التي تتجسد في مستشفى الشفاء.
ومهما يكُ من أمر، فاستحضار صناع يدي الكيان الصـهيوني من الماضي للوم الآخرين عليه في الحاضر ليس بالمستغرب منهم؛ فدأبهم على الدوام لوم الغير على ما يقترفون... والحقيقة الناصعة اليوم -وكل يوم- أن التعرض للمستشفيات وغيرها من "الأعيان المدنية" وفق توصيف القانون الدولي هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.