مريم الفلسطينية، قصة استشهاد ذات السنوات التسعة تبكي العالم.. قتلها الاحتلال بقصف منزلها.. قرأت آية الكرسي في غيبوبتها وماتت بعد يومين
مريم حفيدة الشيخ يسري البلتاجي، مريم فتاة فلسطينية صغيرة، يبلغ عمرها 9 سنوات، حفيدة الشيخ والداعية يسري البلتاجي الملقب بـ "أبو النصر"، خطيب وإمام مساجد حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فتاة صغيرة حفظت القرآن على يد جدها، وكانت محبة للحياة، لكن يد الاحتلال الغاشمة أصرت على اغتيالها، وقصفت منزل عائلتها، وأدى ذلك لاستشهادها مثلها مثل نحو 5 آلاف طفل فلسطيني استشهدوا في العدوان الغاشم للاحتلال الإسرائيلي على غزة.
حكاية مريم حفيدة الشيخ يسري البلتاجي
حكاية مريم حفيدة الشيخ يسري البلتاجي أبكت العالم كله، وتصدرت تريند مصر عبر مواقع التوصل الاجتماعي، فقصة اغتيال الطفلة مريم من قبل الاحتلال الإسرائيلي كانت مزلزلة لضمير العالم، الذي وقف يشهد اغتيال الفتاة الصغيرة دون أن يتحرك.
بدأت حكاية الطفلة مريم حفيدة الشيخ يسري البلتاجي منذ أيام قليلة، وتحديدًا يوم 11 نوفمبر، عندما كانت الفتاة في منزلها في حي الشجاعية بغزة، تنصت لأصوات القصف الذي يأتي من كل اتجاه، فالاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدًا أن المنازل التي يقصفها بها مدنيين عُزل، لكنه يصر على اغتيال المدنيين وحصد أرواح الأبرياء.
تفجيرات القنابل ترعب مريم
كانت أصوات القنابل المنفجرة تلقى في نفس مريم الرعب، لكن القرآن كان يصبرها، وكانت تعلم أن "الله خيرً حافظًا" وتحفظ جيدًا قول الله "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، لكن يد القدر اختارتها للشهادة، وقصف الاحتلال الغاشم منزل عائلتها، لتغيب مريم عن الوعي.
دخلت مريم في شبه غيبوبة لمدة يومين، لم تعد تنطق بشيء، كان الحزن شديدًا على خالها إبراهيم نجل الشيخ يسري البلتاجي، فمريم زهرة العائلة الصغيرة، التي لم يتفتح أوراقها بعد تقبع في المستشفى دون حراك، بعد أن قصف الاحتلال بيتها، لم يستطع خالها أن يجعلها تتكلم، لكنه كان يعلم أن "رحمة الله وسعت كل شيء".
خال مريم يسرد حكاية غيبوبتها في المستشفى
حكي خال مريم إبراهيم يسري حكاية الزهرة التي قطفها الاحتلال الإسرائيلي مبكرًا فقال: "انقصف البيت وتصاوبت مريم إصابة خطيرة أفقدتها وعيها من أول ثانية ودخلت مريم في غيبوبة."
أكمل خال مريم حكايته معها في المستشفي فقال: "دخلت عليها غرفة العناية المركزة ومسحت على راسها وقربت راسي من خدها وكلمتها، ومريم أبدا ما بترد، قلت نجرب... - أنا: يلا يا مريومة اكملي من قوله تعالى:"قالت الأعراب ءامنا"، (مريم ساكتة ما بترد)...
وكانت المعجزة التي تحدث عنها خال مريم، فمريم لم ينطقها إلا القرآن، حيث قال: " أنا: كملي يا مريومة "قالت الأعراب ءامنا قُل...؟!"... مريم: "قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئًا إن الله غفور رحيم" صدق الله العظيم"
القرآن ينطق مريم في غيبوبتها
أكمل خال مريم حكايتها واندهاشه فقال: "موقف خشوع صح؟... إن القرآن أنطقها وهي في غيبوبة وكنت بحاول أستنطقها وما تنطق، بس أنا مع الفرحة إنها تكلمت طار الخشوع وصرت "أبوس فيها"
أخذ خال مريم يقول: "يلا يا خالو اقرأي لي قرآن.. مريم: بسم الله الرحمن الرحيم "الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي الكبير" صدق الله العظيم"
وآية الكرسي آخر كلامها قبل الاستشهاد
وقال خال مريم: "9 سنوات أكاد أجزم أنها لن تكون كافية لتدرك مريم فضل هذه الآية وتترك 11 جزءًا تحفظها وتقرأ آية الكرسي، ولكن من يحفظ القرآن حال عافيته، يحفظه القرآن حين سقمه."
وحكي خال مريم عن استشهادها بعد قراءة آية الكرسي فقال: "غمضت مريم عيونها ونامت وكُنت مبسوط جدا إنها تكلمت أخيرا، وبدأت بإذن الله تستعيد وعيها؛ ولكن ما كنت بعرف انها ما راح تفتح عينيها بعد ذلك.. استشهدت مريومة بعد يومين بالزبط وكان من آخر كلامها كتاب الله.. (نيالك يا خالو) الله يرحمك ويحسن ختامنا جميعًا."
حكاية استشهاد مريم تثير أحزان النشطاء
أثارت حكاية استشهاد الطفلة مريم ردود أفعال واسعة، وأحزان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الدكتور إياد قنيبي: " مريم ذات التسع سنوات -حفيدة الشيخ يسري البلتاجي- قُصف بيتها فدخلت في شبه غيبوبة.
لم يستطع خالها أن يستنطقها في المستشفى إلا عندما قرأ معها القرآن فتكمل هي الآيات...وكان آخر ما قرأته آية الكرسي. ثم توفيت بعد يومين رحمها الله. عرفوا أبناءكم وبناتكم بقصتها لتحيوا قلوبهم ويأتي بدل مريم ألف مريم."
عبرت فتحية سليمان عن تأثرها باستشهاد مريم فقالت: " الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها الفردوس الاعلى من الجنه وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
أما ديزين ديزين فقال: "اللهُمَّ سخر لفلسطين ملائكة السماء وجنود الأرض ومن عليها وأفتح لهم أبواب توفيقك، ويسر أمرهم وقوي عزيمتهم، ومد صبرهم... اللهُمَّ أكرمهم وأحفظهم واجعل لهم من كل ضيقٍ مخرجًا اللهُمَّ، أنصرهم على من عاداهم وأفتح لهم فتحًا مُبينًا، اللهُمَّ احفظ فلسطين وأهل فلسطين يامن لا تضيع عندك الودائع..اللهُمَّ آمين."
وعبرت لمياء شاهين عن حزنها قائلة: " ربنا يرحمها يارب ربنا ينصرهم ويثبتهم يارب"
وقالت رضوى توفيق: "عصافير الجنة أنهم خالدون في الجنة ونعيمها الله يصبرهم علي هذا البلاء يارب"
الشيخ يسري البلتاجي توفي قبل حفيدته بخمسة أشهر
كانت مريم إحدى حفيدات الشيخ والداعية يسري البلتاجي الملقب بـ "أبو النصر"، خطيب وإمام مساجد حي الشجاعية، في شرق مدينة غزة، الشيخ الذي وصف بأنه صاحب أيادي بيضاء في القطاع، والذي توفي يوم 6 يونيو 2023 بعد صراع طويل مع المرض، فكانت وفاته قبل استشهاد مريم بخمسة أشهر، وكأن روحه كانت تنادي عليها لتأتيه وتترك العالم المليء بالظلم.
كانت وفاة الشيخ يسري البلتاجي من الأحداث الأليمة على الكثير من أهل غزة، ومحبيه في مختلف أنحاء المنطقة، حيث يحظى بمحبة كبيرة وشهرة واسعة في العديد من البلدان.
ويُعتبر الشيخ يسري البلتاجي أحد أعلام الدعاة والمساجد في حي الشجاعية بغزة، واشتهر بارتباطه الوثيق بالمساجد وبجهوده الدعوية المستمرة، التي تهدف إلى نشر العلم والتقوى بين أنباء غزة.
وكان الشيخ البلتاجي ممن يقدرهم جميع سكان الحي الذين عبروا عن حزنهم ومواساتهم لعائلته، حيث تميز الشيخ البلتاجي بشخصيته القوية وحبه الشديد للعلم والتعلم، وكان يحث الناس دائمًا على الاستزادة من العلوم الدينية والدنيوية، وكان يعتبر قراءة القرآن الكريم وفهم تفاسيره وأحكامه أمرًا أساسيًا في حياة المسلمين.
وكان الشيخ البلتاجي يعمل جاهدًا على نشر الوعي الديني والإسلامي بين الشباب في غزة، عن طريق تنظيم الدروس والمحاضرات والخطب في المساجد وفي الأماكن العامة.
كما كان الشيخ البلتاجي يشارك في العديد من المشاريع الخيرية في القطاع، بما في ذلك توزيع الغذاء والمساعدات الإنسانية على الفقراء والمحتاجين.
استشهاد الآلاف من أطفال غزة
لم تكن مريم الطفلة الفلسطينية الوحيدة، التي عانت من ويلات الاحتلال، وجرائمه البشعة على قطاع غزة، والإبادة الجماعية التي يرتكبها في حق الأطفال والكبار من المدنيين العُزل، فقد سبق مريم يوسف وعمر وإياد وحمزة، والقائمة تطول وقوس استشهاد الأطفال فى غزة لا يزال مفتوحًا.
وأعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، كاثرين راسل، في بيان لها، أن أكثر من 4600 طفل فلسطيني استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي العشوائي الغاشم على القطاع، منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن عدد شهداء غزة ارتفع ليصل إلى 11320 شهيدًا، 70% منهم أطفال ونساء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
