محمد فريد.. حكايات مناضل مصري مثقف.. أسس «الموسوعة» وألف كتبًا مهمة.. واستكمل إصدار «اللواء» بعد رحيل مصطفى كامل
محمد فريد ، مجاهد وطنى وزعيم سياسى مصري، سار على نهج الزعيم مصطفى كامل وأكمل مسيرته حتى الموت، ضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء واحتمل فى سبيل الوطن من التعذيب والتشريد ما لم يحتمله بشر، فضحى بالثراء، والمكانة الاجتماعية، والمستقبل المريح من أجل المبادئ والعقيدة وحرية بلاده واستقلالها، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1919.
الذكرى المئوية لرحيل الزعيم الوطني محمد فريد
ولد المجاهد العظيم محمد فريد عام 1868 بالقاهرة؛ حيث تعلَّم محمد في مدرستي الألسن والحقوق، وفور تخرجه من الحقوق عمل في نيابة الاستئناف، ثم احترف مهنة المحاماة. كانت له ميول فكرية وثقافية، تجسدت في كتاباته للعديد من المؤلفات ككتاب “من مصر إلى مصر”، وكتاب “رحلة إلى بلاد الأندلس ومراكش والجزائر”، وكتاب “تاريخ الرومانيين” وغيرها من الكتب، إضافة إلى ذلك أنشأ فريد مع كل من أحمد حافظ عوض ومحمود أبي نصر مجلة علمية سميت ﺑ "الموسوعة".
رئيس الحزب الوطنى
وانضم إلى الحزب الوطنى واختير رئيسا له بعد وفاة "مصطفى كامل " سنة 1908، وكان مصطفى كامل يراه خلفا له وبالفعل حمل الراية للجهاد بعده واستمر فى إصدار جريدة اللواء.
محمد فريد.. أول مصرى يمتهن المحاماة من الأثرياء
القضية الوطنية كانت الهدف
اختار محمد فريد القضية الوطنية قضيته حتى الرحيل، وترك العمل في القضاء معترضا على أن تكون حكومة البلاد ألعوبة في يد المحتل الإنجليزي، فتنازل عن منصبه وهو ابن الطبقة الأرستقراطية ليكون أول من عمل بالمحاماة مما يعتبر ثورة على المجتمع في ذلك الوقت وكان هدفه الأول تعريف الشعب المصري بحقوقه وواجباته الوطنية.
قضية تسريب الأسرار
قضية صغيرة في المحكمة غيرت مستقبل المناضل الثائر محمد فريد، بدأت الأحداث بنشر جريدة المؤيد برقية قيل إنها سرية تتضمن أخبارا عن أوضاع الجنود المصريين في السودان، وحوكمت الجريدة بتهمة تسريب أسرار وقدم عامل التلغراف توفيق كيرلس الى المحاكمة في نوفمبر 1896 وتحولت جلسة المحاكمة إلى مظاهرة كبرى شارك فيها محمد فريد، وحكم القاضي ببراءة الشيخ على يوسف صاحب المؤيد وعامل التلغراف، لكن طلب الإنجليز من ناظر الحقانية نقل محمد فريد ـ وكان قاضيا ـ إلى نيابة بنى سويف، فقدم فريد استقالته ليتجه إلى المحاماة ليتخلص من خدمة الحكومة.
اتجه إلى العمل بالمحاماة.. تلك المهنة التي كان أول من عمل بها من أولاد الطبقة الارستقراطية، وكانت مهنة المحاماة وقتئذ لم تنظم بعد، لأنه كان في استطاعة أي شخص في لسانه بعض الطلاقة أن يعمل بها، ولذلك تمتعت المهنة بالسمعة السيئة في أذهان المصريين لكن محمد فريد رأى فيها وسيلة للدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، لدرجة أنه كان يرفض الترافع عن أي شخص يشك في أن الحق معه.
لطفى السيد يتحدث
وعن اختياره العمل بالمحاماة يحكى أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد عن رد فعل والد محمد فريد لعمل ابنه بالمحاماة فقال: كنت مع الشيخ محمد عبده في جنيف، وذهبنا لزيارة محمد ثابت باشا (حامل أختام الخديو)، وكان معه أثناء الزيارة أحمد فريد باشا، والد محمد فريد وكان ناظرا للدائرة السنية ومن الكبار.
وشكا أحمد باشا إلى الشيخ محمد عبده وهو يبكى ويقول (هل يصح يا سيدى الأستاذ أن يهزئنى ابنى في آخر الزمان ويفتح مكتب أفوكاتو) رد عليه الشيخ بقوله إن الاشتغال في المحاماة ليس فيه ما يجرح الكرامة ويخل بالشرف على نحو ما يظن الناس، وما كان مألوفا في فهمهم لهذه المهنة في ذلك الزمان.
وكان فريد الرجل الثاني في الحزب الوطني بعد تأسيسه في عام 1907، خلفا للزعيم الشاب مصطفى كامل، حيث أصبح قائدا لحركة النضال الوطني بعد رحيله، مطالبا بحق الوطن فى الحرية والاستقلال، حتى قدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر.
خرج محمد فريد من السجن أشد قوة، وأصلب عودا وأكثر إيمانا بقضية مصر، وطاف ببعض الدول الأوروبية مطالبا بحرية بلاده واستقلالها، وأنفق معظم ثروته فى سبيل القضية المصرية، ليواصل النضال بالكتابة والخطابة ضد الخديوي والمحتل البريطاني.
الاهتمام بالتعليم على نفقته
آمن محمد فريد بأهمية التعليم للفقراء فأنفق على إنشاء مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانا جزءا كبيرا من ثروته إيمانا منه بأن التعليم هو الخطوة الأولى لتحقيق هدفه في الاستقلال، ثم أتى فريد بأصدقائه المحامين يقدمون دروسا بالمدرسة لتعريف المصريين بأهمية الجلاء وتحقيق سيادة الدستور، ولتثقيفهم في القانون، كما جلب رجال التعليم فى الحزب الوطنى للتدريس فى هذه المدارس، والأطباء لرعاية الدارسين بتلك المدارس، إلى أن نجحت الفكرة وانتقلت لتفتح فروعا لها في الأقاليم.
أول نقابة عمالية مصرية
أنشأ فريد أول نقابة عمالية "نقابة عمال المصانع اليدوية" عام 1909 للحفاظ على حقوقهم، كما عرض القضية المصرية فى "مؤتمر باريس" بعد أن دعا المعارضة السياسية للسفر على نفقته الخاصة، وبعد عودته استمر فى دعوته بالمطالبة بالجلاء ووضع الدستور وتمصير الإدارة في مصر بعد سيطرة الإنجليز عليها.
منذ هاجر محمد فريد من وطنه بعد أن تلاحقت عليه الأحكام بالسجن، وجارت الحكومات على ثروته الكبيرة بالمصادرات، وانقطع ما بينه وبين مصر بعد قيام الحرب بعد أن ضحى بالثراء والمكانة الاجتماعية من أجل المبادئ والدعوة إلى الاستقلال.
رحيل فى المنفى
رحل في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1919 الزعيم الوطني محمد فريد في ألمانيا حيث كان منفيا هناك، بعد أن أنفق كل ثروته في سبيل الدفاع عن الوطن ولم تستطع أسرته شحن جثمانه إلى مصر ليدفن بها حسب وصيته وتبرع أحد التجار المصريين الأثرياء بذلك.
رثاء الأدباء والشعراء
رثاه شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوله (هاهنا قبر شهيد قد هوى.. أمة أيقظها ثم رقد) وكتب عنه الأديب عباس محمود العقاد يقول: من أوفر الزعماء نصيبا من المواقف الوطنية التي لا تنسى.. محمد فريد رحمه الله، له مواقف من أشرف المواقف، وأعنى بذلك موقف المناداة باستقلال مصر عن الدولة العثمانية وهو بالأستانة خلال الحرب العالمية الثانية تحت سمع وبصر الدولة العثمانية، مستهدف لكل ما يصيبه به الساسة والقواد العسكريين من الترك والألمان وليس له منهم ملاذ ولا نصير.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.