سر دعم أمريكا اللاتينية للقضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيونى.. يوجد عداء تاريخى بين الكثير من دول أمريكا الجنوبية وإسرائيل
مفاجأة من العيار الثقيل، هكذا بدت مواقف بلدان أمريكا اللاتينية من القضية الفلسطينية للكثير من المسلمين والعرب، الذين تفاجأوا من التضامن الشرس من بلدان نصف الكرة الغربى، والتى توجت رفضها الشديد لما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلى تجاه فلسطين وشعبها من قصف وتدمير من خلال مواجهات دبلوماسية انتهت بسحب السفراء وقطع العلاقات مع الكيان الصهيونى، فى ترجمة عملية على مناصرتها الشديدة للقضية.
ومع هذا التصعيد ضد الاحتلال، تزايدت تساؤلات البعض عن سر الدعم المستمر من قبل أمريكا اللاتينية لفلسطين على حساب إسرائيل عكس جارتها الشمالية.
يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك دولا كثيرة من أمريكا اللاتينية تؤيد الحق الفلسطينى، مرجعا ذلك إلى معاناة نفس الدول من الاحتلال الأمريكى فى مراحل سابقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية بسطت نفوذها على جزء كبير جدا من أمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية، وسرقت ثروات وحرية شعوبها، وهذا الإرث يشكل ضغطا كبيرا جدا على هذه الشعوب التى تنعت أمريكا بالإمبريالية ولا تزال على عداء تاريخى معها.
وتابع: خلال سبعينيات القرن الماضى وفى قمة عنفوان هذه الثورات فى أمريكا اللاتينية تواكب ذلك مع انطلاق الثورة الفلسطينية، لذا اتحدت بشكل طبيعى مع اللاتينيين، وبعد استقلالها، استمرت فى تدريب ودعم الحركات الثورية الفلسطينية.
وحسب الرقب، هذه البلدان تعرف ياسر عرفات، الرمز التاريخى للقضية الفلسطينية، كما يعرفون جيفارا وماو تسى تونج وكاسترو وغيرهم من قيادات الثورات الشيوعية واليسارية بشكل عام التى قاومت الولايات المتحدة الأمريكية أو الإمبريالية كما كانت توصف.
وأضاف: التلاحم فى المصير، نتج عنه تطوير العلاقة بين هذه الدول التى استقلت من الاستعمار والشعب الفلسطينى الذى ما زال يعانى من الاحتلال ويسعى إلى الاستقلال، موضحا أن بعض دول أمريكا اللاتينية لها علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل مثل الأرجنتين وغيرها، لكن أغلب الدول مع الحق الفلسطينى.
وأكد أن دولة مثل تشيلى يسكنها قرابة 700 ألف فلسطينى ممن خرجوا عام 1948، وجزء منهم أخذوا مواقع قيادية داخل هذه الدولة، وهناك الكثير من الدول التى كان لها موقف متقدم فى هذه الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلى مثل كولومبيا وبوليفيا موطن جيفارا.
ومن جانبه قال اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل، المحلل السياسى العراقى، إن سر دعم دول أمريكا اللاتينية لفلسطين يتلخص فى أن معظم شعوب دول أمريكا اللاتينية من أصول فلسطينية، ويمثلون القوة الاقتصادية الكبرى لهذه الدول التى باتت تعتمد عليهم وعلى ذويهم.
وتابع: التشيليين من أصول فلسطينية يشكلون الثقل الاقتصادى والتجارى للبلد الآن، بينما السلفادور معظم شعبها من أصول فلسطينية وبما فيهم رئيسها «نجيب بوكيلة» الذى ينتقد «حماس» ويطالب بإقصائها واختفائها ضمانا للعيش الكريم لشعب فلسطين ولأهل غزة بشكل خاص.
وأضاف أن بوليفيا التى استدعت سفيرها لدى الكيان الصهيونى، ومن ثم قامت بقطع العلاقات معها، يسكنها عدد كبير من ذوى الأصول الفلسطينية.
أما كولومبيا التى قطعت علاقتها بالكيان الصهيونى، فيعيش فيها ما يقارب 120 ألف فلسطينى، ولهم ثقل اقتصادى وتجارى، وتعتمد عليهم الحكومة الكولومبية.
ويرى المحلل السياسى العراقى أن دول أمريكا اللاتينية، على يقين أن الفلسطينيين أصحاب قضية، ويمارس ضدهم قمع واضطهاد وتهجير من قبل الصهاينة وأعوانهم المنتشرين، سواء فى أمريكا أو أوروبا، لذلك وقوفهم مع فلسطين ودعمهم اللامحدود لأهلها، ليس محض صدفة، بل لأنهم مؤمنون بأحقية أهل وشعب فلسطين فى أرضهم وبلدهم، لذلك مواقفهم ستبقى داعمة لفلسطين.
وأشار إلى أن وجود عداء تاريخى يجمع الكثير من دول أمريكا اللاتينية ضد الكيان الصهيونى، وكان المناضل أرنستو تشى جيفارا يشكل التهديد الأقوى والأكبر للصهاينة الذين أرادوا فرض سيطرتهم العسكرية والسياسية على تلك الدول التى رفضت تواجدهم وحاربتهم بقوة.
وبعد جيفارا، جاء هوجو تشافيز ليعلن مساندة فلسطين شعبا وقيادة عبر منظمة التحرير الفلسطينى الممثل الشرعى لفلسطين، وكان يطالب تشافيز بضرورة استقطاع مبالغ من أموال النفط ووضعها تحت تصرف القيادة الفلسطينية، مما أثار غضب الصهاينة وحاولت استهدافه أكثر من مرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.