القنابل الزلزالية تسحق «اتفاقات إبراهيم».. الانتهاكات غير المسبوقة ضد الفلسطينيين تغلق ملف التطبيع بين العرب وإسرائيل
تمر اتفاقات أو نوايا التطبيع المعروفة مؤخرا باسم «اتفاقات إبراهيم» بين بعض البلدان العربية وإسرائيل بأخطر مراحلها على الإطلاق، ومع كل مذبحة جديدة وانتهاك بحق الفلسطينيين وإلقاء القنابل التدميرية بكل صورها، ومنها ما عرف باسم القنابل الزلزالية، تشتعل فى المقابل دعوات الرفض الشعبى لاتفاقات إبراهيم وأى تعاون مع الاحتلال الصهيونى، لاسيما مع ظهور مخططات تهجير الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية إلى مصر والأردن للعلن، ما يفضح نوايا الاحتلال تجاه المنطقة، فما يحدث ليس له علاقة بأى سلام أو الرغبة فى إقراره بين دول المنطقة.
وأكثر ما يوضح المنحنى الخطير الذى تمر به علاقات بلدان المنطقة بإسرائيل، سحب السفير البحرينى لدى الكيان الصهيونى وطرد وكيلهم هناك، والبحرين كما هو معروف كانت ضمن أبرز الدول العربية التى وقعت على اتفاقات إبراهام لإقامة سلام ومصالح متبادلة مع دولة الاحتلال الإسرائيلى.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقيات الإبراهيمية أو اتفاقيات إبراهيم تطلق على مجموعة من اتفاقيات السلام التى عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة، واستخدم الاسم أول مرة فى بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، وصدر فى 13 أغسطس 2020.
ومن الدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمملكة المغربية والسودان، وكان الحديث يدور مؤخرا حول مفاوضات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ولكن على ما يبدو تعطلت بسبب العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة.
يقول الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية والخبير بالشئون الفلسطينية، أن عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر، قضت على كل محاولات التطبيع والمخططات الإسرائيلية المستقبلية فى المنطقة.
وأوضح أن إسرائيل كانت تريد من خلال هذه الاتفاقات بناء سكك حديدية وممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا بداية من دول الخليج مرورا بدولة الاحتلال الإسرائيلى وحتى الهند.
وأكد شعث، أن المشروع كان يضم كلا من الهند والسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبى، لربط جزء كبير من العالم ببعضه، وتحسين الاتصال الرقمى، ودفع المزيد من التجارة بين الدول.
ونوه أسامة شعث إلى أن هناك حالة من الحرج الكبير يتعرض لها عدد من الدول العربية بسبب غضب الشعوب العربية من انتهاكات إسرائيل ضد القضية الفلسطينية، إذ لا يزال إخلاصهم لها لا غبار عليه، موضحا أن أصوات الجماهير فى الشوارع العربية تشكل ضغط قوى على الحكومات لتعديل موقفها إزاء العلاقات مع دول الاحتلال.
وقال أسامة شعث، إن هناك 4 خطوات وسيناريوهات إذا اتخذتها الدول العربية، ستشكل قوة ضغط كبيرة على أمريكا وتجبر إسرائيل على التراجع عن عدوانها على غزة.
وأوضح أسامة أن أول تلك الخطوات إيقاف الدول العربية كل العلاقات الاقتصادية مع أمريكا وأوروبا لإجبارهم على وقف المساعدات لإسرائيل، ووقف تصدير البترول إلى أمريكا وأوروبا مما يشكل قوة ضغط كبيرة عليهم فى ظل الأزمات التى تتعرض لها شعوبهم.
وطالب أستاذ العلوم السياسية الدول العربية بضرورة إعادة النظر فى علاقتها مع إسرائيل، وبالأخص التطبيع الاقتصادى، مشيرا إلى أن تل أبيب لها مطامع اقتصادية ولا تريد سلام مع الدول العربية.
وفى السياق ذاته قال الدكتور خالد سعيد، الباحث بمعهد الدراسات الإسرائيلية جامعة الزقازيق، إن موقف مملكة البحرين بقطع العلاقات مع إسرائيل ردا على العدوان على غزة مشرف، مؤكدا أن هذا هو الوقت المناسب لأن تعيد الدول العربية نظرتها فى العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف خالد سعيد أن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية تأثرت بالعدوان على غزة، ولكنها لم تصل لمرحلة القطيعة، مشيرا إلى أن هذه العلاقات ستعود إلى طبيعتها بمرور الوقت.
وأوضح سعيد أن الدول التى وقعت على اتفاقيات إبراهيم تعلم جيدا أن إسرائيل دولة احتلال وترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطينى، مؤكدا أن الحرب الإسرائيلية على غزة ستؤجل أى اتفاقات تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو أمر تراه تل أبيب مضرا لها، نظرا لأهمية المملكة فى المنطقة.
وقال الباحث فى معهد الدراسات الإسرائيلية إن الإدارة الأمريكية وتل أبيب تحاولان إقناع المملكة العربية السعودية باستكمال مفاوضات التطبيع وفصلها عن أحداث غزة، مشيرا إلى أن المملكة ستؤجل هذه المفاوضات لفترة طويلة.
وشدد خالد سعيد على أن بعض الشعوب العربية لها تأثير إيجابى على سياسات حكوماتها من خلال المظاهرات، ولكن الدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم مع إسرائيل لا تعتمد فيها المظاهرات ما عدا البحرين التى شهدت مظاهرات، وعلى إثرها قررت السلطة قطع العلاقات مع إسرائيل وسحب السفراء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.