بعد إطلاق اسمه على المسابقة العالمية للقرآن الكريم.. أبرز المحطات في حياة القارئ محمود علي البنا.. وسر دعوة أمه في تفوقه بدولة التلاوة
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه تقرر إطلاق اسم الشيخ محمود على البنا، على المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، التي تعد الأعلى في تاريخ هذه المسابقة من حيث قيمة جوائزها، وذلك نظرًا لمكانته العظيمة وتأثير صوته العذب في نفوس المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها.
ويظل القارئ الشيخ محمود على البنا واحدًا من أشهر سفراء وقراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، فقد زار العديد من دول العالم على مدى ما يقرب من أربعين عامًا متتالية ولم يترك قارة إلا وذهب إليها، خاصة في شهر رمضان المبارك، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي ومعظم الدول العربية، فضلا عن زيارته العديد من دول أوروبا، كما أرسلته وزارة الأوقاف إلى كثير من المسابقات العالمية كمحكّم.
أبرز المحطات في حياة الشيخ محمود علي البنا
“فيتو” بدورها تسلط الضوء خلال التقرير التالي على أبرز المحطات في حياة الشيخ محمود علي البنا بمناسبة إطلاق اسمه على النسخة الثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وذلك من خلال تصريحات للكاتبة الصحفية آمال البنا نجله الشيخ الراحل حيث روت نشأن الشيخ البنا قائلة: ولد أبي بقرية (شبراباص) بالمنوفية في 17 ديسمبر 1926 لأب فلاح وسبقته للحياة أخته الكبرى (رتيبة) وبعده رزق والده بولد وبنت هما (محمد ونبوية)، وقد دعت أمه عند البدوي أن يصبح ابنها خادما عنده فأتم حفظ القرآن وعمره 11 سنة وصار الصبي النابغة بقريته ثم كانت المحطة الثانية يوم انتقل للدراسة بمعهد المنشاوي الإعدادي الأزهري بطنطا وهناك اكتشفه الشيخ حسين معوض ودفعه لتعلم القراءات على يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي ونصحه الأخير بكثرة التردد على مجلس وبيت الشيخ شفيق أبو شهبة حيث كان بيته ملتقى كبار القراء..أحمد ندا وعلي محمود ومحمد رفعت ونصحه الشيخ شفيق بالسفر للقاهرة وتمر الأيام ويرزق الشيخ البنا بأول مولود ويطلق عليه اسم (شفيق) وفاءا لذكرى شيخه.
انتقال الشيخ البنا للقاهرة
وعن محطة الوصول للقاهرة قالت “آمال البناء”: "والدي عمل بنصيحة شيخه شفيق أبو شهبة ونزل القاهرة وفيها حصل الشيخ البنا على إجازة في تجويد القرآن من الأزهر وتعلم المقامات الموسيقية على يد الشيخ الحريري وتعرف على صالح باشا حرب رئيس جمعية الشبان المسلمين فصار قارئ الجمعية بكل مناسباتها ومنها مناسبة سنوية في دار الأوبرا القديمة بالعتبة وبحضور كل رجال مصر وبذلك أصبح التلميذ يقرأ إلى جوار الفطاحل مرة واحدة من الشعشاعي مصطفى إسماعيل وعلي محمود ومحمد رفعت وبقوله هو: (شعرت كأني تلميذ تخرج في الابتدائية ثم فوجئ أن عليه الالتحاق بالجامعة دفعة واحدة دون تمهيد).
ثم تزوج الشيخ البنا من (سيدة) أخت صديقه محمود علي راشد وعمره 21 سنة وعمر زوجته 16 سنة وذلك سنة 1948 قبل التحاقه بالإذاعة بشهور وأنجب منها أولاده (شفيق وآمال وعلي وأحمد ومحمد وناهد وشريف) وبدأ حياته بشقة صغيرة في شبرا ثم انتقل لحدائق القبة ثم بنى لأسرته بيتا مستقلا في منطقة مصر الجديدة.
التحاق الشيخ محمود على البنا بالإذاعة
التحق الشيخ محمود علي البنا بالإذاعة بداية سنة 1949 وبتشجيع من الإذاعية صفية المهندس ويومها أضرب كبار القراء عن القراءة لأن الإذاعة أبرمت عقدا مع الشيخ مصطفى إسماعيل بأجر أعلى منهم جميعا فكان البديل هو استدعاء الشيخ البنا الذي يقيم بالقاهرة فكان يبدل مع كل من الشيخ الحصري والشيخ البهتيمي لدرجة ظنت فيها الناس أن الشيخ البنا مسنود من القصر الملكي !
ما هي أبرز محطات الشيخ البنا كقارئ
عين أولا بمسجد الأميرة (عين الحياة) بحدائق القبة وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك لاحقا لما خطب فيه وقضى فيه حتى سنة 1956 ثم انتقل قارئا بمسجد الرفاعي بالقلعة وكان يتبع الخاصة الملكية ثم عاد قارئا بالمسجد الأحمدي بطنطا سنة 1958 ويحل محل الحصري الذي ذهب قارئا لمسجد سيدنا الحسين وكان عمر البنا آنذاك 31 سنة واستمر فيه حتى سنة 1981 أي 23 سنة وفي أحد أيام الجمع تخفت أمه وسط الناس وذهبت لترى وتستمع لابنها الشيخ الذي ذاع صيته واستجاب الله لدعائها وصار خادما عند البدوي !
ثم ظهر الشيخ البنا على شاشة التلفزيون يوم 21 يوليو سنة 1960 أي يوم بدأ إرساله في مصر وبعدها عرف الشيخ السفر للخارج فسافر لكل من الهند وماليزيا والإمارات ولبنان والجزائر وغالبية البلاد الأوروبية سفيرا للقرآن.
علاقة الشيخ البنا بالرئيس عبد الناصر ثم السادات
تعرف على عبد الناصر يوم دعاه للقراءة في عزاء والده في الإسكندرية سنة 1965 واستبقاه الرئيس لليوم التالي وسأله لماذا لم يسجل المصحف المرتل ثم أمر الإذاعة بتسجيل المصحف المرتل للشيخ البنا فكان خامس الكبار بعد (الحصري ومصطفى إسماعيل والمنشاوي وعبد الباسط)، وعرفها الشيخ للرئيس فكان يقرأ في ذكراه سنويا وبالمجان حتى رحل سنة 1985 وتبرع بعد هزيمة 1967 بماله للمجهود الحربي.
أما الرئيس السادات فكانت علاقته به لصيقة إذ كان السادات دائم التردد على مسجد البدوي بطنطا ثم لما أصبح رئيسا ذهب إليه باستراحة القناطر الخيرية مع الشيخ أبو العينين شعيشع وعبد الباسط وأحمد الرزيقي سنة 1980 وطلبوا منه تأسيس نقابة للقراء واستجاب لهم السادات وأمر صوفي أبو طالب بإعداد قانون النقابة رقم 93 لسنة 1983 وانتخب نقيبا بعد الشيخ عبد الباسط ورحل وهو نقيب القراء في 20 يوليو سنة 1985 ودفنه صديقه الشيخ الشعراوي وصلى عليه ودفنه بمسجده الذي أسسه بقريته بناء على وصيته
وقد ترك الشيخ محمود على البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجوّد في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات عدد من الدول العربية.
الحصول على شهادات التكريم والأوسمة
وقد حصل الشيخ محمود على البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984.
وفاة الشيخ محمود علي البنا
وبعد وفاته مُنح اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990 في الاحتفال بليلة القدر، وتسلمه نجله الأكبر المهندس شفيق محمود على البنا.. وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، وانتقل (رحمه الله) إلى جوار ربه (عز وجل) في 20 يوليو 1985م.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.