رئيس التحرير
عصام كامل

بعد شهر من الحرب الإسرائيلية.. غزة تواجه السيناريوهات السوداء.. مخططات ما بعد العدوان.. بدائل الكيان الصهيونى حال نجاح مخطط إسقاط حماس صداع مزمن فى رأس اليمين

غزة تواجه السيناريوهات
غزة تواجه السيناريوهات السوداء،فيتو

مر أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة، عشرات المجازر والمذابح ارتكبها جيش الاحتلال الغاشم، ضرب البنى التحتية، استهداف سيارات الإسعاف والجرحى، قتل المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن، منع الإمدادات والوقود وحتى المياه، بل وصل الأمر إلى حد دعوة وزير فى حكومة نتنياهو المتطرفة إلى ضرب غزة بقنبلة نووية، ورغم كل ذلك يتمسك الفلسطينيون بأرضهم، يموتون دون ترابها الطاهر، يرفضون مخططات التهجير، ويصمدون أمام آلة القتل والتدمير الصهيونية.

ووسط كل هذا الدمار هناك بطولات فى الميدان، مقاومة صامدة، نجحت فى صد الهجوم البرى ومنعته من التهام القطاع حتى الآن، واستخدام أسلحة جديدة أرهقت جيش الاحتلال المتسلح بأحدث الأسلحة فى العالم، والذى ألقى أطنانا من القنابل على غزة، وهناك أيضًا دول فى أمريكا الجنوبية قطعت العلاقات وسحبت السفراء وطردت سفراء إسرائيل، فيما تتعرض اتفاقات إبراهيم بين دولة الاحتلال وبعض الدول العربية إلى ضربة قاتلة على وقع هذا العدوان.

ويبقى التساؤل: هل تنجح إسرائيل فى القضاء على حركة حماس باعتبار ذلك هو الهدف الأول للحرب؟.. وما هو مستقبل غزة وفلسطين المحتلة كلها والمنطقة بأسرها إذا تمكنت دولة الاحتلال من تحقيق هذا الهدف؟.. وماذا عن احتمالية تحقيق هدنة إنسانية تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار؟

«فيتو» فى هذا الملف تتناول كافة المحاور السابقة فى محاولة لتقديم قراءة معمقة للأحداث والإجابة عن التساؤلات، فإلى التفاصيل:

 

صداع مزمن فى رأس اليمين المتطرف، إذ لا حديث فى إسرائيل الآن إلا بدائل توفير حكم جديد لقطاع غزة حال نجاح الجيش الإسرائيلى فى تدمير حماس وإسقاط حكمها، من يتولى الدفة، وهل يوفر لإسرائيل الأمن أم يبدأ مسلسل استهدافها، وهل يمكن استئصال القاعدة الجماهيرية لحماس، وماذا عن الحركات الفلسطينية المسلحة الموالية لها.

اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجى، قال إن المخطط الإسرائيلى يستهدف بالفعل القضاء على حماس لكن أهداف إسرائيل لن تتحقق فرغم امتلاك إسرائيل للقوة العسكرية والدعم الأوربى إلا أنها لن تستطيع هزيمة حماس فى المعارك البرية لأن مقاتلى حماس يجيدون حرب المدن والعصابات من خلال شبكة أنفاق عنكبوتية لا يعلمها أحد غيرهم.

وأضاف: إسرائيل مشكلتها فى التخطيط والقيادة ولذلك هم يحاولون الدخول إلى غزة عن طريق الأماكن غير المأهولة بالسكان وإحداث أكبر قدر من الخسائر الفلسطينية عن طريق قصف الأحياء السكنية.

وأكد أن هناك مخططات وسيناريوهات وضعت فى حالة التخلص من حماس وهى أن تعود غزة للإدارة المصرية قبل 1967 ومصر والعرب رفضوا الأمر.

والسيناريو الثانى أن تعود للسلطة الفلسطينية إدارة القطاع أو وضع القطاع تحت حماية الأمم المتحدة، وهذه المقترحات جميعها رفضت من الدول العربية.

ويقول الدكتور طارق فهمى،  الخبير الاستراتيجى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حركة حماس  لأن الحقيقة التى يدركها الجميع بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أن المقاومة لا تنتهى رغم كل  الفوارق فى القدرات العسكرية والدعم الأمريكى والأوروبى.

وأشار فهمى إلى أن سيناريوهات المرحلة المقبلة، تتجه إلى تطبيق ما يسمى بالائتمان  الدولى أو المراقبة الدولية تحت مظلة حلف الناتو، وإحالة إدارة قطاع غزة  إلى دول الجوار أو تسليمه إلى السلطة الفلسطينية.

ويضيف فهمى: العملية العسكرية سترتب أولويات ومهام ما يجرى الآن، وأعتقد أن الإسرائيليين يدركون ذلك، ومدى تأثير أى قرار مستقبلى على المنطقة، لاسيما أن حماس لا يمكن تصفيتها، وستتحول إلى حركه معارضة مسلحة، لذلك من المبكر القول أن إسرائيل  تستطيع القضاء على حماس.

واستشهد الخبير الاستراتيجى بفشل إسرائيل فى نزع سلاح حزب الله بجنوب لبنان، موضحا أن تجارب التعامل مع حركات الإسلام السياسى المسلحة لم تنجح، وحماس تضع هذه السيناريوهات أمامها، كما تعلم جيدا أن إسقاطها يعنى كذلك إسقاط الفصائل الدينية الأخرى وفشل نموذج الوكلاء الإقليميين،  وبالتالى لا مجال للحديث عن مرحلة ما بعد حماس لأنها لن تنتهى.

من ناحيته، يرى اللواء محمد الغبارى الخبير الاستراتيجى ومدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية أن الأحلام الإسرائيلية بالقضاء على حركة حماس غير منطقية، والعنف الذى يمارس ضد المدنيين الفلسطينيين ليس من أجل حركة حماس وحدها وإنما المقصود بها هو الشعب الفلسطينى بأكمله.

وأكد أن ارتكاب المجازر  والوحشية جزء من تركيبة الإسرائيليين وعقيدتهم الدينية، مشيرا إلى أن إسرائيل تضرب غزة بمنتهى البشاعة  والقسوة رغبة فى القضاء على حماس بعد الخسائر  التى لحقت بالكيان الصهيونى من جراء عملية طوفان الأقصى، التى زرعت الخوف داخل المجتمع  الإسرائيلي،  لدرجة أن لواء جدعانى الذى تتباهى به إسرائيل سقط منه ٧٠ قتيلا، غير الأسرى والمصابين،  وهو ما أفقد إسرائيل عقلها، وجعلها تسارع بالعمل للقضاء على حماس.

أما اللواء  محمد  الغباشى، فأكد أن محاولات القضاء على حركة حماس من جانب إسرائيل  أمر صعب تنفيذه، رغم  العنف المفرط من جانب الطيران الإسرائيلى  الذى يرتكب جرائم  حرب ضد المدنيين من الشعب الفلسطينى بقطاع غزة.

وأوضح أن حماس نجحت فى تكبيل إسرائيل خسائر فادحة، خاصة أن أفراد كتائب القسام لديهم قدرات عالية فى التدريبات ويملكون السلاح فضلا عن استخدام الأنفاق فى قتال الشوارع، وهو الأمر الذى لا يتوفر لعناصر القوات الإسرائيلية ما يجعل مخططات القضاء على حماس نهائيا، ضرب من الخيال.

وواصل الغباشى حديثه: ستتعرض حركة حماس لمخططات إضعاف، لكن هذا لا يعنى إنهائها من المشهد الفلسطينى،  موضحا أن كل الخيارات البديلة عن حماس صعبة فى ظل رفض الدول العربية تولى مسؤلية القطاع، لافتا أن الاقتراح بإدارة قطاع غزة دوليا رفضته إسرائيل، ولا يوجد أفق لحل سياسي، وسيظل الصراع قائما على أمل حسمه بالرصاص، لاسيما أن حماس تتمسك بالأرض وتملك أدوات الصمود والمقاومة.

أما الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجى والمفكر القومى، فيؤكد أن إسرائيل لن تستطيع القضاء على حركة حماس كليا خاصة أن هناك 13 فصيلا فلسطينيا يمثلون الشعب الفلسطينى يتقاربون بقوة مع حماس، والخلاص منهم يجر إسرائيل للصراع مع هذه الفصائل، وهذا ما يفسر سر العنف الاسرائيلى ضد المدنيين والاطفال والنساء فى غزة، والذى راح ضحيته 10 آلاف شهيد، بينهم نحو 4 آلاف طفل.

ويضيف رفعت سيد أحمد: القضاء على حماس سيؤدى إلى انفجار الأوضاع فى الدول العربية، وستصبح القضية بمثابة قنابل موقوتة تتجاوز أثارها إلى الدول العربية المجاورة.

واختتم مؤكدا أن مستقبل غزة حال القضاء على حركة حماس، سيتمحور حول رغبة إسرائيل فى التخلص من الشعب الفلسطينى، لاسيما أنها مع حكم اليمين المتطرف تزداد أطماعها بالمنطقة، للتحول إلى إسرائيل الكبرى، مشددا على ضرورة دعم البلدان العربية المقاومة الفلسطينية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية