في ذكرى الاحتفال بالحسين، شهداء آل البيت والناجون من كربلاء
يحتفل المصريون في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر بقدوم رأس الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه إلى مصر فيما يجهل الكثيرون شهداء آل البيت والناجين من كربلاء.
وتشرفت مصر بوصول رأس الحسين -رضي الله عنه- لتستقر بها في مشهدها المعروف الآن، والذي يقصده الجميع محبة في سيدنا الحسين ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر.
خروج الإمام الحسين إلى الكوفة
واستشهد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
تحذير الصحابة للإمام الحسين
حذّر عدد من الصحابة، الإمام الحسين من خذلان أهل الكوفة وتخلي بعض أهل العراق عن وعدهم له، خوفًا من يزيد بن معاوية، كما حذروا الحسين من الذهاب إلى العراق، وكان منهم كما تروي كتب التراث ومنها "كتاب الطبرى، والكامل لابن الأثير):
محمد ابن الحنفية الذي قدم عليه وقال: يا أخى أنت أحب الناس إلى وأعزهم على، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم أبعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدنا الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ويذهب به مروءتك ولا فضلك، إنى أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتى جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك فيقتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما، أضيعها دما وأذلها أهلا.
عبد الله ابن عباس: لما بلغه خبر عزم الحسين على الخروج ذهب إليه وقال له: يا ابن عم أنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لى ما أنت صانع؟ قال: قد أجمعت المسير فى أحد يومى هذين إن شاء الله تعالى، فقال له ابن عباس: إن كان عدوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حى وهو مقيم عليهم، قاهر لهم وعماله تجبى بلادهم فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذى دعوك أشد الناس عليك.
عبد الله بن عمر ولما علم عبد الله ابن عمر بخروج الحسين لحقه على مسيرة ليلتين فقال: أين تريد؟ قال: العراق، قال: لا تأتهم، قال الحسين: هذه كتبهم وبيعتهم.
قال ابن عمر: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عنكم إلا للذى هو خير لكم، فارجعوا.
ورغم كل التحذيرات انطلق الإمام الحسين ومعه أصحابه ومعه من أهل بيته حتى إذا وصل إلى العراق عرف تخَلّي أهل العراق عنه ولم يجد أحدًا منهم.
و جاءته كتيبة فيها 4 آلاف يتقدمهم عمرو بن سعد أو عمر بن سعد وتم الالتقاء في مكان يطلق عليه «كربلاء» فطلب منهم سيدنا الحسين إحدى ثلاث:
- إما أن يدعوه يرجع من حيث جاء.
- وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه.
- أو يتركوه يذهب إلى يزيد.
وقد قوبلت طلبات الإمام الحسين، بموافقة من عمر بن سعد، الذي أرسل هذه المطالب إلى والي العراق ابن زياد، الذي رد بأنّه لابد من مبايعة الحسين لـ«يزيد بن معاوية»، ورد الإمام على ذلك قائلا: «والله لا أفعل».
فتردد عمر بن سعد، وتباطأ كثيرا في القتال، فأرسل ابن زياد شُمّر بن ذي الجَوشن، وقال له إنّ تقدم عمر فقاتل، وإلا فاقتل الحسين، لكن الأمر لم ينتهي إلى ذلك، فمع الإصرار على قتل الحسين، تحول بعض عناصر الجيش الذين كانوا بصحبة عمر بن سعد، في المقابل خاف عمر بن سعد على منصبه، فحاصر وجيشه الإمام الحسين وأهله والأطفال حصارا شديدا حتى منعوا عنهم الماء لمدة ثلاثة أيام، فعانوا من العطش الشديد.
وقيل إنه لما بُويع ليزيد بن معاوية بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، أرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلًا، وقالا له: مثلنا لا يبايع سرًا، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زياد لحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل: عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجع الحسين أي: احبسه "الجعجاع:المكان الضيق"، ثم أمر عمر بن سعد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفًا، وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص.
واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيل السبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلًا فيهم الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخرًا حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة.
شهداء مع الإمام الحسين بن علي
وقتل مع الإمام الحسين رضي الله عنه من الفاطميين سبعة عشر رجلًا، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلًا من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه وهم ولديه: عليًا الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفرًا، ومحمدًا، وعتيقًا، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمدًا وعونًا ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن.
الناجون من القتل
لم يقتل أهل بيت الإمام الحسين جميعًا في كربلاء، بل أفلت منهم على الأصغر بن الحسين وحسن بن حسن بن علي وعمرو بن حسن والقاسم بن عبد الله بن جعفر وفاطمة وسكينة بنتا الحسين وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم.
موقف بن زياد من قتل الحسين بن علي
جاء بعض الفجرة برأس الإمام الحسين إلى ابن زياد، وهو يقول:
أوقر ركابي فضة وذهبًا إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أمًا وأبًا
فغضب ابن زياد لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟
والله لألحقنك به وضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.