في اليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، غزة تُباد، وأرض فلسطين ضحية غير معلنة للحرب
احتفل العالم أمس باليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والذي يصادف السادس من نوفمبر من كل عام، في الوقت الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس منذ السابع من أكتوبر 2023 م، واستخدامه المتواصل لكافة أنواع الأسلحة والقذائف التي تستهدف كافة المكونات البيئية وعلى رأسها الإنسان الفلسطيني مسببة أضرار بيئية جسيمة على المدى القصير والبعيد تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قراراها المؤرخ في 5 نوفمبر 2001، أن يوم 6 نوفمبر من كل عام هو اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية.
البيئة ضحية غير معلنة للحروب
ورغم أن البشر يحصون دائماُ خسائر الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن وسبل الحياة، فتبقى البيئة، في كثير من الأحيان ضحية غير معلنة للحروب، فقد تم تلويث آبار المياه، وأحرقت المحاصيل وقُطّعت الغابات وسُممت التربة وتم قتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية. وعلاوة على ذلك، وجد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ما لا يقل عن 40% من الصراعات الداخلية خلال السنوات الستين الماضية كانت مرتبطة بإستغلال الموارد الطبيعية، سواء كانت موارد ذات قيمة عالية، مثل الأخشاب والماس والذهب والنفط، أو موارد نادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه. كما تم التوصل أيضًا إلى أن فرص تأجج النزاعات تتضاعف إذا كانت مرتبطة بالموارد الطبيعية.
استهداف متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي للعناصر البيئية
وأكدت وزارة البيئة الفلسطينية أن ما يحدث اليوم في فلسطين، هو استهداف متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي للعناصر البيئية من خلال استخدامه آلة الحرب المدمرة في انتهاك واضح وصريح لنص ومضمون قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاحتفال باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأضافت أن ما يحدث في قطاع غزة هو تدمير لكافة الأنشطة والمشاريع البيئية والزراعية ويؤدي إلى تدهور الأراضي والموائل والتنوع البيولوجي والغطاء النباتي في البيئات البرية والبحرية، وتدمير للمنشآت الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية ومرافق البنية التحتية والبيئية والأراضي الزراعية دون النظر إلى الأبعاد الصحية والإنسانية أو البيئية.
إلقاء أكثر من ثلاثين ألف طن من المتفجرات على المدنيين المسالمين في قطاع غزة
وكشفت تقارير رسمية أن العدوان الإسرائيلي والتدمير الهمجي أدى إلى إنتاج كميات هائلة من مخلفات الدمار والركام المختلطة بكميات كبيرة من النفايات الخطرة خاصة تلك الناتجة عن القذائف والمتفجرات بمختلف انواعها بما فيها الفوسفور الابيض المحرم دوليا، حيث تشير التقديرات إلى أنه تم إلقاء أكثر من ثلاثين ألف طن من المتفجرات على رؤوس الآهلين المدنيين المسالمين في قطاع غزة، بالإضافة إلى تسببها باستشهاد وجرح وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين وتدمير المنشآت العمرانية والاقتصادية والصحية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية بما فيها شبكات ومحطات الصرف الصحي ونظم إدارة النفايات بجميع أنواعها والمرافق الخاصة بالمياه ومرافق التزود بالطاقة بجميع أنواعها لا سيما أن إلقاء القذائف والمتفجرات يؤدي إلى إحداث خلل كبير بالتركيبة الجيولوجية التي قد تفاقم من سوء الوضع فيما يتعلق بالمياه الجوفية في قطاع غزة وما ينتج عنه من إنتاج كميات كبيرة من نفايات الهدم واختلاطها بالمواد الخطرة الناتجة عن القذائف.
استخدام البيئة كأداة عسكرية في السيطرة على الارض
أما في الضفة الغربية والقدس، تستمر دولة الاحتلال ومستوطنيها باستخدام البيئة كأداة عسكرية في السيطرة على الارض والتسبب بإشعال النيران بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية والطبيعية والتسبب بإدخال الأصناف الغريبة الغازية إلى البيئة الفلسطينية من أجل تشويهها وتلويث عناصرها ومنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول الى أراضيهم الزراعية، والسيطرة على المواقع الطبيعية المختلفة واستنزاف المصادر الطبيعية بكافة أنواعها خاصة المصادر المائية وحالات النقل غير المشروع ( تهريب ) النفايات والمواد الكيمائية الخطرة والتخلص من ونقل الصناعات الثقيلة الملوثة والخطيرة وإقامتها في مناطق استيطانية صناعية غير شرعية في الأرض الفلسطينية.
ووضعت فلسطين المسؤولية على المجتمع الدولي بما فيها المؤسسات البيئية الدولية لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، منعا لمزيد من الكوارث الإنسانية والبيئية التي تشكل انتهاكا ً واضحا ً وجسيم لكل الاتفاقيات والأعراف الدولية التي تؤكد على وجوب توفير الحماية للبيئة والموارد الطبيعية للشعوب الواقعة تحت الاضطهاد والسيطرة والاحتلال وأهمها المبادئ 23 و24 من إعلان مؤتمر ريو دي جينيرو في العام 1992 المعني بالبيئة والتنمية، واتفاقية منع استخدام تقنيات التغير البيئي في الحروب والتي انضمت إليها دولة فلسطين في العام 2017 التي تمنع الاعتداء العسكري على البيئة، بالإضافة الى مبادئ القانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف الأربع وبالذات المواد 35 و55 من البروتوكول الإضافي الأول والبند 4/ب/2 من المادة 8 من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية والتي تصنف هذه الأفعال ضمن جرائم الحرب التي يجب معاقبة المتسببين فيها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.