رئيس التحرير
عصام كامل

كسر هيبة جيش الاحتلال.. نتنياهو يستغل الدين في الحرب.. نبوءة إشعياء ملاذه الوحيد لتبرير جرائمه في غزة والضفة

نتنياهو،فيتو
نتنياهو،فيتو

حرب دينية.. ذلك المصطلح المكون من مقطعين هو ما يسعى إليه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتبرير حربه في قطاع غزة والزعم بأنها حرب دينية، حيث بدأ باستخدام مصطلحات من نبوءة إشعياء في الأسبوع الثاني من هجماتهم المستمرة على قطاع غزة، بزعم أنهم يعملون على تطهير الأرض من جميع السكان القاطنين في المنطقة الواقعة بين نهري الفرات والنيل وإخراجهم  بالدين.

فسبق وأن قال نتنياهو في رسالة الي  جنوده في غزة أكثر فيها من الاقتباسات من التوراتية لتحريضهم ضد القطاع، والتي جاء  فيها قائلًا "أذكر ما فعله بك عماليق” –ذروة الشر في التقاليد اليهودية- ويستخدم هذا التعبير للإشارة للشعوب التي تهدد الوجود اليهودي.

كما اعتبر نتنياهو  في رسالته أن هذه حرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، ولن يتوقفوا عن مهمتهم حتى يتغلب النور على الظلام، وأن الخير سيهزم الشر الشديد الذي يهددهم ويهدد العالم بأسره.

وفيما يلي توضيح لتلك النبوءات التي استشهد بها نتنياهو، وأهميتها؟ وهل يهدف من خلالها نتنياهو لجعل حربه علي غزة حرب دينية ؟

وقال اللواء أركان حرب الدكتور محمد الشهاوي الخبير العسكري والاستراتيجي، في تصريحات خاصة لفيتو، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع خطة لكي تأخذ الحرب في إسرائيل طابعا دينيا، واستخدام سفر إشعياء في العدوان على غزة، بعد  فقد الاحتلال توازنه نتيجة عملية طوفان الأقصى والتي حققت خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال.

كسر هيبة جيش الاحتلال 

وتابع الشهاوي: كُسرت هيبة الجيش الإسرائيلي الذي كان يدعي أنه جيش لا يهزم، حتى إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أصبحت لا تثق في قادتها العسكريين، ونتيجة لذلك نتنياهو يحاول تحويل هذه الحرب إلى حرب دينية بين إسرائيل وحركات المقاومة في فلسطين بهدف أن يوفر الغرب الدعم غير المسبوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بحاملتي طائرات وغواصة أوهايو النووية، بالإضافة إلى الدول الغربية أيضا بإمكانيات تصل إلى 51 سفينة حربية موجودة في البحر المتوسط والبحر الأحمر لصالح إسرائيل، ولكن الصراع في فلسطين ليس صراعا دينيا ولكنه صراع لأخذ الحق. 

اقرأ أيضا: الشيطان يعظ، خبير عسكري خطة نتنياهو لاستغلال الدين في الحرب

وتابع: “الأربعاء الماضي وبعد مرور 16 يوما على القصف خرج نتنياهو بخطاب موجه للشعب الإسرائيلي من عملية طوفان الأقصي أكد على الجيش الإسرائيلي بشن عمليات الاجتياح البري ضد قطاع غزة وتحقيق ما يعرف بنبوءة إشعياء، مخاطبا الإسرائيليين في نهاية حديثه بأنهم سيرون نبوءة إشعياء  في كتاب التوراة ضد المقاومة الفلسطينية”.

وأوضح الشهاوي معنى نبوءة إشعياء ولماذا يسعى لتحويل الحرب إلى دينية قائلا إن اسرائيل انهزمت سياسيًا وتريد أن تجمع الغرب والجبهة الداخلية بمقولة أنها حرب دينية حتى يسيطر على الاستقطابات في المجتمع الإسرائيلي كما يذكر الحرب بين النور والظلام معنيا أن النور هم إسرائيل والدول الغربية  والظلام هم حركات المقاومة الفلسطينية والعرب أيضا.

سفر نبوءة إشعياء، هو أحد أسفار العهد القديم وجزء من الكتاب المقدس الذي يقدم العديد من النبوءات حول مستقبل الشعب اليهودي، وتزعم نبوءة إشعياء انتصار إسرائيل وتمجيدها في المستقبل، وفي هذه النبوءة في الإصحاح 42 من سفر إشعياء يصف الله إسرائيل بأنها أمة النور وأنهم سيجلبون العدالة، كل ذلك في إطار رفع الروح المعنوية وحشد الشعب الإسرائيلي خلفة.

وبحسب نبوءة اشعياء (كتاب اليهود المقدس) أن إسرائيل ستكون نورا يترك كل الأمم في ظلام وستكون إسرائيل قوة تنشر العدالة والسلام والرخاء في جميع أنحاء العالم، كل ذلك لأنه انهزم سياسيا وعسكريا، وهناك عدد غير مسبوق من القتلى وهناك رهائن يصلون إلى 240 رهينة وأسيرا لدى رجال المقاومة الفلسطينية ويتواجدون في الأنفاق، ففي هذه الحالة عندما يكون الشعب مهزوما فهو يلجأ إلى الغيبيات والنبوءات والتمائم والدين ليهرب من الواقع الذي قامت به رجال المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى والتي استطاعت أن تهزم اسرائيل في يوم 7 أكتوبر.

 نتنياهو يستدعي النص الديني لإسقاطه على الفلسطينيين والعرب

 ومن جانبها قالت الدكتورة ليلى أبو المجد، أستاذ الدراسات التلمودية والأدب العبري بجامعة عين شمس، حول ما يقوم به نتنياهو وهل هي حرب دينية: نعم هي حرب دينية وذلك لعدة أسباب أولها مصطلح عماليق الذي استخدمه نتنياهو لوصف الفلسطينيين والعرب، خاصة أن ذلك له دلالة دينية في التوراة وأن الرب يأمرهم بمحو ذكر عماليق من تحت السماء وقتل الرجل والمرأة والطفل والرضيع وحتي الحيوانات.

وأضافت: نتنياهو حاول يستدعي تلك النص الديني لإسقاطه علي الفلسطينيين والعرب أملا في التخلص منهم  ومحاولة تبرير القتل بأمر من الله سبحانه وتعالى، وهو ما يعد ذنبا كبيرا لأنه افتراء على الرب، مشيرة إلى أن تلك المصطلح بدأ يظهر في الكتب العادية منذ 1974 قبل أي قبل حرب غزة بدعوى قتل الفلسطينيين دون الرأفة والرحمة بهم وقتل أي عربي من الرضيع وحتى الشيخ العجوز.

وقالت: بالتطرق إلى كلمة نتنياهو التي ألقاها، نجد أن نتنياهو استمد تشبيهه بأن الصهاينة يمثلون النور وأن حماس والفلسطينيين يمثلون الظلام، من الفقرتين الأولى والثانية من الإصحاح التاسع من سفر إشعياء، والتي تقول: "لكن لن يخيم ظلام على التي تعاني من الضيق، فكما أذل الله في الزمن الغابر أرض زبولون ونفتالي، فإنه في الزمن الأخير يكرم طريق البحر وعبر الأردن، جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، والمقيمون في أرض ظلال الموت أضاء عليهم نور"، وكأن الصهاينة المحتلين هم أهل النور، وأن الفلسطينيين هم أهل الظلام.

وتابعت: قال نتنياهو "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سببا في تكريم شعبكم، سنقاتل معا وسنحقق النصر". تلك الكلمة التي فيها إحالة إلى الفقرة 18 من الإصحاح 60 من نفس السفر: "ولا يُسمع بعد ظلم في أرضك، ولا دمار أو خراب داخل تخومك، بل تسمين أسوارك خلاصا، وأبوابك تسبيحا".

من هو إشعياء

جدير بالذكر أن إشعياء كان نبيًا يهوديًا بارزًا في المملكة الجنوبية ليهوذا -أحد أبناء النبي يعقوب (إسرائيل) الاثني عشر-، وقد جرى توثيق نبوءاته في سفر إشعياء في التناخ.

تتميز نبوءة النبي إشعياء بتنوعها وشموليتها، إذ تغطي مجموعة واسعة من المواضيع والتطورات التاريخية المحتملة، وتتناول النبوءة قضايا مختلفة بما في ذلك السياسة والدين والتاريخ، وتشمل تنبؤات بالحروب والملوك والشعوب.

وقد انتقدت عالمة الكتاب المقدس "آن ماري بيليتييه" تصريحات نتنياهو، والتي وصفتها بأنها يوجد بها "إشارة مبتذلة"، وقالت إن الذي يسير في الظلام في سفر إشعياء ليس "العدو" المجاور، بل اليهود أنفسهم، الذي يمر "بكل تأكيد بمحنة سياسية وروحية"، مشددة على أن معنى النص لا يدعم ما ذهب إليه بنيامين نتنياهو، خاصة أن هذا الكتاب معقد للغاية و"لا يمكن فهمه إلا في ضوء السياق التاريخي في ذلك الوقت".إن سلطات الاحتلال تذهب في كثير من الأوقات إلى استمالة قلوب المستوطنين الصهاينة عبر النصوص الدينية اليهودية، في تجميعهم نحو هدفهم الأسمى منذ الإعلان عن قيام كيانهم المزعوم، وهو "إسرائيل الكبرى"، ذلك الهدف الذي لن يصلوا إليه بأي حال، لأن كل احتلال إلى زوال.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية