إصرار إسرائيل على إسقاط حكم حماس يطرح 5 سيناريوهات لما بعد حرب غزة.. خلاف عالمي على تعويض فراغ السلطة.. أبو مازن خارج المشهد.. وإعادة الاحتلال مرفوض دوليًا
تتسابق وسائل الإعلام الغربية ومراكز البحوث والتفكير، في توقع سيناريوهات ما بعد الحرب في غزة، إذا استطاعت إسرائيل تحقيق أهدافها وأزالت حكم حركة حماس، وهي فرضية صعبة للغاية وفق سير العمليات العسكرية على الأرض وصمود المقاومة دون تحقيق تقدم يذكر للقوات الإسرائيلية داخل غزة.
لكن في الوقت نفسه يبدو حتى الآن أن الكيان الصهيوني لا يريد التراجع عن تحقيق أهدافه مهما كانت التكلفة، إلا إذا تدخلت قوة كبرى وأرغمته على التوقف وهذه الفرضية أيضا لا وجود لها حتى الآن.
كيف حشدت إسرائيل للمعركة في غزة ؟
في تعبئة ضخمة، حشدت إسرائيل حوالي 350 ألف جندي احتياطي، بعض هذه القوات على أهبة الاستعداد على حدود لبنان، بينما ينتظر آخرون على أطراف قطاع غزة استعدادا للتوسع في الهجوم البري على الأراضي الفلسطينية.
الهدف المعلن من غزو غزة هو تدمير حركة حماس، ويساعد الكيان الصهيوني في الاستمرار بهذا المخطط، عدم القبول العالمي للحركة التي تنتمي لأفكار الإخوان، وجرى إعلانها على قوائم الإرهاب بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بل وداخل عدد من البلدان العربية.
حسب مايكل ميلشتاين، العضو السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والباحث الآن في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب: لا يوجد لدى إسرائيل بديلا عن الهجوم البري، وحماس كانت دائمًا واضحة جدًا في أهدافها، الجهاد لمحو إسرائيل ما يستلزم إسقاط حكمها بالقوة.
سيناريوهات ما بعد حكم حماس في قطاع غزة
تطرح وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية على حد سواء سؤال واحد ويتكرر باستمرار: كيف سيتم حكم غزة إذا حققت إسرائيل هدفها المنشود، بالنظر إلى أن حماس تحكم المنطقة حاليًا؟
لا يقدم الإسرائيليون حتى الآن أي إجابة رسمية على هذا السؤال، ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان من الممكن القضاء على حماس بشكل كامل.
لكن تتخوف الإدارة الأمريكية من التسبب في فراغ بالسلطة، فالانسحاب السريع للقوات الإسرائيلية حال نجاحها في مخططها من شأنه أن يتسبب في كارثه، إذ لن يملأ هذا الفراغ إلا الجماعات الدينية الأكثر تطرفا ودموية كما حدث في العراق وسوريا وغيرهم من البلدان المجاورة.
سيطرة إسرائيل على قطاع غزة
يطرح الإعلام الغربي أول سيناريوهات ما بعد غزة، ويعود بالذاكرة إلى ما قبل عام 2005، حيث كانت تسيطر إسرائيل على قطاع غزة عسكريًا، وبالتالي من الممكن أن تفعل نفس الأمر مرة أخرى، لكن مثل هذه الخطوة قد تثير أيضًا هجمات مسلحة جديدة عليها وتفقدها أي إحساس بالأمان، كما حدث في أفغانستان، فلن تستسلم المقاومة حتى لو عملت دون تنظيم كما هو الحال الآن.
ومع ذلك هذا السيناريو يجد شعبية كبيرة في الصحافة الإسرائيلية ولاسيما الموالية لليمين المتطرف الحاكم الآن والأكثر شعبية، إذ يقترح يوميا كتاب الصحف الناطقة بالعبرية والخبراء إعادة استعمار قطاع غزة من جديد، ويعتبرون ذلك بمثابة الطحين الذي يغذي استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويمنع في المقابل تقديم تنازلات وإقامة دولة فلسطينية قد تنهي على وجودهم يوما ما.
السبب الوحيد المعقد حتى الآن والذي يجعل البعض مترددا بشان تنفيذ هذا الاقتراح، أن الاحتلال سيكون مسئول بشكل كامل وفقا للقانون الدولي تجاه السكان، وسيكون على إسرائيل الصرف ماليا كل شهر على مليوني ونصف إنسان، وهي مشكلة ضخمة للاقتصاد الإسرائيلي ولن يتحمل الإسرائيليون الانتقاص من رفاهيتهم وجودة حياتهم وتقديمها لمن يعتبرونهم أعداء لهم.
كما يجعل هذا السيناريو من إسرائيل حارسة سجن، وتترأس إلى أجل غير مسمى معسكر اعتقال ضخم، وهذا الباب سيفتح مشكلات لن تنتهي مع حلفاء إسرائيل في الغرب، ومن شأن هذه الخطوة أيضا أن تؤثر سلبًا على علاقة إسرائيل بالدول الأخرى في الشرق الأوسط التي تسعى بكل قوة للتطبيع معها مما يضعف من سيناريوهات تطبيق هذه الخطوة.
تسليم إدارة غزة إلى السلطة الفلسطينية،
أحد البدائل التي تطرح أيضا، تتمثل في إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، لكن هذه الفكرة بها عدد من نقاط الضعف بحسب الصحف الغربية، تدار السلطة الفلسطينية الآن بقيادة محمود عباس وحركة فتح، وتحكم مناطق شبه مستقلة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكنها في الواقع لا تسيطر إلا على جزء صغير من الضفة الغربية المحتلة بينما تقع معظم مناطق الضفة فعليًا تحت السيطرة الإسرائيلية.
كما يعاني أبو مازن أيضا من تراجع غير مسبوق في شعبيته وكذلك حركة فتح حتى على مستوى سكان الضفة الغربية، مما يعني أنها لن تجد سهولة في حكم غزة الذي استثمرت حماس على مدار 17 عام في تكوين حاضنة اجتماعية لأفكارها المعادية تماما لأفكار فتح ورؤيتها للحل مع إسرائيل، وهناك أيضا مشكلة آخرى حال قبول عباس بحكم غزة بعد انتصار إسرائيل على حماس، إذ لن ينظر إليه البعض إلا أنه جاء للحكم من خلال الدبابة الإسرائيلية.
حكم ائتلافي فلسطيني لقطاع غزة
هناك سيناريو آخر لشغل السلطة في غزة، من خلال حكم مدني فلسطيني لكن بوجه آخر، وهذا اكثر قبولا في الأوساط الدولية بحسب الصحف الغربية، وهو تشكيل سلطة تآلف وطني فلسطينية من ممثلين عن كافة تكوينات المجتمع الفلسطيني بشرط اختيار شخصيات على علاقات وثيقة مع السلطة الفلسطينية، وهذا نموذج تدعمه الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، لكنه ينطبق عليه نفس الأمر حال نجاح إسرائيل في تدمير حكم حماس، فكل من يأتي بعدها سيحسب مباشرة على الرؤية الإسرائيلية ولن يكون في نظر الجماهير أكثر من تابع لها.
العودة للحكم العربي في قطاع غزة
تقترح الصحافة الغربية، أن تتحمل البلدان العربية مسئولية إدارة قطاع غزة والتركيز في الفترة المقبلة على تخفيف معاناة الفلسطينين من جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لكن ما ينطبق على السلطة الفلسطينية، سينطبق على العرب إذا قبلوا ذلك، فهزيمة حماس عسكريا سيتم النظر إليها بشكل سلبي للغاية حال قبول اي دولة عربية إدارة القطاع مهما كان اختلافهم مع حماس وعدم انسجام المواقف والحلول العربية مع رؤيتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إدارة تقودها الأمم المتحدة في غزة
حال عدم نجاح السيناريوهات السابقة، لن يكون أمام المجتمع الدولي إلا تشكيل إدارة تحت سيطرة الأمم المتحدة كما حدث سابقا في كوسوفو وتيمور الشرقية.
لكن هذا الحل لن يقبل به المجتمع الدولي الذي أصبح يرى الاحتلال الإسرائيلي على مقاس القرون الوسطى، ولابديل عن إعادة الأرض لأصحابها، ولن يجد أي حل آخر أدنى شرعية دولية كما ان مستقبل هذا النوع من الحكم غير واضح ولن يحقق الاستقرار المطلوب.
أولويات إسرائيل والغرب في ما بعد حرب غزة
يكشف جلال سليم، الباحث في العلاقات الدولية سيناريوهات ما بعد حرب غزة حال توقفت بناء على نجاح إسرائيل في هدم حكم حماس، أو بالجهود الدبلوماسية والضغوط التي تمارس على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات غير المسبوقة على القطاع.
وأشار الباحث إلى ان ما بعد الحرب بنسبة كبيرة سيكون هناك عودة لاتفاق ٢٠٠٩ بين دولة الاحتلال ودول الاتحاد الأوروبي لرفع مستوى الرقابة الأمنية والعسكرية في محيط بحري الأحمر والمتوسط.
وأكد ان الاتفاق سيهدف فقط إلى منع تهريب السلاح ومواجهة أي تحرك أمني معاد لإسرائيل، مستغلين بذلك تثبيت نفوذهم الغربي في المنطقة دون أن يكون هناك في الأفق اتفاق لإقامة دولة فلسطينية.
وأوضح الباحث ان السيطرة على البحر الأحمر رهان هذه القوى، في ظل نشاط تركيا والصين في البحر الأحمر، ولن يكون سهلا السيطرة على مناطق نفوذهما فيه، على حد قوله.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.