رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى حافظ، رجل الظل الذي أرعب إسرائيل، وهذه قصة إنشائه كتيبة فدائيين لمواجهة شارون

الاميرالي مصطفى حافظ،فيتو
الاميرالي مصطفى حافظ،فيتو

استطاع (الاميرلاي- العميد) مصطفى حافظ، أن ينحت بدمه اسما لامعا في تاريخ النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ، من خلال مشاركته في حرب 48، ثم عمله مسؤولا عن المخابرات المصرية في قطاع غزة منذ نهاية حرب فلسطين وحتى عام 1956. 

 

حيث كانت مهمة العميد مصطفى حافظ إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل، وتجنيد العملاء لمعرفة ما يجري بين صفوف العدو ووراء خطوطه، وقام بهذه المهمة بمهارة وقدرة عقلية كبيرة اعترف بها العدو قبل الصديق.

 

نال مصطفى حافظ  ثقة الرئيس جمال عبد الناصر فمنحه أكثر من رتبة استثنائية حتى أصبح اميرالاي (عميد) وعمره لا يزيد على 34 عاما، وفي عام ١٩٥٥ م، أطلق عليه الإسرائيليون رجل الظل، وكان مسؤولا عن عمليات التجسس داخل اسرائيل وتدريب الفدائيين في فلسطين وأظهر تميزا كبيرا في هذا الشأن.

 

إنشاء الكتيبة الفدائية لمواجهة الوحدة 101


أنشأ العميد مصطفى حافظ كتيبة من الفدائيين لمواجهة الوحدة الإسرائيليّة 101 والتي شكلها أرئيل شارون والذي حاول القضاء على الفدائيين. 


وعمل حافظ بكل جهد وإخلاص لتكوين كتيبة الفدائيين وتدريبهم للقيام بعمليات نوعية خلف خطوط العدو، وإلى جانب المتطوعين للعمل الفدائي. 

 

وقام بتجنيد عددٍ من المدنيين الذين عليهم قضايا جنائية، وكان شرط خروجهم من السجن هو المشاركة بعمليات عسكرية ضد الاحتلال الصهيوني.


مليون دولار للتخلص من رجل الظل 

الدولة العبرية وضعت اسم مصطفى حافظ في قمة قائمة الاغتيالات، وجندت في سبيل ذلك كل إمكانيات أجهزتها الأمنية الداخلية، بسبب حجم العمليات التي ينفذها الفدائيون داخل إسرائيل حتى وصل المعدل إلى أكثر من عملية يوميا اخترقت مناطق في العمق الصهيوني كاللد وتل أبيب وغيرهما من المدن الكبرى، وبعض هذه العمليات نفّذت في مستوطنات في شمال (إسرائيل) مثل مستوطنة (ريشون لتسيون) بالقرب من تل أبيب.

 

وكان الحل الوحيد أمام الأجهزة الإسرائيلية هو التخلص من مصطفى حافظ مهما كان الثمن، ورصدت في سبيل ذلك مبلغا ضخما في ذلك الزمان، وهو مليون دولار بعد فشل ضباط المخابرات الإسرائيلية في اغتياله. 



واستغلت المخابرات الإسرائيلية أحد الفدائيين الذين وقعوا في الأسر، وكان في الأصل من السجناء الجنائيين الذين أفرج عنهم للعمل في كتيبة الفدائيين، وساومته على الإفراج عنه  مقابل أن يكون عميلا مزدوجا لحمل طرد ملغوم بعد عملية تمويه كبيرة، ليضمنوا أن يصل الطرد مباشرة لحافظ حيث لم يكن العميل يعرف أن الطرد ملغوم، بل أوهموه أنه يحتوي على كتاب للشفرة مرسل لقائد الشرطة في غزة، حيث أفهموا العميل أنه يعمل معهم.


وكان ضباط المخابرات الإسرائيلية متأكدين أن العميل سيذهب بالطرد مباشرة لحافظ ليثبت له إخلاصه له.

 

أول رجل يزرع الرعب في قلب اسرائيل 

وفي صباح يوم 13 يوليو من عام 1956 نشرت صحيفة الأهرام خبرا عابرا يقول: قتل العقيد مصطفى حافظ نتيجة ارتطام سيارته بلغم في قطاع غزة، وقد نقل جثمانه إلى العريش ومن هناك نقل جوا إلى القاهرة على الفور، ولم ينس الخبر أن يذكر أنه كان من أبطال حرب فلسطين وقاتل من أجل تحريرها، لكنه تجاهل تماما أنه كان أول رجل يزرع الرعب في قلب إسرائيل.

 

و بالرغم من استشهاد  مصطفي حافظ إلا أن الإسرائيليين ظلوا يطاردون كل ذكرى له على أرض فلسطين لما مثله من رمز للنضال ضد الاحتلال، فبعد هزيمة يونيو 1967 واحتلال قطاع غزة تبارى الإسرائيليون في تحطيم نصب تذكاري أقامه الفلسطينيون لإحياء ذكراه، وكانوا يحطمون صوره التي كانت منتشرة في الشوارع والمنازل والمقاهي.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية