فلسطين بين وعدين.. وعد بلفور.. 106 سنوات على صفقة العار البريطانية ضد الشعب الفلسطينى
فى 2 نوفمبر عام 1917صدر وعد بلفور أو إعلان بلفور الذى أصدرته الحكومة البريطانيّة، ممثلة فى وزير الخارجية آرثر بلفور، خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» فى فلسطين، التى كانت تابعة للدولة العثمانية آنذاك.
وبعد مرور نحو 106 سنوات جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن ليعطى ضوءا أخضر لكيان الاحتلال الغاصب فى حربه على غزة بصورة غير مسبوقة فى التاريخ؛ حيث أكدت إدارته أنها لن تضع خطوطا حمراء لإسرائيل فى الإبادة الجماعية لأهالى القطاع.
سياسة بايدن فى ترك العنان لإسرائيل واجتماعه مع مجلس الحرب المصغر ضد الفلسطينين خلال زيارته إلى تل أبيب مؤخرًا كان بمثابة وعد جديد يماثل وعد بلفور وخاصة بعد تصريحه بأنه سيطلب من الكونجرس حزمة مساعدات «غير مسبوقة»، وقال عن دعمه لإسرائيل:»لن نقف مكتوفى الأيدى دون أن نفعل شيئا مجددًا. لا اليوم ولا غدًا ولا أبدًا».
«فيتو» فى هذا الملف وبمناسبة مرور 106 سنوات على وعد بلفور ترصد ما جرى بحق الفلسطينين منذ الوعد الأول وما يحظى به الاحتلال حاليا من دعم لا مثيل له من إدارة بايدن مرورا بالمجازر وحروب الإبادة وتجرى مقاربة عن سيناريوهات المستقبل بالنسبة لقضية غزة والقضية الفلسطينية عامة، فإلى التفاصيل:
اتفاقية مشبوهة تلطخ سمعة الغرب وتفضح أكاذيبهم فى الانحياز للحرية والإنسانية والسلام وحق الشعوب فى تقرير مصيرهم
رسالة قصيرة لا تتعدى 100 كلمة، لكنها سلمت فلسطين على طبق من ذهب إلى المحتل، وأطاحت بأحلام شعب كامل، لا يزال يناضل للحصول على حقه المشروع ولا تزال تلطخ سمعة الغرب وتفضح انحيازاتهم الكاذبة للحرية والسلام والإنسانية، هذا ملخص ما حدث فى 2 نوفمبر 1917 عندما وجه وزير الخارجبة البريطانية اللورد آرثر جيمس بلفور خطابًا للورد روتشيلد، يبلغه فيها بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية.
لعبت بريطانيا على العالم أجمع للحصول على تفويض عالمى بتدمير فلسطين وشطرها نصفين وفقًا لرؤيتها الشيطانية فى التخلص من أزمات اليهود ونقلهم خارج القارة العجوز، عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكى آنذاك توماس وودرو ويلسون ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميًا.
وفى عام 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء أيضًا خلال مؤتمر «سان ريمو»، على منح اليهود وطنا فى فلسطين، وعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين التى كانت تتبع الدولة العثمانية، ووضع وعد بلفور موضع التنفيذ.
وفى عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذى دخل حيز التنفيذ فى عام 1923، لتصدر الحكومة البريطانية أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة فى فلسطين، بأن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التى وصلت إلى هناك فى ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن (خليفة هرتزل)؛ وعملت على توفير المساعدات والحماية للمهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين.
ولم يستسلم الشعب الفلسطينى للوعود والقرارات البريطانية والعمليات التى تفرضها على الأرض الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة؛ وقام الفلسطينيون بعمل عدة ثورات، كان أولها ثورة البراق عام 1929 وثورة 1936.
بدأت تدفقات اليهود من بولندا بين أعوام 1923 حتى 1926، ثم من ألمانيا وأوروبا الشرقية فى أعوام 1933 حتى 1936، عندما هرب اليهود من الاضطهاد النازى، وبعد الحرب العالمية الثانية وظهور انعكاسات الأزمة بين الفلسطينيين واليهود القادمين من أوروبا اقترحت بريطانيا تأسيس دولة ثنائية القومية، لكن رفضها العرب واليهود، وبدأت العصابات اليهودية مسلسل القيام بأنشطة إرهابية ضد كل من العرب والإدارة البريطانية، وهنا اضطرت بريطانيا إحالة الصراع إلى الأمم المتحدة التى خلفت عصبة الأمم المتحدة.
فى عام 1947 صوتت الأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين، وتم تأسيس «إسرائيل» عام 1948 بعد الطرد القسرى لـ750 ألف فلسطينى من منازلهم، وتحويل الفلسطينيين أصحاب الأرض إلى لاجئين، فيما عرف لاحقا بالنكبة، وخاض العرب عدة حروب ضد إسرائيل، ولم تفلح فى نجدتها، بل وقعت ثلاثة أرباع فلسطين، تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى ومعها شبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية في حرب يونيو ١٩٦٧.
لم تستسلم البلدان العربية للاحتلال، وفى أكتوبر ١٩٧٣ كانت لحظة الحسم، إذ شنت مصر وسوريا هجوما مباغتًا على إسرائيل، أدى ذلك الهجوم إلى كسر الجمود الدبلوماسى، الأمر الذى دفع القوى العظمى لسرعة التدخل وإيجاد حل منصف ونهائى للصراع العربي- الإسرائيلى خاصة بعد إظهار المصريين قدرات قوية فى سحق إسرائيل لاسيما بداية المعركة قبل أن تدخل أمريكا على الخط، ويعترف بذلك الباحث دان شيفتمان فى دراسة إسرائيلية صدرت حديثا مؤكدا أن حرب عام ١٩٧٣ عرضت إسرائيل لأخطر أزمة فى تاريخها.
لم تتحرر الأرض الفلسطينية بعد تصفية الصراع المصرى الإسرائيلية عقب توقيع اتفاقية السلام عام 1977 ورفض ياسر عرفات الانضمام إلى المعاهدة حسب رغبة السادات، واستمر الصراع دائرا حتى حدود عام 1993، وتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وبموجبها خضعت الضفة الغربية دون القدس، وقطاع غزة للحكم الذاتى الفلسطينى.
استمرت العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوترة واندلعت منذ أوسلو التى رفضتها أغلب حركات المقاومة التى تنطلق من أرضية دينية على شاكلة حماس والجهاد صراعات صعبة.
بعد مرور 100 عام على وعد بلفور وتحديدًا فى عام 2017، منح الرئيس الأمركى السابق دونالد ترامب وعدًا آخر لإسرائيل، حيث كَثَّف ترامب مِنَحَه السخيِّة لإسرائيل لكسب دعمها، وأعلن اعترافه بضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل، وأمَر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأعلن اعتراف حكومته بالقدس عاصمة لإسرائيل»، بحسب الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر أكرم السيسى.
بعد رحيل ترامب، واندلاع الصراع من جديد بين حماس وإسرائيل، ظهر الرئيس بايدن، وأعطى الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلى بالقتل والتدمير وتحريك حاملات طائرات إلى الشرق الأوسط، وذهب بايدن إلى إسرائيل فى سابقة هى الأولى من نوعها لرئيس الولايات المتحدة أن يذهب إلى تل أبيب خلال اندلاع حرب بل ويحضر مجلس الحرب المصغر.
يرى الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى العام والخبير فى النزاعات الدولية، أن منح الحركة الصهيونية وطنًا قوميًا فى فلسطين كان قرارا مشئوما ووعدًا باطلًا ومرفوضًا، من لا يملك لمن لا يستحق.
وأضاف مهران: «وعد بلفور وصمة عار تاريخية لبريطانيا وإسرائيل والغرب، ودليل لا يقبل الشك على نهب ممتلكات الشعب الفلسطينى، وتمكين الغير من سرقة أرضه وطرد السكان الاصليين، مخالفين بذلك ميثاق عصبة الأمم آنذاك ومبادئ القانون الدولي».
وقال أستاذ القانون الدولى: «إن حق تقرير المصير للشعوب مكفول بموجب القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وعليه فإن الشعب الفلسطينى هو صاحب الحق الوحيد والشرعى فى تقرير مصيره على أرضه، وأى محاولات للمساس بهذا الحق تعد باطلة ومرفوضة».
وعن دعم بايدن المفتوح لسلطة الاحتلال الإسرائيلى فى اعتدائها على غزة، أكد مهران أنه شيك على بياض للتصرف فى فلسطين كيفما يشاء الاحتلال، وتعكس انحيازا أمريكيًا صارخًا لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطينى، وتشجع الكيان الصهيونى على مواصلة سياساته العدوانية بحق الفلسطينيين دون رادع، وتمثل انتهاكًا صريحًا لمبادئ وقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني».
وأكد أن تصريحات بايدن تتعارض مع التزامات الولايات المتحدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، حيث نصت المادة 1/2 على مبدأ تسوية المنازعات بالوسائل السلمية.
كما أوضح مهران أن تلك التصريحات تنتهك المادة 2/4 من الميثاق التى تحظر على الدول مساعدة أى دولة فى ارتكاب أعمال عدائية ضد دولة ثالثة، مضيفا أن تشجيع إسرائيل على فرض سياسات الضم والتوسع الاستيطانى يتنافى مع قرار الجمعية العامة رقم 181 القاضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين.
ودعا مهران المجتمع الدولى إلى إدانة موقف الرئيس بايدن ورفض انحيازة الواضح ودعمه للانتهاكات الإسرائيلية بحق القانون الدولى، والوقوف بحزم ضد مثل هذه التصريحات الخطيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.