بعد وصف مندوب روسيا لإسرائيل بدولة احتلال.. الكيان الصهيوني مطالب بحماية المدنيين أثناء الحرب وفقًا لاتفاقيتي جنيف ولاهاي
أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، دعوة روسيا إلى وقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط تجنبًا لتوسع نطاق الأزمة إلى المنطقة بأكملها، والعمل على حل دبلوماسي لها.
وشدد نيبينزيا على أن إسرائيل ليس لها الحق في الدفاع عن النفس في الصراع الحالي لأنها دولة احتلال.
لكن ماذا تعني دولة احتلال بعد وصف فاسيلي إسرائيل بها؟
الاحتلال العسكري بعرف الأمم المتحدة، هو سيطرة مؤقتّة فعّالة من قبل سلطة معيّنة على إقليمٍ لا يخضع للسيادة الرسميّة من قبل تلك السلطة، بدون انتهاك السيادة الفعلية.
الاحتلال وجنسية الدولة المحتلة
ومن ثم تعرف المنطقة باسم الأرض المحتلة، ويعرف الاحتلال بطبيعته المؤقتة (أي أنّه لا يطالب بالسيادة الدائمة على الأرض المحتلة)، وبطبيعته العسكرية، وبحقوق المواطنة المتعلقة بالسلطة المسيطرة، التي لا تمنح سكان الأرض المحتلة جنسيتها.
وقد يتم إعداد حكومة عسكرية رسمية في الأراضي المحتلة لتسهيل إدارتها، ولكن هذا الأمر ليس شرطًا ضروريًّا للاحتلال.
قواعد الاحتلال في الاتفاقيات الدولية
وترسم قواعد الاحتلال في مختلف الاتفاقيات الدولية، وفي المقام الأول اتفاقية لاهاي لعام 1907م، واتفاقيّات جنيف لعام 1949م، وكذلك ممارسات الدول الثابتة.
توفر الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وتعليقات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومعاهدات أخرى من قبل علماء الحروب، مبادئ توجيهية بشأن مواضيع مثل حقوق وواجبات سلطة الاحتلال، وحماية المدنيين، ومعاملة أسرى الحرب، وتنسيق عمليات الإغاثة، وإصدار وثائق السفر، وحقوق الملكية للسكان، والتعامل مع الأمور الثقافية والفنية، وتنظيم اللاجئين، وغيرها من الاهتمامات التي تعتبر مهمةً للغاية قبل وبعد إيقاف الأعمال العدائية.
الاحتلال وقوانين الحرب
فالبلد الذي يقوم باحتلال بلدًا آخرًا، وينتهك المعايير المتّفق عليها دوليًّا، يخاطر بحصوله على إدانةٍ كبرى، في الحقبة الحالية، أصبح الاحتلال جزءًا كبيرًا من اهتمامات القانون الدوليّ العرفيّ، ويشغل حيّزًا من قوانين الحرب أيضًا.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر، أصبح القانون الدولي يميز بين احتلال الأراضي، واكتساب أراضٍ جديدةٍ عن طريق الغزو وضم الأراضي المغزوة، والفرق بينهما هو تمامًا ما طرحه إيمريخ دي فاتيل في قانون الأمم المتحدة لعام 1758م.
وتم الاعتراف بالفارق الواضح بين مبادئ القانون الدولي منذ نهاية الحروب النابليونية في القرن التاسع عشر.
هذه القوانين العرفية للاحتلال والتي تطورت كجزء من قوانين الحرب، والتي أعطت الحماية للسكان تحت الاحتلال.
القوانيين العرفية لاتفاقية لاهاي
وتنص اتفاقية لاهاي لعام 1907م على هذه القوانين العرفية، وتحديدًا في «قوانين وأعراف الحرب على الأراضي»؛ في 1907م «الفرع الثالث للسلطة العسكرية فوق إقليم الدولة المعادية». تنص المادتان الأولتان من هذا القسم على:
المادة 42
يعتبر الإقليم محتلًا، عندما يتم وضعه بالفعل تحت سلطة الجيش المعادي.
يمتد الاحتلال فقط إلى الإقليم الذي أنشئت فيه هذه السلطة، ويمكن ممارستها فيه.
المادة 43
إن سلطة السلطة التشريعية تنتقل في واقع الأمر إلى السلطة المحتلة، بشرط اتخاذ جميع التدابير ضمن حدود قوتها لأجل استعادة النظام العام والأمن والسلامة العامة وضمانها، مع احترامها للقوانين السارية في البلاد.
في عام 1949م، تم تمديد هذه القوانين التي تتحكم باحتلال الأراضي لدولة ثانية، من خلال اعتماد اتفاقية جينيف الرابعة. جزء كبير من هذه الاتفاقية ذو صلةٍ بالأشخاص المحميين في الأراضي المحتلة.
ويتم التوقف عن العمل بهذه الاتفاقية بعد عامٍ كاملٍ من انتهاء كل العمليات العسكرية في الأرض المحتلّة.
لا يحرم الأشخاص المحميون بموجب هذه الاتفاقية من أي منفع من منافع الاتفاقيّة، مهما طرأ تغييرات على هذه الاتفاقيّة.
وتحظر المادة 49 من الاتفاقية الحركات الجماعية القسرية للأشخاص من أو إلى الأراضي المحتلة.
نهاية الاحتلال
الاحتلال يدوم، حتى يسود القانون. وفقًا لإيال بنفنستي، ويمكن أن ينتهي الاحتلال بعدد من الطرق، مثل: «فقدان السيطرة الفعلية على أرض الواقع للسلطة العسكرية المعادية، أو من خلال موافقة الحكومة السابقة وأصحاب القرار قبل الاحتلال على شرعية الحكومة المعادية في الأرض المحتلة، أو من خلال التوقيع على اتفاقيّة سلام، أو من خلال نقل السلطة إلى الحكومة السابقة للأرض المحتلة والتي أقرها السكان المحليون من خلال استفتاء والتي حصلت أيضًا على اعترافٍ دولي.
عادةً ما يكون الاحتلال مرحلة مؤقتة، تسبق إما تسليم الإقليم المحتل لأصحابه، أو ضمه للأراضي المعادية.
واستمرت الكثير من حالات الاحتلال بعد عام 1945م، على مدى أكثر من عقدين من الزمن، مثل احتلال جنوب أفريقيا لناميبيا، واحتلال إندونيسيا لتيمور الشرقية، فضلًا عن الاحتلال المستمرّ لشمال قبرص من قبل تركيا.
لقد دخل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو أطول احتلال في العصر الحديث من قبل سلطة احتلالٍ واحدة.
وتشمل الاحتلالات الأخرى الطويلة، احتلال المملكة المتحدة لجزر فوكلاند/ مالفيناس. واحتلال الصين للتيبت، واحتلال الولايات المتحدة الأمريكية لجزر هاواي.
وإعلان الحرب، لا يحسم ما إذا كان الاحتلال الحربي يحدث في هذه الحالات من الاحتلال أم لا.
وفيما يلي أشهر حالات الاحتلال في القرن الواحد والعشرين هي:
احتلال منطقة القاش وبركا في عام 2000م، خلال الحرب الإيريتيريّة الأثيوبية.
احتلال الولايات المتحدة الأمريكيّة للعراق 2003- 2011م.
احتلال أجزاء من الصومال، خلال الحرب في الصومال 2006-09م.
احتلال روسيا لغوري وبوتي خلال الحرب الروسيّة الجورجية.
احتلال القرم، وضمها في عام 2014م، خلال الاضطرابات الموالية لروسيا، في أوكرانيا 2014م.
احتلال سقطرى في عام 2018م، خلال الحرب الأهلية اليمنية.
وبالعوده الي كلمة مندوب روسيا لدي الأمم المتحدة قال خلال كلمته أمام الجلسة الاستثنائية الطارئة الجمعية للعامة للمنظمة العالمية بشأن فلسطين: "في البداية، من الضروري وقف إراقة الدماء ومنع الأزمة من اجتياح المنطقة بأكملها. وإلا فإن الصراع لن يتوقف أبدًا".
وأضاف: "عاجلًا أم آجلًا، سيتعين سلك هذا الطريق (إيجاد حل دبلوماسي)، ولكن السؤال كم من الأبرياء سيموتون خلال هذا الوقت".
وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الروسية الأطراف إلى وقف الأعمال القتالية، ووفقًا لموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن تسوية أزمة الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس صيغة "الدولتين" التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس"، ووسع هجومه البري، وكثف غاراته على كافة المحاور.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.