د. محمد زيدان الفائز بجائزة «كتارا»: الأدب العربي يعيش فى عزلة ومأزق.. والمثقفون يكتبون لأنفسهم (حوار)
>> فوزى بفرع الدراسات النقدية تتويج لمنهج جديد فى قراءة النص الأدبى العربى
>> الرواية العربية المعاصرة تجاوزت بكثير مرحلة البدايات
>> لغة النص الروائى العربى المعاصر أصبح غاية فى الحساسية
>> نجيب محفوظ استخدم العين الروائية في “القاهرة 30” لتشريح المجتمع المصرى وتقديم التوصيفات والحلول
>> التأليف البلاغى توقف منذ القرن الرابع الهجرى
>> النقد العربى يعتمد الآن على المنقول من النقد الغربى أو النظرية الغربية
>> الصهاينة عينهم على سيناء منذ 1948 ويعتبرونها تكملة الأمكنة المقدسة التى ينتمون إليها
كشف الدكتور محمد زيدان الفائز بجائزة كتارا فى دورتها التاسعة 2023 – فرع الدراسات النقدية- عن طرحه لمنهج بحثى جديد فى قراءة النص الأدبى العربى من خلال دراسته الفائزة، وقال ‘ن الجائزة تتويج لمنهج جديد فى قراءة النص الأدبى العربى مشيرا إلى أنه اتخذ من روايات نجيب محفوظ نماذج لتحقيق أطروحته.
وأكد الدكتور محمد زيدان فى حوار لـ "فيتو" أن الأدب العربى يعيش فى عزلة ومأزق.. والمثقفون يكتبون لأنفسهم
وأوضح بعد فوزه بالجائزة أن ما يحدث فى غزة من عدوان إسرائيلى الآن هو حرب وجودية وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى، وأن أحلام الصهاينة لا تتوقف عن فلسطين فقط وإنما يتمنون أن يصلوا إلى أرض سيناء، وإلى التفاصيل:
*بداية حدثنا عن شعورك بالفوز بجائزة كتارا.
أكثر ما أسعدنى بالفوز ليس الحافز المادى فقط لأنه سوف يزول عاجلا أم آجلا، ولكن الفوز تتويج لمنهج جديد فى قراءة النص الأدبى العربى يطرح من وجهه نظرى لأول مرة وبخاصة الرواية لأن النص تجاوز بمراحل فكرة المعيارية البلاغية والنحوية والصرفية فى الثقافة العربية الكلاسيكية وأن التأليف البلاغى توقف منذ القرن الرابع الهجرى والكل يستكين إلى حالة النقد العربى الذى يعتمد بصفة أساسية على المنقول من النقد الغربى أو النظرية الغربية.
*عنوان دراستك الفائزة “بلاغة النص الروائى المعاصر”.. كيف ترى النصوص الروائية المعاصرة وهل هناك ما يميزها عن السابق؟
بالطبع، الرواية العربية المعاصرة تجاوزت بكثير مرحلة البدايات، فالرواية الكلاسيكية كانت تعتمد على الأحداث والصراع الموجود بين الشخصيات وتعتمد على العقدة ثم الحل ثم النهاية.
ولكن نجيب محفوظ طورها وأوجد لها أسسا، وهناك أجيال بعد نجيب محفوظ انتفعت بهذا التطوير، وأصبح النص الروائى العربى المعاصر غاية فى الحساسية من ناحية اللغة فلم يعد يعتمد على اللغة التواصلية التى يمكن أن تقدم المعنى بسهولة، أيضًا لم يعد يعتمد على أحداث أو أفعال أو صراعات، لكن ممكن نجده فى أحايين كثيرة يعتمد على ما يسمى بالحالة الحياتية أو الحالة الروائية أو الفكرية والإنسانية وهناك أدوات كثيرة يستخدمها الروائيون المعاصرون، هناك رواية تسمى رواية المكان، تجد أن المكان فقط هو الذى يقدم إحداثيات النص الروائى، وهناك رواية الصوت الواحد ورواية الأصوات المتعددة.
*وما النصوص الروائية التى اعتمدت عليها الدراسة؟
بدأت بنجيب محفوظ وبالأخص رواية “القاهرة 30” وكيف استخدم نجيب محفوظ العين الروائية لكى يشرح المجتمع المصرى ويقدم الحلول والتوصيفات دون أن يتعرض للدلالة المباشرة، فالرواية قدمت فى السينما العربية وكانت بطلتها الفنانة سعاد حسنى فى دور إحسان شحاتة، توسطت والدها على طه وقاسم بك ومحجوب عبدالدايم.
والبعض يرى أن إحسان شحاتة هى صورة لمصر فى ذلك الوقت، وأن هذه الأيقونات التى أحاطت بها هى القصر برجاله وتطلعاته والأحزاب السياسية الفاسدة التى تقوم على المصالح الشخصية، أما الوطنيون الحقيقيون فمثلهم على طه الحبيب، وهنا نحن أمام تنظيم فكرى وقيمى وإنسانى واجتماعى ثرى للغاية.
*كيف ترى حال الأدب العربى فى الوقت الراهن خصوصا المواهب الشابة؟
الأدب العربى بشكل عام يعيش فى عزلة، فالواقع فى وادى والأدب فى واد آخر، وخصوصا العربى، وذلك لعدة أسباب منها الخاصة بالأدباء والمثقفين ومنها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وربما تنطبق علينا المقولة الشائعة “ المثقفون يكتبون لأنفسهم” إلا النادر منها، فالثقافة العربية فى مأزق حقيقى على الرغم من وجود مؤسسات ثقافية خاصة وحكومية كـ(الشيخ زايد – ساويرس – قصور الثقافة – وهيئة الكتاب – المجلس الأعلى للثقافة)، فنحن نحتاج إلى خطة لتثقيف الواقع.
*كيف ترى ما يحدث من عدوان إسرائيلى على غزة الآن؟
الذى يحدث فى غزة الآن حرب وجودية بين طائفة تتبنى إيديولوجية - خاصة الصهاينة – وبين العرب الذين يسكنون غزة حيث يعيش فيها مسلمون ومسيحيون ويهود مناهضون للصهيونية، وما يحدث فيها إبادة جماعية وتفوقت على إبادات اليهود التى حدث فى ألمانيا وأيضًا إبادة الأرمن التى حدثت فى تركيا.
ونحتاج إلى حلول دولية جذرية تتخذ من السلطة الفلسطينية أولا ثم الدول العربية، وللأسف إلى الآن ليس هناك تواصل بين سلطة رام الله وسلطة غزة.
وهؤلاء الصهاينة أحلامهم أكبر بكثير من فلسطين وعينهم على سيناء منذ عام 1948، لأنهم ينظرون إلى سيناء أنها تكملة الأمكنة المقدسة التى ينتمون إليها، ومن أمانيهم أن تطأ أقدامهم أرض سيناء.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.