لم يكمل تعليمه ويتحدث ثلاث لغات، حكاية أشهر بائع كتب وأنتيكات بالزمالك (صور)
"القارئ لا يسرق والسارق لا يقرأ" ربما هذا هو الشعار والذي رفعه أحد أقدم بائعي الكتب بحي الزمالك، وإلا فلماذا يترك كومة عظيمة من الكتب والأنتيكات القديمة والتي تعتبر بحسب المقياس الاقتصادي رأس مال متجمد ويفضل الجلوس على أحد المقاهي تاركًا شؤون تجارته بيد زبائنه.
"اللي بتعجبه حاجة بيجيلي القهوة إللي بقعد عليها وبحاسبه عليها" يقول هو ذلك بابتسامة عريضة تعلو وجهه المسن، الذي رفض أن تلتقط عدسة فيتو له صورة تظهر ملامحه، رافضا الظهور منطويا خلف كتبه وأنتيكاته.
إذا كنت من مرتادي شارع 26 يوليو بحي الزمالك فإنك ستتفاجأ بهذا الرجل السبعيني والذي يفترش أحد جنبات الرصيف محيازًا بكوبري الزمالك الشهير والذي يقول عن نفسه بفخر ربما مستمدا من حكمة قديمة إنه يملك كتبا ومراجع لا تتوافر في أشهر مكاتب العالم ويبيعها بأسعار مخفضة لراغبيها.
يقول:"أنا مش ببيع كتب أنا ببيع تحف".
"فيتو" في جولة ميدانية لها التقت بهذا الرجل والذي رفض التسجيل معنا ولكنه اكتفى بالحديث معنا عن أسرار تلك المهنة وسبب شهرته فيها دون غيره وعن الطرق والتي يأتي من خلالها بهذه الكتب الثمينة والأنتيكات النادرة.
كتب وأنتيكات
يقول عم لبيب 72 سنة إنه يعمل في مهنة بيع الكتب وشرائها منذ أكثر منذ خمسين عامًا وإنه قد ورثها عن أبيه والذي كان يعمل في بيع التحف والأنتيكات النادرة، مضيفًا: "أنا من صغري وأنا بحب أي حاجة قديمة لأن كنت بشوف والدي وهو بيفرشها قدامي وينفضها من الغبار عشان يبيعها وكان بيخليني أشتغل معاها في ترتيبها على رفوف المحل سواء تماثيل أو كتب قديمة".
واستطرد: "اضطربت أسيب دراستي علشان شغلي مع والدي بس كانت روحي متعلقة بالقراءة فعوضني ده بأني بقيت أتاجر في الكتب من غير ما أخل بتجارة أبويا".
وعن سؤاله عن المصادر أو الطرق التي من خلالها يأتي بتلك الكتب خاصة أن أغلبها قديم ونادر أجاب "في طرق كتير زي إني بدخل مزادات على مكاتب قديمة بتتباع أو ناس بتجيلي مخصوص تبيعلي كتب قديمة لأنها عارفة إني بتاجر فيها".
واستدرك: "الكتب القديمة موجودة في كل حتة لأن المصريين من زمان وهما بيحبوا يقرأوا".
وعن الأنتيكات أجاب "بجيبها برضو من المزادات اللي بتتعمل أو في ناس بتجيبهالي مخصوص ليا"
وعن أنواعها قال "ببيع كاميرات قديمة وماكينات خياطة وتليفونات أرضية ومحمول وكلها قديمة وليها ذكرى وتاريخ".
يتحدث ثلاث لغات
يقول إنه يجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية بجانب لغته الرسمية دون حتى من أن يكمل حتى مرحلته الإعدادية أمر يدعو إلى النصيحة لهذا الرجل بعدم المبالغة أو الكف عن هذة الشطحات التي لا يقبلها عقل ولكن يقسم عم لبيب أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية بجانب لغته الرسمية طبعًا دون معلم أو حتى ذهابه إلى أحد المراكز المتخصصة في ذلك.
"ولكن كيف" سألناه فأجاب: "بدأت بالقراءة في الكتب الإنجليزية المخصصة للأطفال عشان أتعلم الحروف وبعد كده بدأت أكون الجمل اعتمادا على نطق الحروف بشكلها الصحيح لحد ما أتقنت اللغتين".
وعن الوقت الذي أخذه في تعلمهما خاصة أنه اعتمد على مجهوده الشخصي فقط أجاب "من تلات لأربع سنين".
مشاهير وإعلاميون
لا يبالغ عم لبيب في وصفة نفسه بأنه "صاحب متحف" وليس بائع كتب فكل ما لديه من معروض يدعو للفضول كتب ومراجع علمية وأدبية نادرة الوجود في أي مكان آخر ولذلك فإنه أصبح مرفدا يتوافد عليه كل من يريدون اقتناء أو تصفح الكتب القديمة حتى أن الأمر لم يقتصر على الطلبة والعوام بل وصل إلى مثقفين مشاهير وإعلاميين يقول هو أنهم زبائن حاضرون بشكل مستدام لدية "بيجيلي مشاهير سوا كانوا مثقفين أو إعلاميين من اللي بيطلعوا علي التلفزيون، ساعات بيتصلوا بيا يسألوا علي حاجة هنا عايزينها وساعات بيجوا بنفسهم".
وعن سؤاله عن أسماء بعض منهم أجاب ضاحكًا "لا مش هقدر بس كلهم ناس محترمين وأمكن مش عايزين يعرفوا الناس أنهم بيشتروا من بياع سريح في الشارع".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.