العدوان على غزة يقضى على حلم إسرائيل في إفريقيا، ومصالحها تواجه هجمات بالقارة
الهجوم البري على غزة، تجاهلت دولة الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الداعمين لها في العدوان على غزة، كل التحذيرات من خطورة هذا التصعيد على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.
ضرب أهداف إسرائيل في إفريقيا
وفي ظل ما يشهده قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من عدوان صهيوني غاشم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي , أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمصابين , لا تزال تتوالى ردود الفعل على المستويات الرسمية والشعبية في شتي أنحاء العالم وعلي رأسها القارة الأفريقية.
وفي هذا السياق قال محمد الجزار، الباحث في الشؤون الإفريقية، إن الهجوم على قطاع غزة، له تأثير كبير علىالمصالح الإسرائيلية في القارة الإفريقية، مؤكدا أنه أضر بعلاقات تل أبيب مع دول القارة.
وأوضح الخبير في الشؤون الإفريقية أن إسرائيل منذ فترة طويلة سعت إلي التقارب مع دول إفريقيا ومحاولة اختراقها علي المستوي الرسمي الحكومي والشعبي , وذلك بهدف قطع العلاقات العربية الأفريقية أو حتى التأثير عليها بالسلب وهو ما لم تنجح فيه إسرائيل حتي الآن.
العدوان على غزة يقضي على الحلم الإسرائيلي في إفريقيا
وتابع: " إلا أن العدوان على غزة دفع العديد من حكومات إفريقية خاصة في منطقة جنوب الصحراء وعلى رأسهم جنوب أفريقيا أن تعرب عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة , بل شارك رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في وقفة احتجاجية مرتديا الكوفية الفلسطينية مدينا العدوان الوحشي علي قطاع غزة.
وأكد محمد الجزار أن العديد من الأحزاب السياسية في جنوب أفريقيا تصنف الكيان الصهيوني الإسرائيلي بأنه أشبه بنظام الفصل العنصري الذي حكم جنوب أفريقيا قبل التسعينات، وطالبت بضرورة وقف العدوان على غزة.
رسالة تحذير من 300 اقتصادي في إسرائيل تطالب نتنياهو بتغيير خططه خوفا من خسائر مدمرة
وأضاف الجزار أن هناك العديد من دول القارة الأفريقية أعربت عن تضامنها مع القضية الفلسطينية ونظمت العديد من التظاهرات الرافضة للعدوان علي غزة , في رد فعل قوي أشعر إسرائيل بأن مصالحها مهددة في القارة الأفريقية.
واستطرد:" على رغم ما أنفقته إسرائيل خلال السنوات الماضية من مليارات الدولارات في أفريقيا جنوب الصحراء , بهدف تصفية القضية الفلسطينية في الوعي الجمعي الأفريقي , ووصفها بأنها قضية عربية فقط يجب أن يتخلي عنها الأفارقة وهو ما فشلت فيه فشلا ذريعا، خصاة بعد التضامن مع غزة في العدوان الأخير.
وأكد الباحث في الشؤون الإفريقية على أن استمرار العدوان الإسرائيلي علي غزة يشكل تهديدا كبيرا للتواجد الإسرائيلي والمصالح الإسرائيلية في أفريقيا وجنوب الصحراء.
ونوه الجزار إلى أن المصالح الإسرائيلية استهدفت بالفعل ومن ذلك ما تم ليلة الجمعة الموافق 27 أكتوبر 2023 , حيث تم تداول أنباء تفيد بأن قوات تابعة لمليشيات الحوثي في اليمن استهدفت قاعدة دهلك البحرية العسكرية في إريتريا والتابعة للكيان الصهيوني.
وتابع:" الإعلان عن استهداف قاعدة «امباسوري» المخابراتية الإسرائيلية المتواجدة على قمة جبل «امباسوري» بارتفاع 3000 آلاف متر والمخصصة لمراقبة باب المندب.
وذكر محمد الجزار أن القواعد العسكرية الإسرائيلية في أفريقيا والتي تحمل طابع السرية , أو حتي المعلنة التي تقوم بتدريبات عسكرية للجيوش الأفريقية وخاصة في كينيا والكونغو يمكن أن تكون محلا للإستهداف من قبل تنظيم القاعدة , وحركة شباب الجاهدين في الصومال , حيث أن إسرائيل أعربت أكثر من مرة عن مخاوفها من هذه الحركات التي يمكن أن تستهدف مصالحها في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
خسائر إسرائيل جراء العدوان على غزة
وتابع:" أن السفارات والبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية الموجودة في دول القارة الأفريقية والبالغ عددها 12 سفارة والمتواجدة في كل من ( أنجولا , والكاميرون , وساحل العاج , وإريتريا , وإثيوبيا , وغانا , وكينيا , ونيجيريا , ورواندا , والسنغال , وجنوب أفريقيا ) يمكن أن تكون محلا للإستهداف بعمليات عسكرية بطائرات بدون طيار أو حتي عمليات انتحارية يتم تدبيرها من قبل الجماعات الجهادية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء , أو حتي من قبل وكلاء إيران في القارة , حيث يوجد جيوب إيرانية في أفريقيا جنوب الصحراء وخاصة في غرب أفريقيا مثل غانا ونيجيريا.
ونوه الباحث في الشؤون الإفريقية إلى أنه بجانب ما سبق فإن الجاليات اليهودية في أفريقيا , والدبلوماسيين الإسرائيليين في القارة , ورجال الأعمال اليهود يمكن أن يكونوا كذلك محلا للإستهداف من خلال خطفهم أو قتلهم من قبل الجماعات الجهادية المتعاطفة مع حركة حماس.
وأكد محمد الجزار أن المشروعات التجارية والإقتصادية لإسرائيل في أفريقيا وجنوب الصحراء هي الأخري من المصالح المستهدفة في أفريقيا وأهمها مشروعات التعدين ومناجم الماس التي يستثمر فيها رجال الأعمال اليهود , فضلا عن مناجم الذهب , ومشروعات النقل البحري والجوي , وشركات التكنولوجيا , والإستثمارات الزراعية والتجارية , ومزارع الإنتاج الحيواني , كلها قد تكون أهداف انتقامية من إسرائيل في أفريقيا بسبب عدوانه الغاشم علي غزة وفلسطين.
ونوه الباحث في الشؤون الإفريقية إلى أن كل مشروعات التطبيع الدبلوماسي التي قامت بها إسرائيل في القارة الأفريقية خلال السنوات السابقة قد تكون محلا للمراجعة والإلغاء من قبل الحكومات خاصة في السودان في حالة تزايد الضغط الشعبي المطالب للحكومات الأفريقية والعربية لطرد السفراء الإسرائيليين من دولهم , وقطع العلاقات الدبلوماسية معها في ظل العدوان على غزة.
وأكد محمد الجزار أنه سوف يكون هناك تصاعد في المواقف الأفريقية الرافضة لعضوية إسرائيل بصفة مراقب في الإتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأفريقية والتي تسعي إسرائيل بصورة مستمرة للإنضمام إليها لتثبيت وجودها دوليا وتغلغلها أفريقيا في القارة الأفريقية.
وتسبب الهجوم على غزة في خسائر مادية كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي، وذلك في ظل الحشد العسكري وعمليات التعبئة لقوات الاحتياط وهو ما شكل عبء كبير على الاقتصاد الإسرائيلي
ومن مظاهر تلك الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل هو قيام اكثر من 300 شخص من كبار الاقتصاديين الإسرائيليين بإرسال رسالة عاجلة إلى حكومة الاحتلال بسبب العدوان على القطاع.
رسالة تحذير لنتنياهو والحكومة من الخسائر الاقتصادية
وطالب الاقتصاديين الإسرائيليين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريش، في الرسالة بضرورة التصرف بشكل مختلف.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير لها اليوم إلى مضمون الرسالة والتي جاء فيها:"أنتم لا تفهمون حجم الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي، يجب أن تتصرفوا بطريقة مختلفة".
وقال الاقتصاديون في رسالتهم إلى نتنياهو: "إن الضربة القاسية التي لحقت بإسرائيل تتطلب تغييرا جذريا في ترتيب الأولويات الوطنية وتحويلا هائلا للميزانيات لصالح معالجة أضرار الحرب ومساعدة الضحايا وإعادة بناء الاقتصاد".
وتابعوا: “بتقديرنا فإن النفقات المتوقعة بعد الحرب ستكون في حدود عشرات المليارات من الشواكل، بل وأكثر”.
وحذر الاقتصاديون من أن استمرار السلوك الحالي لحكومة نتنياهو يضر بالاقتصاد ويقوض قدرة إسرائيل على التعافي.
وتتخوف إسرائيل من السيناريو المرعب للعواقب الاقتصادية للحرب في غزة، وذلك لأن الاجتياح البري لقطاع غزة سيخفض النمو إلى 0.6%-0.7% العام المقبل في الاقتصاد الإسرائيلي.
الخوف من تسريح 1.8 مليون عامل إسرائيلي
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة كلكليست الاقتصادية الإسرائيلية، أن استمرار الحرب لمدة عام أو انتشارها إلى ساحات أخرى خارج قطاع غزة، هناك احتمال كبير بحدوث ركود في الفصول المقبلة؛ وفي حال السيناريو متعدد القطاعات، فإن الخوف هو من تسريح 1.8 مليون عامل - 41% من جميع العاملين في الاقتصاد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.