بعد إرسال قوات مشاة إلى إسرائيل.. هل تشارك أمريكا في الهجوم البري على غزة؟
الهجوم البري على غزة، منذ اللحظة الأولى للعدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على القطاع، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات عسكرية ضخمة إلى إسرائيل.
الهجوم البري على غزة بدعم أمريكي
ولم يقتصر الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في العدوان على غزة، على الذخائر أو الأسلحة، وإنما قامت أيضا بإرسال قوات ومستشارين عسكريين.
وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن إرسال قوات مشاة بحرية إلى الشرق الأوسط في ظل الهجوم البري على قطاع غزة والذي يشنه جيش الاحتلال.
ولكن يبقى التساؤل الأهم حول الدور الذي تقوم به القوات التي أرسلتها أمريكا إلى إسرائيل، وهل ستشارك في العدوان على غزة؟
وفي هذا السياق قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، إن القوات البرية التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل لن تشارك في الهجوم البري على غزة.
الدور الذي تقوم به القوات الأمريكية في إسرائيل
وأضاف اللواء سمير فرج، أن القوات الأمريكية التي أرسلتها إلى إسرائيل في المنطقة هدفها في الأساس رسالة تحذير لأذرع إيران في المنطقة سواء (حزب الله أو المقاومة العراقية او الحوثيين) بعدم التدخل في الحرب.
وأوضح الخبير العسكري أن أمريكا تشارك فقط بالمشورة والتخطيط، حيث إنها أرسلت خبراء عسكريين لمساعدتها في الهجوم البري على غزة.
وأكد اللواء سمير فرج أن أمريكا تريد ضمان عدم خروج إسرائيل عن السيناريو المحدد للحرب على غزة، أو تنفيذ هجمات مفاجأة.
مصير غامض وخسائر متوقعة، خبير استراتيجي يكشف سيناريوهات تدخل القوات الأمريكية بريًا في غزة لصالح إسرائيل
ونفى فرج قدرة إسرائيل على السيطرة على قطاع غزة أو حتى تقسيمه إلى أجزاء، قائلا إن كل العمليات التي نفذها جيش الاحتلال لم تسفر عن احتلال أي جزء في القطاع إنما تسببت في تدمير البنية التحتية فقط.
وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مستشارين عسكريين وجنرالات إلى تل أبيب لمساندتها في خطط الهجوم البري على غزة، ومن ضمنهم جنرال من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين إلى إسرائيل.
وتعكس هذه الخطوة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية مدى الدعم والمشاركة العميقة لإدارة بايدن في العدوان على غزة ودورها في التخطيط العسكري الإسرائيلى.
ووفقا لموقع أكسيوس من بين ضباط مشاة البحرية الذين تم إرسالهم جنرال يدعى جيمس جلين، الذي كان يرأس سابقًا العمليات الخاصة لمشاة البحرية وشارك في العمليات ضد داعش في العراق، وقالت مصادر مطلعة إنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمتابعة الغزو البري للجيش الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته ذكر موقع أكسيوس أن جلين والضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين لا يقومون بتوجيه العمليات، لكنهم يقدمون المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي حول خططه في غزة، وقد ركز هذا في المقام الأول على الغزو البري الإسرائيلي المتوقع وتبادل الضباط الأمريكيون الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من قتال داعش في الموصل.
وقررت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها اشارت الى ان المستشارين الموفدين لإسرائيل هم خبراء في حرب الشوارع
ووفقا لشبكة سي ان ان، فإن المستشارين العسكريين الأمريكيين في إسرائيل يستشهدون بالدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004 من خلال مساعدة قوات الاحتلال في وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حركات المقاومة الفلسطينية وحماس واجتياح غزة بريا.
ويحث المستشارون الأمريكيون الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة والعمليات الخاصة، بدلا من شن هجوم برى واسع النطاق على غزة، وهو الهجوم الذي قد يعرض الرهائن والمدنيين للخطر، ويزيد من تأجيج التوترات في المنطقة.
كما يعتمد المستشارون الأمريكيون على الاستراتيجيات التي تم تطويرها خلال المعركة التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة داعش الارهابي، والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.
ولكن أمريكا تعلم خطورة سيناريو التدخل في الهجوم البري على غزة، حيث إنها حذرت إسرائيل من خطورة هذه الخطوة، وذلك بناءا على تجاربها السابقة في فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق.
وخاضت الولايات المتحدة الأمريكية، العديد من الحروب البرية في فيتنام والصومال والعراق وأفغانستان والتي تدخلت فيها بقوات من الفرق الخاصة والمارينز، والتي تحولت إلى مستنقع خسرت فيه واشنطن آلاف الجنود ومئات المعدات، وأصبحت نقطة سوداء في تاريخ العسكرية الأمريكية.
الجيش الأمريكي في مستنقع جديد في غزة
وتعتبر حرب الصومال من أكثر المعارك التي تكبدت فيها أمريكا خسائر فادحة، وهو ما ضرب سمعة الجيش الأقوى في العالم، الذي قد يتعرض لهذه الخسائر في حال التدخل بريا في غزة
ولكن على ما يبدو أن أمريكا لم تتعلم من الدروس القاسية، وهي بصدد تدخل عسكري جديد في قطاع غزة ولكن في هذه المرة في مواجهة المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس، والفصائل المسلحة التابعة لإيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
الحروب الأمريكية في فيتنام والصومال وأفغانستان
وبدأ التدخل الأمريكي لدعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، بمجرد إرسال حاملتي طائرات لمنطقة البحر المتوسط وأيضا فرقة من المارينز المكونة من ألفي جندي، بالإضافة إلى المستشارين العسكريين وأفراد القوات الخاصة.
وهذا ما كشفه العقيد الأمريكي المتقاعد دوجلاس ماكجريجور، والذي أكد أن القوات الاسرائيلية الخاصة مدعومة بعناصر من فرقة دلتا الأمريكية قامت بمحاولة تسلل إلى غزة اليوم للقيام بعملية تحرير أسرى، لكنها تكبدت خسائر كبيرة وانسحبت.
ولكن يبقى السؤال الأهم، هل تواجه القوات الأمريكية في غزة نفس المصير الذي واجهته في الصومال وفيتنام وأفغانستان؟
اللواء محمد الشهاوي، الخبير العسكري ومستشار كلية القادة والأركان، قال لـ “فيتو” تعليقا على هذا السؤال إن هناك قوات أمريكية بالفعل موجودة في إسرائيل سواء قوات دلتا أو قوات من المارينز بالإضافة إلى خبراء عسكريين لدعمهم في العدوان على قطاع غزة.
هل تتدخل القوات الأمريكية في العدوان البري على غزة؟
وأوضح الخبير العسكري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى التدخل بريا في العدوان على غزة، وحذرت إسرائيل من ذلك، وذلك نظرا لتجاربها المريرة في الصومال أو العراق أو فيتنام وأفغانستان عندما تدخلت بريا وخسرت الأف الجنود.
وأكد اللواء الشهاوي على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تذهب بقوة كبيرة إلى إسرائيل في الوقت الراهن، وذلك نظرا لأن قواتها تركز على منطقة شرق أوروبا وحدود الناتو مع روسيا وذلك في ظل التوتر الكبير بين موسكو والناتو.
ونوه إلى أن أمريكا تتجنب فتح جبهة صراع جديدة في ظل الصراع الذي تخوضه في مواجهة الدب الروسي، ومحاولات التمدد الصيني في منطقة شرق أسيا.
وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها 22 قاعدة عسكرية في سوريا والعراق كلها معرضة للهجوم من قبل المقاومة وأذرع إيران في المنطقة، وهو ما دفع واشنطن لجلب دعم عسكري كبير شمل منظومات دفاع جوي متطورة مثل نظام ثاد وباتريوت إلى المنطقة.
وأكد اللواء محمد الشهاوي، أن في حال دخول أمريكا مواجهة مباشرة في قطاع غزة أو في سوريا والعراق مع أذرع إيران، فإن تزويد موسكو لهذه الفصائل بالأسلحة يجعل العملية أكثر صعوبة وتعقيدا على أمريكا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.