رئيس التحرير
عصام كامل

خيري بشارة عن أولى رواياته: الشغلانة الواحدة أصبحت موضة قديمة.. والمخرج الحقيقي يجب أن يكون موسوعيًا (حوار)

خيرى بشارة،فيتو
خيرى بشارة،فيتو

>> لا غرابة فى أن أغامر باسمى وبكل شيء من أجل «الكبرياء الصيني» 
>> تربطنى علاقة خاصة بشبرا وجزء من رحلة بطلى فى روايتى داخل هذا الحى العتيق 
>> أعرف قيمة الأعمال الأدبية وأعى التأثير المتبادل بين الرواية والسينما
>> أهتم بالتفاصيل ولا يشغلنى القارئ التجارى أو “المستعجل”
>> بوابة الفن واسعة ومعظم أفلامى نبعت من إسكتش قصة 
>> رغبتى فى كتابة الرواية كانت مبكرة جدًا فى حياتي
>> كتبت  فى وقت سابق شعرًا "حرًا" دون وزن وقافية
>> الفن يُعبر عن الذات وبوابته واسعة تتسع لكل المبدعين
>> أستعد لبدء مشروعات جديدة فى السينما
>> تأثرت كثيرا بالأدب الروسي.. والرواية ليست مغامرة

 

عُرف المخرج القدير خيرى بشارة بروح الشباب والطلة المختلفة والصدق، والرؤية الاستثنائية بالوسط الفنى بمصر ومختلف الدول العربية، فله عدسة وكادر خاص رغم كونه من الجيل الأكبر سنًا من الحاليين إلا أن تفرده يكمن فى تجدده المستمر.. فقدم بخفة أعمالًا حُفرت بالأذهان ؛ على سبيل المثال لا الحصر من أشهر أعماله: “آيس كريم فى جليم” مع الهضبة عمرو دياب، “الطوق والإسورة” مع النجمة شيريهان، “ يوم مر ويوم حلو” مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وعبلة كامل، وفيلم “أمريكا شيكا بيكا” مع المطرب محمد فؤاد، و“كابوريا” مع فتى الشاشة الأسمر أحمد زكي، و“حرب الفراولة” مع النجمة يسرا وعلاء ولى الدين.. وكذلك فى مسلسلات تحمل توقيعه الإخراجى مثل مسلسل “ملح الأرض” ومسلسل “ريش نعام” و“لعنة كارما” وغيرها.

وحصد خيرى بشارة العديد من الجوائز عن إنتاجه الفنى العبقرى فاقتنص جائزة الفكرة عام 1975 عن فيلمه “صائد الدبابات” فى مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة، وأيضًا حصل على جائزة السيناريو والإخراج عن عدة أفلام فى عامى 1976 و1977، فضلًا عن حصوله على جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.

ويبدو أن عطاءه الفنى لم يتوقف ولا يرغب فى الابتعاد عن المشهد كباقى أبناء جيله مثل يسرى نصر الله وداود عبد السيد وعمر عبد العزيز.. فخرج على جمهوره بخفته المعهودة ليُقدم أولى تجاربه الأدبية والتى جاءت فى هيئة رواية ـ “الكبرياء الصيني”.

“فيتو” التقت به للكشف عن كواليس هذا العمل وماذا يعمل عليه خلال الفترة المقبلة.

 

*بدايةً؛ ما السر وراء دخولك للعالم الأدبي؟ ولماذا “الكبرياء الصيني” رواية وليست سيناريو فيلم؟

 

المخرج بطبعه يحب الحكى ويحب يسرد التفاصيل، وعشت عمرى أقرأ وأحلل وأتخيل التفاصيل الكثيرة التى يتحدث عنها الروائى أو تلك الخفايا التى  يتركها للخيال، فأنا كصانع سينما كُنت أمتلك من الوعى الكثير لأعرف قيمة الأعمال الأدبية، وأعى جيدا التأثير المتبادل بين الرواية وبين السينما، وتأثرت بالأدب الروسى منذ سنوات طويلة جدًا، وتأخرت لكى أطرح روايتى الأولى لأننى أهتم بالتفاصيل ولا يشغلنى القارئ التجارى أو بمعنى أصح القارئ “المستعجل”، وممكن أن تكون رواية متاهة بالنسبة للكثيرين لكن بالنسبة لى كثرة تفاصيلها حتمية لفهم الأحداث.. وقد استغرقت وقتا طويلًا حتى أُخرج عملى الأدبى الأول بشكل يرضينى إلى حد كبير، وأحداثه وصراعاته ومغامراته شعرت بأنها لو كُتبت كرواية ستكون مساحتها أعمق فى الخيال من تصويرها بفيلم.

*اسمك محفور بالأذهان فى الأعمال السينمائية.. ويعتبرك النقاد من أقوى 10 مخرجين مروا على العالم العربي.. لم تقلق من فكرة استهجان عملك الروائى الأول وتراجع اسمك بسببه؟

 

أنا لا أكتب إلا عما أعرفه وأشاهده وأهتم جدًا بالمراجع والتاريخ الحقيقى والحي، فقراءاتى كثيرة جدًا، وحقيقةً كُنت مفتونا بعالم الأدب ونيكولايافيتش تولستوى ودوستويفسكى وكنت مُتيما بـ الجريمة والعقاب و"الإخوة كرامازوف" وغيرهما الكثير منذ أن كُنت فى العشرينات.. وبالتالى عندما يكون هذا تكوينى فلا أجد غرابة فى أن أُغامر باسمى وكل شيء، وأن أصنع عملا فنيا جيدا مهما كان نوعه.
فبوابة الفن متسعة للأدب والسينما والرقص والغناء.. إلخ، حتى أفلامى طيلة عمرى كانت قد نبعت من إسكتش قصة، فهذا هو الفن، ورغبتى فى كتابة الرواية رغبة مبكرة جدًا فى حياتي، وأيضًا كتبت  فى وقت سابق شعرًا “حُرًا” دون وزن وقافية، فالفن يُعبر عن الذات أيا كان شكله وبوابته واسعة تتسع لكل المبدعين، وفكرة الشغلانة الواحدة موضة قديمة.. المخرج الحقيقى يجب أن يكون موسوعيًا.

*بطل روايتك “الكبرياء الصيني” ظل يعانى بسبب ازدواجية الهوية.. فهل الحكاية حقيقية وهل عاش خيرى بشارة الحياة صاحبة الرؤى والثقافات المتعددة من شبرا لـ بولندا وحتى الصين؟

الحكاية تدور حول شاب يعيش فى أوقات النكسة بداية السبعينيات لديه الكثير من الأفكار والمعتقدات والانشغالات كباقى أبناء جيله فى ذلك الوقت، فنظرًا للتغيرات العنيفة التى خلفتها النكسة على قلوب المصريين ورغبتهم فى أن يخوضوا مواجهة مع إسرائيل لاسترداد الأرض.

فى هذا الوقت بطلنا ظل مراقبًا من بعيد كل ما يجرى دون أن يندمج به لأنه ببساطة صاحب أصول صينية وليست مصرية فقط.. فهو طول الوقت شخص صاحب هويتين ويفكر بالتوازى.. ومن هنا يخوض التجارب الكثيرة ليكتشف حقيقته وهويته الأصلية.. فيتحدث البطل عن تفاصيل رحلته بكل ما فيها من تصوف ورهبنة وقلق والمغامرة وتجارب مختلفة.. فهى رواية يمكننا أن نقول إنها تسير على خطين وليس هويتين.. فتبدأ من مصر ولحظات التحول من السبعينيات وحتى العقد الأول من الألفية الجديدة ومن ناحية أخرى بها مسار مختلف متعلق بالصين تجسد أيضا بدايات القرن الـ 19 وما الرابط بين صراعات البلدين سويًا.

وبالطبع لأننى لا أكتب إلا عن شيء أعرفه جيدًا فأنا عشت سنوات طويلة جامعًا بين هويتين وثقافتين، فزوجتى بولندية وسافرت كثيرا لدول أجنبية  من بينها بلا شك الصين، وكثيرًا ما كنت مسافرًا لأماكن مختلفة ومن ثم أعود لمصر وأسافر وأعود، لكن هذا جعلنى أكثر إلمامًا بالمحيط العام وليس مزدوج هوية أو معايير، فكل معتقداتى مصرية شبراوية 100%.

*تربطك علاقة خاصة بـمكان نشأتك شبرا.. وهو ما ظهر جليا فى الكثير من الكادرات بالسينما وأيضًا ظهر بروايتك الأولى.

بلا شك تربطنى علاقة خاصة بشبرا، فأريد أن يكون جزء من رحلة بطلى فى رواية “الكبرياء الصيني” داخل هذا الحى العريق، فجعلته يجول مع أحد الأفراد داخل شوارع وحوارى شبرا ليكشف عن جوانب كثيرة لا توجد فى مكان غيرها.

*ماذا عن عشقك الأول، هل هناك أعمال سينمائية جديدة ستُبصر النور قريبا؟

عودة قوية قريبا.. فأستعد لبدء  مشروعات جديدة فى السينما، وتعتبر تجربة فريدة فى السينما المصرية لاحتوائها على الكثير من الإنسانيات والتجارب الواقعية بشكل كبير، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور… لكنى لا أٌحب التحدث كثيرًا بخصوص أشياء لم تُنفذ بعد، فحتى الآن لم أستقر على أسماء النجوم المشاركين.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية