رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء وادي مصر المقدس.. مهد الحضارات وأرض الأنبياء.. فيها تجلى الله.. وتنبت الشجرة المقدسة

 سيناء وادي مصر المقدس،
سيناء وادي مصر المقدس، فيتو

بقعة عزيزة ارتوت رمالها بدماء الشهداء، لها فى النفس مكانة خاصة، فقد شهدت عبر الزمن تضحيات وبطولات من رجال مصر الأقوياء، وقدر الله لها أن تكون ممرا بين القارات تربط مشرق الأرض ومغربها، وحدث نبيه موسى فى معجزة نادرة فوق أرضها، إنها سيناء، الوداى المقدس طوى، أرض الفيروز غير القابلة للتفريط أو الرهان عليها فى أى مخططات، سواء كانت صهيونية أو أمريكية، لها رجال بواسل جاهزون للدفاع عنها، وشعب بالملايين جاهز للزحف إليها.. فما قصتها التاريخية؟ ولماذا يتمسك بها الصهاينة ويرفضون فكرة مغادرتها ويحيكون المؤامرات ضدها وآخرها ما طرحوه حول جعلها وطنا بديلا لشعب فلسطين الأعزل؟.. «فيتو» فتحت كتاب التاريخ القديم والمعاصر فى هذا الملف لجعلها وثيقة نتركها للأبناء والأحفاد بأن هناك قطعة أرض عزيزة علينا تمسكوا بها حتى قيام الساعة، فإلى أصل الحكاية فى سطور لا تكفى لسرد قصة وادى مصر المقدس.

Advertisements

 

لم يكن الوصف من قبيل المبالغة أو حتى الانحياز للوطن وهو حق مشروع، لكنها حقيقة، فسيناء فعلا هى مهد الحضارات، وأرض الأنبياء، يدلل على ذلك ذكرها فى القرآن الكريم باسمها صراحة تارة، أو من خلال التورية كجبل الطور تارة أخرى، فعلى أرضها تجلى الله العظيم لنبيه موسى عليه السلام وكلمّه، وهى نفس الأرض التى استقبلت أول الأديان السماوية اليهودية، بل ومن جبل الطور جاءت التوراة.

وقبل نبى الله موسى، كان هناك أنبياء ساروا على أرض سيناء، منهم: (إدريس، إبراهيم، لوط، إسماعيل، يعقوب، يوسف، شعيب، الأسباط، موسى، هارون، يوشع بن نون، وغيرهم»، عليهم جميعًا السلام، بل بأرض سيناء ولدت السيدة هاجر المصرية إسماعيل أبو العرب.

وتوجد بأرض سيناء الشجرة المقدسة التى أضاءت من نور الله، وهى «شجرة العليقة»، وبها شجر الزيتون، ويوجد فى أرضها «الوادى المقدس طوى» وقبر هارون عليه السلام، وقبر موسى واخته مريم التى ذكرت فى القرآن.

دخلت المسيحية مصر منذ أوائل القرن الثالث الميلادى، ولكن بسبب تعرض المسيحيين فى مصر للاضطهاد من الرومان الوثنيين؛ هرب الكثيرون منهم إلى الصحراء فى فترة الاضطهاد التى شنَّها الإمبراطور الرومانى «داكيوس» سنة 251م، ولم يعودوا جميعا بعد زوال الخطر، حيث وجد بعضهم أن الصحراء قدمت لهم البيئة المناسبة للعبادة التى فضلوها.

ومن هنا انتشرت الأديرة فى غرب مصر وجنوبها وشرقها عبر فترات زمنية طويلة، وأشهر هذه الأديرة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا دير سانت كاترين أو القديسة كاترينا فى قلب سيناء، حيث جبل الطور، وهو مكان مقدس للأديان السماوية الثلاثة؛ ففيه كلّم الله موسى تكليما.

ونظرا للأهمية الدينية والاستراتيجية لدير سانت كاترين الذى يتبع طائفة «الروم الأرثوذكس» وليس الأقباط الأرثوذكس؛ حرص أساقفة الدير على رعاية مصالح الدير وأوقافه وأراضيه، فضلا عن تحقيق الأمان من القبائل العربية المحيطة بالرهبان، وكذا من اليهود الذين طالما طمعوا فى الدير وفى منطقة جبل الطور باعتبارها مكانا مقدسا وقف فيه موسى عليه السلام يُناجى ربّه.

توالت على دير سانت كاترين على مدى سنوات بعثات استكشافية لجرد وثائقه ومحتوياته، ففى 1950 حضرت بعثة أمريكية بمساعدة علماء مصريين منهم عزيز عطية ومراد كامل وأحمد عيسى صبرى لجرد الوثائق التى بلغت 5 آلاف مخطوط ووثيقة كتبت بالعثمانية وتدور حول الحقوق المثبتة منذ صدر الإسلام والفرمانات ومسائل الأوقاف والضرائب والعلاقة مع البدو وامور الصلاة فى المسجد الموجود داخل الدير.

وذكر «مراد كامل»، عالم اللغات الشرقية الراحل عام 1975 الذى كُلّف بجرد محتويات المكتبة أن عدد الوثائق العثمانية بالمكتبة بلغت 549 وثيقة، وعدد الوثائق العربية حوالى 1٫067 وثيقة، أقدمها يرجع إلى العصر الفاطمى علاوة على عدد من الوثائق السريانية يبلغ زهاء 500 وثيقة، وعدد من الوثائق الأرمنية يبلغ 120 وثيقة، بخلاف وثائق يونانية هى الأكبر عددا بحوالى 2٫319 وثيقة.

وقال الدكتور أحمد عيسى صبرى إن أهم مخطوطين فى الدير يعودان إلى القرنين الثالث والرابع الهجرى لنسخ من الاناجيل الأربعة مكتوبة بالخط الكوفى، ومن ضمن مخطوطات دير سانت كاترين نسخو مستنسخة من وثيقة الأمان التى زعم المصريين أن النبى عليه السلام أرسلها لهم فى العام الثانى للهجرة، وهى وثيقة تعطيهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ولا تؤخذ منهم جزية أو ضرائب وقد حملها السلطان سليم الأول إلى إسطنبول للاحتفاظ بها ضمن الامانات المقدسة وأعطى للمصريين نسخا منها واحدة بالعربية وأخرى بالتركية ما زالت موجودة بالدير.

وعبر أراضى سيناء آلاف الصحابة مع القائد عمرو بن العاص لفتح مصر، وبها (الجبل المقدس) الذى أقسم الله به مرتين فى القرآن الكريم، وهو جبل الطور، طور سيناء، وطور سينين وباسم هذا الجبل سميت سورة فى القرآن هى سورة الطور.

وكان أهم ما ميز فترة الحكم العثمانى وفق كتاب الدكتور عبد العزيز الشناوى (الدولة العثمانية دولة مفترى عليها) أن أهل الدير حرصوا على منع اليهود من السكنى بجوارهم، وكانوا كلما لاحظوا عددا من اليهود أفرادا أو جماعات يريدون السكنى فى طور سيناء أو فى سيناء فى العموم كانوا يرسلون مباشرة شكاوى إلى الباب العالى فى إسطنبول الذى يسارع إلى إصدار مراسيمه وفرماناته إلى ولاته فى مصر لمنع اليهود من سكنى سيناء بالكلية، إبعادا لهم عن سيناء وفلسطين، وهناك العديد من الفرمانات السلطانية العثمانية التى تُدلل على هذا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية