في ذكراه الخمسين، أبرز معارك طه حسين مع المفكرين والكتاب
طه حسين، معارك كثيرة خاضها الدكتور طه حسين خلال مشواره الأدبي مع الأدباء ومع السلطة وحتى مع الأصدقاء وأول هذه المعارك عام 1968 كانت مع الأدباء والكتاب من أصدقائه حين هاجم أجهزة الإعلام ـ الإذاعة والصحافة والتليفزيون ـ ووصفها بالضحالة التي لا ترقى إلى مستوى النقد كما هاجم الأزهر والموسيقى العربية وقال إنه لا يستمع إليها ويفضل عليها الموسيقى الغربية، وأنه منذ ترك القرية لم يسمع شيئًا أفضل من أبو زيد الهلالي في دفاع عن الموسيقى الغربية.
معارك طه حسين
استطلعت مجلة بناء الوطن الكتاب في الرد على اتهامات الدكتور طه حسين لهم.
قال أحمد شفيق أبو عوف عميد معهد الموسيقى وقتئذ: إذا سلمنا بأن الموسيقى الغربية سبقتنا بمراحل كثيرة إلا أنها ما زالت غريبة والاستماع إليها يختلف كثيرًا عن موسيقانا التي تجري في دمائنا وتعكس تقاليدنا، وأنا متأكد أن الدكتور طه لم يسمع أبو بكر خيرت وعزيز الشوان ولو كان سمعهما لعرف مدى تطور الموسيقى العربية.
وقال الكاتب أحمد بهاء الدين: إن ما يقوله الدكتور طه حسين عن أجهزة الإعلام بالنسبة للمستوى الثقافي للبلاد صحيح، لكن هذا ليس على مصر وحدها بل في كل بلاد العالم، وبعد أن كان الكتاب والصحيفة والمجلة هي وسيلة التثقيف ظهرت وسائل الدعاية والإعلام الحديثة مما جعل وسائل الإعلام السابقة أقل مستوى.
أما الأديب عباس محمود العقاد فقال: إن طه حسين يمثل قنطرة بين الأدب العربي والأدب اليوناني القديم فقد نقل الأدب الإغريقي، لكنه في مجال الشعر والنقد الأدبي المعاصر لم يقدم مقاييس عملية؛ بل كان على أساس نظري فقط، مؤكدًا أن طه حسين غير مستعد لقبول الجديد في كافة أشكاله بحكم تكوينه الفكري وموقفه من التجديد ومناهجه.
وبالنسبة للهجوم على الأزهر قال الشيخ محمد أبو زهرة: لقد جانب طه حسين الصواب في جزء من هجومه، ففي الماضي كان الأزهر يتجه إلى العمق في دراساته وكان شيوخه مخلصين في أداء واجبهم لاعتقاد غالبيتهم بأن تدريسهم عبادة، أما الأزهر الحديث فقد اتجه إلى بعض السطحية، ولكن التعمق ما زال موجودًا وإن لم يكن الشيوخ كالشيوخ السابقين في علمهم.
إحسان عبد القدوس
وقال الأديب إحسان عبد القدوس إن الدكتور طه حسين غير قادر على الخروج من مرحلة العصر الذي نشأ فيه لذلك فهو لا يتقبل مقاييس النهضة الحالية ويحكم على الحاضر بمقاييس الأمس ويريدنا أن نقف عند جيله فقط، لكنه في كثير من الأحيان يفوق التلميذ أستاذه، كما أننا في هذه المرحلة نحتاج إلى الحرية والانطلاق لا الجمود والتخلف.
أما الدكتور يوسف إدريس فقد طالب بتوسيع النهضة الثقافية الموجودة التي تعبر عن الانطلاقة الثورية بمزيد من الدعم لها ويرى أنه لا يوجد أي تناقض بين أجهزتنا الفكرية وبين ثقافة هذه المرحلة.
وكانت هناك أيضًا معارك سابقة بين عميد الأدب العربى والمفكرين والكتاب فكان الصدام مع المفكر زكي مبارك واستمرت معركتهم الثقافية أكثر من 9 سنوات، فقد كان طه حسين يرى أن العقل اليوناني هو مصدر التحضر وأن عقلية مصر هي عقلية يونانية ولا بدَّ لمصر أن تعود إلى احتضان ثقافة وفلسفة اليونان، في حين كان زكي مبارك ضد هذه النزعة اليونانية واتهم طه حسين بنقل واتباع آراء المستشرقين والأجانب، لكن الخلاف وصل إلى مستوى العداء الصريح عندما رفض طه حسين تجديد عقد زكي مبارك وفصله من الجامعة، وكرس زكي مبارك مقالاته للرد على طه حسين ولم يترك مناسبة إلا وهاجمه فيها طه هجومًا قويًّا عنيفًا. لدرجة أن قال زكي مبارك في أحد مقالاته “ولو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه".
ثم جاءت معركته مع الأديب مصطفى صادق الرافعي، بدأت عند صدور كتاب الرافعي "تاريخ آداب العربية" وانتقده الدكتور طه حسين عام 1912، واشتدت المعركة حين أصدر الرافعي كتابه "رسائل الأحزان"، وانتقده أيضًا الدكتور طه حسين بشدة قائلًا: إن كل جملة من جمل هذا الكتاب تبعث في نفسي شعورًا قويًّا مؤلمًا بأن الكاتب يلدها ولادة وهو يقاسي من هذه الولادة ما تقاسي الأم من آلام الوضع"، رد الرافعي عليه واصفًا أسلوبه بالركاكة والتكرار ولغته بالضعف والتعسف والإخلال بشروط الفصاحة وقوانين اللغة العربية.
كتاب في الشعر الجاهلي
وبعد صدور كتاب “في الشعر الجاهلي”، اغتنم الرافعي الفرصة للانتقام من طه حسين، فخاصم طه خصومة عنيفة شرسة في مقالات نشرت في كتاب “تحت راية القرآن” متهمًا إياه بالكفر والزندقة والغرور والعصبية على الإسلام والطعن على الدين الإسلامي، وكان من نتيجة هذه الخصومة ما عرف بالمعركة بين القديم والجديد، وهي من أشهر المعارك الأدبية والفكرية في الأدب العربي الحديث.
عباس محمود العقاد
أما معركته مع الكاتب عباس محمود العقاد، فقد بدأت من خلال رسالة الغفران، حول فلسفة أبي العلاء المعري، حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران وقال: "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ذلك تقديري موجز لرسالة الغفران". واستفزت هذه الكلمة طه حسين، فكتب يقول: “ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال في رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد”.
الخلاف بين الرجلين ظل قائمًا والعداء مستمرًّا، ولكن لاذ كل من طه حسين والعقاد بالصمت وتجنب كل منهما الآخر، يقول أنور الجندي في كتابه "المعارك الأدبية في مصر 1914-1939": "كان طه حسين يخشى قلم العقاد فلم يعرض له إلا لمامًا وفي حذر شديد، وعندما انضم طه حسين إلى الوفد كان العقاد أكبر من يخشاه".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.