رئيس التحرير
عصام كامل

بكى فأبكى العالم.. الحكاية الكاملة لمأساة وائل الدحدوح.. نقل عائلته للمنطقة الآمنة فقتلهم الاحتلال.. اعترفت إسرائيل باستهداف منزله.. والقدر يمنحه لقبًا جديدًا

مأساة وائل الدحدوح،
مأساة وائل الدحدوح، فيتو

الحرب على غزة، "أيه مين خلود تعرضتوا للاستهداف وين".. كلمات مقتضبة قالها الإعلامي الفلسطيني وائل الدحدوح وهو يتلقى نبأ استهداف الاحتلال لمنزل عائلته في النصيرات، وسط غزة على الهواء.. استشهد ابنه محمود وزوجته أم حمزة، وأصغر بناته وأحبها إلى قلبه شام، 7 سنوات،  وحفيده آدم شهر ونصف. 

 

في الحرب على غزة استباح الاحتلال كل شيء

 في الحرب على غزة استباح الاحتلال كل شيء، فكان يقصف البيوت الآمنة لتسقط على رؤوس ساكنيها دون إنذار، محيت عائلات كاملة في غزة من سجل الوجود، تطهير عرقي وإبادة جماعية يمارسها الاحتلال على سكان غزة العزل، لم يأبه بجثث الأطفال الملقاه في الشوارع، أو النساء حتى المرضى.

صدمة وائل الدحدوح، فيتو


 كان الإعلامي الفلسطيني وائل الدحدوح، مراسل فضائية الجزيرة، يغطي الحرب على غزة، وعمليات القصف الوحشي على أهالي القطاع، منذ بداية عملية طوفان الأقصى، وما أعقبها من عمليات الإبادة الوحشية لسكان القطاع، والتي أطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي بـ"السيوف الحديدية". 

 

استشهاد أبناء وزوجة وائل الدحدوح

 رائحة الموت كانت تطغى على المكان، كانت المخاوف تختلج في صدر وائل الدحدوح، فلديه عائلة كبيرة، زوجته أم حمزة، رفيقة دربه وابنة عمه، التي أنجبت له من الأولاد ثلاثة هم حمزة، أكبر أبناءه، والشهيد محمود، الأوسط في الثانوية العامة وكان الدحدوح يُعده ليكون صحفي وخليفة له في مجال الإعلام، أما يحيي فهو الصغير وكاد يفقد حياته في القصف. 


 أما بنات وائل الدحدوح فهم خلود الكبري، وبتول المصابة في القصف، أما شام فهي أصغر أبنائه، عمرها 7 سنوات، كانت الأصغر والأقرب لقلب أبيها وائل الدحدوح، والتي استشهدت في القصف الوحشي للاحتلال، والذي أدى لتدمير منزلهم.

الدحدوء يحمل حفيده الشهيد، فيتو

 
 كان وائل الدحدوح يخشى أن تصاب عائلته بسوء، وخاصة بعد أن هدد الاحتلال بقصف شمال غزة، وطالب أهلها بالرحيل إلى وسط القطاع، بالفعل حمل وائل الدحدوح عائلته، وغادروا إلى النصيرات، وسط قطاع غزة، والتي أدعى الاحتلال أنها ستكون آمنة، حيث أقامت عائلة الدحدوح عند أقارب العائلة.

 

الدحدوح أول من نقل قصف مستشفى المعمداني

 ظن وائل الدحدوح أن عائلته في مأمن، فحمل سلاحه "الميكروفون والكاميرا" لنقل جرائم الاحتلال للعالم، وبالفعل كان أول من نقل الجريمة الوحشية التي قام بها الاحتلال بقصف مستشفى المعمداني، قام بعمل بث حي للمجزرة التي خلفها القصف، وأظهر وجه الاحتلال القبيح، فأظهر الأطفال والنساء الذين استشهدوا داخل المستشفى، أثناء تلقيهم العلاج.

أطلق أصدقاء وائل الدحدوح عليه صحفي برتبة محارب، فقد حمل عمره على يديه أثناء تغطية جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال على سكان القطاع.

 

القدر يمنح الدحدوح لقبًا آخر يليق به

 يبدو أن القدر أراد أن يمنح الدحدوح لقبًا آخر يليق به، أنه لقب والد الشهداء، ففي صباح أمس الأربعاء، كان وائل الدحدوح على موعد مع المفاجأة الصادمة، ففي الصباح ودع الدحدوح العائلة ليقوم بعمله، مراسل على جبهة الحرب، أثناء التغطية سمع صوت انفجارات عليه، في نفس المنطقة التي تقطنها العائلة "النصيرات"، لم يتوقع وائل أن يكون منزل عائلته هو المقصود بالقصف، فقد أكد الاحتلال أن هذه المنطقة آمنة، لكن بعد دقائق من القصف اتصلت ابنته خلود، لم تتمكن من التوصل لوالدها، الذي كان يُعد تقريرا على الهواء يبرز فيه أفعال الاحتلال الوحشية على القطاع.

في النهاية تمكنت خلود من التوصل للمصور، الذي نقل ذلك لوائل الدحدوح أثناء تغطيته للأحداث، وسمع العالم كله حديث النبأ الحزين، بقصف عائلة وائل الدحدوح. 

الدحدوح يخرج أبناءه من بين الركام

 توجه وائل لمنزل عائلته الذي استهدفته صواريخ الاحتلال، وحولته إلى كومة من التراب، مادت الدنيا تحت أقدام الدحدوح، ماذا يفعل كيف يخرج عائلته من تحت الركام؟، وخاصة أن معدات رفع الأنقاض والسيارات لا تصل إلى المكان، وكيف تصل وكل الطرق مهدمة، والضحايا لا يزالوا تحت ركام أنقاض المئات من المنازل.

 

 لكن عاطفة الأب غلبت على وائل الدحدوح، وقام بحفر الركام بيده لإخراج من يمكنه إخراجهم من العائلة، وبالفعل تمكن من إنقاذ حياة ابنه الصغير وابنته، الذين كانوا يحتمون تحت حوض في المطبخ أثناء سماعهم لدوي القصف، تمكن الدحدوح من إخراج ابنه الصغير يحيي، الذي كاد يفقد حياته بسبب إصابة عميقة بالرأس، ولم يتمكن الدحدوح من إخراجه للفظ أنفاسه الأخيرة خلال ساعات قليلة، أما ابنته بتول فأصيبت هي الأخرى بإصابات بالغة، لكن الركام الكثيف لم يمكنه من إخراج باقي العائلة.

 

الدحدوح يتلقى الخبر الصادم

بعد ساعات قليلة توجه وائل الدحدوح إلى المستشفى ليتلقى الخبر الصادم، وفاة بعض أفراد عائلته، كادت الصدمة تسقطه أرضًا عندما رأى حفيده آدم، شهر ونصف، شهيدًا فحمله بين ذراعه في محاولة لإسعافه، لكن القدر كان أقرب إلى الرضيع، سأل الدحدوح عن محمود فجاءته الصدمة، استشهاد ابنه محمود وابنته الصغيرة شام وزوجته أم حمزة.
خرجت الـ"أه" مدوية من صدر وائل الدحدوح، عندما رأى جثامين أفراد عائلته مسجاة على الأرض، وأخذ في البكاء، قائلًا: "الاحتلال يريد الانتقام منا في أولادنا".


 لم تمض ساعات قليلة حتى اعترف الاحتلال ورئيس وزراء حكومته نتنياهو، باستهداف منزل عائلة الدحدوح، وقصفه انتقامًا منهم لإظهار وجه الاحتلال الإسرائيلي القبيح، والكشف عن جرائمها التي ترتكب بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وخاصة الأطفال.

 

مأساة الدحدوح ليست الأولى

 حكاية وائل الدحدوح واستشهاد عائلته لم تكن الأولى من حكاية القصف الغاشم على غزة، واستهداف العديد من الصحفيين وأسرهم في القطاع، فقد ارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى، حيث بلغ عدد الصحفيين الذين استشهدوا جراء القصف الوحشي على القطاع  24 صحفيًا، بينهم صحفية واحدة، هي دعاء شرف، والتي استشهدت هي وطفلها عبيدة.

 

 كانت دعاء شرف هي الصحفية الفلسطينية الثانية، التي استهدفها الاحتلال، واستشهدت في العدوان الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وجاء استشهاد دعاء بعد استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو الماضي.

وائل الدحدوح وصدمة استشهاد بعض أفراد عائلته، فيتو


 سلسلة استهداف الصحفيين وأسرهم في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لا تنتهي، فقد أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أنه ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، استشهد 16 صحفيًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى صحفي لبناني يدعى عصام عبد الله، واستشهدوا جميعًا بصواريخ وقذائف الاحتلال الاسرائيلي.

 

نقابة الصحفيين توثق جرائم الاحتلال

 وبرغم المحاولات المضنية من نقابة الصحفيين الفلسطينيين لتوثيق أسماء الشهداء، لكن بسبب تكثيف التصعيد والصعوبة الشديدة في الاتصالات، أصبحت عمليات التوثيق تأخذ شكلًا معقدًا، ما يعني أن من تم توثيق استشهادهم لا يمثل العدد الحقيقي للمستهدفين والشهداء.
وشملت أسماء الشهداء من الصحفيين جراء القصف الإسرائيلي الوحشي (الصحفي احمد شهاب، معد برامج في اذاعة صوت الاسرى، والمصور الصحفي محمد الصالحي مصور وكالة السلطة الرابعة، والمصور الصحفي الحر محمد فايز أبو مطر، والصحفي هشام النواجحة مصور وكالة خبر، والمصور الصحفي إبراهيم لافي من مؤسسة عين ميديا الإعلامية، والصحفي سعيد الطويل رئيس تحرير وكالة الأنباء الخامسة، والصحفي محمد جرغون من وكالة سمارت ميديا، والصحفي الحر أسعد شملخ، والصحفي محمد أبو رزق مصور وكالة خبر، والصحفية الحرة سلام ميمة التي تم تأكيد وفاتها بعد انتشالها من تحت الأنقاض بعد مرور ثلاث أيام على تدمير منزلها، والصحفي حسام مبارك المذيع في قناة الأقصى، والصحفي عبد الهادي حبيب “وكالة المنارة للإعلام ووكالة HQ Media  وعدد من أفراد أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله)

 

 كما تم توثيق استشهاد (الصحفي محمد بعلوشة قناة فلسطين اليوم مع عائلته أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله، والصحفي عصام بهار فضائية الأقصى وزوجته وإصابة أفراد أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله، والمخرج سميح النادي، فضائية الأقصى، والصحفي خليل ابو عاذرة مصور فضائية الأقصى بعد استهدافه مع شقيقه في منطقة حي النصر شمال رفح... بالإضافة لعدد من الصحفيين المفقودين).


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية